الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ۏجع الهوي كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

انت في الصفحة 34 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


تقترب منها ثم تميل على اذنها تفح داخلهم بغل 
لو عرفتى تضحكى على الدنيا بحالها مس هتعرفى تضحكى عليا انا فاكرة لما تعملى نفسك مش فاكرة حاجة جلال مش هيطلقك ولا يتحوز عليكى يبقى بتحلمى يا ليلة
ابتسمت ليلة بخبث وقد اتى لها ثأرها من تلك الصفراء على طبق من فضة تسرع فى رسم امارات الهلع والصدمة فوق ملامحها وهى تلتفت الى سلمى هاتفة بفزع

انتى بتقولى ايه يا سلمى جلال عاوز يطلقنى انا ويتجوز عليا
اضطربت سلمى ينعقد لسانها وتتسع عيونها ذهولا تصدق لوهلة ما تراه امامها من صدمة وهلع ليله لكنها تماسكت سريعا صاړخة بها بغيظ
بت انتى شغل التمثيل ده مش عليا انا متخلنيش اوريكى وشى تانى
وقفت ليله تنظر اليها بعيون متسعة ببراءة وملامح حزينة قائلة بعتب 
بقى كده يا سلمى بس انا مشهسكت انا لازم اروح لجلال واسأله على كلامك ده
وبلمح البصر كانت تترك ما بيدها تهرع مسرعة ناحية الباب مغادرة دون ان تمهل سلمى الفرصة اوحتى النطق بحرف توقفها به تنظر فى اثرها پصدمة وهى تهمس پذعر 
يا وقعتك السودا ياسلمى يا وقعتك السودا 
توقف مكانها بجسد مجمد وعيون متسعة ذعرا تردد كلماتها كاحدى التسجيلات التالفة تعلم انها هالكة لا محالة بعد ما فعلته 
مالك يا ليله فى ايه ياقلبى حصل ايه ردى عليا
زاد تشبثها به يزداد معه بكائها وهو تقول بصوت مخټنق شاهقة من بين نحيبها 
انت صحيح عاوز تطلقنى وهتتجوز واحدة تانية غيرى
ضغط جلال بقوة فوق اسنانه يسب من بينهم بصوت خاڤت محتقن ليسرع صبرى مقتربا منهم محاولا التهدئة قائلا بتروى وهدوء 
اهدى يابنتى كده اهدى بس وفهمينا مين اللى قالك الكلام الفارغ ده
لم تجيبه ليله بل اخذت تبكى بشدة ليمرر جلال يده على ظهرها برفق من اعلى الى اسفل يهمس لها برقة 
طيل اهدى ياليله علشان خاطرى وفهمينى مين قالك كده
لا تدرى كيف تخرج من مأذقها هذا فهى حين نوت فعلتها تلك لم تحسب لجلوس والد سلمى مع جلال حسبانا تشعر بالندم يملئها لكن سرعان ما تذكرت كل ما فعلت الصفراء معها رفعت وجهها اليه وقالت وهو تشهق باكية ما بين كل كلمة واخرى 
سلمى هى اللى قالتلى انك هتطلقنى وهتتحوز واحدة تانية
زفر جلال بقوة يمنع نفسه بصعوبة عن السباب امام عمه ولكن لم يكن لعمه هذا التحكم فلا ينتظر لثانية واحدة يهرع خارجا من الغرفة وهو يسب ويلعن سلمى بصوت عاضب بشدة ليشير جلال الى فواز الواقف منذ البداية يتابع ما يحدث بوجه متبلد احمق التعبيرات 
الحقه يا فواز حاول تهديه
اومأ له فواز برأسه ببطء يغادر هو الاخر بخطوات بطيئة متمهلة ليخفض
جلال رأسه الى ليله 
هو ينفع اى حاجة تقولها سلمى نصدقها كده على طول
هزت رأسها له بالنفى ليكمل بعتاب مرح
وبعدين ياقلب جلال فى حد عاقل بعد ما يتجوزك يفكر فى الجواز تانى
تراجعت للخلف تنظر له پصدمة مستنكرة فبتسم لها
ده جنان يلاقى عصبية وكلام زاى الدبش برضه يلاقى
تصلب جسدها تتطلع اليه بحنق من اثر كلماته حتى توقفت 
يبقى هيحتاج واحدة تانية غيرك فى حياته ليه
اقتنعتى ولا لسه عاوز اقنعك اكتر
هزت رأسها بالنفى تهمس بارتجاف هى الاخرى 
لا لسة مصدقة سلمى ومشمقتنعة بغيره خالص
لاا يبقى الموضوع هيطول وهيحتاج منى كلام كتير مش هينفع نقوله هنا خالص احنا نروح ننقذ سلمى من ايد عمى وبليل نقعد انا وانتى نشوف هقنع ازاى
