للقدر حكايه سهام صادق
عياط
ابتعدت عنه وجذبت أكمام منامتها تمسح دموعها
بجد يا بابا
ابتسم بحنان ومد كفيه يمسح دموعها بأبوة وضعت بقلبه منذ اول يوم حين تزوج سوسن
بجد ياحببتي.. هو انا عندي كام مريم
دلف شريف المنزل تلك اللحظه ضاحكا
كده هتتغر علينا اكتر... وهتشيل ذنب جوزها لما تتجوز
ضحك حمزة حين رأها تخرج لسانها لشقيقها
ملكش دعوه... لو مكنتش ادلع على بابا هدلع على مين
فهى عاشت عمرها لا ترى الا هو
لاحظ حمزة صمت شريف ف فهم شعوره.. فتعلقت عيناه بمريم
اطلعي نامي عشان مشوارنا بكره
تقافزت مريم بسعاده أمامهما ثم اتجهت نحو الدرج صاعده لغرفتها
حمزة متفهما احساسه
شريف انا فاهم شعورك كويس... بس مريم في الوقت الحالي مننفعش نأذي مشاعرها ونقولها لبقي عندك اب ولا ام... انت فاهمني ياشريف
لم يتمالك شريف دموعه حين تذكر مۏت والدته.. بأخوه ك شهاب شقيقه ... ف شريف مدرك وضعه بالنسبه إليهم
ابتعد عنه شريف مغمضا عيناه ثم فتحهما بثبات
في موضوع عايز اخد رأيك في
.................................
نظر شهاب نحو ندي الغافية جانبه يرمقها بحنق
متجوز انا عشان كل ما ارجع البيت الاقيكي نايمه
وزفر أنفاسه بقوه ثم اشاح عيناه عنها.. لتفتح عيناها ثم اغلقتهما
استغفر الله العظيم
عاد يرمقها ثم ألتقط هاتفه من جانبه... يتصفح صفحته على موقع التواصل الاجتماعي.. رفعت جسدها قليلا كي ترى ما يفعله.. لتشهق بفزع وهي تجده يميل عليها بكامل جسده
غامزا لها بعينيه هاتفا بوقاحه
وفكراني اهبل... انا سايبك بمزاجي
اغمضت عيناها پخوف مما سيفعله وارتجفت شفتيها
شريف بلاش
نفخ بأنفاسه على وجهه ثم رفع يده يداعب خصلات شعرها هامسا بشوق
وحشتيني
كان خبيرا في تحريك رغبتها بها تعمق في النظر لها وهو يلقي بسحره عليها
ندمت على كل لحظه كنت السبب في بعدك عني... وحشني حبك ليا
لم يعطيها حق لاعتراضها ولم تعترض هي الأخرى وهي تسلم له حالها... ادمغها بأمتلاكه وكانت كالمرحبه فالعقل انسحب وترك القلب في هواه ومتعته
.................................
أغلقت صفا الباب بقوة بعدما دفعت عزيز خارج الشقه... جاء إليها مخمورا يتفوه ببعض العبارات التي لم تفهمها ولكن هيئته أثارت الړعب داخلها
هوت بكامل جسدها خلف الباب تكتم صوت شهقاتها
انا لازم امشي من هنا... لازم ادور على مكان تاني
وتذكرت امر العمل الذي لم يساعدها عزيز في اجاده.. لم يأتي في عقلها الا حمزة ستذهب اليه مره اخرى رغم أنها عاهدت نفسها انها لن تعود له إلا عندما تصبح صفا القديمه بجمالها الاخذ وسحرها
...................................
وقف مراد شاردا في الشرفه ينفث دخان سيجارته... متذكرا توريط والده له بخطبة ابنه عمه وتحديد موعد الزواج
لم يرحم حزنه على زوجته ولا طفله الذي عرف بوجوده عند ۏفاتها
احتدت عيناه وهو يتذكر فرحت هناء وقد تمنى ان يرى على ملامحها الرفض والاعتراض ولكنها كانت سعيده حتي لم تعترض حين سألها والده عن موافقتها لتسريع الزواج قبل ذهابه لاستلام ادارة فرع الشركه الخاص بهم بمدينة الاسكندريه
دهس عقب سيجارته بقوة أسفل حذائه متمتما
أنتي اللي اختارتي ياهناء...ومتلوميش الا نفسك.. حياتك هتكون چحيم معايا وهطفي السعاده المرسومه على وشك
.........................................
