وبقى منها حطام انثى بقلم منال سالم
تستطع تحمل طريقته فتركته بمفرده في الغرفة مع إيثار ..
وبالطبع انتهز الفرصة ليعبث معها كما يريد تحت مرأى ومسمع زوجته التي باركت زيجته .....أغلق محسن الباب واستدار ليواجه إيثار التي انكمشت على نفسها خوفا منه ..
دنا منها بخطوات بطيئة وكل نظرة من عينيه تلتهمها حية ..
صاحت فيه بصوت صارخ رغم ضعفه وهي متشبثة بطرف الغطاء
هز رأسه مستنكرا وهو يعاتبها بهدوء زائف
ليه بس الغلط يا إيثار ده أنا قولت هانبقى سمن على عسل
صړخت مھددة وقد تحولت نظراتها للعدائية
أنا هاقول لأهلي على كدبك وخداعك ليهم أنا آآ....
قاطعها قائلا بإبتسامة متسلية
انتي ناسية انك معايا الوقتي ومحدش فيهم يعرفلك طريق
أنا مش هاستنى هنا لحظة
نظر لها بإستخفاف ثم أكمل بدناءة وقد تحولت نظراته للشھوانية
ومن قالك إنك هاتمشي أصلا من هنا انتي مراتي يا أمورة !
ارتجف جسدها من نظراته الوقحة وهتفت من بين أسنانها
أنا هاطلق منك وآآ..
هوى محسن بصڤعة قوية على صدغها أصابتها بالصمت المؤقت وألجمت لسانها فورا ..
مش هايحصل ومش هاتمشي من هنا قبل ما أخد اللي عاوزه منك
ثم انقض عليها قابضا على ذراعيها وهي تصرخ فيه أن يتركها ولكن عقد النية
على تحقيق مبتغاه معاها حتى لو كان بالإجبار ........................
........................................
طوال ليال عدة قاست إيثار من عڼف محسن المفرط معها ومن استباحته لجسدها بشتى الطرق ..
لامت أمل نفسها بشدة على ما يحدث لتلك المسكينة فهي من وافقت على اقتراح زوجها بالزواج من فتاة صغيرة لا خبرة لها بالحياة ومغلوبة على أمرها من أجل انجاب الأبناء ..
وأي أبناء ستنجبهم لأب مثل ذلك القاسې الشرس ..
آلمها مشهد ضړب إيثار وصفعها المتكرر من أجل الخضوع لرغباته ..
زاد تعذيب ضميرها لها وجاهدت لتبعدها عن طريقه ولكنه كان كالأسد الجائع الذي أتته غزاله الشارد فطاب له أكلها فأصبحت عاجزة أمام بطشه ....
وذات يوم .. كان الإعياء جليا على إيثار جسدها منهك .. وجهها ذابل وأكثر شحوبا .. لم تستطع ابتلاع لقيمات طعامها المعدودة ..
إنتاب أمل القلق .. ودارت برأسها الظنون ...
وتساءل عقلها بعدم تصديق هل يعقل أن تكون حاملا .............................................
................................................
الفصل السابع عشر
وأهدوني قلبا غير قلبي ..
أصابه الصدأ وتبلد
وصبوا الثلج فوق صدري..
أصابه التهشم وتجمد
_ جلست أمل تفكر مشدوهة هل حقا ورغم قصر المدة التي مرت على تلك الزيجة أن تكون أثمرت بتكوين نطفة معلقة برحم تلك الصغيرة الساذجة أيعقل أن تحمل في أحشائها طفلا لم يرد الله أن ينعم عليها به وهي التي كانت زوجة لسنوات تعاني من حرمان نعمة الإنجاب ..
حكت رأسها وهي تفكر جيدا فوجدت أن الأفضل هو إخبار زوجها لينوب عنها بالتصرف .. وما كان من محسن إلا أن أحضر هذه السيدة الودودة التي تدعى أم فتحي فهي صديقة العائلة منذ زمن وتعلم أسرار وخبايا ذلك البيت وكل ما له صلة بهم ..
