رواية قطة في عرين الأسد (كاملة) بقلم بنوته أسمرة
الموضوع عليها انتظرت أن يتحدث حتى قال
مريم فى واحد زميلك هنا فى الشركة طلب انه يتقدملك
هو عارف ظروفك وعشان كده معرفش يتكلم مع مين وجالى
ثم ابتسم قائلا
أنا بعتبرك أخت صغيره ليا يا مريم وعشان كده بكلمك كأخ وبقولك الشاب ده ممتاز وفعلا راجل محترم و
قاطعته مريم قائله بضيق
بعد اذنك يا أستاذ عماد انا معنديش استعداد للارتباط حاليا
قال فى هدوء
مش تعرفى هو مين الأول
قالت بحزم
مش هتفرق
صمت قليلا ثم قال
أشرف
نظر اليه بدهشة وصمتت لحظات ثم عادت لتقول بحزم
زى ما قولت لحضرتك الموضوع ده مبفكرش فيه حاليا
خلاص يا مريم اتفضلى على مكتبك بس أتمنى انك تفكرى كويس الأول انا مش هديله رد الا لما تفكرى وتردى عليا
قالت بجديه بالغه
أنا مش هغير رأيي أبدا يا أستاذ عماد فياريت حضرتك تبلغه من دلوقتى بدل ما ينتظر على الفاضى
ثم نهضت وقالت
بعد اذنك
عادت الى مكتبها وهى شارده تماما ومقطبة الجبين انتبهت مى لحالها فاقتربت منها قاله
خير مالك كان أستاذ عماد عايزك فى ايه
قالت بضيق
مفيش
التفتت الى الحاسوب تكمل عملها فى صمت أخذت مى تمعن النظر اليها وقالت
لأ فى واضح على وشك انه فى قالك ايه ضايقك
اليها مريم وقالت پحده
تصورى ان أشرف قال لأستاذ عماد انه عايز يتقدملى
ابتسمت مى وصفقت بيدها بمرح وقالت
كنت واثقه ان احساسى صح يا سلام عليكي يا مى تفهميها وهى طايره
قالت مريم بضيق
مى قفلى على الموضوع
جذبت مى احدى الكراسى وجلست بجوارها وقالت پحده
ممكن أفهم انتى ليه رافضه أشرف راجل ممتاز بجد والكل بيشكر فيه
قالت مريم بنفاذ صبر
أنا ما قولتش انه وحش
أمال ايه رفضاه ليه
صمتت مريم فقالت مى پحده
مريم فوقى بأه انسى ماجد بأه راح ومش هيرجع تانى
نظرت اليها مريم پألم وقد تجمعت الدموع فى عينيها رق قلب مى لحالها وقالت بهدوء
تساقطت العبرات من عينيها قائله
مش قادرة يا مى مش قادره أنساه مش قادره
نظرت اليها بحنان وقالت
لازم تحاولى تنسيه وتعيشي حياتك
قالت مريم بشفتين مرتجفتين
أنساه ازاى يا مى ازاى أنساه ماجد كان روحى كان حياتى كان مستقبلى كان الحاجه الوحيدة اللى بتخليني مبسوطه وفرحانه ك كان الانسان الوحيد اللى بحس معاه بالأمان كان الهوا اللى بتنفسه يا مى فاهمه يعني ايه الهوا اللى بتنفسه يعني أنا دلوقتى مېته
قالت مى بحزم
لأ
انتى عايشه مش مېته هو اللى ماټ يا مريم ماجد اللى ماټ مش انتى
أنا مت يوم ما ماټ يا مى
قائله بأسى
الموضوع ده فات عليه أكتر من سنة
يا مريم لازم تحاولى تنسى بأه
قالت مريم من بين شهقاتها
حتى لو مر عشر سنين مش ممكن أنساه أبدا ومش ممكن أتجوز واحد غيره أنا مراته هو وبس وان شاء الله ربنا هيجمعنى
بيه فى الجنه وأبقى مراته هناك
رفعت مريم رأسها ونظرت الى مى بوجه مبلل بالدموع وقالت بصوت مرتجف
الواحده فى الجنة بتكون لآخر راجل اتجوزته وأنا مش عايزه أكون فى الجنه مرات حد تانى غيره انا عايزة أبقى مرات ماجد فى الجنة يا مى دى الحاجه الوحيدة اللى مصبرانى عشان كدة مش ممكن أتجوز واحد غيره مش عايزه أتجوز غيره يا مى
كانت مريم تبكى وترتجف بشدة نظرت اليها مى بأسلتهدئ من روعها
خرج عثمان من سيارته مسرعا وصعد سلالم الشركة بسرعة ودخل مكتبه ليجد رجلين ينتظراه بالخارج فأشار لهما بالدخول جلس أما مكتبه وقال لهما
فى اييه اييه اللى حصل
قال أحدهما
لجينا راجل يا عثمان بييه عم
