غرام المفروم بقلم نسمه مالك
فعلا مراقبينه وسيادتك تقدر تسمع هو بيقول ايه من على تليفوني.. واحد من رجالتنا يبقي أقرب أصحابه
وبيسجله النفس اللي بيتنفسه..
اخذ فارس الهاتف وبدأ يستمع بتركيز ل رامي الذي لم يكن يحدث سوا زوجتهوكانت أول كلمة استمع لها هي إسمها الذي راقه كثيرا..
إسراء.. أنتي رزقي الحلو في الحياة.. زي ما قال رسولنا الكريم الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة.. واحدة غيرك كانت شجعتني على الغلط وخلتني أقبل الرشوة واسكت عن الحق.. لكن أنتي أصيلة.. بترفضي ملايين هكسبها بالحرام وراضية تعيشي معايا بملاليم بالحلال..اللي زيك قربوا ينقرضو يا أحلى إسراء.. ربنا ميحرمنيش منك..
فنظر للعامل الواقف بجواره وتحدث بأمر قائلا..
تجبلي كل المعلومات عنه هو وكل أسرته وأولهم مراته..
.. نهايه الفلاش بااااك..
من أول لحظة شوفتك فيها وأنتي سحرتيني واتمنيتك تكوني ليا يا ساحرة..
بعدها عنه بضيق وتحدث پغضب..
ديمه فوقي لنفسك بقي أنتي مش صغيره ولا مراهقه على حركاتك دي ويله اخرجي خليني البس هدومي عندي مشوار مهم..
صكت على أسنانها وتحدثت بهدوء رغم غيظها..
مكنتش سنه دي اللي انا اكبر منك فيها يا فارس علشان تزلني بيها كل
شويه..
عقدت يديها أمام صدرها وتحدثت بحاجب مرفوع..
أعطاها ظهره وأمسك سېجاره الفاخر اشعله وتناوله وزفره على مهل وهو يقول..
من انهارده وعايزك تفتكري ان اللي بنا مجرد بسنس علشان شكلك نسيتي وكمان انتي عارفه اني مبعدش كلمتي مرتين..
جملته الأخيرة كانت تحذير لها بأن تغادر جناحه على الفور.. لم تجد أمامها غير الانصياع لأوامره كعادتهاوسارت مسرعه نحو الخارج بخطوات غاضبه قبل أن يلقيها هو بالخارج..
طرقات متتاليه على باب الجناح جعلته يتحدث بقلق
قائلا..
ادخل..
اندفعت صابرين نحو الداخل واقتربت منه وقفت أمامه وتحدثت پغضب هادئ قائله..
سار فارس لخارج الغرفة وهو يقول بأمر.. تعالي ورايا..
ابتسمت صابرين بنتصار
وهرولت خلفه ظنا منها انه سيقوم بتوبيخ إسراء كما يفعل مع كل من تشكو له منه..
كل اللي في القصر يجمع عندي هنا حالا ..
تنقل بنظره بينهم حتي توقف بعينيه على ساحرته وبدأ يسير ببطء حولهم وهو يقول بصرامه..
من انهارده في نظام جديد هتمشو عليه..
وقف خلف إسراء مباشرة وابتسم بخبث ورفع يده وسار بأصابعه على ظهرها صعودا وهبوطا.. اتسعت عينيها على أخرها وتسارعت دقات قلبها پجنون وتحول وجهها لكتله حمراء من شدة خجلها..
ليتابع
هو بصوته الحازم ويده لم تبتعد عن ظهرها.. بل تعمق أكثر وبدأ يفتح سحاب فستانها ببطء مريب..
قوليلهم ايه هو النظام يا إسراء..
أي إسراء فقد أصبحت بحاله يرثي لها.. أوشكت حقا على الإغماء وبعدم تصديق تحدث نفسها..
لا انا بيتهيألي أكيد هو مش وقح لدرجاتي..
استجمعت قوتها بعدما اوهمت نفسها ان ما يفعله ليس حقيقي وتحدثت بهدوء عكس ما بداخلها من بركان ڠضب..
أغلق سحاب فستانها وهو يقول..
اللي قالته إسراء دلوقتي واي حاجه تقولها تتنفذ بالحرف بدون نقاش.. مفهوم..
اجابه جميع العاملين بنفس واحد.. مفهوم يا فارس باشا ..
كل واحد على
شغله يله..
قالها فارس بصوت عال نسبيا يظهر به لهم انه غاضب للغايه الآن .. بينما هو اكثر من سعيد.. هرول الجميع على أعمالهم.. انتظر هو حتي تأكد من عدم وجود أحد وركض خلف ساحرته التي أوشكت على الوصول للمطبخ
ينفع تبقي حلوة وتجنني أوي كدة..
لهنا ولم تحتمل أكثر وسقطت بين يديه فاقده الوعي..
..
15..
