رواية غرام بقلم ولاء رفعت
الذي ستقدمه خلف المغني كما أخبرها عوني القرني.
ألقت نظرة علي والدها الذي يغط في النوم و اطمئنت لأنه لا يستيقظ سوي في اليوم التالي ظهرا ستكون قد عادت.
غادرت منزلها وبخطوات أشبه بالركض اتجهت إلي خارج الحارة لا تري الذي يلحق بها منذ أن رآها وهي تتسلل من باب البناء.
استقلت سيارة أجرة ففعل مثلها وقال للسائق
أطلع ورا التاكسي ده ياسطا
وجدت الحارس في استقبالها بحفاوة
يا مرحب يا مرحب بالنجمة الجديدة
رمقته من أعلي إلي أسفل
يا سم
ولجت داخل المصعد و بعد ثواني وصلت أمام باب المكتب فتحت فتاة أخرى غير التي كانت موجودة بالأمس
أنتي سماح
أومأت لها الأخرى
اه أومال فين عوني بيه
هزت رأسها فهي تشعر بالعطش الشديد
اه ياريت عايزة أشرب ميه
دقيقة و
راجعالك
ذهبت الفتاة ذات المظهر الغريب لكن سماح لم تهتم كالعادة فالمال و الشهرة لديها هما الأهم
عادت الفتاة تحمل صينية يعلوها كوب من العصير و آخر ماء
اتفضلي
شكرا
تناولت كوب الماء ارتشفت القليل ثم أخذت العصير تشربه علي دفعة واحدة وكأنها تشعر بالحيوية بعد التوتر والقلق.
بقولك أنا عايز أعرف اللي طلعت دلوقتي دي في أنهي دور
و أنا بقولك معرفش و ماشوفتش حد طلع هنا يلا أتكل علي الله بدل ما أندهالك الرجالة يطلعوك بمعرفتهم
طيب إيه رأيك أنا مش ماشي من هنا غير لما أعرف هي فين و طلعت لمين
حدق نحوه الحارس بوعيد
بقي كدة ماشي أنت اللي جيبته لنفسك
وفي الأعلى بدأت تشعر بالخدر في أطرافها و عدم اتزان أصبحت الرؤية مشوشة لديها و كانت عيون الفتاة ذات المظهر المريب تراقبها اقتربت منها وحاولت مساعدتها في النهوض
وقفت بصعوبة واستندت علي ساعد الفتاة وسارت بخطى متعثرة
أنا.. مالي.. بيحصل.. فيا.. إيه
تفوهت بصعوبة و كأن الخدر اصاب لسانها أيضا
أجابت الفتاة
معلش هو تأثير المخدر كدة بيخليكي ما بين النوم والصحيان و تحسي أطرافك كلها كأنها مشلۏلة
ولجت داخل غرفة ذات مساحة كبيرة
مليئة بكاميرات التصوير في كل زاوية و إضاءة أزعجت عينيها رجل يجلس خلف جهاز عرض صغير يذكرها بمشاهد المخرج الجالس خلف الشاشة يراقب المشهد كما هناك وراء كل كاميرا رجل كل منهم ذو جسد طويل وعريض وكأنهم يعملون في الحراسة.
تركتها و ذهبت إلي غرفة قريبة لتخبر هذا الشيطان البدين وجدته يتحدث في الهاتف
أوعي تخليه يطلع أنا هابعتلك الرجالة يخلوه يحرم يمشي من قدام البرج تاني
أنهي المكالمة ورأي الفتاة تخبره
ابتسامة شيطانية علي محياه يتبعها أمرا
بلغي سام وقوليله النجمة جاهزة وخليهم يبدأوا تصوير
أمرك يا بوص
وبعد أن نفذت أوامر رب عملهم المشين خرج من الغرفة المجاورة لغرفة التصوير شاب خلف الشاشة
1 2 3 go
تسمع أصواتهم و تري هذا الضوء المزعج و المسلط عليها تريد أن تتحرك
لكن غير قادرة علي
سماح
الفصل الحادي عشر
تولت اليوم الوظيفة الجديدة أصبحت المساعدة الخاصة بيوسف وهذا بعد أن أشاد بها إلي والده بأنها من ساعدته علي معرفة المصنع المحتال الذي يقلد منتجاتهم ويغرق السوق بها بثمن بخس فذلك أدى إلي خسارة فادحة إليهم.