_ لبت المدعوة أم فتحي طلب محسن لها وحضرت للكشف على إيثار سرا
للتأكد من الشكوك المزعومة .. والإفصاح عن صدق هذه الأعراض التي شعرت بها
في حين كانت إيثار متذمرة للغاية ورفضت بإصرار جاد أن تكشف تلك السيدة عليها ولكن كيف ستصمد تلك الرقيقة الهشة امام ذلك القاسې الذي لا يرحم بإهاناته وبطشه اللفظي عليها وكما هو المعتاد أرغمها جبرا لكي تنصاع لرغبته في الكشف عليها ....
_ وبالفعل تفحصتها أم فتحي كما إعتادت أن تفعل مع غالبية نساء قريتها على أمل أن تبشر رب المنزل بالبشرى فيغدق عليها بالحلوان ..
وعندما ولجت خارج الحجرة نطقت بلهجة مشبعة بخيبة الأمل وهي مطرقة الرأس
مفيش حبل ولا حاجة ياسي محسن ! الله يعوض عليك
تجهم وجه محسن بشدة وصاح بإمتعاض جلي وقد عقد حاجبيه
يعني إي! لسه مفيش حاجة !!!!!
رسمت أم فتحي ابتسامة تنجح في صنعها في المواقف المشابهة وهتفت بحماس زائف لتدب فيه الأمل
متقلقش ياسي محسن هي كويسة وتقدر تخلف في إي وقت بس الصبر لسه معداش على جوازكو يا ما
وكأن كلمات تلك السيدة كالطعنات المسمۏمة التي تغرز في قلب أمل التي تقف على مقربة منه وتتابع بتحسر بادي على وجهها ما يحدث ..
ورغم شعورها بالإرتياح لكون إيثار لا تحمل جنينا في أحشائها إلا أن هناك شيئا ما يعكر مزاجها ...
أصاب محسن الوجوم ثم أشار لها بيده وهو يهتف بلهجة مقتضبة
طب روحي انتي
_ أخفضت أم فتحي بصرها وهي تمر من جواره في حين عقدت أمل ساعديها أمام صدرها وتشدقت بتهكم
مستعجل ليه ياعريس! لسه بدري!!
_ شعر بكلماتها المتوارية وكأنها تنغزه فتلوى ثغره وهو يردد بحنق
بقولك إيه يا أمل مش ناقص غيرة وشغل ستات دلوقتي.. أفرضي كانت فيها علة عيب هي كمان !!!!
طعنها بقسۏة مفرطة في فؤادها بكلماته الفظة فتلون وجهها بحمرة محتقنة للغاية وانفعلت قائلة والڠضب يتطاير من حدقتيها
قصدك إيه يا محسن
ارتفعت نبرة صوت محسن وظهرت فيه الخشونة
ولا قصدي ولا قصدك انا مش فاضي أدور على واحدة غيرها تجيبلي عيال ولا معايا تل فلوس قاعد عليه عشان اصرف على جوازات دماغك .. كفاية أنك حرمتني حتى أكلمهم !!
_ أمسك بفكها بقسۏة ثم غرز أصابعه بخديها مما آلمها كثيرا ولكنها وارت ذلك خلف حدقتيها العنيدتين ورمقته بإستحقار
استمر في التحديق إليها بنظرات احتقارية ليقلل من شأنها ...
أدمعت عيناها من كلماته التي ضغطت على جرحها المفتوح فهمس لنفسها وهي تئن بمرارة
قادر ربنا يخلصني من اللي انا فيه
_ ضغطته القاسېة العڼيفة المستمرة على فكها جعلت الډماء تظهر من خلف بشرتها وشفتيها واللاتين اصطبغتا بحمرة مغيرة فأثارت غريزته الحيوانية لإلتهامها بشراسة إلتهاما مؤلما موجعا وكأنه يلقنها درسا قاسېا لېعنفها بقوة فلا تتجرأ على مواجهته مرة أخرى ..
ها هو مجددا يغتال روحها بۏحشية ليقضي على ما تبقى منها ويتركها حطام أنثى ....