ليصل لسمعها صوت فارس وهو يأمر بجمع العاملين بالقصر.. عقدت
حاجبيها بستغراب وهبت واقفه تنظر من نافذة الغرفة.. تتابع ما يحدث بصمت..
لتجحظ عينيها حين رأت ما يفعله فارس بظهر إسراء وفستانها.. رفعت كف يدها تكتم شهقتها مردده پصدمة..
يا فارس يا باد بوي..
حركت رأسها بيأس من تصرفاته وبشفقه أكملت..
ھيموت البنت من عمايله دي والله..
شهقت بقوة حين سقطت إسراء فاقدة الوعي بين يديه وهرولت راكضة نحوهما وهي تقول پغضب طفولي..
شوفت عمايلك النوتي عملت أيه في البنت يا ولد..
حملها فارس بلهفه وصعد بها الدرج على عجل مردفا بقلق..
ديجا هاتي الدكتوره وحصليني على جناحي بسرعة..
هتخلعي قلبي من مكانه يا إسراء..
دفع باب الجناح وخطي بها للداخل واغلقه بقدمه واقترب من
الفراش وضعها عليه بحرص وأسرع بفك حجابها وابعاده عنها..
لينتبه لفستانها وأثار دمائه التي ما زالت عليه..انبلجت ابتسامة على محياه الوسيمه مرددا..
ماشيه بدمي على فستانك!
..
اممم.. إسراء واحشتيني يابنتي..
هجبهالك انهارده مش بكره يا إدمان فارس..
أحضر كنزه زرقاء اللون من ثيابه وهرول نحو ساحرته والبسها أيها..
فارس..
همست بها إسراء بصوت مرتجف.. تهللت اساريرهورفع عينيه ينظر لها بفرحة غامرة.. لأول مرة تنطق اسمه دون ألقاب..
تأملت هي فرحته بأعين مملوءه بالعبرات وپبكاء همست..
أنت عايز مني أيه!..
ابتسم لها ابتسامة حانيه واجابها بنبرة عاشقه..
قولي مش عايز مني أيه..
عايز كل حاجة فيكي.. كل حاجة منك.. منك أنتي وبس يا ساحرة الفارس..
إيمان..
تلهو مع إسراء الصغيرة وتقبلها بحب متمتمه بتمني..
يارب ترزقني من فضلك بطفله أو طفل واحد بس انا راضيه..
أكيد أمك هتجنن عليكي ونفسها
تاخدك انهارده قبل بكره وتسبيني يا إسراء..
مش هينفع نحرمك من أمك أكتر من كده.. كفاية إنك اتحرمتي من أبوكي يابنتي والحمد لله عمك رجع زي الأول وربنا حنن قلبه علينا.. أول ما يجي هقوله يوديكي لأمك مع إنك هتوحشيني أوي والله..
معاكي حق يا إيمان مش هينفع نحرمها من أمها..
جيت أمتي يا حبيبي..
نظر لها قليلا بابتسامة عاشقة.. ليست على قدر عالي من الجمالولكن ملامحها بريئه للغاية..تمتلك قلب من
انتي اللي واحشاني أكتر يا إيمان..
طيب احكيلي الأول ايه هو إتفاقك مع فارس باشا دا علشان الفضول قتلني وبعد كده وريني أنا واحشاك اد أيه ..
ضحك تامر بصوت عال وحرك رأسه بالنفي مدمدما..
اممم.. احكيلك علشان تجري تحكي لصحبتك وقتي وتعكي
الدنيا انتي وهي..
قصدك أني فتانه مثلا..
قالتها إيمان بوجه عابس وهي ترمقه بنظرات عاتبه..
سار بها لأقرب اريكة جلس عليهاوجذبها برفق اجلسها على قدميه هي والصغيرة وتحدث بهدوء قائلا..
إيمان انا مكنش ينفع أقولك ان في إتفاق اصلا ببني وبين فارس باشا.. بس مقدرتش أقسى عليكي أكتر من كده..
فبلاش تضغطي عليا وتخليني احكي حاجة المفروض انها سر علشان اقدر اجيب حق أخويا اللي ماټ في عز شبابه واتأكدي إني هحكيلك كل حاجة بالتفصيل بس في الوقت المناسب..
صمت لبرهه وظهر على وجهه القلق وتابع بتوتر..
وفي حاجه كمان كده عايز اخد رأيك فيها..
تجمدت بين يديه وانسحبت الډماء من عروقها وقد ظنت انه سيخبرها انه سيتزوج أرملة شقيقه.. ابتلعت غصه مريرة بحلقها ونظرت له وتحدثت بلهفه قائله..
خير يا تامر.. قول انا سمعاك..
أخذ نفس عميق وانتقل بنظره للصغيرة وتحدث بأسف قائلا..
زي ما كنتي بتقولي ل إسراء مش هينفع نحرمها من أمها أكتر من كده..فارس باشا بعتلي رسالة انه هيجي انهارده ياخد البنت بنفسه يوديها لأمها..
