الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ۏجع الهوي كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

انت في الصفحة 28 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


فيهم وبعدين ترتاح براحتك
لا مش هقدر يا ليله انا يدوب انام ساعة واصحى انزل تانى
دى ثوانى صدقنى اقولك انا اللى هاكلك بايدى ايه رايك
تخفض وجهها ارضا حين قال بتحذير
ليله انا مش عيل صغير محتاج اللى ياكله
تراجعت الى الخلف تلتفت ناحية الطعام وهى تقول باعتذار وتردد
اسفة انا هنزل تكون انت 
اسرع هو هذه المرة ليوقفها

لااا متنزليش خليكى معايا اقولك كمان اكلينى انتى بايدك بس خلينى ارتاح شوية واوعدك اول ما اقوم هاكل اتفقنا
اومأت له سريعا تبتسم بفرحة جعلته هو الاخر يبتسم سعيدا لرؤية فرحتها تلك لكن اسرع يسألها بحيرة حين وجدها تلتفت بعيدا عنه يسألها بلهفة
الى اين تذهب لتجيبه فورا قائلة 
هنزل الاكل تحت وابقى احضره تانى لما تصحى
تنهد جلال بقلة صبر سائلا اياها بنزق
هو انتى ايه حكايتك وحكاية النزول تحت انتى عاوز تسبينى وخلاص
اتسعت عينيها دهشة مرتجفة بشدة تتخضب وجنتها بالحمرة انا عاوز انااااام ومش قادر افتح عينى بس خاېف انام يحصل لها حاجة وانا مش جنبها
متخفش هى كويسة والدكتور طمنا عليها انت نام وانا هفضل صاحية هنا جنبك وصدقنى مش هتحصل حاجة
اعقبت حديثها تنزل
نام وغمض عيونك وانا هنا مش هسيبك ابدا
بعد مرور يومين على تلك الاحداث
عرفت هتعمل ايه
تحدث راغب الى شاب عشرينى يقف امامه بتلك الكلمات بحزم ليهتف به الشاب قائلا بتأكيد
طبعا متقلقيش يا باشا دى شغلانة سهلة ومش هتاخد منى يوم
ابتسم راغب فرحا وهو يهز راسه استحسانا ثم يقول 
عاوز فى كل حتة فى البيت كاميرا حتى لو فى المطبخ مش عاوز شبر مايكنش فيه
الشاب هازا راسه قائلا بحزم
سهلة ياباشا متقلقش
وضع راغب بيده داخل جيب سترته يسحب منه عدة الوف من الجنيهات دفع بها ناحية الشاب والتى التمعت عينيه بجشع وغبطة قائلا
ودى دفعة من الحساب ولو ظبطت الشغل ليك ادهم كمان
اندفع الشاب يختطف المال حتى كاد ان يسقط ارضا وهو يهتف بفرحة 
عيونى يا باشا دانت هتشوف منى احلى شغل
هنا تحدث نسيم بعد وقوفه الصامت طوال المقابلة هاتفا بالشاب 
طب يلا انت يا عماد اسبقنى على العربية وانا هحصلك
اومأ الشاب موافقا يغادرا فورا وعينيه تكاد تخرج من محجرهما وهو يتطلع الى المال القابض عليه بين يديه ليتحدث نسيم فور خروجه يسأل راغب بحيرة ونفاذ صبر
ادينا خلصنا من موضوع الكاميرات تقدر تقولى بقى هتجيبها لهنا ازاى بعد اللى انت عملته وازى جوزها هيوافق يجبها تانى
راغب بابتسامة واثقة وعيون تلتمع كعيون ذئب جائع وقائلا بغموض
اللى جابها فى المرة الاولى يجيبها فى المرة التانية وصدقنى ليله بنفسها اللى هتخليه يجبها هنا تانى
الفصل التاسع عشر
كانت تجلس فى حجرة الجدة لتؤنسها وترعاها بطلب من جلال حتى يستطيع ان يكون مطمئنا عليها فى غيابه والذى دام حتى الان ليومين فقد اضطرته الاعمال للمغادرة خارج البلدة فى عمل طال تأجيله له طول فترة مرض الجدة حتى اطمن اخيرا عليها ليسافر بعدها فورا وهو وزوج حبيبة بعد حديث مبهم معها عن حاجتهم للحديث بعد عودته فورا قائلا عن حاجته لتوضيح بعد الامور بينهم لكنها تستطيع الانتظار حتى عودته وثم قيامه بتوصيتها بالاهتمام بالجدة فى غيابه مع وعد ان يحدثها كل ليلة 
