الجمعة 13 ديسمبر 2024

للقدر حكايه سهام صادق

انت في الصفحة 55 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


عيناها 
بقيتي احسن دلوقتي
کرهت نفسها لانها كذبت عليه فكذبه اتبعتها أخرى اماءت برأسها تخبره انها افضل الان ليقبض على يدها بخفه يسحبها خلفه خارج المرحاض وعلى ملامحه ابتسامه هادئه
مع هدوء أنفاسها وتوسدها لصدره كانت مشاعر أخرى تقتحمه نست انه قديما كان ضابط شرطه ولم ينسى يوما مهنته التي اختارها برغبه قويه ارتباكها وتوترها جعله يدرك انها تخبئ عليه امرا ما 

احتمالت عده فسرها عقله ولكن اكبر احتمال وخاصه ان تلك الليله التي أخبرها فيها انه يريد طفلا ولم يلقي منها اجابه مازال تغير ملامحها تلك اللحظه أمام عينيه زفر أنفاسه يطالع ملامحها ويدها التي تضعها على العقد الذي توج به عنقها الليله وقد أسعدها ولولا ما حدث لكان أخبرها بأن سعادتها أصبحت تسعده وانها أصبحت شيئا ثمينا بحياته 
ازاحها برفق من فوق صدره لينهض من جانبها راغبا في قطع شكه بحث عن حقيبتها وداخله يتمنى ان احساسه يخيب ولكن الصدمه كانت أمامه وهو يفتح احد جيوب حقيبتها من الداخل شريط من الحبوب لا يجهل شكلها قبض على الشريط بقوه بملامح جامده ونظر نحوها فوجدها تتقلب فوق الفراش 
وسؤالا اخذ يتردد داخله 
ليه عملتي كده يا ياقوت معقول متكونيش عايزه تخلفي مني 
طالعت السعاده المرتسمه فوق شفتي كل من نورالدين وجين لولا معرفتها بنوايا جين لكان صار ذلك المشهد من أجمل ما رأت عروس بفستانها الأبيض تجر مقعد زوجها تقسم أنها ستكون له ونعمه الزوجه انتقلت عيناها نحو سهيل الذي وقف متجمد الملامح كل محاولته فشلت وجين بالنسبه لشقيقه لعنه استوطنته تقدمت منه تسأله متهكمه 
مش هنروح نبارك لاخوك تصدق المشهد قدام الناس والاعلام مبهر شوف الكل دلوقتي هيتكلم عن فكر المجتمع الغربي والتحضر مع انكم في الأصل عرب لكن الكل هيشاور ويقول هو ده الحب لكن ميعرفوش ورا الصوره ايه 
قبض على كفه بقوه ولولا اتباع الصحافه له والصور التي كانت تلتقط لكن صړخ بها وبفشلها في الخطه التي تزوجها من أجلها 
اصمتي سماح انا لا اطيق حديث احد تركت نفسي اسمعك وفي النهايه تمت الزيجه 
ورمقها بغلظه وحقد رأته في عينيه 
انتم النساء لعينات مثل الحياء تتلونون وتدفعون سمكم داخلنا 
قضمت شفتيها حانقه من عبارته لتزمجر پغضب 
لو كنت بتحب اخوك كنت قولتله الحقيقه انت كمان بتخدعوا تصدق انا فرحانه فيك عشان تبقى تلعب بحياه الناس تاني واه اخوك اللي اتجورتني عشان تخلصه من جين اتجوزها طلعت ناصحه وضربتك من نفس الضربه 
احتدت عيناها وهي ترى نظراته الماكره ولولا الاتفاق والورقه اللعينه التي اكتشفت انها مضت عليها اثناء عقد قرانهم ولم تهتم بقراءة شئ بقدر ما كانت تهتم بسبابه والتوعد له عام كامل مشروط بقيمه ماليه مليون دولار
ولم يكشف تلك الورقه الا ليله تصريح نورالدين بتعجيل زواجه من جين 
رمقها وهي تبتعد عن صخب الحفل وتختفي عن الانظار وابتسامه تزين شفتيه 
دلف لغرفتهم بالفندق بعد ان تمت الصفقه بنجاح واطمن على كل سير اعماله هنا تقدم منها مقررا أخبارها انهم سيعودوا غدا لمصر رغم انه قرر ان يطيل مدة إقامتهم ولكن فعلتها أثارت مشاعره حاول الا يظهر لها معرفته يريدها ان تخبره بنفسها عما اخفته عنه 
