رواية غرام بقلم ولاء رفعت
الأخرى بأحد ولج داخل الغرفة فوجدت شقيقتها أحلام تتمدد علي السرير الموازي لها
معلش هكلمك بعدين أصل ماما بتنادي عليا
سلميلي عليها
الله يسلمك
خدي بالك من نفسك و ذاكري كويس عشان عندك إمتحان الأسبوع الجاي
ابتسمت وقالت
حاضر
لا إله إلا الله
محمد رسول الله سلام
انتهت المكالمة وأطلقت زفرة بأريحية تتمدد بجسدها علي الفراش مبتسمة وتنظر إلي السقف حتي اختفت ابتسامتها عندما تحدثت أحلام
ألتفت الأخرى لها لتعقب
مش كل الرجالة سمير يا أحلام أنتي اللي أخترتي غلط برغم حذرناكي منه لكن برضو صممتي عليه و كأنه أخر راجل في العالم
تساقطت دمعة من عينها و بنبرة أوشكت علي البكاء
نصيبي و قسمتي عينيا مكنتش شايفة غيره كنت بحبه لدرجة عمري ما أتخيلت أعيش بعيد عنه
تردد صوت سمير في أذنها بمعايرته التي لم يكف عن تذكيرها بها يمر أمام عينيها كل ما كان يفعله بها من ضړب و إهانة حتي تحول حبها له إلي كراهية.
اجهشت في البكاء فنهضت ابتسام لتربت عليها
معلش حقك عليا والله ما قصدت أضايقك بكلامي
احتضنتها الأخرى وظلت تربت عليها تركتها تطلق عبراتها دون توقف لعل ألمها يزول مع كل قطرة من دمعها.
اقترب وقت العمل علي الانتهاء فذهبت إلي المرحاض تغسل يديها ووجهها عادت إلي غرفة مكتبها فوجدت باقة ورود حمراء يتوسطها زهرة بيضاء مرفق بها بطاقة ورقية مطوية قامت بفتحها وقرأت المدون بها
رامي
عقدت ما بين حاجبيها بضيق
ابتدينا بقي أنت اللي جيبته لنفسك يا رامي
حملت الباقة و ذهبت إلي غرفة المكتب الخاصة به دفعت الباب پعنف ألقت الباقة أعلي المكتب ترفع سبابتها بتحذير
المرة دي رمتلك الورد علي المكتب المرة الجاية هرميه في وشك شغل العيال المراهقة ده أنا فهماه كويس أنا بنت بلد و عارفة إيه اللي ورا الحركات دي ياريت ما تحطش أمل لأن ده مكان شغل وليه احترامه
لحد دلوقتي مارضتش أقول لمستر يوسف أو نور بيه أو رأفت بيه بذات نفسه ياريت بقي تخليك في حالك و تسيبني في حالي
أخذ يضحك ليثير حنقها وأخبرها بحديث مبهم تدرك معناه جيدا
لو حاطة أمل علي غيري غيري عمره ما هيبقي ليكي و لو أهتم بيكي شوية أول ما تبقي ليه هايسيبك زيك زي أي واحدة عرفها قبلك لو سكتك دوغري وراسمة علي جواز ده هيبقي
و زيك أخرهم يبقوا لبعض لو بصوا لفوق هيقعوا واقعة مش هيقوموا منها يارب تكون رسالتي وصلت
رفعت زاوية فمها جانبا بسخرية
وصلت يا أستاذ رامي بس اللي حضرتك ماتعرفهوش إن أنا علاقتي بغيرك في حدود الشغل مش أكتر من كدة و عمري ما بصيت لحاجة أنا مش قدها بالنسبة لكلامك الأخير بتاع شبهي و شبهك أنا عمري ما هابقي شبهك حتي لو إحنا في مستوي مادي واحد عارف الفرق ما بينا إيه أنا سكتي يمين لكن اللي زيك سكتهم علي طول شمال حتي لو أتجوزوا عن إذنك
حديثها كان بمثابة الصڤعة علي خده جعلته يزيد من إصراره للظفر بها مهما فشلت جميع محاولاته.
