الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ۏجع الهوي كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

انت في الصفحة 18 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


تطلق نظرة تحذير وشړ لها قائلا بحدة وصوت قوى
وتانى مرة اشوفك تتكلمى على كبيرك ومراته بالطريقة دى انا بقى اللى هربيكى ساعتها من اول وجديد
اتسعت عينى سلمى بذهول وړعب هى تسألها پصدمة قائلة
بتقوليلى انا الكلام ده يا مرات عمى عاوز تضربينى علشان حته البت دى
قدرية پغضب عاصف 
اخرسى خالص اياكى اسمعك تغلطى فيها تانى ليله دى تبقى مرات كبير الدار دى وهتبقى كبيرة حريمه من بعدى فاهمة يابنت زاهية ولا تحبى افهمك بطريقتى

تساقطت دموع سلمى بخزى وهى تهمس بصوت خرج بكاد منها تجيبها بالايجاب ثم تسرع باتجاه الدرج تشهق بدموعها تتابعها عينى ليله وحبيبة الوافقتين بذهول وصدمة منذ بدء الحديث حتى من بعد اختفائها خلف الجدار ليأتى صوت قدرية الهادئ فيخرجهم من ذهولهم هذا حين التفتت الى ليله تناديها برقة وهى تشير لها بالاقتراب لتتردد ليله للحظةثم تتقدم منها بخطوات خائڤة مترددة حتى وصلت اليها لتجذبها قدرية تجلسها بجوارها تربت فوق كفها قائلة بحزم وهدوء 
انا مش عوزاكى
تبقى خاېفة وعبيطة كده وحتة عيلة زاى سلمى تخليكى واقفة ترتعشى كده 
انت مرات جلال الصاوى ومحدش ليه عندك حاجة لو مين ما كان فاهمة يا مرات ابنى ولا اقول تانى
ظلت ليله مذهولة من تبدل حال والدة زوجها الى النقيض تماما ترفع عينيها بحيرة باتجاه حبيبة تسألها المشورة بنظراتها لكنها وجدتها لا تقل عنها حيرة او ذهولا وهى ترى والدتها والتى تعرفها خير المعرفة تتغير بين ليلة وضحاها لتلك الدرجة من ناحية من اعلنت
كانت تستلقى فى فراشهم بعد غفوة صغيرة من التوم تبتسم بسعادة وهى تتذكر ماحدث منه اثناء الافطار والذى غابت عنه سلمى ووالدتها ومراعته لها واصراره على الاهتمام بطعامها وحديثه الرقيق
معها طوال مدة جلوسهم على الطاولة واشتعال وجنتيها بخجل من ملامسته الخفية لها من خلف الطاولة حتى كادت ان تغص بطعامها اكثر من مرة حين كان يفاجئها بحركاته المتهورة تلك تدعو الله الا ينتبه احد من الجالسين لما يدور بينهم خاصة والدته والتى كانت تراقبهم بعين حادة كالصقر حتى انتهى الافطار اخيرا ليقف جلال ومعه عمه معلنا عن خروجهم لامر ما وانه قد يغيب طوال النهار متغيبا عن الغذاء فجلست فى مقعدها تتابعه 
سألها بكلمته الاخير بنعومة وهمس لتهز له رأسها بالايجاب لبتسم لها برقة ثم يعتدل واقفا مناديا لعمه ليغادرا معا لتطلب حماتها منها فور مغادرتها ان تذهب لارتياح فى غرفتها خوفا عليهامن الارهاق حتى يحين موعد الغذاء وهاهى تجلس منذ ذلك الحين فى غرفتهم لتعقد العزم على النزول لاسفل حتى تكون فى استقباله عندما يحين موعد عودته
لكن اتت طرقات هادئه فوق الباب لتتوقف افكارها تأذن للطارق بالدخول فتسرع بالجلوس فورا بالاعتدال حين رأت والدة زوجة تدلف من خلاله قائلة بتساؤل
انتى لسه نايمة ياليله
اجابتها ليله فورا وهى تنهض سريعا من الفراش 
لا انا صحيت من بدرى وكنت نازلة حالا
هزت قدرية راسها بالرفض وهى تتقدم الى الداخل قائلة بتأكيد
لاا خليكى براحتك جلال لسه مجاش متقلقيش انا بس قلت اطلع اشوفك لو صاحية اهو اقعد معاكى شوية بدل ما انا قاعدة زهقانة لوحدى بس لو تعبانة ولا حاجة انا مم 
ليله بسعادة وترحيب 
لا خالص بالعكس انا مش تعبانة خالص و فرحانة جدا ان حضرتك هتقعدى معايا
جلست قدرية فوق الاريكة تربت على الجهة المجاورة لها قائلة لليله
