رواية غرام بقلم ولاء رفعت
الخاص بها زائف فكان السؤال الذي دار بينهما بلغة العيون الأمس هو لماذا لماذا تفرقنا قبل أن نجتمع لماذا وأد الحب قبل أن يعترف كل منهما إلي الأخر!
اقتربت أحلام وجلست جوارها قامت غرام سريعا بتجفيف دمعها.
لسه برضو مش عايزه تقولي مالك عياطك ده بيقول أن ورا دموعك راجل مين ده بقي اللي قدر يخلي غرام بنت عبدالرحمن المصري اللي عمرها ما اعترفت بحاجة اسمها حب قدر هو وخلاها تحبه
أوقفتها شقيقتها بسؤال اهتز له قلبها
أنتي حبيتي الجدع اللي اسمه يوسف
هنا لن تتحمل واڼهارت كل حصونها فاطلقت العنان لعبراتها من جديد تخبرها بحقيقة لم تكن تتوقع الاعتراف بها يوما
أنا بحب يوسف يا أحلام
الفصل الخامس عشر
يوم تلو
الأخر ويبقي الحال كما كان لدي غرام كانت تتهرب من مواجهة يوسف الذي تعمد إظهار معاملته الجافة والقاسېة لها بينما رامي أفعاله كانت النقيض لصاحبه يغدق عليها بالحديث المعسول والهدايا والاهتمام بها و عن حال أسرتها كما اقترب من والدتها التي احبته وأخذت تعدد من صفاته الحسنة الزائفة و لدي يوسف منذ أن علمت ماهي من السيدة منيرة أنه تم تحديد موعد الحفل وسيقام في حديقة الفيلا لديهم تهلهلت اساريرها وباتت تحلم بتلك اللحظة بل كانت تتمني انه يكون حفل زفاف و ليس خطبة.
تقف للتو أمام المرآة تطلى بقلم الحمرة بلون الأحمر القاني انتهت ووضعت القلم علي الطاولة ذات اللوح الزجاجي المنقسم إلي نصفين تبتعد خطوة إلي الوراء لترى ثوبها الأسود الفاخر الذي اشترته صباحا من أجل ذلك الحفل خصيصا ثوبا منسوج
صدح رنين هاتفها وكان المتصل رامي ينتظرها داخل سيارته أمام المنزل تناولت حقيبتها وذهبت بعد أن تحلت بالقوة والكبرياء.
كان ينظر نحو
باب فناء منزلها من حين إلي الآخر حتي ظهرت كالحورية التي خرجت من داخل كتاب أساطير لم يصدق عينيه هبط سريعا من سيارته أطلق صفيرا بأعجاب باهر
حدقت بامتعاض دون أن تكلف نفسها عناء النظر إليه مما جعله توقف عن الابتسام فتحت باب السيارة
يلا عشان ما نتأخرش
ډفن غضبه من معاملتها الباردة حتي لا يفسد الأجواء بينهما في تلك الليلة لديه هدفان من حضوره هذا الحفل الأول يثبت إلي صاحبه انه ظفر بالصيد خاصته والهدف الأخر ينتظره هناك لكن هناك مشاعر خفية تجول داخل صدره وقلبه كان يخشاها دوما.
و هنا في حديقة فيلا الشريف تصدح الموسيقي في كل الأرجاء زينة وإضاءة تبهر المدعوين الجالسين حول كل مائدة ترحب منيرة بكل ضيف والسعادة تتراقص داخل عينيها تشرف علي المأكولات والحلوى
كله تمام يا شيف
أومأ لها الطاهي
كله تمام زي ما حضرتك أمرتي
ألتفت فوجدت صديقتها راندا والدة ماهي
اعتلى الفخر محياها
أومال كنتي فاكرة إيه يا رورو هو أنا عندي أغلي من چو وماهي وكلها شهر وهايكون الفرح
نظرت الأخرى نحو العروسين وعقبت
شايفة حلويين أوي ربنا يسعدهم حبايب قلبي
كان يوسف يجلس كمن يؤدي واجب العزاء جواره ماهي تتلقي التهنئة من المعارف والأصدقاء اقتربت نحوه بعد أن لاحظت صمته
مالك يا چو إيه اللي مزعلك يا حبيبي ده النهاردة أحلي يوم في حياتنا المفروض تكون فرحان ونقوم نرقص كمان
أطلق زفرة دالة عن نفاذ صبره علي هذا الوضع الذي يتحمله بشق الأنفس انتبه إلي نداء ماهي المتكرر له فكاد يلتفت إليها وإذا حدث ما استحوذ علي كامل انتباهه و سحر بصره ولجت غرام بجمالها الباهي رغم عدم امتلاكها للجمال الفاتن لكن لديها جمالها الخاص بها اظهرته ببعض مستحضرات التجميل البسيطة وثوب فاخر أكمل طلتها الجذابة.
