الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قطة في عرين الأسد (كاملة) بقلم بنوته أسمرة

انت في الصفحة 40 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

مريم بهدوء 
راحوا لخالتك هما كلموك أدامى انت نسيت
قال مراد وقد بدا عليه التذكر 
أيوة أيوة معلش نسيت
عادت مريم الى عملها مرة أخرى أمام الحاسوب دخل مراد الحمام وأخذ دشا واستبدل ملابسه ثم نظر اليها قائلا 
اتغديتي
قالت 
أيوة
أخرج هاتفه يتفحصه فنظرت اليه مريم قائله 
لو مكنتش اتغديت أقول لدادة أمينة تحضرلك الغدا
نظر اليها مبتسما 
مبحبش آكل لوحدى لو هتاكل معايا ماشى
قالت بحرج 
انا اتغديت
قال وهو يغادر الغرفة 
أنا نازل المكتب
توجه مراد الى مكتبه بعد ما يقرب من ساعة ذهبت اليه مريم وطرقت الباب أذن لها بالدخول وقفت أمامه قائلا 
خلصت تصميم اللوجو ياريت تشوفه عشان لو محتاج تعديل أعدله قبل ما أحطه على البروشورز وباقى التصميمات
أشار مراد الى المنضدة أمام الأريكة فوضعت عليها حاسوبها وجلس مراد ينظر الى التصميم تابعت تعبيرات وجهه بإهتمام وقالت 
لو محتاج أى تعديل مفيش مشكلة قولى وأنا أعدله
قال مراد دون أن ينظر اليها 
لا ممتاز بجد ممتاز
ابتسمت مريم وقد أسعدها اطراءه رفع رأسه ونظر اليها مبتسما 
شكلى هستغلك وأعمل تجديد لكل تصميمات الشركة والمصنع
قالت بحماس 
ما فيش مشكلة أصلا أنا بحب شغلى جدا وبعتبره هواية مش حاجة مفروضة عليا
سألتها مراد 
اتعملتى فين 
قالت مريم وقد اختفت ابتسامتها 
جوزى الله يرحمه هو اللى علمنى
اختفت ابتسامة مراد هو الآخر وأشاح بوجهه عنها لاحظت مريم التغير الذى طرأ عليه واستغربت من ذلك حملت الحاسوب قائله بتوتر 
هبتدى فى البروشورز من النهاردة ان شاء الله وما أخلصها هوريهالك
قال مراد دون أن ينظر اليها 
ارتباطكوا استمر أد ايه 
بلعت مريم ريقها بصعوبة وقالت بصوت خاڤت 
سنتين
نظر مراد اليها متفرسا فيها وقال 
وليه متجوزتوش ليه استنيتوا ده كله 
قالت مريم بشئ من الضيق 
حصلت ظروف خلتنا نضطر نأجل جوازنا
هربت من نظراته المتفحصه قائله 
بعد اذنك
غادرت مريم غرفة المكتب لتترك مراد غارقا فى التفكير ترى الى أى مدى أحبته أأحبته الى درجة أن تخلص له حتى بعد مۏته ترى لماذا أحبته كيف جعلها تحبه لدرجة ألا تستطيع رؤية رجلا غيره لم ينسى ما أخبره اياه طارق من رفضها الزواج بسبب حبها لخطيبها الراحل ترى هل من الممكن أن يدق قلبها للحب مرة أخرى هل من الممكن أن تقبل العيش مع رجل !! عند هذه النقطة أرغم عقله على التوقف عن الإسترسال و قام الى مكتبه وجلس يطالع أوراقه وملفاته ليصرف عقله عن التفكير فيها وفيما يخصها 
صعدت مريم الى غرفة مراد وجلست على الأريكة وهى غارقة فى التفكير هى الأخرى ترى لماذا حدث الطلاق بينه وبين زوجته ترى كيف كان شكلها أأحبها لماذا اذن انفصلا 