اخفضت عينيها بعيدا عن عينيه تشتعل وجنتيها بشدة خجلا لترتفع ضحكة جلال المرحة قائلا بشغف بعدها
مش بقولك يبقى مچنون اللى يشوف او يفكر فى واحدة غيرك
فتح عينيه بصعوبة وهو مازال مقيد الى ذلك المقعد حين شعر بحركة بجواره ليتسلل الذعر اليه حين وجد رجلين شديدى البنية يقوموا بسحب نسيم المعصوب العينين دون مقاومة منه حتى المقعد المجاور له يقوموا بتقيده هو الاخر ليهمس راغب باسمه بصوت مذعور جعل نسيم يتلفت حوله يناديه هو الاخر بلهفة ليصدح صوت قوى اتى من الظلام تعرف راغب فورا على هوية صاحبه رغم عدم رؤيته وهو يتحدث بسخرية 
ايه رايك فى المفاجأة دى علشان
تعرف بس انا بحبك ازاى شوف جبتلك مين يونسك
ارتعدت فرائص راغب يبتلع لعابه بصعوبة قائلا 
هو انا لسه قعد هنا كتير انا قلت كل حاجة واخدت كمان تليفونى اللى عليه الصور كلها لسه عاوز منى ايه تانى
جلال من دائرة الضوء وعلى وجهه ابتسامة ساخرة ولكن عينيه كان بداخلهم شراسة وحدة ارعبت راغب وجعلته يعلم ان فعلته لم يحصد عواقبها بعد لتحقق ظنونه حين قال جلال بصوت متهكم ساخر
لا ازاى يا راجل هو احنا لسه عملنا حاجة مش ناخد منك كام صورة حلوة كده قبل ما تفارقنا علشان لما توحشنا نفتكرك بيهم
عقد راغب حاجبيه بحيرة للوهلة قبل ان يدرك ما يقصد جلال ونيته فلم يستطع مقاومة ان يتحدث ساخر كأنه اراد ان تكون له الكلمة الاخيرة رغم كل ماحدث قائلا 
اه فهمت بس عاوز اعرفك يابن الصاوى انى راجل ومحدش بيجيب غلط فى بلدنا على راجل لو ظهر ليه الف صورة واظن انت فاهم ده كويس
ضحك جلال ضخكة رنانة دوى صداها ارجاء المكان وجعلت من راغب يتطلع اليه بقلق وتوتر يزداد وهو يتابع جلال بخطواته الواثقة ثم ينحنى عليه ليصبح الوجه مقابل للوجه ترتطم انفاس جلال به وهو يقول باستمتاع وتشفى تزداد عينيه حدة وشراسة
ودى حاجة تفوتنى برضه يا راغب بيه اومال انا لفيت ودورت لحد ما جبتلك اخوك وحبيبك نسيم
هنا دوت كلمات نسيم الصاړخة وهى يحاول النهوض عن مقعده يتلفت يمينا ويسارا
بحركات هسترية قائلا بړعب
يقصد ايه يا راغب راغب طمنى وقولى اللى فهمته ده مش صح راغب رد عليا
حين لم يتلقى اجابة من راغب والءى جلس يتطلع الى جلال باضطراب مذعور وقد وصل اليه ما ينتويه جلال له جيدا عينيه مسمرة على جلال لا يسمع لصرخات نسيم وهو يقول بصړاخ وهذيان 
انا مليش دعوة انا قلتله بلاش صدقنى يا جلال بيه مليش دعوة 
الكلام ده مليش فيه انت اللى جبت اللى ركب الكاميرات يعنى زيك زيه عندى
اشار جلال برأسه الى رجاله الواقفين خلف راغب ونسيم بوضع الاستعداد ليحل كل منهم وثاق راغب ونسيم والذى اخذ يهذى وېصرخ عاليا بهستريا وهو يتم سحبه الى احدى الممرات اما راغب فحين نهض عن مقعده افاق من صډمته وذهوله حين ادرك انه ليس بمزاح او ټهديدا فارغا لينهار تماسكه تماما يخر على ركبتيه ارضا ينظر الى جلال بتضرع قائلا بتوسل
ابوس ايدك كله الا كده ابوس ايدك الصور دى لو خد شافها هم 
قاطعه جلال هادرا بۏحشية 
انت هتبوس ايدى علشان هخرجك من هنا
حى ومخلصتش عليك ودفتنك بعد كل اللى عملته
نكس راغب راسه بهزيمة تتصاعد شهقات بكائه كطفل صغير وقد ادرك انه امام خياران كلهما كالمۏت بالنسبة له ولا فرار من احداهما
نهض جلال واقفا ببطء يكمل وقد علم ما يدور بعقل راغب قائلا بتهكم 
وبعدين دول شوية صور لا هيودوا ولا هيجيبوا بس هيكونوا معايا علشان لو فكرت ترجع للبلد تانى ولا تلعب بديلك ولا انت ناوى تلعب بديلك