بيدور فى مكتبك على ورج بعد ما كل الموظفين روحوا بيوتهم كشفناه بكاميرات المراجبه ومسكناه وحبسناه فى المخزن
نهض عثمان وسبقهما قائلا
تعالوا معايا
نزل عثمان الى المخزن وفتح الرجال الباب نظر الى الرجل المربوط الى الكرسي وقال بغلظة
انت ميين وميين اللى باعتك وكنت عم بتدور على اييه فى مكتبي
نظر اليه الرجل پخوف دون أن يتحدث فلكمه عثمان على وجه وسال دمه وصړخ به قائلا
يمين بالله لو متكلمتش وجولتلى كل حاجه لكون طخك بيدى
قال الرجل پخوف
أ يا عثمان بييه انا معرفش كيف الشيطان وژنى خلانى أعلم اكده
صړخ به عثمان قائلا
جاوبنى يا ولد التيييييييييييت اييه اللى دخلك مكتبي ومين اللى وزك
بلع الرجل رقه بصعوبه وهو محتار أيتحدث أم يصمت فجأة أخرج عثمان سلاح من ثيابه وصوبه الى الرجل قائلا
اتشاهد على روحك يا ولد التيييييييييييييت
أغمض الرجل عينيه وقال بسرعة
هجولك كل شئ يا عثمان بييه ما تجتلنيش أنا راجل عندى مره وعيال
جول انطج
بلع الرجل ريقه وقال پخوف
كنت عم بدور على ملف تبع مواعيد شحنات الألومنيوم اللى طالعه من المخزن عشان طلبيات المناجصة
صمت عثمان قليلا ث قائلا
مين اللى جلك تعمل اكده
قال الرجل بتوتر
جمال بييه
بدا وكأن عثمان تحول الى تمثال لا يتحرك ثم بدت ملامح وجهه وكأنه تحول الى وحش كاسر وقال بصرامة
أني هعرف كيف أربيك يا جمال التييييييييت
جلس مراد مع طارق فى أحد المطاعم قال طارق
مش عارف ليه مش مرتاح ل حامد ده خالص
قال به مراد وهو يفكر بتمعن
أنا كمان مش مرتاحله كشخص بس فى الشغل هو كويس واحنا محتاجين
علاقاته فى شراكتنا الجديده
قال طارق
على رأيك فعلا هو هيخدمنا جامد
صمت قليلا ثم سأله مراد
عملت ايه فى موضوع شركة الدعاية
ابتسم طارق
لا متقلقش كله تمام اتفقت معاهم على كل حاجه وهستلم التصاميم بعد 10 أيام ان شاء الله
شرد طارق قليلا ثم قال
عارف يا مراد البنت المسؤلة عن الحملة بنت محترمة أوى واحدة كدة تحس انها جد أوى وشخصيتها قوية وفى نفس الوقت تحس انها رقيقه اوى وضعيفه أوى مش عارف ازاى جامعه بين القوة والضعف فى وقت واحد
صمت مراد وقد بدا وكأن الحديث لا يعنيه فأكمل طارق
مش عارف ليه لفتت انتباهى مع انها عاديه جدا
ظل مراد يتناول طعامه وهو محتفظ بصمته فنظر اليه طارق قائلا بمرح
وانت بأه مفيش
واحدة عارفه تلفت انتباهك ولا ايه
قال مراد بجدية
لا مفيش
تمعن طارق النظر اليه ثم قال
على فكرة يا مراد انت غلط ليه بتعمم حكمك مش كل البنات زى بعضها زى ما مش كل الرجاله زى بعضها فى اللى زي حامد وفى اللى زي سامر وفى اللى زيك وزيي وغيرنا كتير كل واحد غير التانى
نظر اليه مراد وقال بحزم
أنا مش بعمم حكمى أنا بقول ان معظمهم معندهمش أصل وميعرفوش يحبوا ولا يخلصوا فى حبهم معظمهم أنانى عايز يتحب وبس تديلها كل ما عندك ومتخدش منها الا اللى تتفضل بيه عليك تديلها حياتك كلها وتستخسر فيك انها تكون جمبك
هتف طارق قائلا
ليه النظرة السوداويه دى يا مراد ليه متديش لنفسك فرصة تانية
قال مراد بحزم
اديت نفسي فرصة تانية يا طارق وانت عارف كده كويس وبرده مفرقتش حاجه عن اللى قبلها
مراد انت مليون واحدة تتمناك مش بقول كده عشان أجاملك بس فعلا انت من أرجل الناس اللى عرفتها فى حياتى
قال مراد بمراره
بس دايما اللى بعوزها بترفضنى واللى بحتاجلها بتسيبنى أنا معنديش استعداد أذل نفسي لواحده مرة تانية أو أنتظر من واحدة تانى انها تقولى آسفه أنا مش هقدر أرتبط بيك أنا عايزه واحد طبيعي