وجدها تنظر في الجهاز اللوحي الخاص به تبكي وهي تطالع شئ خلاله ادهشه تأثرها فأقترب منها يجلس جانبها وينظر الي ما تشاهده لم يكن المشهد الا لمشاهد مجتمعيه يتم تمثيلها من أجل إثارة ضمائر الناس سقطت عيناه على صوت المرأه التي تجسد الدور تطلب لصغيرها ما يريده من الطعام اما الفتاه تترجاها ان تأتي لها بطعام مثله وهي تفكر في ان تطعمها ارخص شئ يقدمه المطعم تقرصها على ذراعها تأمرها الا تسمع صوتها وترضي بما ستختاره لها والصغيره تسألها لما تفعل ذلك هل لأنها ليست ابنتها
لم تكن زوجة ابيها امرأة مؤذيه لكن الرحمه كانت منعدمه داخلها فالمشهد ذكرها بما كانت تفعله فيها قبل أن تأخذها عمتها لديها
تألم قلبه وهو يرى ما يبكيها غضبه منها قل ولم يشعر الا وهو يسحب من يدها الجهاز اللوحي ويضمها اليه هامسا 
صوابعنا مش زي بعضها يا ياقوت مش كل الناس وحشه أنا كنت زوج ام لشريف ومريم وعلمتهم كأنهم مني وناديه كانت أم لمراد مع انه مش ابنها الا أن عمرها ما حست انه يختلف عن تقي 
ڠصب عني بفتكر المشهد مش حقيقي بس انا حسيت بۏجع البنت انت ممكن تنسى أن حد ضړبك لحد ما كسرك لكن الۏجع وكسرة النفس مش بتتنسي
صمتت تتذكر تلك اللحظه التي طعنها بكلماته حينا أخبرها كيف ستمنح مريم الحنان وتفهمها وهي فاقده لتلك المشاعر 
فاقد الشئ بيحس وبيحس أضعاف مضعفه من اللي عنده ومش مفتقد نعمه في حياته اليتيم بيعرف قيمه الأم والأب عن اللي ملين حياته وبيعوقهم قيس حاجات كتير في حياتنا هتلاقي ان النعمه اللي ممكن تستهون بيها عند غيرك حاجه كبيره انا كان حلمي احس بحب امي وابويا اشوفهم معايا في كل وقت في حياتي لكن شوفت كل واحد فيهم مع عيلته وانا كنت ناتج تجربه فشله وسوء اختيار 
ابتعدت عنه تمحي دموعها پعنف من فوق وجنتيها تشير نحو حالها 
قالولي انك الحاجه اللي جات غلط في جوازنا ياريتك كنتي ولد كان هيبقى احسن سمعت ده وانا طفله وهما بيقسموا الايام بينهم عشان يشيلوا غلطتهم ويتحملوا فشلهم 
اغمض عيناه بقوه وهو يسمعها لم يتخيل انها تحمل كل هذا داخلها عيناها دوما كانت تفضحها أمامه يشعر ان الحزن قټلها لمرات عديده ولكنها اعتادت عليه خرج صوته بثقل يضمها اليه ثانية واخذ يمسح على ظهرها بحنان فتلك اللحظه وضحت له لما تخشي الإنجاب منه 
ابتديتي تعالجي نفسك يا ياقوت احيانا لما بنحرر اوجاعنا من جوانا بنشفي من الآلم الكتمان عمره ما بيعلم الراحه
هتتخلا عني في يوم 
سؤال خشت اجابته وانتظرت الجواب ابعدها عنه يسمح لعينيه رؤية ملامحها 
ما بتخلاش عن حاجه ملكي يا ياقوت
واردف بمغزي لم يفهمه عقلها 
بس ممكن اعاقب 
رمقته دون فهم تنتظر تفسيره حدقتيها اتسعت وهي تسأله عن مقصده
قصدك ايه 
اقترب منها يضع جبهته فوق جبهتها وانفاسه اخذت تتصاعد
مش لازم تفهمي دلوقتي 
همست وهي تلتقط أنفاسها الهائجه 
بس انا عايزه افهم 
وضاع سؤالها وهو يقتنص منها مايريده قلبه ليروي عطشه ظمأه لا يرتوي ولهفته كل يوم تزداد وقد ضعف فؤاده بعد أن اقسم ان لن يهدم حصون قلبه ويعود للعنه الحب
ونسي ان القلب مهما أغلق جميع الأبواب يأتي يوما ويشتهي ان يجد ضالته
نهضت من جانبه بمرحها الذي أصبح لذه حياتهم ابتسم على چنونها بعدما خرجت من الغرفه وكاد ان يضع رأسه على الوساده فعادت اليه مجددا 
عايز النسكافي بالحليب ولا الكراميل 
دفع الوساده التي أسفل رأسه عليها يرمقها بحنق 
عايزه بلاك ياندي وياريت تتوصي بالسكر انا مش بعمل دايت زيك يا بخيله السكر 
ضحكت بتلذذ على اثارة حنقه ورفعت كفها تطبع قبله على باطنها وارسلتها اليه عبر أنفاسها انتظرت ان يلتقط قبلتها ولكن وجدته غير مبالي فأقتربت منه تجذبه من منامته بداعبه 
مأخدتش البوسه ليه عند قلبك ولا ردتها حتى 
رفع حاجبه بقلة حيله من چنونها يضرب كفوفه ببعضهم 
بوسه ايه يا هابله شكلنا مش هنخلص في ليلتك ديه مش كفايه مقعداني عشان اقرا اشعارك العظيمه 