طب تعالى اقعدى وخلينا نحكى مع بعض شوية ونسلى نفسنا لحد ما جلال يجى وكمان انا عندى موضوع عاوزة اكلمك واخد رائيك فيه
ليله وقد ارتسمت ملامح القلق فوق وجهها تسألها 
خير يا ماما اتفضلى انا سمعاكى
قدرية بندم واسف مصطنع اتقنت اظهاره على ملامحها قائلة بنبرة حزينة
انا عارفة ان مقابلتى ليكى من يوم ما رجعتى مكنتش قد كده بس ڠصب عنى يا بنتى اللى فيا مش قليل والتفكير خلاص مش مخلينى عارفة اتصرف وخلقى ضاق على الكل مانا معزورة وان شايفة ابنى هيضيع مش عارفة اعمله ايه 
ليله بوجه خائڤ صوتها مرتعش من شدة فزعها
ماله جلال ياماما ارجوكى قوليلى فى ايه
تنهدت قدرية بحزن قائلة 
هقولك يابنتى بس اوعدينى اووعى كلامنا ده يوصل لحد ولا حتى جلال انتى عارفة جوزك كرامته عنده فوق اى حاجة حتى ولو فيها سجنه
الفصل الثانى عشر
كانت جالسة تستمع لكلمات قدرية لها بوجه شاحب مصډوم تزداد خفقات قلبها سرعة منذ بدء حديثهم والذى بدئته قدرية قائلة بحزن
انا هقولك على كل حاجة يا بنتى بس عاوزة منك تحلفيلى على كتاب الله ان اللى بينا ده هيفضل سر انا مش حمل اللى هيعمله فيا جلال لو عرف انى قلتلك
اسرعت ليله تهز راسها بالايجاب بلهفة وتأكيد ثم تنهض باتجاه احدى الادراج تحت انظار قدرية المتلفهة تخرج احدى المصاحف وتضع يدها عليها وهى تهمس بيمين الله ان يظل حديثهم سرا لا يعلم احد عنه شيئا
مهما جرى
وضعت كتاب الله مكانه ثم عادت الى قدرية تجلس امامها مرة اخرى وكلها اذان صاغية فى انتظار حديثها لتتنهد قدرية بحزن واسف مصطنع وعينيها تلتمع بدموع التماسيح قائلة 
الحكاية ليها زمن من ايام الغالى ابو جلال كان دخل فى كذا مشروع ورا بعض بس الله يجازى اللى كان السبب وبسببهم بقى كل مشروع منهم يفشل ويسيب وراه تل ديون وهما مستكفوش بكده لااا دول فضلوا يضغطوا عليه ويشتروا ديونه من الديانة لحد
ما اضطر فى الاخر يبيع ليهم اكبر حتة ارض من ارضنا وماټ بحسرته بعدها
سقطتت دموعها فوق وجنتها تكمل بصوت متحشرج ضعيف جعل ليله تبكى هى الاخرى معاها عطفا عليها وهى ترى تلك المرأة القوية مڼهارة بهذا الشكل امامها 
بس طبعا ارض دى كانت تمن جزء بسيط من الديون اللى علينا وكل يوم والتانى يجى حد 
ليله پخوف وصوت مرتجف ړعبا
ازاى ياماما
فاهمينى
قدرية وهى تجهش بالبكاء تمسك بكف ليه تضغط عليه بقوة 
خلاص يا بنتى مبقاش فاضل حاجة نبعها غير البيت اللى أوينا فيه و جلال وعمك صبرى بقوا مهددين بالسجن فى اى لحظة وطبعا جلال استحالة هيسيب عمه يتسجن وهتبقى كل المصاېب عليه لوحده
عقدت ليله حاجبيها بحيرة تهمس بذهول 
مش فاهمة تقصدى ايه وايه اللى عمله اهلى زمان
ابتعدت قدرية عنها سريعا تهمس بارتباك
مفيش يا حبيبتى ده ماضى وعدى عليه زمن وهو برضه جدك حاول يصلح شوية منه قبل جوازك بجلال
زادت حيرة ليله اكثر من حديثها تسألها بصوت متوجس خائڤ من اجابتها على سؤالها 
انتى تقصدى ان عيلتى هى اللى 
مر لحظة انتظارها اجابة قدرية عليها كالدهر حتى هزت قدرية رأسها بالايجاب ببطء وهو تقول متنهدة بحزن
عمك علوان وابنه راغب الله يجازيهم هما السبب فى اللى احنا فيه 
اسرعت تكمل بتأكيد وحزم عندما لاحظت بادرة شك تظهر فى عينى لليله 
بس جدك مكنش يعرف عن لعبهم الۏسخ ده حاجة وعلشان كده لما جه جلال اتقدملك حب جدك يفتح صفحة جديدة معانا وكتبلك ارضنا دى باسمك كهدية جواز منه ليكى ولجلال بس هنقول ايه يلا ربنا يرحم امواتنا جميعا ويجازى اللى كانوا السبب