لحظات وظهر من خلفها رامي أمسك يدها ووضعها علي ساعده نظرت غرام له بحنق واخبرته من بين أسنانها وتجذب يدها
لو تاني هخليك ټندم
وعينيه صوب صاحبه تظاهر أنه يهمس لها بكلمات من الحب والغزل لكنه كان يجيب علي ټهديدها
ماتنسيش إن أنا خطيبك و لا خاېفة علي مشاعر البيه
أولا خليك في حالك ثانيا بقي لسه مابقتش خطيبي رسمي يعني ممكن أقولك كل شئ قسمة ونصيب
رفع جانب شفتيه بابتسامة تخفي خلفها أقبح وجه غاضب وحاقد لو رأته علي حقيقته لولت بالفرار من أمامه
يلا نروح نهني چو وخطيبته
تعمد إشعال مراجلها وتركها يتقدمها بخطوة ذهب لمصافحة صاحبه نظر يوسف إليه بصمت يعلم الأخر ما يوجد خلف هذا الهدوء المريب صافح ماهي أيضا وجاء دور غرام دون أن تمد يدها للمصافحة
مبروك يا مستر يوسف
ابتسامة ساخرة ظهرت علي شفتيه
الله يبارك فيكي يا غرام
تبادل النظرات يخفي الكثير من العبرات حبيسة عينيها انتبه كليهما علي صوت ماهي
يلا يا چو تعالي نرقص الموسيقي اللي أنا وأنت بنحبها أهي
أمسكت بيده وجذبته إلي ساحة الرقص وعينيه لا تحيد عن عين التي ابتعدت قليلا تحاول الصمود و ألا تظهر ضعفها تراه وهو يراقص غيرها علي نغمات وألحان موسيقي رومانسية اشعلت نيران الحب داخل قلبها فازداد الألم وتفاقم اصابتها غصة حطمت صمودها الزائف لم تشعر بدموعها التي انسدلت علي خديها اكتفت إلي
هذا الحد فولت مدبرة نحو مكان مظلم بلا وجهه محددة.
تبكي كطفلة تائهة في دروب مجهولة حتي انتشلتها قبضة علي ساعدها فوجدت ظهرها يرتطم بسور الفيلا الخرساني أصبحت محاصرة بين السور وبين صاحب القبضة يقف أمامها بأنفاس لاهثه فكان يركض خلفها حتي وجدها بعد أن انشغلت عروسه مع صديقاتها في الرقص.
و لما أنتي مش قادرة تستحملي تشوفيني مع غيرك جيتي ليه
ظلت تنظر إليه دون حراك
أمرها پغضب
ردي عليا ساكتة ليه
زادت قبضته وسببت لها الألم فتأوهت ترك ذراعها وحاول أن يهدأ قليلا
أنتي اللي وصلتينا للي إحنا فيه روحتي استعجلتي واتخطبتي لواحد ماسبش أي واحدة عرفها غير لما عمل معاها كل حاجة
هنا استطاعت التحدث
طب ما أنت زيه و لا تفرق عنه أي حاجة
أنا كنت فعلا زيه لحد
ما شوفتك كنت ضايع في حياة كل شئ فيها مباح و جيتي أنتي أنقذتيني منها لاقيت فيكي اللي عمري ما لاقيته في أي واحدة كنت بكدب مشاعري لحد ما زادت يوم عن التاني وأتأكدت إن بحبك
اتسعت عينيها وخفق قلبه بقوة من اعترافه وتركته يتابع حديثه
ايوه بحبك يا غرام بحبك وعايزك تكوني شريكة حياتي زي ما أنتي شريكة نجاحي في الشركة
للأسف مش هاينفع
هو إيه اللي مش هاينفع عشان الفرق الاجتماعي و لا عشان رامي اللي صدقتيه
أجابت وتنظر إلي أسفل بحرج
أنت ابن الأكابر وأنا البت السكرتيرة بنت الحارة اللي أشفق عليها ابن صاحب الشركة وشغلها وقدملها فرصة الشغل وتكمل تعليمها ووقف جمبها
عمري ما حسيت من ناحيتك بشفقة و أي حاجة قدمتهالك عشان بحبك و اللي بيحب حد بيبقي عايز يشوفه فرحان وسعيد