تنهد طارق قائلا
قولتلك مش كل البنات رد فعلها واحد زى ما فى دى فى دى
قال مراد بصرامة
وأنا بأه لا عايز دى ولا عايز دى أنا مرتاح كده أحسن ما تحصلى حاجه تانية وألاقى اللى بتطعنى فى ضهرى وتقولى مش هقدر أعيش معاك وعايزه أتطلق
صمت قليلا ثم قال بجمود
انت مجربتش يعني ايه تمر بأزمة وتبقى محتاج لمراتك جمبك وتلاقيها بتفكر انها تسيبك مجربتش يعني ايه تترجاها انها تفضل جمبك وتلاقيها مكسوفه منك ومن اصابتك وتشوف في عنيها نظره تتمنى انك تتعمى ومتشوفهاش مجربتش يعني ايه تتقدم لواحده وأول ما تعرف ان رجلك مبتوره ترفضك انت مجربتش الاحساس ده يا طارق احساس ممېت تحس أكن سكاكين بتقطع فيك تحس أن حد جاب سکينه تلمه وبيدبحك بيها ببطء أنا مش ممكن أهين نفسي تانى أو انى أقبل ان واحدة تعيش معايا وهى حسه بالنقص أو شايفه انى أقل من غيري وحسه انها مكسوفه منى مكسوفه تعرف
الناس انى جوزها وانى عندى اعاقه مش ممكن أبدا هسمح لنفسي انى أضعف وأحتاج لواحده جمبي أو انى أترجاها تفضل جمبي ومتسبنيش وألاقيها رغم احتياجى ليها تصدنى بكل برود مش هقبل على نفسي الاھانة دى تانى
صمت طارق وقد أيقن أن كلامه مع مراد لن يفيد لأن جرحه أكبر من أن يشفي ببضع كلمات للمواساه
عاد مراد الى بيته ليجد والدته فى استقباله قائله بعجاله وهى تشير الى الصالون
عروستك ومامتها أعدين جوه يا مراد يلا تعالى سلم عليهم
قال بإندهاش
عروستى مين
بنت صحبتى اللى وريتك صورتها
قال بحزم
ماما احنا انتهينا من الكلام فى الموضوع ده
قالت بحزم هى الأخرى
أنا مش هبطل كلام فى الموضوع ده يا مراد شوفها واعد معاها يمكن تعجبك
قال پحده
مش هتعجبنى ومش عايزها تعجبنى
نظرت اليه أمه پغضب قائله
مراد لو مدخلتش ورايا الصالون تسلم على الضيوف اعرف انى غضبانه عليك
ثم تركته وانصرف كبح جماح غضبه بصعوبه
ثم دخل الصالون نظر الى المرأتين وهز رأسه قائلا
أهلا وسهلا
قالت المرأة الكبيرة مبتهجه
أهلا بيك انت يا مراد ازيك وازى صحتك
جلس على أحد المقاعد قائلا
الحمد لله
كان يشعر وكأن بداخله بركان ڠضب على وشك الإڼفجار كان حانقا بسبب ذلك المأذق الذى زجته فيه ولدته ظل صامتا ولم يوجه نظرة واحدة الى الفتاة الجالسه نظرت اليه أمه بعتاب ثم ابتسمت للفتاة قائله
منورانا يا بسمة دى أول مرة تيجي عندنا
ابتسمت
الفتاة قائله
ده نورك يا طنط معلش انتى عارفه ان دراستى كانت فى محافظة تانية ومكنتش بنزل القاهرة كتير كنت ببقى مشغولة طول الاسبوع وفعلا مبسوطة اني جيت مع ماما النهاردة
ابتسمت ناهد قائله
شوية وهييجوا البنات ولازم أعرفكوا على بعض ان شاء الله
قالت بمرح
وأنا كمان حابه اتعرف عليهم مع انى سمعت ان واحدة فيهم دماغها لاسعه يعني شكلى انا وهى هنبقى صحاب لانى أنا كمان لاسعه وبحب اللى دماغهم لاسعه
نظر اليها مراد متهكما ثم نظر الي أمه وكأنه يقول هى دى اللى انتى جيبهالى تظاهرت أمه وكأنها لم تفهم معنى نظراته وقالت للفتاة
انتى ما شاء الله عليكي عاقلة جدا وكمان بتتحملى السؤلية عرفت من ماما انك كنتى معتمدة على نفسك طول فترة سفرك
قالت بسمة بفخر ضاحكة
طبعا يا طنط وكمان انا اجتماعية جدا وقدرت اكون صداقات كتير اوى فى المحافظة اللى كنت فيها يعني انا بقيت هناك اشهر من الڼار على العلم امشى فى الشارع بس قولى بسمه هتلاقى الناس تقول اه البنت الموزه اللى مفيش منها اتنين دى
ألقى عليها مراد نظرة أخرى متهكمة قالت