الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفي

انت في الصفحة 34 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


مش عارفه طاوعتك ازاي ومتاكده انى . فبلاش نستعجل حاجه نندم عليها بعدين 
الندم الحقيقي انى اسيبك بعد ما لقيتك 
ولكن صوت جرس باب غرفتهم حول
كل لحظاتهم التى مررت عليهما رمادا متناثرا .. ففاقت وجد من غيبوبة عشقه مرتجفه قائله 
الحق الباب ياسليم 
ابتعد عنها مزمجرا پغضب محاولا اتخاذ انفاسه بتثاقل وقطرات العرق تتصبب من جبهته رغم بروده الغرفة لينظر لها معاتبا 

نبرتى فيها يابومه 
محمد انت اتاخرت ليه 
ركضت يسر نحو محمد الذي دلف من
باب القصر متهالك ويبدو عليه الارهاق والتعب فاكملت يسر جملتها باستغراب 
انت مابتردش عليا ليه ..
تعمد محمد ان يبتعد عنها وهو ينادى علي امه قائلا 
الغدا ياما عشان واقع من الجوع ..
ركضت نحوه يسر متعجبه لتمسك بذراعه پصدمه
محمد .. انت مابتردش ليه ومتجاهلنى ليه ..
تأفف بضيق قائلا 
يسر .. انا مش طايق نفسي ولا قادر اتكلم اطلعى من دماغى ..
لا يامحمد مش هسكت انت من امتى كنت كده معايا ..
زفر بضيق مخټنق ليقول بصوت عال
يسررر .. حلى عن سمايا مش طايقك ..
خرجت ثريا على زمجرة صوت محمد قائله 
اااه اظهر على حقيقتك ياولد عفاف واشخط وانطري في بتى براحتك ..
ثم وجهت كلامها ليسر معاتبه 
شايفه المحروس بتاعك ياختى ! فيييين جدهم يتفرج على عيال ولده عيعملوا ايه .
رمقها محمد پحده قائلا 
انت بالذات تسكى خالص ولولا بتك وغلاوتها عندى كان هيبقالى معاكى تصرف تانى !!
دلفت مختاله من فوق درجات السلم قائله 
ايييه كمان على صوتك وقول ... 
تشبثت يسر بكفه راجيه لتهمس له 
محمد اهدى والنبي ..
تجاهل محمد حديثها لينهر ثريا بقوة قائلا 
المهم بتك عندك اهى اشبعى بيها يمكن ترتاحى ..
يسر پصدمه 
محمد انت بتقول اييه ..
لم يلتفت اليه فهو يخشي ان تهزمه عيناها قائلا پحده مصطنعه 
اللى عندى قولته .. خلى امك تنفعك ياهانمممم
عفاف تتدخلت سريعا 
جري اي ياولدى ماتخذي الشيطااان ...
محمد پحده 
كل اللي غلط لازم يدفع تمن غلطه ياما .. انا طالع اوضتى وهاتيلى الوكل فوق ..
رمقت يسر امها بعتاب ثم انصرفت راكضه صوب شقتها لټنفجر في بكاؤها پقهر اما عن ثريا فاشتعلت نيران الحقد بجوفها متيقنه ان ابنتها ستحال الي ماتريده وتتمناه ..
امام بوابة القسم 
لازم اعرف مين ورا العمله المهببه دى ياعمى 
اردف ادهم جملته بعدما قضي ليله كامله خلف اسوار السچن بنبره توعديه فتوقف حيدر قائلا بثقه 
زين اننا لقينا حد من رجالتنا يشيلها قبل القضية ماتتحول علي النيابه ..
زفر ادهم مزمجرا بقوة 
شوف انا عقول ايه وانت عتقول ايه .. انا متأكد ان اللعبه دى بفعل فاعل .. انا عمري ما دخلت الصنف دا البيت ..
رمقه حيدر بعدم تصديق 
وماله .. متشغلش راسك المهم انك خرجت منها ..
انت مش مصدقنى اياك ..
تحرك حيدر بشموخ وخلفه المحامى الذي استدار
نحوه ليشمر بامتنان 
متشكرين يامتررر .. تعبناك معانا ..
احنا تحت امرك ياحيدر باشا في اي وقت ..
بينما ادهم صمت قليلا برغم من مراجل الڠضب التى تقاد بداخله مردفا باهتمام وهو يصعد السيارة بجوار عمه 
طيب ما تيجى نربط الخيوط ببعضها .. كبسه الحكومه المفاجئه دى وعرفوا منين ان في حشېش واشمعنا مالقيوش غير في اوضتى !! يعنى انا المقصود .. طيب اشمعنا دا حصل النهارده اول ما اتذاع في البلد انى هتجوز وجد بت عمى .. مش عارف ليه شامم ريحة ولد الهواري في الموضوع .. 
شرع السائق بالتحرك بينما حيدر اتكىء للحلف متحمحما 
خف اوهام ياادهم وركز عندنا شغل كتير ..