و في طريقها إلي غرفة المكتب الخاص بها ذهبت إلي يوسف عندما رآها أشار إليها بالدخول
تعالي يا غرام عايز أخد رأيك في حاجة
ذهبت ووقفت جواره لتنظر نحو ما يشير إليها
دي التصميمات الجديدة لسه مبعوته من فريق التصميم وإحنا مسئولين عن تسويقها إيه رأيك فيها
كان كفيل بتشتت انتباهها وعدم التركيز يكفي عطره الفواح الذي جعلها تغمض عينيها لتستمتع باستنشاقه
غرام غرام
يناديها بعد أن لاحظ صمتها وألتفت دون أن تدري ليجدها أسيرة هيهات وانتبهت إلي ندائه
مع حضرتك معلش سرحت
شوية
ابتسم وسألها بمكر
عاجبك البرفيوم
اه لاء برفيوم إيه اللي حضرتك بتسأل عنه
علم إنها تتهرب من الإجابة الذي يريدها
مقولتيش إيه رأيك في التصميمات
أشارت نحو شاشة الحاسوب
التاني و الرابع والسادس و التامن أجمل من الباقي
تعرفي إن ده كان نفس إختياري
بجد
سؤالها كان ذو نبرة يبدو عليها التوتر ذهبت للجلوس علي المقعد أمام مكتبه فأجاب
اه بجد واضح إن فيه حاجات مشتركة ما بينا
حمحمت فانتابها سعال فجأة تناول زجاجة المياه من أمامه والكوب
خدي أشربي
أخذت الكوب وقامت بشرب القليل من الماء بينما هو قام بغلق الحاسوب وتناول سترته من فوق ظهر المقعد ليرتديها
روحي هاتي شنطتك من المكتب وتعالي عشان أوصلك في طريقي
توردت وجنتيها من الخجل والحرج لأنها أخبرته
معلش يا مستر يوسف مش هاينفع أركب مع حضرتك
تفهم رفضها فقال
خلاص هطلبلك أوبر يوصلك
ابتسمت لتخفي الحرج الذي تشعر به
متشكرة أنا بعرف أروح من هنا
بتركبي إيه
ابتسمت وأجابت
المترو
أنا حبيت المترو أوي ممكن أروح معاكي وهنزل في آخر محطة و من هناك هاخد أوبر لحد الفيلا أظن المترو وسيلة عامة مليانة ناس مفيهاش حاجة لو جيت معاكي
لم ترده خائبا
خلاص أنا هاروح أجيب شنطتي وهاستني حضرتك قدام المكتب
و أنا هاعمل مكالمة و هعدي عليكي
ذهبت مسرعة إلي غرفة عملها بينما في أخر الرواق حيث المصعد خرجت كل من كاميليا برفقة ماهي
كوكي تفتكري يوسف هيفرح لما يشوفني
أجابت الأخرى بطيف ابتسامة
يمكن اه و يمكن لاء
و لاء ليه بقي
ابتسمت بمكر تعلم سر عودته للعمل في الشركة عندما سمعت زوجها وأبيه يتحدثان عن يوسف المواظب علي العمل بجد ونشاط
مش يمكن فيه حاجة تانية مشغول بيها
أخذت تفكر فيما تلقيه كاميليا من معاني غامضة و في النهاية لم تعط أدني اهتمام لحديثها ذهبت تبحث عن غرفة مكتب يوسف.
و لدي كاميليا داهمت مكتب زوجها فوجدت سوزي تقف منه تعطيه عقود يقوم بالتوقيع عليها ورقة ورقة فانتبه لولوج كاميليا المفاجئ ابتعدت سوزي من جواره عندما تلاقت عينيها بالأخرى كاميليا كانت تحدق إليها بابتسامة دبت الړعب في قلب الأخرى يبدو إنها أصعب وداهية أكثر من السيدة منيرة.
جلست علي المقعد تضع ساق فوق الأخرى
إيه رأيك في المفاجأة دي يا بيبي أصلك وحشتني أوي قولت لما أعملك مفاجأة وأشوفك
نهضت ومالت بجذعها نحوه أمام أعين سوزي التي حمحمت بحرج
عن إذنك يافندم
أستني عندك
كان أمر من كاميليا فألتفت إليها سوزي
نعم يا كاميليا هانم
أشارت إليها بتعجرف
روحي هاتيلنا إتنين آيس تشوكيلت من الأوفيس
نظرت سوزي پصدمة ثم نظرت إلي نور لإنقاذ الموقف أومأ لها بعينيه ثم عاد ببصره إلي زوجته يخبرها
كوكي حبيبتي آنسة سوزي تخصصها سكرتيرة مش أوفيس بوي
نظرت نحوها بازدراء ثم عقبت علي جملة زوجها
و ليه مش هي بتقدم القهوة لأونكل رأفت
هنا تخلت سوزي عن الصمت
لاء يا مدام كاميليا مش بقدم أي مشروبات و ساعات إحنا بنخدم نفسنا بنفسنا يعني اللي عايز حاجة يعملها بنفسه عن إذنك ورايا شغل
مهم
و بادلتها نظرة الازدراء كما تفعل معها الأخري.