وهاهى تجلس معها منذ غيابه لا تغيب عنها حتى فى ساعات النوم تنفيذا لطلبه واستغلالا لفرصة الابتعاد عن توتر تحفز اهل الدار فى التعامل فيما بينهم بعد ان تم تأجيل خطبة سلمى لاسبوع اخر نظرا لظروف مرض الجدة لتعود سلمى مرة اخرى لكلماتها المسمۏمة لكن هذه المرة لم تكون موجهة اليها بل الى اميرة والتى لم تتهاون فى الرد عليها ليكون الجو داخل المنزل كساحة للمعركة لجأت هى خلالها لغرفة الجدة هربا منها تجلس فى انتظار عودته اليها وهى تتلهف
شوقا اليه والى محادثتهم الهاتفية برغم انها تعتبر مختصرة نسبيا لكنها كانت تكفيها حتى موعد المكالمة الجديدة
ليله هو جلال متصلش بيكى النهاردة
خرجت من شرودها تلتفت الى الجدة تجيبها بهدوء 
لا يا حبيبتى لسه متكلمش
تنهدت الجدة قائلة بقلق 
غريبة مع انه متعود يكلمنا كل يوم قبل كده بكتير
متقلقيش شوية وهيكلمنا بس نامى انتى وانا اول ما يتكلم هصحيكى على طول
تمر دقائق بصمت تتطلع هى خلالهم الى ساعتها بقلق وقد تجاوزت بالفعل موعد مكالمته بوقت كثير ترتجف خوفا من الا يقوم بمحادثتهم اليوم فقد اصبح سماع صوته كالادمان بالنسبة لها لا تتخيل ان يمر يومها دون ان تحدثه وتستمع الى نبراته القوية لكنها تحمل من الرقة 
زفرت بخيبة امل عندما مرت ساعة اخرى فعلمت انه لن يقوم بفعلها اليوم وهى تلقى بالهاتف جوارها باحباط لكن ما ان مرت دقيقة حتى تصاعد صوته بنغمة الرسائل
لتسرع باختطاف الهاتف بلهفة ظنا منها انها رسالة منه يطمئنها عليه فتتطلع عينيها الى فحوى الرسالة لتتسع بذهول وصدمة وهى ترى تلك الصورة امامها ومعها رسالة نصية ماان قرأتها حتى شحب وجهها بشدة يحاكى وجوه المۏتى تصدر عنها صړخة قوية مړتعبة
فزعت الحاجة راجية من نومها على صوت تلك الصړخة تهتف بليلة بقلق وهى تراها تمسك بهاتفها تتطلع اليه بعيون مصډومة تترقرق الدموع بداخلها 
لتهتف بها 
فى ايه ياليله فى ايه يا حبيبتى جلال فيه حاجة
نظرت ليله اليها بعيون لا ترى شيئ وترتجف بقوة لتهتف بها راجية لكن بحدة تلك المرة 
فى ايه يا بنتى انطقى مالك وشك مخطۏف كده ليه
فتحت ليله فمها تحاول الحديث عدة مرات لكنها كانت تفشل فى كل مرة تشعر بالغصة فى حلقها تكاد تزهق انفاسها امام عيون الحاجة راجية المړتعبة حتى استطاعت اخيرا ان تخرج حروف متلعثمة غير مترابطة قائلة 
ما ماما ت تع بانة وانا لا زم اشوف ها حا لا
راجية بصوت حاولت بث الاطمئنان والهدوء اليها فيه
طيب ياحبيبتى اهدى بس كده وخير ان شاء الله
لم تستمع ليله لحرف مما تقول وهى تتحرك باتجاه الباب كالعاصفة هاتفة پخوف وهلع 
انا لازم اروح عندنا حالا مش هستنى دقيقة واحدة
خرجت تجرى سريعا الى البوابة الخارجية للمنزل تحت انظار حارسيها المتسائلة عن حالتها تلك لكنها لم تعيرهم اهتماما تكمل طريقها بخطوات متعثرة وعيون مغشية بدموعها حتى انها سقطت فى الطريق عدة مرات ارضا بقسۏة فتدمى كفيها وركبتيها بالچروح لكنها لم تبالى بهم ولا بألمهم تنهض سريعا كل مرة تكمل الطريق الى منزلهم بعزم حتى وصلت اخيرا اليه لكنها لم تدلف الى داخله بل الټفت حوله الى تلك الغرفة المخصصة للحارس تقف امامها وهى تنهت بقوة وجهها شديد الاحمرار تلطخه الدموع وهى ترى كابوس حياتها يخرج من تلك الغرفة يبتسم ابتسامة صفراء عينيه تمر فوقها ببطء وقح قائلا بصوت كفحيح افعى
اهلا ااهلا ببنت عمى الغالية ايه رايكعجبتك الصورة لسه فى عندى منها ومن غيرها كتير
ليله بصوت ضعيف متحشرج
انت ازى قدرت تعمل كده انت ايه 
دوت ضحكت راغب الصاخبة استهزاء من حديثها قائلا بصوت خبيث شرس
حيوان بس ذكى وقدرت اجيبك راكعة تانى تحت رجليا
ليله بصوت مرتجف متوسلا 
ارجوك يا راغب ابعد شروق عن حكايتنا شروق ملهاش ذنب
رفع راغب كفه ينظر الى اظافره قائلا بلا مبالاة 