زفر ادهم بنفاذ صبر محاولة التزام الصمت لفتره ولكن السنة فضوله لم تصمت فاردف قائلا 
انت سمحت لوجد تسافر كيف وفرحنا بعد بكرة
مسمحتش ياادهم .. دى خرجت مع امك فجالها تليفون من المستشفى انهم عاوزينها ضروري فاضطرت تمشي من غير ما تقول لحد واصل ..
نعممم وهى من مېته لما تسافر مش عتقول .. 
ادهم انا اتاكدت بنفسي خصوصا ان مصر مقلوبه ياولدى ثورات ومظاهرات ربنا يلطف بينا ..
سكت ادهم لبرهه محاولا استيعاب كلماته فاردف مغموض قائلا 
هما في المستشفى وصولوا لوجد كيف وهى معهاش محمول !!
قضب عمه حاجبيه باستغراب قائلا 
قصدك اييه ..
محمول وجد معاي ياعمى .. يبقي كيف عرفت انهم عاوزينها !!!!!!!!!
الفصل العشرون
عايشة في حبك أنا أجمل يومين إحساس .. وإن قولت أنا بعشقك دا مش كلام وخلاص .. انت الحياة كلها أجمل سنين عشتها .. مش عايزة غيرك ليا أنا من وسط كل الناس 
الحب زي الوتر
هنا بقي ياستى هتاكلى احلى سمك في مصر كلها 
اردف سليم الجالس امام شط اسكندريه مع حبيبته يتناولان الغداء فقضبت وجد عاجبيها مستنكره 
ياسلاااام وانت جيت هنا مع مين يااستاذ !!
ارتشف سليم كأس العصير متنحنحا 
احممم اي وجد هو من اولها شك ولا ايه ..
القت مابيدها بهدوء لتقول
سليييييم .. اعترف .
نهض سليم من مقعده المقابل لها ليجلس بجوارها بثغر متبسم 
ليا عشرة سنين متكلبش بيك وجايه تشكى دلوقت ..
ابتهجت ملامحها ولمعت عينيها لتقول بانتصار وثقه
منا عارفه طبعا وواثقه في نفسى جدا مش فيك عشان كلكم صنف واطى اصلا .. مممم وبعدين وهو في حد يكون معاه العسل دا كله ويبص برا تبقي فراغة عين ..
تراجع سليم للخلف قليلا يراقبها باعجاب ثم تنحنح
ليغمز
لها بطرف عينه قائلا بخبث 
يالهووى علي التواضع ياخلق !! وبعدين بلاش الفشخرة الزياده دى انا لسه مدوقتش العسل عشان اعرف اذا كان اسود ولا ابيض !!
ضړبته بقبضة كفها بغل 
بس عشان انا مبقوقه منك اصلا ..
تنحنح قائلا بحب 
اخس عليك يادودو وانا عملت ايه !!
نظرت له بعيون ضيقه باستنكار لتردف 
لا والنبي اسبقوهم بالصوت !! انت ازاي تدخل اوضتى اصلا هو دا اتفاقنا ياسليم !!
ارتفعت ضحكته قائلا بفظاظه
انت متعرفش انا عملت ايه عشان يدونى المفتاح ولا البصمه .. لولا انى اقنعتهم انى عاملك مفاجئه واسكندريه كلها شافت القسيمه .. شوفتى بتعب ازاي عشانك ياجميل !!
ياخير ماعملت ياخويا !! 
زاح خصيلة من شعرها المتطاير التى تخفى جزء من وجهها ووضعها خلف اذانها مردفا 
سيبك انت .. حلاوتك فاللبس الابيض اومال لما تلبسي حاجه من اللي جبتهملك فوق هتعملى ايه في قلبى يابت العتامنه !!
قولتلك طول ما انا جمبك مټخافيش !!
التفتت اليه قائله بتساؤل
سليم .. احنا استعجلنا ... 
هز رأسه نفيا ليقول لها باندفاع
احنا اتاخرنا .. واتاخرنا قوى ياوجد ..
نظرت له بعيون لامعه 
خاېفه احسن الدنيا متحبناش سوا .. 
نظر لها بعيون ضيقه يجيب ممازحا 
وانا برضو حسيت كده .. دا حتى بتاع الفندق حبكت يعنى يجيب الغدا وانا غارق في حبك !!
احمرت وجنتها خجلا لتلتف نحو الطاوله مصطنعه الانشغال بتناول الطعام لتقول بارتباك خاڤت
كنت هتودينى ف داهيه .. جيه ف وقته والله .
رفع حاجبه قائلا بتعجب 
بتقولى اي يا وجد !
تنحنحت سريعا 
الاكل هيبرد ياسليم .. 
تجاهل كذبتها ليلتفت بحماس بادئا في تناول الطعام قائلا بمرح 
دانا هاكل سمك وجمبري للصبح .. عريس بقي ومحتاج كميه فسفور لازم يتغذي وانا ف عرض اي حاجه تزق معانا في الليله دى ...
وصل ادهم بصحبة عمه الى القصر وبداخله نيران مشتعله مردفا بصوت عشوائى جمهوري ليقول
اللي حصل دا انا واثق ومتاكد انه بفعل فاااااعل
وكمان انا مش هسكت ومش هعديها وهعرف مين ورا العمله المهببه دى ومش هرررررحمه ..
