الخميس 28 نوفمبر 2024

وبقى منها حطام انثى بقلم منال سالم

انت في الصفحة 58 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


مكتوم غير مصدقة ما قاله ..
انهمرت عبراتها باندفاع من عينيها وكأنها فيضان جارف .. هدرت بصوتها بشهقات متتالية لقد كان معها هذا الصباح مثل كل يوم .. 
كان يعبث معها ويداعبها بحركاته التي إعتادتها منه 
كان يطرب آذانها بكلماته الساحرة التي باتت ترياقها الشافي لچراحها ! 
فكيف له أن يفعل هذا بها ! 

كيف يتركها بعد كل ما حدث في حياتها!
مستحيل! 
كانت تلك الكلمة الوحيدة التي استطاعت أن
ترددها بصعوبة واضحة وكلنها كانت تحمل الكثير بين طياتها ...
صړخت روان وهي ټضرب على وجهها ورأسها محملة إياها عليها عبء كل ما حدث لأخيها في سنوات حياته منذ أن عرفها فخرج منها الحديث حادا كنصل السيف الذي إن لمس النحر قطعه 
انتي السبب انتي السبب منك لله
لم تهتم إيثار بذلك الهراء بل أطبقت على ساعد السائق وهزته بعوف قوي وهي تنطق بصړاخ 
هو فين دلوقتي قولي!
أجابها السائق وهو يبتلع ريقه بمرارة شديدة في المستشفي بين الحيا والمۏت !
قفز قلبها وأهتز پعنف ربما يكون هناك أمل ربما لن يخذلها الله تلك المرة .. لن تكون هذه النهاية ا أستغاثت بالسائق ونطقت بإستعطاف راجي والدموع لا تتوقف عن السيل منها 
ارجوك توديني ليه ابوس ايدك وديني عاوزة أشوفه !!!
صاحت روان بتشنج وهي تتقدم بخطواتها نحو باب الفيلا بسرعة ودينا عنده بسرعة
أقلهما السائق صوب المشفى ..
جلست روان بعيدة عن إيثار في المقعد الخلفي وهي تبكي بحړقة وتحسر بينما جلست إيثار منكمشة على نفسها تضم يديها إلى صدرها المنقبض كانت تبكي بحرارة تذيب أشد القلوب قسۏة .. 
لا يحق لك أن تنصرف قبل أن تعيش معها أجمل أيامهما كيف يمكن للقدر الذي جمعنا مرة أخرى أن يفرق بيننا بهذا الشكل الشنيع والممېت
لا تذهب أرجوك 
لا تتركني الآن 
مازال لدينا الكثير لنعيشه ياحبيب القلب وخليل الفؤاد ..
تمسك بأنفاسك قليلا أنا في طريقي إليك 
أرجوك أن تعاند لتبقى!! 
أن تصمد لأجلنا لا لأجلي ..!!
صف السائق سيارته أمام المشفى فاندفعت إيثار لتهبط عنها بسرعة رهيبة ركضت للداخل وهي تتلفت حولها لتسأل أيا ممن يقابلها .. 
استوقفت إحدى الممرضات وهي تنطق بصعوبة بالغة وقد توقف الحديث بحلقها 
آآ ... في واحد عمل حاډثة وو... 
ردت عليها الممرضة مقاطعة إياها وهي تهز رأسها بحزن 
الأستاذ اللي عمل حاډثة بيجهزوه فوق للعمليات .. ربنا يستر !!!!
كانت كلماتها كالمادة شديدة الاشتعال التي سقطت فوق كتلة من النيران لتزيد من توهجها واستعارة ألسنتها فركضت نحو الدرج لتصعده راكضة بينما لحقت بها روان وهي تركض بخطاها السريعة .. 
وجدت كلتاهما الأطباء يتحركون بسرعة وبشكل غير منظم في الرواق.
مدت إيثار يدها لتوقف أحدهم وجاهدت لتلتقط أنفاسها وهي تذرف العبرات بغزارة من فرط الدموع والقلق والذعر والخۏف وكل تلك المشاعر المكمونة داخلها ثم هتفت بصړاخ قوي هز الأرجاء 
دكتور مالك فين فين مالك!! 
رد عليها الطبيب وهو يقبض على شفتيه بقوة 
لو قصدك  رايح فين وسايبني !
هزته پعنف من كتفيه وهي تصرخ فيه پبكاء حارق 
قوم رد عليا وأتخانق معاياااا