هل مازال يتذكرها أيتمنى العودة اليها كم دام زواجهما ومنذ متى انفصلا ظلت الأسئلة تتقافز على عقلها الى أن أرغمت عقلها عن الإنشغال بعملها الذى بين يديها 
عاد الجميع الى البيت والتفوا حول طاولة الطعام قالت نرمين بمرح 
كانت أعدة حلوة أوى يا ريتك كنتى جيتي معانا يا مريم
قالت مريم مبتسمه 
معلش كان عندى شغل
قالت سارة ل مراد 
خالتو عزمتنا كلنا يا أبيه آخر الاسبوع حاول تفضى نفسك
قالت سارة بحماس 
وأنا يا أبيه حاول تفضيلي نفسك عايزه أشترى لبس جديد وشوية حاجات كدة عشان الكلية
قال مراد 
خلاص نخرج بكرة ان شاء الله تشترى انتى حاجتك وكمان سارة و مريم يخرجوا ويغيروا جو
قالت سارة
بحماس 
تمام أوى بس خلى بالك يا أبيه أنا ليا زى ما نرمين هتشترى بالظبط مش معنى انى خلصت كلية انى مش هشترى لبس جديد
ابتسم مراد قائلا 
ماشى يا سارة عنيا ليكي
ابتسمت مريم وهى تراقبهم سعدت كثيرا للعلاقة الودودة بينهم قالت ناهد مبتسمة 
أنا بأه بتخنق من اللف كتير سيبونى بأه أنعم بيوم من الراحة والإستجمام
قالت نرمين ضاحكة 
تقصدى يا ماما ان احنا عملينلك ازعاج يعني ده احنا التلاته قطط صغننه
ضحكت ناهد قائله 
مريم آه قطة أما انتى و سارة لما بتتجمعوا مع بعض بتقلبوا بغبغانات وبتصدعولى دماغى
قال مراد لأمه 
متيجي معانا يا ماما
قالت ناهد 
لا يا حبيبى اخرجوا انتوا واتبسطوا
دخلت صباح غرفة النوم وجلست بجوار جمال الذى بدا مندمجا فى مشاهدة أحد الأفلام اقتربت منه وقد تزينت وتعطرت قالت له 
متجفل البتاع ده يا جمال وتيجى نجعد نتكلم شويه
قال جمال وهى ينظر اليا شذرا 
هتكلم في اييه يعني خلينى مع الفيلم أحسن
قالت صباح بحنق 
يجطع الفيلم على بيتفرجوا عليه آنى عروسة يا جمال المفروض تهتم بيا أكتر من اكده
صاح جمال 
يجطع الجواز على البيتجوزوا آنى دماغى مش فيا يا صباح روحى
شوفيلك حاجة تشغلك بعيد عنى أحسن العفاريت بتتنطط أدام عيني السعادى
قالت صباح پغضب 
ماشى يا جمال بكرة ټندم وتجول آنى معرفتش أجدر جيمتها
قام جمال من مكانه ووقف بجوار الفراش قائلا بتهكم 
حوش حوش ليه ان شاء الله فاكره نفسك مين يا صباح السفيرة عزيزة ده لولا انى اتنازلت عن المحضر وجفلنا على الجضية كان زمانك دلوجيت نايمة فى البورش يا صباح والبراغيت بتشغى فى جتتك
وقفت صباح بمواجهته قائله پغضب 
ماهو لو مكنتش انت ناجص وجليل الأصل مكنش ده كله حوصل جولتلك يا جمال مش صباح اللى يدحك عليها ده آنى ألففك البحر كعب داير وأرجعك عطشان
دفعها بيدها الى الفراش قائلا 
طيب اكتمى اكتمى أحسن أديكى كف يكتمك للأبد يا صباح
فى اليوم التالى خرج مراد مع الفتيات الى أحد المولات التجارية تقدمت الفتاتان فالتفتت مريم قائله ل مراد بحرج 
آسفه انك اضطريت تاخدنى معاك
قال مراد وهو ينظر اليها 
مين قالك انى واخدك معايا ڠصب عنى
قالت بإرتباك 