بالعودة إلي ماهي وجدت مكتب يوسف ودخلت بخطوات لم
يشعر بها الأخر وضعت كفيها علي عينيه
أنا مين
أبعد يديها عن عينيه
أهلا ماهي
وسهلا يا چو أنا حبيت أعملك مفاجأة وأخدك نتغدي بره أنا وأنت و كوكي برضو هنا هتاخد نور و هيتغدوا بره هما كمان
معلش يا ماهي خليها في وقت تاني
صاحت بدلال و رجاء
بليز چو عشان خاطري هي ساعة و هانروح علي طول
أخذ يتردد قبل أن يوافق وقد نسي أمر غرام التي تنتظره وفي طريقها إليه
تمام ساعة واحدة مش أكتر من كدة
و إذا بها صاحت بتهليل وفرح قامت بمعانقته فكان الباب مفتوحا للمنتصف كادت غرام أن تدخل فرأت هذا المشهد تراجعت علي الفور كانت ستصطدم بالذي يقف خلفها استدارت علي الفور فوجدته رامي يضع يديه في جيوبه يخبرها بانتصار
دي ماهي عمار المنوفي بنت النائب العام السابق و والدتها تبقي صديقة مدام منيرة مرات رأفت بيه و كنا سامعين الفترة اللي فاتت إنهم هيتخطبوا
لم تجب علي حديثه المقصود وأكتفت بالنظر إليه بازدراء ثم ذهبت قبل أن ټنفجر باكية ويتردد في سمعها تحذيراته.
الفصل الثالث عشر
دروس الحياة ليست مثل النصائح الإرشادية المدونة خلف الكتب الدراسية بل هي تجارب نعيش داخلها ونمر بها إجباريا.
في حي قريب داخل قاعة لإقامة حفلات الأعراس يصدح صوت الأغاني يتراقص عليها الشباب والفتيات كما يتراقص قلب هند التي جمال غير مصدق أنه ظفر أخيرا بحب حياته لكن هناك ما يقلق دواخله يخبره حدسه أن سكون والدته وترحابها للعيش معهما هو وزوجته لن يمر هكذا كمرور الكرام يخشي ما تضمره والدته تجاه هند سيقع حينها داخل بوتقة من المعاناة لذا يدعو ربه أن يخيب ظنه.
توقفت هند عن الرقص قليلا تسأله
مالك يا حبيبي سرحان في إيه
ابتسم وأخذ يحدق في عينيها ذات النظرة التي سلبت لبه بسحرها فأخبرها
مش مصدق نفسي أخيرا أنا وأنتي هنعيش مع بعض بعد ليالي سهر وشوق و نعد الأيام وكنت أقولك امتي بقي نتجوز
توقفت الأغاني
الصاخبة وبدأت موسيقي هادئة ابتعد كل من علي ساحة الرقص ليتثني للعروسين الرقص بمفردهما صوت صفير وتهليل وضعت يديها أعلي كتفيه بينما مالت برأسها نحو كتفه وواصلت حديثهما
أنا اللي حاسة أني في حلم
عقب من أذنها
يخلص الفرح و أخدك ونروح ولما يتقفل علينا باب واحد هخلي لك الحلم يبقي حقيقة
و بعد إدراكها مرمي حديثه أصابها الخجل ولكزته في كتفه ودفنت رأسها بين كتفه
وعلي بعد أمتار قليلة يجلس شقيقاته الثلاث حول المائدة يتابعن بل يراقبن العروسين علقت احداهن پحقد ينضح من عينيها
شوف البت وبجاحتها عماله تحضن في أخويا قدام المعازيم من غير خشى ولا حياء
ردت شقيقتها
ما تحضنه و لا تبوسه يا دلال ما هو بقي جوزها حلالها
ليهم أوضة هتلمهم لما يروحوا و لا لازم شوية المحڼ دول يتعملوا قدام الناس!
ما تبطلي بقي نفسنة وحقد يا دلال و لا عشان جوزك منكد عليكي عيشتك فهطلعي عقدك علي غيرك!
هنا تفوهت والدتهما وتنظر لهما پغضب
ما تتلمي منك ليها عايزين تفضحونا في وسط المعازيم!
يعني عاجبك كلام دلال ياماه
خلاص خلص الكلام
ثم عادت بنظرها نحو ابنها وعروسه مازال يرقصان فاخفضت صوتها وتخبر ابنتها دلال
و انتي بطلي برطمة لحماة أخوكي و لا حد من قرايبهم يسمعوكي
يعني حرام أتكلم ياماه
لاء يا قلب أمك قولي اللي نفسك فيه بس لما بابنا يكون مقفول علينا هنا أهلها و قرايبها متراشقين في كل حتة وأنا مش ناقصة مشاكل خلي ليلة أخوكي تعدي علي خير
اقتربت من ابنتها أكثر لتخبرها ظنا