فتح مالك جفنيه بصعوبة جاهد للالتفات برأسه ولكن لم يستطع..
حاول النطق بحروف متقطعة وبصوت ضعيف للغاية 
آآ إ يثار
!
حبست أنفاسها بړعب وانتظرت منه أن يكمل 
أنا .. آآ. ه.. آآ.. هاموت !
صړخت فيه بفزع متوسلة إياه 
اسكت ارجوك هتقوم وترجعلي بس امسك في الدنيا .. عاند عشان خاطري لأخر مرة !
نظر لها بثقل ورد عليها بصعوبة واضحة 
ب.... ح... حبك ھموت وآآ ...أنا بح.. بك .. !!!
افتح عينيك يامالك .. افتح عينيك ياحبيبي انا جمبك يامالك
استغرقتها عدة لحظات لتستوعب أنها خدعة ..
نعم هي مزحة مفزعة منه .. فلن تمد فيه الروح فجأة ..
آآ... انت.....!
ابتعد عنها وهو مازال ممسكا بها ثم نطق بتسلية وهو يمسح على وجهها برفق وحنو بالغ 
انا الحمد لله سليم .. وانتي اعترفتي بحبك وډخلتي القفص ومش هتخرجي منه إلا على چثتي يامراتي وأم ولادي وشريكتي وحبيبتي ورفيقة دربي !
احتضن وجهها بين راحتي يده ونظر لها بعشق وشغف واضح .. ثم تابع بنبرته المشتاقة إليها 
انتي الحياة بالنسبالي ومن غيرك يا حياتي أنا ممكن أموت.... .............................. !!!
...............................................................
الفصل الثاني والثلاثون الأخير الجزء الأول 
تحول خۏفها الشديد عليه إلى ڠضب مبرر بعد أن كشف أمامها خدعته الممېتة التي جعلتها تعترف بحبها اللا محدود له ظنا منها أنها تفقده للأبد .. 
نظر لها مالك بأعينه التي تعشق أدق تفاصيلها وتلذذ برؤية تحولها من الخۏف للعبوس للتلهف .. تلك المشاعر التي دائما تشكل جزءا هاما من شخصيتها الرقيقة ..
حاضر .. انتي بس أؤمريني وأنا هانفذ على طول يا مولاتي !
لكزته مرة أخرى في صدره موبخة إياها فابتسم لها وهو يضحك بمرح .. 
ولجت روان إلى داخل غرفته بالمشفى وهتفت متساءلة بنعومة 
ها يا مالوك أنفع أكون ممثلة !
ارتبكت إيثار حينما رأت روان بالغرفة فشعر مالك بحرجها وأرخى قبضتيه عنها وتراجعت هي سريعا للخلف لتعتدل في وقفتها ..
تحركت روان  كانوا معاكوا في الفيلم ده
رد عليها مالك بتساؤل متباهيا بنفسه 
أنفع أكون مخرج سينمائي صح 
هتفت فيه إيثار بغيظ 
انت مخرج بايخ ودمك تقيل !
ضحكت روان على عصبيتها بينما نظرت هي إلى كليهما بعتاب واضح لكنها لن تنكر شعورها بالإرتياح الكبير لكون حبيب فؤادها بخير .. . 
.....................................
على مدار اﻷيام التالية حاصر مالك إيثار بحبه اللا محدود وأمطرها بعشرات الباقات من الورود المختلفة مع مزيد من خواطره التي أذابت باقي الجليد في قلبها ..
كانت تستعد كل يوم وهي ذاهبة إلى عملها إلى مفاجئة غير متوقعة منه ..
وهو لم يخيب ظنها .. فشغل عن عمد كل تفكيرها .. وأصبح مسيطرا عليها بدرجة كبيرة ومستحوذا على أغلب وقتها .. فيومها يبدأ معه في
شركته وينتهي في الفيلا مع ابنته الصغيرة ..
كما نجحت هي ببراعة في التوفيق بين عمليها واستطاعت أن تثبت أقدامها في الشركة ...
حقا كانت مصدر فخر له بين زملائها في العمل ...
هو أحسن الاختيار ولن يفرط فيها مهما عاندت أو كابرت ..
.............................
ورغم وعدها لأخيها بألا ترتكب أي حماقات بدون علمه إلا أن قلبها أجبرها على عدم اﻹنصياع لعهدها معه ..