يعني المفروض كنت تخرج مع اخواتك بس لولا انهم الصبح أصروا انى أخرج معاهم
قال مراد ببرود 
أظن انا من بالليل وأنا قايل انك هتخرجى معانا
أشار بيده قائلا 
اتفضلى
أخذت الفتاتان وقتا طويلا فى المشاهدة والشراء توجه مراد الى الملابس المعروضة وانتقى بعضها وحملها بيده ثم توجه الى مريم قائلا 
ادخلى قيسيهم
نظرت مريم اليه بدهشة وحرج قائله 
لا شكرا أنا مش عايزة أشترى حاجه
قال مراد بحزم 
مبحبش أكرر كلامى مرتين
قالت مريم بحنق 
و أنا مش عايزة أقيسهم
قال بعند 
هتقيسيهم
زفرت بضيق لاحظت أن البائعة تقف بجوار مراد فلم ترد التمادى أكثر فى هذا النقاش فأخذتهم من يده وتوجهت الى أحد الكبائن المخصصه للبروفة وبمجرد أن أغلقت الستارة فتحها مراد فنظرت اليه بدهشة فقال بحزم 
قيسيهم فوق هدومك متقلعيش هدومك لأن فى ناس معندهاش ضمير بتحط فى البروفة كاميرات مراقبة
أومأت برأسها وهى تشعر بشعور غريب يسيطر عليا وهى ترى هذا الحرص والإهتمام منه أغلقت الستارة مرة أخرى ونفذت ما قال خرجت بعد عدة دقائق قائله 
أيوة مظبوطين بس لو سمحت أنا اللى هدفع تمنهم
نظر اليها پحده وأخذهم منها وأعطاهم للبائعة قائلا 
هناخد دول كمان
شعرت مريم بالضيق فلا ينقصها الا أن يدفع ثمن ملابسها أيضا وقف الجميع فى الخارج يتفقون
على المكان التالى الذى سيذهبون اليه كانت مريم شارده فلم تتابع حديثهم مر من خلف مريم بعض الشباب الذين كانوا يتحدثون ويمزحون معا فرجع أحد الشباب الى الخلف وهو يضحك مع أصدقائه ولم ينتبه الى أنه سيصطدم ب مريم التى توليه ظهرها وبيده الأخرى دفع الشاب الذى كان مازال يرجع للخلف دون أن ينتبه الټفت الشاب بعدما ارتطم بيد مراد ونظر اليهما قائلا 
أنا آسف والله مخدتش بالى معلش أنا آسف
قال مراد بجديه 
خلى بالك وانت ماشى
تمتم الشاب مرة أخرى 
أنا آسف معلش
شعرت مريم بالحرج من مراد بهذا الشكل فإبتعدت عنه ودفعته عنها بشكل أثار انتباه سارة و نرمين كانت تشعر بإرتباك شديد فقال مراد 
يلا تعالوا على العربية وبعدين نبقى نشوف
هنروح فين تانى
صعدت مريم بجوار مراد فى السيارة وهى تتحاشى النظر اليه 
قال حامد للظابط الذى يحقق معه فى البلاغ الذى قدمه مراد ضده 
نرمين هى اللى ركبت معايا بمزاجها يا حضرة الظابط
قال الظابط 
بس يا حامد بيه فى شاهد شافك وانت بتخدرها فى العربية
قال حامد 
شاهد مين 
قال الظابط 
زوجة مراد بيه هى اللى شافتك وانت بتخدر الآنسه نرمين وبتفقدها الوعى
قال حامد ببرود 
كدابه وبتحاول تدارى على أخت جوزها نرمين أغمى عليها فى العربية وكانت راكبة معايا بمزاجها
قال الظابط 
طيب ليه زقتها ووقعتها من العربية ومشيت
قال محامى حامد 
محصلش كل الحكاية ان مراة أخوها لما شافتها أغمى عليها فى العربية و حامد بيه بيحاول يفوقها أصرت انه ينزلها وفعلا نزلها من العربية وشالها لحد ما ډخلها الفيلا وبعدين مشى