تعجبت ياقوت من اللفافه الموضوعه على مكتبها.. حملت اللفافه تتحسس ما بداخلها ولكنها لم تخمن شئ
نظرة حولها مندهشة
يمكن لبشمهندس شهاب
واردفت مفكره
هسأل مين طيب.. بشمهندس شهاب لسا مجاش مكتبه
اتسعت عيناها وهي تجد ظرف صغير مثبت عليها ولم تنتبه اليه فمن وضع الهديه وضعها دون وضعتها الصحيحه
ألتقطت الظرف ثم أخرجت الورقة المطويه لتنظر للكلمات المكتوبه عليها مع امضاء صاحبها
يتبع بأذن الله
الفصل الثامن عشر
لم يدق قلبها تلك المره بدقات السعاده وحدها إنما كانت دقاته تحمل مزيج من المشاعر... لهفة امتنان فرحة طفله
أزالت غطاء اللفافة لتشهق دون تصديق مما رأت
نفس اللوحة التي كانت عيناها متعلقة بها ووصفت له شعورها نحوها
احساس جميل دغدغ كيانها.. وداخلها كان صوت ېصرخ بها
أصبحتي اليوم محور اهتمام أحدهم
لمعت عيناها بدموع الفرح.. الهديه متمتمه
مش معقول
والخطوة حسمت لصالحه رغم أنه لم يفعلها من أجل خطته
ولكن ارتبطت النوايا ببعضها واصبح ما تعيشه ظنا منها انها تلك السعادة التي تمنتها طويلا وماهي إلا لعبه لنيل الهدف
.................................
فتح شهاب عيناه بأبتسامه واسعه وهو يراها
داعب وجنتها بأنامله اكثر اليه هامسا
ندي
ردد اسمها لمرتان ثم دنى منها على خدها متمتما بأسمها ثانية
ندي
تمللت في رقدتها وفتحت عيناها ببطئ لتنظر لوضعتها فأنتفضت من جانبه
هو ايه اللي حصل بينا
صدحت ضحكاته بصخب.. ف سؤالها لا يستحق الا ردة فعله تلك
محصلش بينا اي حاجه اطمني
واردف مازحا وهو يجدها شرشف الفراش على جسدها
مالك ياندي.. بتحصل في أحسن العائلات ياحببتي
امتقع وجهها من أثر عباراته التي لا تفسر الا تهكمه
انت بتهزر ياشهاب
احتدت عيناه وهو يرمقها
عايزانى اقولك ايه وانتي بتتنفضي من جانبي بالشكل ده
غامت عيناها بالدمع فهى لم تكن تريد حدوث شئ بينهم الا اذا احبها بالفعل وليس مجرد زيجة بنية على الاحترام وحسب
عندما رأي دموعها تنساب بضعف..
بټعيطي ليه دلوقتي..انتي بتعشقي تنكدي على نفسك
دفعته عنها ولكنه لم يحررها من آسر ذراعيه
انا مش نكديه
ابعدها عنه قليلا ينظر لعيناها الدامعه ورفع كفيه نحو وجنتاها يمسح دموعها
بالمنظر ده.. مينفعش اقول غير كده
اشاحت عيناها بعيدا عنه ولكنه عاد
ممكن مراتي الحلوه تسيب النكد النهارده واعزمها على احلى فطار
كان بارعا في جعلها له ومنه واليه... يعرف كيف يجعلها عاشقة متيمه به.. حاله كان كالسخريه حين يتذكر سنوات عمره بالجامعه واول حب بحياته كان محط السخريه وسط أصدقائه
لا فتيات يعرف يتعامل معهما ولا حتي يعرف يجذب انظار احداهن اليه... ماعليه الا الاستماع لمغامرات أصدقائه
واتي اليوم الذي أصبح هو الخبير في أمور النساء
وفي لحظة تبدل حالها لا قرار استمرت به وفي النهايه اكمل القلب ضياعه
....................................
مر الوقت وهي تجلس خلف مكتبها تنتظر مجيئ السيد شهاب
لمطالعه بعض الاوراق التي طلب منها امس طباعتها فور قدومها صباحا... ملت من جلستها دون عمل تفعله
ونظرت لجانب المكتب نحو اللوحه مبتسمه
اخد الهديه واشكره ولا ارجعها ما انا مش هعرف اهادي بحاجه
اخرجها من شرودها رنين هاتف المكتب لترفع سماعه الهاتف سريعا
ايوه يابشمهندس.. حاضر هروح اودي الورق
واردفت مسائله
حضرتك مش جاي النهارده
نظر
شهاب نحو ندي التي تتناول فطورها بسعاده
لا يا ياقوت ألغى كل مواعيدي النهارده... ولو عايزه تروحي بعد ما تودي الورق للسيد اشرف روحي مافيش مشكله
انتهت المكالمه لتبتسم علي فرصتها بأنها ستذهب للشركه الرئيسيه
جمعت أوراقها في ملف ونظرت للوحه ثم انصرفت بعد أن حسمت امرها انها ستعود لأخذها بعد شكره عليها
...................................
تعلقت عين سماح برئيس الجريدة التي تعمل بها حاليا
مهمتك المرادي سبق صحفي عن لاعب كوره واسمه في غنى عن التعريف
رمقته سماح بأمتعاض لكرهها لكورة القدم
مبهتمش انا بالكوره يافندم
اطرق رئيسها على سطح مكتبه بيداه ممتعضا من ردها
بتحبي ولا مبتحبيش ده شغلك يااستاذه
واردف موضحا مهمتها
الشهر الجاي هو نازل مصر اجازه... اجازته هيقضيها في الاقصر واسوان... ديه مهمتك الجديده واتمنى تنجحي فيها زي لقائك مع حمزة الزهدي
زفرت أنفاسها مخاطبه نفسها بأن تلتزم الهدوء وابتسمت وهي تحدق بنظراته المتحديه
اسمه ايه اللعب يافندم
خاطبها رئيسها بهدوء
سهيل نايف
.....................................