ده فيديو فيه شرح بالصوت والصورة عن كل المهام اللي هاتطلب منك و لو فيه أي حاجة أبقي أسأليني أنا رايح علي مكتبي دلوقت و في البريك نتقابل
كان قول يوسف وقابلته غرام بإيماءة يصاحبها ابتسامة امتنان
شكرا أوي يا مستر يوسف بجد بجد مش عارفة من غيرك كان ممكن أعمل إيه
العفو يا غرام و بجد بجد لو قولتي مستر يوسف دي تاني مش هارد عليكي
ضحكت وليتها ما فعلت ذلك ملامحها تتسم بالبساطة وليست صاړخة الجمال كالفتيات التي تركض خلفه أو مثل ماهي التي تلتصق به كالبق أينما رأته لكنه يرى في غرام ما هو ليس في بقية الفتيات جمالا ينبع من داخلها يطغى علي ملامحها فيجعلها ساحرة لمن يتحدث معها تولج إلي القلب سريعا دون استئذان.
عارفة إن ضحكتك حلوة أوي
إطراء بل كلمات عصفت بداخلها ابتلعت لعابها بخجل رسمت الجدية علي ملامح وجهها
أوك يا مستر يوسف هاشوف و هاطبق الشرح و هابقي أبلغ حضرتك
رفع يده وأخذ يعد بأصابعه
مستر يوسف أدي مرة و حضرتك أدى مرتين طب والله ما أنا رادد
اثار حديثه بأسلوب فكاهي ضحكتها مرة أخرى نهض قائلا
مش هارد و لا هاعاكس برضو
ذهب إلي مكتبه و كان من هناك ينتظر خروجه ليذهب هو إليها طرق الباب حتي جاء صوتها إليه
أتفضل
فتح الباب و ولج إلي الداخل نهضت وتحاول استرجاع ذاكرتها عن هويته
خير مين حضرتك
ابتسم إليها و مد يده للمصافحة
أنا مستر رامي و تقدري تقوليلي يا رامي من غير ألقاب مسئول عن قسم ال IT في الشركة وصاحب يوسف ونور ويوسف أكتر
رددت في عقلها
و ده كمان جاي يقولي مفيش ألقاب هو إيه الحكاية أنا جاية أشتغل و لا أتشقط!
أهلا وسهلا بحضرتك يا مستر رامي
ظلت يده في الهواء دون مصافحة أعادها جانبه بحرج
علي فكرة أنا مش جاي أضايقك أنا برحب بيكي كموظفة جديدة عندنا أصلنا كلنا هنا أسرة واحدة
تمام يا مستر رامي أنا اسمي غرام وبشتغل سكرتيرة مستر يوسف و شغلي بيقتصر علي طلبات قسم التسويق وبس
تفهم رفضها الجلي للتعارف وتبادل الأحاديث بينهما فزاد إصراره علي لكن في وقت لاحق ليس الآن حتي لا تنفر منه.
تمام يا آنسة غرام عن إذنك
ذهب ولم ينتبه إلي يوسف الذي خرج للتو من غرفة مكتبه ليراه يغادر من غرفة غرام داهمه الشعور بالانزعاج كثيرا اقتحم مكتب الأخر
دون استئذان
رامي أسلوب الشقط الرخيص اللي بتعمله مع أي بنت بتعجبك ده تنساه خالص هنا إلا و أقسم بالله ما هخليك تعتب باب الشركة ده نهائي
أوقفه رامي مدافعا عن نفسه
تعالي هنا فهمني شقط و زفت إيه اللي بتكلمني عليه! هي لحقت السكرتيرة تبلغك واضح بدأت تشوف شغلها كويس
أنا لسه شايفك بعينيا وأنت خارج من المكتب عندها طبعا داخل بترحب بيها علي طريقتك
وقف أمامه بتحدي
اه كنت برحب بيها بس بأدب وبإحترام فيها حاجة يعني! و لا رأفت بيه مانع الموظفين يتعرفوا علي بعض!
زفر يوسف بنفاذ صبر رفع سبابته كإشارة تحذيرية
لأخر مرة بحذرك يا رامي ملكش دعوة سواء بيها أو بغيرها هنا في الشركة و لسه علي ټهديدي
غادر في الحال تاركا دماء الأخر تفور كماء المرجل يتمتم بوعيد وحقد دفين
واضح من كلامك إنها مش مجرد سكرتيرة وبس لما نشوف يا يوسف مين فينا اللي هيفوز بيها الأول
تتقلب علي فراشها وكأنها ترقد علي جمر من الڼار تبكي بحسرة علي ما حدث لها في ليلة أمس تذكرت كيف كانت مسلوبة الإرادة من تأثير المخدر الذي جعلها ما بين الوعي ونقيضه شعرت بكل ما حدث معها انتهاك جسدها بأبشع الطرق أمام كاميرات التصوير و أعين الرجال وقعت ضحېة لعصابة الإتجار بالبشر.