و داخل الفيلا كان رامي يسير وينظر خلفه ليطمئن أن لا أحد يراه طرق باب غرفة جانبية حتي أتاه إذن الدخول ولج و وجدها في انتظاره تجلس خلف مكتب زوجها
أظن بقي كده عملت اللي عليا يا منيرة هانم نفذت كل اللي طلبتيه و كمان يوسف خطب ماهي
ابتسامة حية لعينة علي يعقبها خبر باتمام مخطط شيطاني
الموضوع لسه مخلصش فيه خطوة تانية لازم تحصل
نعود إلي يوسف و غرام مرة أخرى
و بعد الحب إيه هل رأفت بيه و منيرة هانم هيرضوا أن ابنهم يتجوز واحدة زيي
حتي شعرت بأنفاسه علي وجهها
محدش ليه دعوة بحياتي أنا اللي بختار و بقولهالك دلوقتي يا غرام أنا بحبك وعايز أتجوزك عايزك تنسي أي فرق ما بينا ما تخافيش طول ما أنا معاكي
مد يده أسفل ذقنها يرفع وجهها لتصبح عينيها صوب خاصته هناك أشعة من الأضواء الملونة تسقط علي وجهها جعلته يرى ملامحها بوضوح ترتجف من كبت دموعها أمامه مد أنامله إلي دمعة سقطت دون إرادتها قام بإزالتها وبصوته الرجولي الأجش يخبرها
النظرة اللي أنا شايفها دلوقتي في عينيكي ودموعك اللي خانتك ونزلت ده أكبر دليل أنك بتبادليني نفس المشاعر
تخشي أن تبوح بكلمة ستدفع ثمنها لاحقا لا تريد التحليق كالعصفور بين سرب من النسور
قوليها يا غرامي نفسي اسمعها منك
هبط بشفتيه نحو خاصتها فكانت كالجمر الخامد وأتت الرياح أيقظت نيرانه ابتعدت فجأة عنه تزامنا مع تلقينه صڤعة قوية علي وجنته ركضت سريعا متجهة نحو داخل الفيلا استندت إلي أقرب حائط تضع يدها لدي موضع قلبها تشعر بدقاته كقرع الطبول تلتقط أنفاسها علي مهل وضعت كفها علي فمها لتمنع شهقة يتبعها بكاء يصل إلي مسامعها صوت رامي من غرفة قريبة توقفت عن البكاء رغما عنها تسللت نحو مصدر الصوت.
طيب حضرتك طلبتي أن اشغلها وابعدها عن يوسف و عملت كدة بالنسبة لطلبك التاني مش هيحصل يوسف إستحالة يمشيها من الشركة وعرفت أن رأفت بيه وكمان نور موصيين عليها خصوصا بعد ساعدتهم يوصلوا للمصنع اللي كان بيقلدنا
انا قولت أنك ذكي يا رامي و هتفهم من غير ما أشرحلك أنت ممكن تخلي يوسف زي ما جابها الشركة هو بنفسه يمشيها
نهضت من خلف المكتب وجلست علي المقعد المقابل لرامي وتابعت حديثها
زي أنك تلبسها مصېبة تخليها تمشي بڤضيحة من الشركة و ما تخليهاش تعتبها تاني
تجهم وجهه لا ينكر ما قد سمعه جعله يشعر بالضيق حاول أن لا يظهر ذلك للأخرى فسألها
ممكن أعرف حضرتك ليه بتكرهيها أوي كدة رغم اللي أعرفه أنها السبب أن يوسف بقي ملتزم في حياته وشغله غيرته للأحسن
ابتسامة ظاهرها هدوء تخفي عاصفة من الحقد والكراهية
و ده في نظرك مش سبب كافي يخليني أكرهها! جت فجأة وغيرت حياته ولولا أنك أوهمتها أنك بتحبها وعرضت عليها الجواز كانت زمانها قاعدة جمبه بدل ماهي و يبقي علي أخر الزمن منيرة هانم تبقي مرات ابنها حتة بنت كحيانة جاية من الحارة
هي فقيرة و من حي شعبي بس
بنت محترمة جدا وأهلها ناس طيبين
ضحكت ساخرة
أنت كمان لحقت تحبها! فعلا كان عندي حق ابعد الخطړ دي عن ابني أنما أنت تحبها أو ما تحبهاش أنت حر المهم تنفذي