زمت شفتيه بعبوس وبعدما كانت هي من تلتقطه من منامته تبدلت الأدوار 
شوفت عشان كده مكنتش راضيه اقولك على موهبتي الخارقه عشان عارفه تريقتك هو شريف السبب فضحني 
تلاعب بحاجبيه يرمقها بنظرات وقحه يجيدها 
سيبك من الكلام ده وتعالى اقولك انا احلى شعر ياحببتي وشعر شهاب الزهدي مش اي شعر
انكمشت ملامحها ومطت شفتيها وهي تميل برأسها يمينا ويسارا 
يعنى لو مكنتش انت تقرالي وتدعمني ياشهاب مين هيعمل كده
داعب انفها بأصبعه يتفحص دلالها
مش ملاحظه انك في كل حاجه تقوليلي لو مكنتش انت يبقى مين
قلد صوتها لتدفعه بقبضتها وابتعدت عنه تهتف بحماس من جديد فلو ازدادت مناقشتهم سيتحجج انه لابد أن يغفو 
هروح اعملك احلي كوبايه نسكافي بلاك وبأربع معالق سكر كمان ولا اقولك هعملك سلطه الفواكه اللي بتحبها وبلاش نسكافي 
وفرت من أمامه ليهتف بها 
اعملي الاتنين بقى ياندي عشان اقرا بنفس 
وعاد يبتسم من جديد على زوجته الحمقاء التي لو كان خسرها لندم عمره بأكمله 
انتبه على صوت رساله منبعثه على هاتفه فألتقط الهاتف ينظر للرساله وصاحبتها تمطره بكلمات الغزل وكيف هو رائع 
وسوس له شيطانه ان يحادث صاحب الرقم ولكنه مسح الرساله سريعا نافضا اي شئ برأسه 
ارتجف جسدها من أثر الحمى والعرق اخذ يتصبب من جبينها همهماتها جعلت حورية التي ترافقها بالغرفه تنهض على صوتها متمتمه بقلة حيله
يادي كوابيسك اللي كل يوم بنصحي عليها الواحد راجع مهدود من شغل المزرعه وكام ساعه اللي بنريح فيهم حيلنا من الهده
وفركت عيناها حتى تفيق من نعاسها لتنتبه على ارتجافها ورعشت جسدها اقتربت منها حوريه تتحسس جبينها وابعدت كفها سريعا
ده انتي مولعه ڼار اعمل ايه دلوقتي انا
فتحت صفا عيناها بصعوبه تطالعها تطلب منها بضعف
قوليله ياسامحني هو السبب كان بيحبسني في اوضه ضلمه ويضربني عشان اسمع الكلام
واغمضت عيناها ثانية تعود لهذيانها وندائها لشخص واحد لم يظلمها انما هي من ظلمته وهي تعرف نوايا والدها ولكن حبها له انساها انها تؤذيه وتقربه من فخه
تنهدت حوريه وهي لا تفهم شئ واسرعت في جلب منشفه مبلله بمياه بارده وطبقا وعادت تجلس جانبها
تضع المنشفه على رأسها ثم تزيلها وتعيد الأمر حتى حل الصباح وانخفضت الحراره قليلا
فتحت عيناها تنظر لحوريه التي تنهدت براحه
اخيرا وعيتي على نفسك
شعرت بمراره حلقها ورطبت شفتيها بلسانها بصعوبه وجسدها يآن من المړض
انا ايه اللي حصلي
نهضت حوريه من جانبها تسحب المنشفه من فوق جبهتها
ده انتي كنتي مولعه طول الليل كويس الحراره نزلت شويه لحد ما نروح اي صيدليه قريبه ونجيبلك علاج
وشهقت حوريه وهي تسرع نحو دورة المياه الصغيره
ألحق اتوضي وأغير هدومي واصلي الصبح
وقبل ان تدلف حوريه لدورة المياه عادت إليها تطالعها وهي تعتدل في رقدتها
دعتلك في صلاه الفجر إن ربنا

يخفف عنك ويشفيكي هي امك اسمها ايه صحيح عشان ادعيلك بأسمها
صلاه ودعاء هي لا تتذكر يوما دعت ربها ان يخفف عنها شئ او اقتربت منه كما يحق
اسمها ثريا
نطقت حوريه الاسم تجرب نغمة نطقه بين شفتيها
صفا بنت ثريا
اغمض عيناه بمقت لعله يطرد الصراع الذي داخله شعورا يقوده اليها يريد لمسها مجددا رغم انه قرر عدم فعل ما اقترفه بها وسينسي ماحدث بينهم يتخيل لحظه نيله منها وكيف كان يشعر لم يحتقرها او يقرف من لمسها إنما كان راغب بشده يظهر لها عكس ما بداخله
تنهد بأنفاس مثقله واخذ يحرر رابطه عنقه يهتف داخله يقنع نفسه
فرات النويري مش بيضعف
رفع عيناه
 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 106 صفحات