أسند شريف رأسه على سطح مكتبه مفكرا في حديث حمزة معه... مدام لم يعرف ماذا يريد من تلك الفتاه التي عرفها في لحظات ضعفه فليتركها... لا ينكر انه كان يشعر معها بشعور جميل لا يعرف اهو حب ام إعجاب ام راحه ولكن تصرفات شقيقتها جعلته ينفر من الوضع
هو ضابط ويفهم أفعال شقيقتها.. تريد توريطه بالزيجه من شقيقتها وماهو الا رجلا لا يحب فرض الأشياء عليه
مها لم تصل معه لمرحله ان يفكر بها كزوجه
والحل النهائي الذي اتخده بعد حديثه مع حمزة وكلام صديقه انه لن يقابلها ثانيه... ولكن قلبه كان له رأي آخر
لا يا شريف ودعها لمره اخيره ... جبلها هديه ذكرى
اقتنع برغبه عقله وقلبه معا
ليدلف سيف لغرفه المكتب ناظرا له
سمعت الخبر ده... عندنا شهر تدريب مكلفين بي من الإداره
....................................
وضعت أمامه قهوته بخجل وتوتر
عايز مني حاجه تانيه
نظر مراد اليه بجمود... وكادت ان تسأله عن سبب معاملته تلك الا ان عمها خرج من غرفته مستندا علي والدها
وحينا وقعت عيناه عليهم نظر لشقيقه
ايه رأيك الاولاد ينزلوا يجيبوا الشبكه النهارده يامهاب
كاد ان يعترض مراد الا انه وجد والده يسعل بحشرجه
عايز ارجع بيتي بكره وانا فرحان
لينظر مهاب لابنته متسائلا
ايه رأيك ياهناء
خجلت هناء من الأمر واطرقت عيناها أرضا
اللي تشوفوا يابابا
وانصرفت على الفور دون أن تنتبه لنظرات مراد المشتعله
وانت ايه رأيك يامراد
هتف بها مهاب مخاطبا ابن شقيقه تلك المره
مافيش مشكله انا برضو رأي من رأى بابا عايزين نفرح
كانت الكلمات تخرج منه عكس ما بداخله... فسيحقق لهم الفرح الذي يريدوه... ليذيقها هي كل عڈابه
..................................
وقفت للمرة الثانيه امام مدير مكتبه تطلب منه مقابلته
للأسف حمزة بيه مش فاضي
تعلقت عين صفا به وشعرت بوخزات تطرح قلبها خشت ان يكون أخبر سكرتيره بهذا الأمر فتسألت بنبرة مذبذبه
ينفع استناه.. انا محتاجه ضرورى
طالعها الرجل وهو يتذكر انها أتت من قبل وقد دلفت لرب عمله
حين اخبره بأسمها
هو حاليا عنده اجتماع خارج الشركه... تقدري تجيله في وقت تاني
طالعته صفا بتفهم وجالت عيناها بالمكان.. ثم جرت اقدامها بتخاذل
وقبل ان تخرج من غرفه المكتب كان حمزة يخرج من المصعد متجها نحو غرفة مكتبه
ألتقطته عيناها كما رأها هو فتجمد في وقفته..
وأتجهت نحوه بخطي سريعه وقبل ان يسألها عن سبب مجيئها لهنا هتفت برجاء
حمزة ارجوك انا محتاجه مساعدتك.. مبقاش ليا حد وعزيز انا قلقانه منه.. ساعدني!
متنهدا وهو يسمعها
عايزه ايه ياصفا... لو ديه خطه منك.. انك تظهريلي بصورة الست الضعيفه بلاش
انسابت دموعها من قسوته... واطرقت عيناها ارضا
انا صحيح لسا بحبك ياحمزة.. بس انا اتعلمت الدرس.. محدش بيدوق مراره الخداع الا صاحبه...انا عايزاك تحب صفا الانسانه الجديده
واردفت بأمل
هستني تحبني تاني الأمل لسا جوايا
اصابته كلماتها.. هو يلعب نفس اللعبه ب ياقوت.. دار بعقله في تخيل لحظه وقوعه بحبها فلم يجد الا نفض تلك الفكره وهو ساخر من نفسه فهو لا يرى ياقوت الا فتاه ضعيفه بأحلام بسيطه فهل بعد كل ما أصبح عليه سيحبها هي وسيله لا أكثر وسيله من سحر صفا يعود له ثانيه.. وسيله لاراحه عقله من زن شقيقته ووسيله لتنفيذ وصية سوسن التي يذكره بها شريف دوما
فاق من شروده وتجمدت