لما الندم الآن وهي من سلكت درب من دروب إبليس من أجل المال إلي عيون الرجال وتظن بإخفاء وجهها خلف الوشاح هذا سيمحو الإثم الذي اقترفته و ها هي أصبحت سلعة أيضا كانت تريد الشهرة والمال و لا
يهم الوسيلة لذلك
لا تلوم في روايتها سوي حالها.
صوت صرير باب غرفتها وصل إلي سمعها علمت من الزائر
بت يا سماح أنتي يا بت كل ده نوم قومي ياللي تنام عليكي حيطة
نهضت و لا تريد هم فوق همها يكفي الچحيم الذي وقعت به
نعم يابا الأكل عندك في التلاجة
هو أنا هصحيكي عشام الأكل أنا عايز فلوس
زفرت وعلي وشك أن ټنفجر
مش لسه مدياك إمبارح 500 جنيه! راحوا فين
صاح پغضب زائف مثل كل مشاجرة ليبث داخلها الخۏف من ثورته
أختك عديت عليها إمبارح لاقيتها محتاجة فلوس أديتلها منهم و الباقي جبت بيه طلبات للبيت و بعدين أنا حر أصرفهم زي ما أنا عايز ملكيش دعوة
تمسك رأسها من ألم الرأس الملازم لها منذ أن استيقظت
حاضر يابا أنا معيش حاليا غير 200 جنيه
وضعت يدها أسفل الوسادة لتأخذ محفظة نقودها فاختطفها منها وقام بفتحها ونهب كل ما بها من مال
أخص عليكي بت جاحدة كل دي فلوس مخبياها علي أبوكي
يابا دول شايلاهم لوقت زنقة أنت أي قرش معاك بتخلصه علي الهباب اللي بتشربه ومعاشك برضو بتصرفه علي نفسك
دفعها في كتفها
ملكيش فيه كيفي مش هبطله وأعملي حسابك أنا أول هيجي يتقدملك هوافق عليه حتي لو كان شحات أهو يخلصني منك جاتك البلا وأنتي شبه أمك الله يجحمها
غادر المنزل وتركها تنعي حظها أب جاحد بلا قلب و حياة قاسېة اتخذت كليهما حجة واهية لتفعل ما تريد دون رادع كان أمامها طريقين الخير والشړ اختارت الأخير وعليها أن تدفع الثمن.
صدح هاتفها بتنبيه رسالة واردة انتفضت لأنها تعلم من المرسل قامت بفتح الرسالة فوجدت محتواها كالتالي
صباحية مباركة يا فنانة شوفتي وعدتك هتبقي نجمة خليتك بطلة و بتاع إمبارح هيشوفوا الباشوات اللي بيدفعوا بالدولارات شدي حيلك بقي وبكرة زي ميعاد إمبارح هتكوني عندي و لو مجتيش مش هقولك أنا هعمل إيه كفاية الحاج مليجي وأخوكي و كل أهل الحتة عندك ده كله كوم و وصولات الأمانة اللي مضيتي عليها دي كوم تاني قدامك تلات إختيارات يا تكملي معانا يا أو السچن يا حلوة
سيدك ومعلمك عوني القرني
صوت الموسيقي والغناء يتردد في منزل عائلة هند فالليلة هي ليلة الحناء بعد مرور سنوات من الحب والعڈاب حتي جاء اليوم الذي ستصبح مع من تعشقه قلبا وقالبا
و بداخل غرفة هند كانت غرام تقوم بوضع لها الحمرة علي
و كدة خلصت يا عروسة
نظرت هند إلي المرآة بفرح
تسلم إيديكي يا غرام عقبال لما أحضر يوم حنتك يارب
يا عالم بقي ده ممكن يحصل و لا لاء
قلبي بيقولي هيحصل وقريب أوي كمان ربنا هيكرمك بإذن الله بعريس اسمه يوسف
لكزتها غرام في كتفها بمزاح
ده أنتي هتخليني أحرم احكيلك حاجة تاني و بعدين دي مجرد أحلام أنا فين و هو فين
مفيش حاجة بعيدة عن ربنا أدعي وبإذن الله هايكون من نصيبك
ابتسمت ودعت ربها بأن يرزقها بالخير وأن لا يعلق قلبها بحلم يستحيل تحقيقه يكفي ما رأته في معاناة شقيقتها أحلام بسبب ما يسمي بالحب.
ولجت والدة هند
ها يا بنات العروسة جهزت و لا لسه
استدارت هند إليها فتحت والدتها فمها بسعادة
بسم الله ماشاء الله اللهم بارك ربنا يحميكي يا بنتي من شړ العين
احتضنت الأخرى والدتها
حبيبتي يا ماما