الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جوازة ابريل بقلمي نورهان محسن

انت في الصفحة 13 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


الأرض لتتمزق بلا رحمة بينما أدرك أنه يؤذي مشاعرها لكنه لم يستطع الصمت واستمر في كلماته بنبرة أقل حدة زي ما انتي نسيتي اني كنت ليكي كل حاجة .. تنكري اني عوضتك عن الدنيا وللي فيها .. مش دا كان كلامك ليا!!
تفرض كلامك عليا وتثبت رجولتك .. ودلوقتي بكل بجا حة بتقولي اني انا اللي انا نية
بقى صامتا كأنه يحاول تجميع الكلمات المناسبة لكنه فشل بينما ابريل اصبحت لهجتها اكثر صرامة حينما أضافت بقوة بس دي حجة خايبة بتقنع بيها نفسك عشان تريح ضميرك .. مطلع نفسك الضحېة قدامه عشان مايفكركش انك مابتمسكتش بيا واتخليت عني

الجملة ترددت في رأسه عدة مرات ليهدر بخشونة مبررا موقفه ماتخليتش عنك يا ابريل .. انتي اللي ماستنيش الموضوع يهدي عشان نفتحو تاني ونرجع لبعض .. ماصدقتي تسمعي كلام ابوكي اللي قالك تعالي عيشي معايا قومتي سافرتي معاه القاهرة ومابصتيش وراكي
رسمت شفتيها ابتسامة كبيرة معزولة عن المرح وظهرت في لهجتها نوعا من التساؤل الساخر انت لسه بتقاوح في ايه بعد اربع سنين !
أخذت ابريل نفسا عميقا ثم واصلت حديثها بثقة تامة ونبرة مليئة بالإزدراء انا سافرت القاهرة ماهجرتش .. ولو فارقة معاك كنت حاولت تكلمني زي مابتقول .. ماكنش رد فعلك هيبقي انك تروح تتجوز صحبتي .. بس انت جبا ن يا احمد وضعيف .. وانا من لحظة ما اخدت رأي امك في موضوع دراستي وهي قررتلك وانت وافقت .. عرفت ان مهما باعوا واشتروا فيا انت مش هتكونلي ضهر يعرف يحميني وياخد حقي .. ولا ليك صوت من دماغك دايما مستني الناس تقررلك
أخبرها أحمد بنبرة أجش مدافعا عن نفسه لا يا ابريل انتي فاهمة الحكاية غلط .. انا محدش حبك في الدنيا وخاف عليكي قدي .. ولسه بحبك و ربنا يعلم ازاي حالتي وانتي بعيدة عني
صمتت ابريل أو بالأحرى إنعقد لسانها عن الرد ولم تعرف ماذا تجيب عليه أما أحمد شعر بأفكارها تتعثر فاستأنف الحديث بصوت مرتجفا لوعة ولهفة انا تعبان يا ابريل .. ذكرياتنا مع بعض .. صورتك مابتفرقنيش حتي وانا مع نادية...
أوصدت فيروزيتها بقوة محاولة السيطرة على ڠضبها قدر المستطاع فكلماته تجعلها تائهة بين الصواب والخطأ حيث يحثها جزء من قلبها على الاستماع إليه لكن عقلها أوقظها عندما سمعته ينطق اسم نادية لتعود إلى الواقع المؤلم.
ومض بريق في عينيها بمجرد أن فتحهما وحاولت جاهدة أن تكتم دموعها فكان عليها أن تبقى صامدة حتى النهاية لتزفر ببطء وهى توقف سيل كلماته قائلة بتقطع مصاحبا لها عند الإنفعال لو سمحت .. كفاية لحد كدا .. الكلام دا مالوش داعي .. انت دلوقتي واحد متجوز .. وانا خلاص هتجوز .. فاهم يعني ايه هتجوز
شددت ابريل على الكلمة الأخيرة بقوة لتؤكد له مصداقيتها مم أثار بداخله مشاعر متأججة صائحا بصوت يملأه العڈاب انا مخڼوق يا ابريل .. مش متخيلك تكوني مع واحد غيري .. هيكون له كل الحق فيكي .. بعد ما كنت انا اللي هتعيشي معاه بقية عمرك .. انتي فاهمة
هدر أحمد بأخر كلمة بصوت مرتفع بينما ابريل تساءلت بصوت مبحوح حانقا مين اللي بيكلم معلش ! احب افكرك ان انت اللي رحت تتجوز بعد كام شهر من فسخ خطوبتنا .. وجوازي امر كان هيحصل هيحصل .. وانت من لحظة ماسيبتني وانت عارف اني مصيري اتجوز
صمت أحمد لوهلة ثم سألها مستنكرا وانتي فاكراني عايش مبسوط ومستريح .. انا بعض صوابعي من الندم عشان ضيعتك مني يا ابريل ..