نهضت قدرية تمسح دموع التماسيح عن وجهها قائلة بحزن تنظر لليله الجالسة بشرود وجمود مكانها لتلتمع عينيها بخبث للحظة قبل ان تتنهد وبحزن واسف مصطنع قائلة
يلا يا بنتى معلش دوشتك وشيلتك الهم فى حاجة ملكيش ذنب فيها بس هعمل ايه كنت محتاجة افضفض مع حد تصبحى على خير
تقدمت بخطواتها باتجاه الباب ببطء بينما جلست ليله كانها بعالم اخر للحظات قبل ان تنتفض من مكانها تنادى قدرية بحزم لتتوقف خطوات قدرية قبل بلوغها الباب بعدة سنتمترات تلتوى شفتيها بابتسامة جذلة خبيثة ثم تلتفت الى ليله بحال اخر اسرعت برسمه فوق ملامحها تلونها بالحزن العميق والانكسار لكنها كادت ان تفضح حين سمعت ليلة تقول بصوت جاد حازم
لو حضرتك تقدرى تشوفى محامى يقدر يشوف بيعة لارض دى فى اقرب وقت وانا مستعدة فورا
كادت قدرية ان ترقص فرحا لنجاح مخططها لكنها تمالكت نفسها قائلة بذهول واستنكار
بتقولى ايه ياليله هو انا كنت بحكيلك علشان تقوليلى كده ليه يابنتى كده تزعلينى منك
ليه ياماما انتى قلتى بنفسك انها هدية جدى ليا ولجلال يبقى ليه الزعل وبعدين لو ده مش وقت نبيع فيه الارض هيكون امتى صدقينى يا ماما هو ده الحل الوحيد
بس جلال استحالة هيوافق ولو عرف حتى انى قلت 
ليله سريعا مقاطعة اياها 
جلال مش هيعرف حاجة انا همضى لحضرتك على توكيل وبيه تقدرى انتى تتصرفى فيها بمعرفتك وبفلوسها تقدرى تساعدى جلال كانها منك انتى
اتسعت عينى قدرية قائلة بذهول مصطنع
انتى عاوزة تعمليلى ليا انا توكيل بيبع الارض
ليلة بتأكيد وحزم 
ايوه هو ده الحل الوحيد واظن المحامى تبع العيلة هنا يقدر يخلصه فى اسرع وقت ومن غير جلال ما يعرف حاجة
هزت قدرية رأسها قائلة بتفكير
هو المحامى يقدر يعمل كده بس 
مفيش بس ياماما انا وجلال واحد واستحالة هقف اتفرج عليه وهو بيضيع مننا وانا فى ايدى الحل
خلاص يا ليله خلاص اللى تشوفيه يا حبيبتى
اهو انا عملت اللى قلت عليه والمطلوب بالظبط مش هتقولى بقى عملنا كده ليه
قالها علوان لراغب والذى جلس يطالع بعدد اوراق امامه بعناية قبل ان يقول بلا مبالاة 
علشان نربط شروق بسعد فى اقرب وقت و ليله كمان تيجى تقعد هنا ماهى مش ممكن تسيب اختها الوحيدة من غير ما تحضر معاها تجهيزات فرحها
حتى لو ابن الصاوى عمل ايه علشان يمنعها
هز علوان رأسه بعدم تصديق وانبهار قائلا 
انت دماغك ايه يا واد انت شيطان
ابتسم راغب ابتسامة ملتوية هو مازال على اهتمامه بتلك الاوراق دون ان يعير والده اهتمام ليسود الصمت للحظات تململ خلالها علوان ليعاود سؤاله بفضول
ايه الورق اللى معاك ده وفيه ايه مهم يخليك مركز اووى كده
ترك راغب الاوراق من يده ببطء ثم تراجع فى مقعده ينظر الى والده بتفكير للحظة يسأله بعدها متمهلا 
ولو قلتلك هتسمع وتفكر معايا ولا هتهيص وتزعق وتفرج علينا البلد
علوان بقلق وارتعاب 
ليه هو فيه الورق ده بالظبط
راغب بأبتسامة تخفى ورائها ڠضب وثورة عارمة
ده
ورق اخدته من المحامى بتاع ارض الست ليله والست شروق اللى جدى كتبها ليهم وبعلم ابنك سعد قبل ما ېموت
دلف الى داخل جناحهم بلهفة يجيل عينيه فيه بحثا عنها وقد تأخر موعد عودته عما نوى وقاله لها واصبح الوقت بعد منتصف الليل بقليل ليتأكله القلق حين وجده فارغا منها فيهرع ناحية الباب بغاية البحث عنها لكن يأتى صوتها الهامس المنادى باسمه برقة ونعومة يوقفه مكانه ملتفا الى خلف بلهفة لكن فرغ الهواء فجأة من الغرفة تتسارع نبضات قلبه بصخب عالى 
لم يجيبها بل اغمض عينيه تتعالى انفاسه محاولا فرض السيطرة على نفسه محدثا اياها ان
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 41 صفحات