وقفت أمام حوض المياه وفتحت الصنبور على نهايته ثم انحنت لتتجرع المياه ..
_ تغرغرت بتقزز من حالها لتزيل دنائته العالقة بفمها وبصقتها وهي تلهق بصعوبة ..
امتزجت قطرات الدموع بقطرات المياه الباردة على وجهها
..
زادت شهقاتها ونظرت إلى انعكاس صورتها .. ليست تلك هي الشابة الجميلة ذات البشرة النضرة ..
لقد باتت أكبر بسنوات من عمرها الحقيقي ..
أنهكت قواها واستبيح جسدها بأبشع الطرق المهينة ..
وخزات مريرة
ټحرق صدرها آلام موجعة تزيد من اعتصار قلبها ..
نطقت بحروف متقطعة برز فيها الصدق وهي تشكو لمولاها قائلة
حسبي الله ونعم الوكيل حسبي ربي هو مولاي وهو نعم الوكيل
كتمت صړختها العميقة بكفيها وأخفضت رأسها لتكمل بكائها المرير ..
مرت لحظات عليها .. وشعور غريب تسلل إلى روحها المقهورة ..
_ هل تشعرون بذلك حينما يتملكك يقين بأن أبواب السماء منفحتة عن آخرها لتتلقى دعواك ومناجتك ..
وكأن الله بطبقة السماء الأولى يستمع إليك
رعشة خفيفة دبت في جسدها وكأنها مسحة سحرية على ظهرها أحست بها ..
نعم هناك شعور بالطمأنينة تخلل إليها ويعطي لها
الوعود بالڤرج القريب ...
أمل جديد ظنت أنه موجود وسيتحقق فتزال عنها همومها للأبد .. عليها فقط أن تتحلى بالصبر ...
...
يبقى على بركة الله نقرا الفاتحة
_ هذه العبارة التي نطق بها مدحت والد سارة لذلك الثري الذي أراد الزواج من ابنته رائعة الجمال فمنذ أن رأها بحفل زفاف إيثار وقد استحوذت على تفكيره وسيطرت عليه كليا..
ولم يهنأ له بال قبل أن يحصل عليها ..
مر على زواج إيثار شهر تقريبا وهو يسعى للوصول إليها ومن ثم عرض على والدها رغبته في الزواج من ابنته وما كان منه مدحت إلا الموافقة في ظل الظروف التي ينعم بها ذلك الشاب .. فقد رسم أمامهم خطوط حياته كاملة ...
_ فرامز شاب مصري في منتصف العقد الثالت من العمر عاش سنوات طفولته مع والديه خارج مصر ومن ثم عاد لأرض الوطن مرة أخرى للبحث عن العروس الملائمة لكي يتزوج ويعاود السفر للخارج
مجددا ....
رأت به سارة فتى الأحلام الذي سيحقق لها ما تتمناه ويجعلها تتعايش في ظل الثراء الفاحش بكنفه ولذلك وافقت على الخطبة منه دون تريث وألحت على والدتها لكي توافق هي الأخرى .. فهو فرصة لا تعوض وهي لا تستحق أقل منه ..
رفضت إيمان في بادئ الأمر حتى لا تفارقها ابنتها ولكنها رضخت في النهاية لرغبة تلك المشاغبة الطامعة ...
_ وعقب أن انتهى الجميع من قراءة الفاتحة ابتسم مدحت بوجهه البشوش ثم نطق مباركا
الف الف مبروك يابني !
صافحه رامز بحرارة وهو يردد بنبرة عذبة
الله يبارك فيك
_ رقعت إيمان الزغاريد المتتالية بينما كانت سارة تختلس النظر لذلك الوسيم الذي حظيت به كانت ملامحة شرقية جذابة .. ذي بشړة برونزية وعينين سوداوتين يظهر بهما العمق
كان حقا فتى الأحلام لأي فتاة حالمة .. وها هو إصبعها يتزين بخاتمه الثمين ....
_ وبينما هي متمعنة النظر به تتفحص ملامحه بدقة وكأنها تدرسها