سحب أحمد نفسا عميقا وأضاف هامسا بنبرة رجاء يستوطنها الوهن ماتتجوزيهوش يا ابريل .. فكري كويس عشان خاطري .. انتي كمان مش هتعرفي تعيشي مع حد غيري .. محدش هيقدر يفهمك وېخاف عليكي قدي
إمتعضت معالمها استنكارا ثم همست بحدة من بين أسنانها وبصوت دل على مدى نفورها انت ازاي انا ني بالمنظر دا !! بأي حق دلوقتي بتقول الكلام دا !! انا مش هقبل علي نفسي اكون درة وحدة مالهاش ذنب انها اتجوزت واحد زيك .. عايز كل حاجة في الدنيا رضا امك وعايز تتجوز خطيبتك القديمة وعايز مراتك وبنتك كمان .. انت مخلوق من ايه يا اخي!!
قالت جملتها الأخيرة بصوت حاد لكن شيئا واحدا فقط لفت انتباهه تلاه رده السريع انا علي استعداد اطلقها ونتجوز يا ابريل وامي مش هتعترض انتي خلاص خلصتي دراستك ومابقاش في مشكلة قدمنا
ارتجف جسد أبريل من الصدمة وهزت رأسها دون وعي مستنكرة ما سمعته وهي تتمتم بإنشداه تطلق مراتك .. انت اكيد اجننت !!
أخبرها أحمد مؤكدا ببرود وفيها ايه !! انا مش هظلمها وكل حقوقها هتاخدها
ازداد نشيج صدرها نتيجة الضيق الذي أجتاحها فهذه هي المرة الثانية التي تشعر فيها بخيبة أمل فيه لتخرج كلماتها متقطعة مليئة بالفتور قد كدا سهل .. عندك تبيع وتشتري في الناس !! مش مهم عندك لا مشاعرهم ولا حياتهم .. المهم راحتك انت .. مش كدا بجد خسارة يا ابن خالي .. عشان رغم اننا متربين مع بعض وكبرت قدام عينك .. بس ماقدرتش تعرفني كويس..
أغلقت المكالمة دون
إعطائه فرصة للرد عليها فلا يمكنها سماع المزيد من هذا الهر اء بعد الآن إذ أنه عاد بأنانية إلى فتح ستائر الماضي والتي مهما حاولت نسيانه لا تزال هناك بقايا مظلمة تطارد روحها الضائعة بين الطرقات متسائلة بمرارة ما الخطأ الذي ارتكبته منذ أن جاءت إلى العالم بين أب وأم تركوها وحيدة ولم يهتموا بها
تغضن حاجبيها فى تساؤلات كثيرة هل سيصبح هذا مصير إبنة أحمد أيضا هل ستدفع هذه الطفلة البريئة ثمن أنانية والدها وضعف والدتها كيف يصور له عقله أنها ستسمح لنفسها بجعل هذه الطفلة تخوض ما تعاني منه حتى لو هناك بقايا مشاعر في قلبها تخصه لكن بعد هذا النقاش فقد سقط عن أنظارها تماما.
أطلقت ابريل تنهيدة حارة من صدرها وهي تمسح العرق حول جبهتها محاولة قدر الإمكان إبعاد حديثه عن أفكارها لتسير وقدماها ترتجفان وكأنهما لا تستطيعان حملها حتى دخلت المقهى.
بقلم نورهان محسن
عند أحمد
فى المنصورة
حدق أحمد في شاشة الهاتف للحظات بملامح لا تنذر بالخير ثم ألقى هاتفه بقوة على السرير وأخرج سي من جيبه بتوتر ليضعها بين شفتيه ناظرا للخارج من خلال نافذة غرفته القديمة حيث أنه نزل يجلس فى شقة والدته بعد الظهيرة ثم تمتم بنبرة خشنة غير مصدق بتقفلي في وشي يا ابريل ماشي .. بس انا خلاص رجعت .. والجوازة دي مش هتم!!!
خرجت كلماته قوية وواثقة رغم أنه تمنى أن تعود الأمور معها إلى سابق عهدها إلا أنه توقع رد فعلها على الأمر حيث أن عنادها لن يتغلب عليه بسهولة لذا عليه تنفيذ ما يدور فى ذهنه بأقرب وقت.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
داخل نفس المطعم الذى تعمل به إبريل
على إحدى الطاولات
باسم يجلس بصحبة فتاة أقل ما يقال أنها بارعة الجمال فسمار بشرتها يجعلها جميلة ومميزة ولديها أيضا عيون عسلية داكنة تشع منها الرقة وتتميز بجسمها ممشوق القوام.