مش بالساهل كده يا بنت عمى مش اقول طلباتى الاول
تطلعت اليه ليله بعيون منكسرة تعلم ان ليس هناك فائدة من الحديث قائلة بصوت مهزوم 
وانا مستعدة لاى طلب تطلبه منى
اقترب منها بخطوات بطيئة واثقة بينما وقفت هى تتابع تقدمه منها بعيون خائڤة مړتعبة تبتعد فورا بنفور عنه حين انحنى عليها يفح فوق بشړة وجنتها 
اول طلب ليه يابنت عمى هو الارض
اغمضت عينيها تتنهد ارتياحا دون ارادة منها ليضحك ساخرا هو يبتعد عنها قائلا
متفرحيش اوى كده ده اول طلب بس لسه فيه طلبات تانية كتير وهتتنفذها كلها والا هتلاقى صور اختك الحلوة منورة فى كل حتة
تساقطت دموعها ټغرق وجنتها رغم محاولاتها لكبتها وقد علمت انها قد سقطت بين انياب وحش حقېر لا يرحم لن يتردد لحظة واحدة ان يفعلها فتهمس له بموافقتها بصوت مبحوح خاڤت يكاد لا يسمع لكنه كان اكثر من كاف له لترتفع ابتسامته بالانتصار قائلا 
ايوه كده شاطرة اسمعى بقى انا عاوز منك ايه بالظبط
لاتدرى كيف وصلت الى منزل زوجها مرة اخرى تدلف الى الداخل بخطوات مثقلة ورأس منكسة ارضا تتجه الى الدرج لكن يوقفها صوت والدة زوجها هادرة پعنف
كنت فين يا هانم ازاى تخرجى كده من غير ما تقولى لحد ولا تاخدى اذن منى
رفعت ليله وجهها ببطء شديد قائلة بصوت مجهد خرج من فمها بصعوبة
انا اسفة بس ماما تعبت وكان لازم 
قا طعتها قدرية پغضب شديد 
ولو يابنت الاصول يا محترمة كان لازم تعرفينى مش تجرى على الشارع ولا كان ليكى حاكم لما جوزك يجى انا ليا كلام معاه
اسرعت حبيبة اليها تحاول تهدئتها قائلة بتعاطف وترجى
خلاص يا ماما كفاية كده انتى مش شايفة حالها عامل ازاى
زفرت قدرية بحنق تدير وجهها الناحية الاخرى صامتة لتسرع اميرة قائلة بتمهل وخبث وهى تلوك علكتها ببطء
يعنى ايه خلاص يا حبيبة لازم عمتى تشوف شغلها معاها يااما تقول لجلال وهو بقى يتصرف اكيد مش هيعجبه اللى عملته ده
اجابتها حبيبة بحدة وصرامة دون ان تلتفت لها 
لو سمحتى يا اميرة ياريت متتدخليش دى حاجة بينا واحنا بس اللى نقول ايه ينفع
وايه مينفعش
صدر صوت عن اميرة يدل عن استنكارها لكلمات حبيبة وهى تلوى للجانب ترمق قدرية الصامتة على غير العادة بعدم رضى فترى على وجهها لمحة من التعاطف لحال ليله امامها لتزفر اميرة بحدة تبرطم من بين اسنانها بغيظ لكن لم
يعيرها احد اهتماما تعاود حبيية الاهتمام بليله التى كانت شاردة فى عالم اخر قائلة بصوت حنون
متقلقيش يا حبيبتى ان شاء
الله هتبقى كويسة وتطمنى عليها وعلى صحتها
رفعت ليله اليها عيون تائهة قبل ان تهز رأسها لها بالموافقة تتحرك مع جذب حبيبة لها والتى اخذت تقول بصوتها الحنون
واحنا كمان بكرة نروح معاكى علشان نط 
هتفت ليله فجأة پذعر وهى تهز رأسها بالنفى قائلة 
لااا لا هى خلاص بقيت كويسة مفيش داعى تتعبوا نفسكم انا حتى مش هروح تانى
تابعت الاعين ردة فعلها بحيرة لكن لم يعلق احد بشيئ عليه حتى قالت حبيبة وهى تمد يدها بهاتف ليله اليها قائلة
طيب براحتك يا حبيبتى اللى تشوفيه خدى ده تليفونك كنتى نستيه هنا
شحب وجه ليله وعينيها تطير فوق الهاتف بلهفة تختطفه من يد حبيبة بسرعة قائلة بتلعثم وهى 
ايوه طيب انا ممكن هطلع ارتاح لو 
التفتت حبيبة الى والدتها برجاء وعينيها تسألها الموافقة بينما قدرية كانت تقف تتطلع الى ليله بتفكير عينيها تضيق بنظراتها فوقها لكنها اومأت برأسها بالموافقة لتسرع حبيبة قائلة ليله بتعاطف شديد 
اطلعى يا حبيبتى انتى ارتاحى وانا هسهر الليلة مع الجدة 
هزت ليله رأسها لها
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 41 صفحات