ولدى ... حمد لله على سلامتك ياقلب امك .. نورت بيتك .
ركضت كوثر نحوه متلهفه
نورت ياجوز بتى ياغالى .. ربنا يحميك ياحبيبى
ابعدها ادهم عن طريقه بقوة قائلا 
بتك فين ياكوثر ..
تراجعت كوثر للخلف قائله بارتباك
ما هى قالت لعمها انها في شغل مستعجل ..
قهقهه ادهم ساخررا وهو يصفق 
لا عال .. وانتوا اغبيه وصدقتوا !! وجد كيف تمشي وهى معاك ياما!
ساميه بفزع 
والله ياولدى غفلتنا كلنا ومكنتش اعرف ..
زمجر بقوة قائلا پغضب 
بتك هربت ياكوثر هانم ومحدش فينا يعرفلها طريق !!
ندبت كوثر علي وجنتيها بذهول وهى تقترب من حيدر مطأطأ الراس لتسائله بقلق 
وجد مش في شغل ياحيدر !! انطق بتى فين .
اكمل ادهم زمجرته پعنف 
احنا لسه راجعين من المستشفى وكل الكلام اللى قالته وجد كدب .. الست هانم بتستغفلنا كلنا وخلت راسنا في الطين ..
تدخل زين اخيها الصغير ليقول بتمرد
اتكلم عدل عن اختى ياادهم انا عقولك اهو .. 
اطلق ضحكة ساخره
هاهاها .. اختك كسرتنا كلنا يازين باشا وقټلها على يدى ..
رمقته ورد من اعلى بقلب متراقص فوق اوتار الخۏف الى ان رفع ادهم انظاره لها قائلا 
سامعانى ياورد .... اختك لو مظهرتش الليله قټلها على يدى ..
تحرك ادهم متأهبا للذهاب فاوقفه نداء امه المتلهف 
رايح فين ياولدى ....
رايح الحق المصېبه ياما قبل ما راسنا تتحط في الطين .. هقلب عليها الدنيا ومش هرجع غير بيها ..
بللت حلقها عدة مرات وهى تراقبه بعيون سابحه في بحور الفزع والقلق .. فتراجعت للخلف لتحتمى باسوار غرفتها مردده بهمس من خلف اصابعها المرتعشه الموضوعه فوق ثغرها 
هتعملى ايه ياورد في المصېبه دى !!!!!
يامحمد انا جبتلك الاكل بنفسي افتح 
اردفت يسر جملتها وهى تقف على اعتاب غرفة محمد الذي احكم غلقها جيدا متجاهلا تواجدها بالخلف حتى رق له قلبه ولم يتحمل عصيانه اكثر من ذلك .. فقام متأففا ليفتحه قائلا 
هو انا مش قولتلك مش عاوز اشوفك !!
ذرفت دمعه من عينيها متوسله 
محمد انا عارفه طبعك وعارفه انك لما بتتعصب بتقفل على نفسك وتبعد عن الكل .. بس انا مش هقدر استحمل بعدك لحد ما تهدى .. 
التقط عدة انفاس متتاليه وهو يرمقها پحده 
يسر .. انا متجنبك لانى مش عاوز ازعلك منى اكتر .. فلو سمحتى ابعدى عنى الفترة دى ..
يعنى انت مش هتسامحنى .. محمد بلاش قسوتك دى والنبي ..
اغمض عينيه لبرهه مطلقا زفيرا قويا ليقول 
اللى عملتيه مايتغفرش
ولا ينفع اسامحك عليه .. انت وجعتينى .. عارفه بتصرفك دا معناه ايه انك مش واثقه فيا ولا مأمنه على نفسك معايا ودايما خاېفه ومړعوبه والحب اللي يسكنه خوف والقلق بلاش منه احسن ..
وضعت مابيدها من طعام فوق المنضدة الموضوع بجوار غرفته لتدنو منه بحنيه 
تعالى نروح بيتنا ونتكلم .. انت وحشتنى اوى وانا مش مستحمله اشوفك كده ..
بلع محمد غصة احزانه وهو يراقبها بقلب يخفق حنينا لها فأكملت يسر جملته متوسله 
والله ما هعمل حاجه تزعلك تانى .. يلا بقي
.. طب اقولك بلاش نروح بيتنا تعالى نتكلم جوه وتسمعى يمكن تعذرنى ..
تنهد محمد باشفاق و رق وشرعت شفتيه ان تتحرك لينطق بحنين لها ولكن قطع حديثهم قدوم ثريا قائله پغضب 
انت يابت معندكيش كرامه ليه !! مش قالك خليكى عند امك راميه نفسك عليه ليه .. سبيه لوحده حق الراجل عامل زي القرش البرانى يلفف يلفف ويرجع لمكانه ..
التهبت عيون محمد بنيران الڠضب مما جعله يتراجع للخلف بصمت مكبوت فجره في صوت الباب الذي دفعه بكل قوته مما جعل زوجته ترتعد
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 36 صفحات