قال الظابط بشك 
أمال ليه مراد بيه قدم البلاغ ده
قال المحامى 
غيرة ومنافسة غير شريفه لأن حامد بيه خرج من الشراكة معاه وشارك رجال أعمال تانيين فحب مراد بيه يردهاله بسبب الخسارة اللى خسرها من انسحاب حامد بيه
جلست مريم فى
المساء مع ناهد فى حجرة المعيشة يلعبان الشطرنج صاحت مريم مبتسمه 
كش ملك
قالت ناهد 
ياربي مفييش ولا مرة أكسبك فيها
ضحكت مريم قائله 
قولت لحضرتك انى بعرف ألعبها كويس
قالت ناهد ضاحكة 
مش محتاجة تقوليلى أديني شوفت بنفسي
ثم قامت قائله 
ظبطيهم تانى مكانهم على ما أروح أعمل فنجان قهوة
نهضت مريم قائله 
خليكي يا طنط وأنا هروح اعملها لحضرتك
قالت ناهد مبتسمه 
لا دى قهوة عربي مش هتعرفى تعمليها يلا رتبي اللعبة على ما أرجعلك
جلست مريم تعيد القطع الى مكانها على لوح الشنطرنج دخل مراد الغرفة ونظر اليها
والى ما تفعله ثم قال 
بيقولوا بتعرفى تلعبي كويس
ابتسمت ابتسامه صغيره وقالت 
يعني بيقولوا
فوجئت به يجلس قبالتها على الأريكة قائلا بتحدى 
طيب وريني شطارتك
تلاقت نظراتهما للحظات قبل أن تخفض مريم بصرها وتبدأ اللعب عادت ناهد لتجد مراد جالسا قبالة مريم يلعب معها فابتسمت وانسحبت الى غرفتها بهدوء بعد فترة من اللعب كانا كلاهما ينظر الى لوح الشنطرنج ويركز تركيزا شديدا قال مراد دون أن يرفع رأسه 
انتى ملكيش صحاب 
اندهشت مريم لسؤاله ونظرت اليه قائله 
أيوة ليا
قال مراد
وهو ينظر الى القطع المرصوصة أمامه بتركيز 
أصلك لا طلبتى تزوريهم ولا طلبتى يزوروكى
قالت مريم بحرج وهى تنظر اليه 
اتكسف اطلب انهم يجولى هنا وبعدين هى واحدة بس هى اللى قريبة منى وصحاب من زمان
قال مراد 
سهى ولا مى 
اندهشت مريم لتذكره أسم الفتاتين فقالت بهدوء 
مى
رفع مراد رأسه ونظر اليها قائلا 
و سهى 
قالت مريم بهدوء 
زميلتى فى الشركة ومع بعض فى نفس المكتب بس مش صحاب أوى
أومأ برأسه وأعاد النظر الى اللعبة قال مراد بهدوء 
تحبي تزوريها 
ابتسمت مريم قائله 
أكيد دى مى وحشتنى أوى بجد
نظر اليها مراد مراقبا ابتسامتها وهو يقول 
عندها اخوات شباب 
قالت مريم 
لا هى بنت وحيدة
قال مراد 
طيب ممكن أخدك ليها بعد بكرة لو تحبي
قالت بسعادة 
خلاص تمام وأنا هتفق معاها على كدة
صمت مراد قليلا ثم قال 
مع انى شايف ان الأحسن هى تجيلك وممكن أبعتلها العربية بالسواق يجيبها لحد هنا ويوصلها تانى أقصد عشان تكونى أعدة براحتك معاها وأساسا أنا طول اليوم مش موجود يعني محدش فى البيت الا ماما والبنات
ثم قال وهو ينظر اليها بحنان 
عشان أكون مطمن عليكي
شعرت مريم بخفقات قلبها تتسارع وهى تتطلع الى تلك النظرة الحانية فى عينيه وجدت الخۏف يتسلل الى
قلبها نهضت مسرعة وقالت 
أنا تعبت وعايزة أنام تصبح
39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 56 صفحات