واختلقت اﻷعذار لتلقاه مصادفة عبر الشرفة في منزل عمتها ..
ها هي تكرر أفعال أخيها السابقة مع إيثار لم تكن تتصور أنها ستفعل مثله ولكن الحب جنون و يمكن أن يجبرك على فعل الحماقات ..
كانت يوما بعد يوم تزور عمتها بحجة مرضها وأنها بحاجة إلى الرعاية ثم تتوجه إلى غرفة أخيها لتلج إلى الشرفة 
وتلتقي به ..
رفعت عيناها للأعلى لتنظر إلى عينيه المتيمة بها .. فتبتسم بسعادة وتطمئن عليه وتشد من أزره وتشجعه على الصمود أمام عناد أخيها ...
وهو يستمد من دعمها الطاقة الإيجابية التي تعينه على المقاومة وتدفعه إلى عدم اليأس والسعي لفعل المزيد من اجلها هي ...
همس لها بتنهيدة والهة 
وحشتيني 
ردت عليه روان بنعومة هامسة 
وانت كمان !
تابع قائلا بصوت خفيض متمنيا 
ربنا يهدي أخوكي ويرضى عني
ردت عليه بتضرع 
يا رب .. معلش يا حبيبي هو بس دماغه ناشفة شويتين لكن آآ.... 
قاطعها قائلا بتحمس 
انتي بتقولي ايه !!
إنتابها القلق من تبدل حاله وتحول نظراته للجدية الشديدة حتى بات يخترقها بعينيه المحدقتين بها بثبات عجيب فازدردت ريقها وهمست بتوجس 
أنا بأقولك إن مالك آآ....
قاطعها مجددا وهو يهز رأسه نافيا 
ﻷ مش دي اللي بعدها !
توردت وجنتيها بحمرة هائلة .. وارتبكت أكثر من تلميحه الغير معلن .. وعضت على شفتها السفلى بخجل بائن للعيان ...
تنهد متأثرها من حيائها و أردف قائلا بصوت آجش 
نفسي أسمعك بتقوليهالي تاني !
أسبلت عينيها وهمست بتلعثم 
أنا داخلة قبل ما حد يشوفنا
رد عليها بتلهف وهو يستعطفها 
لأ ماتمشيش استني بس
رفعت رأسها للأعلى لتنظر إليه مرة أخيرة قبل أن تهمس له بصوت رقيق التقطته أذنيه ببراعة 
سلام يا ... يا حبيبي !
وما إن قالتها حتى ركضت بخطوات متعجلة لتختفي من أمام أنظاره العاشقة لها ...
تشكل على ثغر عمرو إبتسامة فرحة وهو يرى بنفسه انعكاس الحب عليها ..
تنهد بعمق أكثر وأغلق النافذة وهو يتعهد لنفسه ألا يستسلم ليأسه .. بل سيقاتل من أجلها حتى يظفر بها ...
شجعت إيثار أخيها على محاربة أي عوائق تحول دون ارتباطه الرسمي بمن أحبها ..
ولم يتردد عمرو في تكرار المحاولة ومقابلة مالك مجددا حتى لو تعامل معه بفظاظة وجفاء فروان تستحق المقاتلة من أجلها ..
لقد كانت أخته نعم السند له ودعمته كثيرا في أصعب أوقاته ..
تمنى لو كان مثلها يملك قلبا حنونا متسامحا منذ البداية وقادرا على الصفح والغفران .
ود لو عاد به الزمن للوراء ليعدل عن قراره المتعنت بحرمانها من حبيبها ويجني عليها بزوج لا يعرف إلا غرائزه الحيوانية فقط ..
هو ندم وتاب .. وأخلص في سعيه الجاد نحو علاقة جادة شرعية ..
شعرت إيثار بالفخر من تصرفات عمرو الأخيرة وطموحه التي لا تنتهي .. فقد تبدل للأفضل .. وصمد أمام تحديات مالك المتشددة .. حتى حانت لحظة المواجهة من جديد ..
..
وتلك المرة عرض بوضوح خطته المستقبلية للزواج بروان وما استطاع تنفيذه من خطوات جادة ..
رتبت هي لذلك اللقاء المرتقب في مكان عام
كي تضمن عدم حدوث مشادات كلامية أو تطاولات يدوية إن أنفلت الأعصاب واحتدت المناقشات ..
جلس عمرو في المطعم الفاخر متأنقا ومترقبا بحذر وصول مالك إليه ..
وبالفعل في ميعاده المحدد كان يلج إلى المطعم وعيناه الحادتين تبحثان عنه ..
رأه من على بعد فنهض عن مقعده وتأهب لمصافحته ..
وتلك المرة مد مالك له يده ليصافحه في بادرة ودية مطمئنة .. 
جلس الاثنان قبالة بعضهما البعض وانتظرا حتى وضع النادل المشروبات الساخنة وانصرف فاستطرد عمرو حديثه متساءلا بهدوء 
اخبارك ايه 
رد عليه مالك بإيجاز دون أن تتبدل ملامحه الجامدة 
تمام
تنحنح
 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 60 صفحات