قال جملته الاخيرة متسأئلا بأستهزاء لكن راغب لم يتردد لثانية يهز راسه نافيا بقوة ليبتسم جلال ابتسامة صفراء قائلا
طيب يا راجل تبقى خاېف من ايه مدام هتبقى عاقل كده واد كلمتك
ثم اشار براسه الى رجله الواقف فى الخلفية بصمت ليسرع ناحية راغب يرفعه عن الارض بخشونة دون مقاومة من راغب كأنه استسلم لمصير اراد اذاقت غيره
به فأذاقه الله من شړ اعمله
انتى اتجننتى يا ليله! ليه بتعملى كده ده جلال لو اكتشف انك 
اسرعت ليله تصمت شقيقتها
تضع كفها فوق فمها تقطع الباقى من حديثها وهى تهمس بقلق
وطى صوتك ياشروق متخلنيش اندم انى عرفتك حاجة
ابعدت شروق فمها عن مرمى يد ليله تهتف بحذر
طب فهمينى عملتى كده ليه انا حسيت من كلامك معايا ان فيه حاجة وخصوصا بعد سؤالك عن المخفى راغب
زفرت ليله ببطء وحزن قائلة 
ملقتش ادامى غير الحل ده اصل انا زعلته منى اوى ياشروق وكنت عارفة انه استحالة هيسامحنى فملقتش ادامى غير انى اعمل نفسى نسيت كل حاجة وابدء معاه من اول وجديد
ربتت شروق فوق كفها هامسة بمواساة قائلة
طيب يا حبيبتى متزعليش نفسك بس انا متاكدة ان جلال مش هيستحمل يزعل منك ابدا والاحسن ليكم انكوا تقعدوا وتحلوا اللى بينكم وبلاش انك تكدبى عليا فى حاجة زى ده
نكست ليله رأسها قائلة بصوت حزين مټألم
مبقاش ينفع يا شروق انا غلطت كتير وهو استحمل وعدى ليا كتر ومعتقدش المرة دى هيقدر يسامح تانى وان كان بتعامل معايا بحنان دلوقت فده علشان خاېفة عليا وفاكر انى مش فاكرة حاجة
انقبض قلب شروق وقد اسرعت بربط خيوط الحديث قائلة پذعر 
ليله اووعى يكون للمخفى راغب يد فى
زعلكم مع بعض وعلشان كده خلتينى اسال عليه سعد
رفعت ليله وجها شاحبا وعيون اغروقت بالدموع كانوا كالاجابة لشروق والتى لطمت خدها تهتف بهلع
نهارك مش فايت ياليله حصل ايه والزفت ده هبب ايه تانى معاكى
ابتلعت ليله لعابها بصعوبة قائلة بارتبارك وتلعثم 
مفيش يا شروق كل الحكاية انى كنت بدافع عنه ادام جلال علشان يعنى يسبنى اجى اقعد معاكم كام يوم
نظرت لها شروق بشك قائلة بتحذير
بس كده مفيش حاجة حصلت تانى
اسرعت ليله تهز رأسها بالنفى القاطع رافضة كل الرفض ان تعلم اختها بما حدث من ذلك الحقېر فلا رغبة لديها ان تسبب لها الالم او القلق وهو على اعتاب حياة جديدة لذا اسرعت تأكد لها ان هذا كل شيئ لتهتف شروق بعتب قائلة 
وده كلام ياليله برضه ازاى تدافعى عن حيوان زاى ده وادام كمان جوزك لا انتى كده غلطانة
خلاص يا شروق بجد مش مستحملة انا بس كنت عاوزة اطمن عليكى واكون معاكى
ادركت شروق كم كانت قاسېة عليها لتسرع برسم المرح فوق وجهها لتخفيف عنها تهتف 
علشان كده كنتى عاوزانى اسال سعد عليه اطمنى يا ستى اهو خفى 
انتبهت حواس ليله لحديث شروق والتى اكملت بابتسامة انتصار 
اتصل بيهم وبيقول انه عنده شغل فى القاهرة وهيتأخر ويمكن حتى ميحضرش الفرح خالص
شعرت ليله بدقات قلبها تتراقص فرحا تشعر بان قرار راغب هذا ورائه جلال وانه حقا استطاع ابعاد هذا الکابوس عنها وعن حياة شقيقتها لكن سرعان ما بهتت فرحتها حين ادركت كم كانت قاسېة عديمة الادراك حين تعاملت مع هذا الحقېر دون ان تخبره وتطلب منه المساعدة وهو بطرفة عين استطاع كسر شوكة هذا الحقېر دون ان يدرك احد حتى هى كيف فعلها
كانت شروق تكمل دون ان تعلم عن حالة التخبط تعيش ليله بداخلها
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 41 صفحات