امتلئت أعين إيمان بالعبرات وتحدثت بتوسل بصوت متقطع قائله..
طيب قوله يخليها معايا انهارده بس تنام
في حضڼي ويجي ياخدها بكرة علشان خاطري يا تامر..
أطبق جفنيه پعنف يكبح عبراته التي أوشكت على خيانته ورسم ابتسامة زائفه على محياه وهو يقول..
اطمني يا حبيبتي إسراء بتحبك زي أختها ومش هتحرمنا من بنت أخويا واحنا هنسال عليهم دايماوهنقولها تسيبها تبات معانا مره كل أسبوع..
بطلي عياط بقي خليني أقولك
أنا بفكر في أيه..
بتفكر في أيه..
همست بها إيمان بصعوبه من بين شهقاتها الحادة.. استشعرتامر خۏفها وقرأ ما يدور بخاطرها.. فأسرع بالحديث قائلا..
اتسعت عينيها على أخرها من حديثه الذي اثلج نيران قلبها.. تعلم أن فرصتها في الحمل تكاد تكون معډومة ولكنها لن تفقد الأمل
بالله وكثير من الأحيان تمنت ان تخبره برغبتها بكفالة طفل ولكنها خشت من رد فعله فلتزمت الصمت..
ليفاجئها هو ويطلب منها ما كانت دوما تتمناه.. يا الله كم رأف الله بحالها..
نظرت له بذهول متمتمه بعدم تصديق..
أنت بتتكلم جد يا تامر!..
داعب أنفها بأنفه وبابتسامة قال..
وجد الجد يا عيون تامر.. هاخدك ونروح ملجأ ونعمل الإجراءات اللازمة ونختار سوا اللي هيبقي ابننا أو بنتنا ..
مسد على شعرها وقبل كتفها مرات متتاليه مغمغما..
وانا بحبك..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
يجلس بجوار إسراء على الفراش ممسك كف يدها بين يديه رغم اعتراضها المستمر.. أثناء فحص الطبيبه لها وبنفاذ صبر وڠضب تحدث موجه حديثه للطبيبه..
ما تتكلمي قوليلي مالها وأيه سبب الإغماء اللي حصلها دا!..
إجابته الطبيبه على الفور..
هي كويسه يا فارس باشا.. بس ضغطها عالي شويه وانا اديتها العلاج اللازم وهتبقي أحسن إن شاء الله..
اطمني طول ما انا جنبك.. هتبقى كويسه.. متخفيش..
بكت إسراء بصطناع وقد بدأ ضغطها يعلو ويهبط بأن واحد وبغيظ شديد قالت..
مين ضحك عليك و قالك إني ببقي كويسه في وجودك.. انت ناوي تجلطني ولا تشلني يا جدع أنت!..
بعد الشړ عنك..قولتلك أنا جنبك ومعاكي مش هخلي حاجة تزعلك ولا تضيقك..
غمز لها مكملا بثقه وغروره المعتاد..
وبعدين أنتي بقيتي فارس الدمنهوري يعني تنسي الدنيا والناس واي تعب أو زعل جواكي..
تنظر له بفم مفتوح ببلاهه..لم يستطيع عقلها استيعاب حديثه وافعاله معها.. تعجز حقا عن وصفه بأي كلمة..فجرائته وغروره فاق كل توقعتها..
اقتربت خديجه الواقفه تتابع ما يحدث بأعين منذهله من تصرفات ابن أخيها الغريبه كليا عليهوكأنه أصبح شخصا أخر بفضل ساحرته.. جلست على الفراش بجوارهما بعدما استجدتها إسراء بنظرها أن تنقذها من ما يفعله بها هذا الفارس..
واردفت بحدة قائله..
روح انت مشوارك يا فارس وانا هفضل جنبها.. البنت مش حمل عمايلك دي كلها..
مدت إسراء لها يدها تحثها على حملها كالصغيرة التي يحملها إحدي الغرباء التي تبغضهم وتريد ان تأخذها والدتها منهم.. ضحك فارس على هيئتها بصوته كله له
حتي لو قولتلها أوبح يا بيبي محدش يقدر ياخدك مني..
أنهى جملته وأخذها في عناق حار ويده تسير بلهفه لا تخلو من الجرائه على كامل ظهرها..
ضړبته خديجه على يده برفق وهي تقول بخجل شديد..
ولد يا فارس ايه اللي بتعمله دا انت اټجننت.. اتأدب عيب كده..
نظرت للطبيبه والممرضة الواقفان يتابعان ما يحدث بابتسامة بلهاء وأكملت بأمر..
اتفضلوا على شغلكم يله..
هروح أجبلك إسراء الصغيرة واجيلك على طول..
كم تشتاقها كثيرا.. تود رؤيتها
فرحتها التي ظهرت على ملامحها جعلت قلب هذا العاشق ينبض پجنون..