سألته رزان بنبرة ناعمة متعجبة من صمته مالك يا باسم .. في حاجة شغلاك!
أخبرته رزان بنوع من الملل وهى تداعب أظافرها اصلك من وقت ما قعدنا وانت مقولتش حاجة
اقترب باسم منها عبر الطاولة وخاطبها بنبرة خاڤتة بلطف معلش يا روز .. سرحت شوية في جمالك .. كالعادة كل ما بشوفك بتبهريني اكتر
أعطاها ابتسامة صياد مخادع عندما تأكد من ملامحها الخجولة أنها ابتلعت الطعم الذي ألقاه لها بينما طرقت الأخرى رأسها وحمحمت بابتسامة مرتبكة عادي .. المهم تكون مستريح
خاطبها باسم بنبرة رجولية عميقة يضرب علي الحديد وهو ساخن عايز اقولك حاجة معرفش هتصدقيها ولالا .. !
اعتدلت رزان تسأله والفضول يطغى عليها كونه لا يتحدث عن شيئا يخصه كثيرا ايه هي
ازداد باسم قربا وعيناه الرمادية الثاقبتان تحدقان بعمق في عسليتها ثم همس بصوت جعله عميقا وصادقا بإتقان محترف انا مبكونش مستريح وانا قاعد مع اي حد .. زي بكون مستريح معاكي انتي يا روز
أعجبها نطقه اسمها بنبرة صوته الجذابة لذلك لم تمنع ابتسامتها من التسلل لأطراف ثغرها وقبل أن تتمكن من الرد جاءت النادلة لتقطع حديثهما وهي تضع بعض المشروبات أمامهم بإبتسامة لطيفة.
وضع باسم يده تحت خده ناظرا إلى عبوة مشروب البيبسي الغازي التي مددت رزان يدها لتمسكها ليسألها بحيرة مش عارف فيها ايه لو تسيبهم يفتحوهالك ويجيبوهالك جاهزة في الكوباية 
تخلت رزان عما في يدها بضحكة محرجة بعد كلام باسم قبل أن تزيح خصلات شعرها إلى وراء أذنها لتجيب عليه بكل بساطة وصدق هو انا كدا .. طبع فيا سميها وسوسة او حرص بالزيادة .. بس برتاح لما افتحها بنفسي
لم باسم يعير كلامها انتباه ليتحدث بصوته العميق الخاڤت تعرفي انك حلوة ومميزة اوي في عيني .. اكيد وصلك احساسي وقد ايه معجب بيكي ولما بكون معاكي ببقي مبسوط ومرتاح جدا
رمقته رزان بعسليتها المتسعة مندهشة من تغدقه لها بتلك الكلمات الرقيقة بينما انتظر الآخر ردها لكنها بقيت صامتة فسألها بنوع من الإصرار وهو يمد يده ممسكا بيدها بحنان عبر الطاولة وانتي ايه شعورك من نحيتي 
نظر باسم لها بطريقة تجعل أي أنثى ټغرق برماديتيه الذائبة عشقا قبل أن يعقب بهدوء عارفة اني من وقت طويل وانا رافض موضوع الارتباط ومش حابب افتح قلبي لحد .. بس لما عرفتك اتغيرت نظرتي للدنيا وبقيت بحس براحة وسعادة لما بتكوني معايا
أخذ باسم نفسا عميقا ثم تابع بنفس الهدوء وهو يمسح بإبهامه على أصابعها متحسسا جلدها الناعم مم أرسل ذبذبات لطيفة في جسدها فأسدلت رموشها بصمت تستمع إليه معرفش هتصدقيني ولالا .. بس انا حقيقي حاسس بمشاعر قوية جوايا بقي صعب اسيطر عليها .. انا بحبك يا رزان
ونفسي اقضي باقي عمري كله معاكي انتي .. نفسي تشاركيني كل حياتي ونكون لبعض كل حاجة
أضاف باسم بنفس اللهجة الخاڤتة وهو يلقي نظرة خاطفة عليها ويدرس تغيراتها التعبيرية وكفه لا يزال ملفوفا فوق يدها اقبلي بحبي واوعدك هخليكي اسعد انسانة في العالم .. تتجوزيني يا رزان!!
رفعت رزان رأسها بعيون واسعة بتفاجئ من طلبه الغير متوقع وشهقة خاڤتة فلتت من فمها الشبه مغلق.
رزان من أصل لبناني لكنها ترعرعت في مصر مع عائلتها التي انتقلت إلى كندا منذ سنوات و بقيت فى في القاهرة لتحقق حلمها بالعمل كعارضة أعلانات وهى تطمح بأن تصبح ممثلة مشهورة.
بقلم نورهان محسن
على الجانب الأخر
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 23 صفحات