الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قطة في عرين الأسد (كاملة) بقلم بنوته أسمرة

انت في الصفحة 52 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

أن تستفهم أن تعاتب أن تغضب لكن طال انتظاره حاول أن يرفع رأسه لينظر داخل عينيها لكن خوفه من خسارتها منعه فجأة وجدها وقد چثت على ركبتيها أمامه حبس أنفاسه نظرت مريم اليه وهى تسمع صوت خفقان قلبها وتساءلت ترى أهذا صوت خفقان قلبي أم قلبه نظرت الى الساق المبتور والساق التى مازال يمسكها بيده نظرت الى وجهه تتمنى أن يفهم أن يفهم أنها لا تأبى لتلك الإعاقه وأنها لا تعنى لها شيئا مدت يديها وأمسكت منه الساق الصناعيه شعرت برجفة جسده وانتفاضته سمعت صوت تنفسه رأت ارتعاشة يده شعر مراد بالدهشة وهو يراها جاثيه على ركبتيها تحت أقدامه تمسك بساقه الصناعية وأخيرا رفع رأسه لينظر اليها عندما بدأت فى محاولة تثبيتها فى ساقه المبتور أخذ يتأمل وجهها وعينيها التى كانت مثبته على الساق كان يلهث بشدة وقد ازداد اضطرابه لا يعلم كيف سمح لها بأن تفعل وبأن تكون قريبه منه هكذا وبأن تراه هكذا انتهت مريم من مهمتها التى استغرقت بعض الوقت لجهلها بطريقة تركيبها الصحيحة الى أن نجحت فى ذلك ثم رفعت رأسها تنظر اليه شعر مراد برجفه فى كل أوصاله وهو ينظر اليها وهى قريبة منه الى هذا الحد جاثيه على ركبتيها تحت قدميه بحث فى عينيها عن نظرة نفور ورفض فلم يجد بحث عن نظرة شفقه وعطف فلم يجد لم يجد الا نظرة حب وشوق وابتسامه صغيرة ترتسم على محياها وهى تتطلع اليه أخيرا وجد فى نفسه القدرة على الكلام قال بصوت مبحوح 
عرفتى امتى 
قالت مريم بهدوء وهى تنظر اليه 
من كام يوم
قال مراد بجمود 
مين اللى قالك 
قالت بهدوء 
محدش قالى بس وانت نايم خدت بالى
نظر اليها مراد پغضب وقال پحده 
وليه ما قولتليش انك عارفه
قالت مريم مبتسمه 
لان الموضوع مش فارق معايا أصلا
سمع مراد كلماتها فهب واقفا وقفت فى مواجهته هى الأخرى كان عصبيا للغاية وكأنه فاق من صډمته للتو وبدا يعي ما حدث قال بصرامة 
يعني ايه مش فارق معاكى 
توترت مريم وقالت بهدوء ونظرة رجاء فى عينيها 
يعني مش فارق معايا اللى شوفته دلوقتى لا قلل ولا زود حاجه جوايا أكنى مشفتش حاجة
صاح بعصبيه وهو يلهث بشدة 
أيوة ابتدينا تمثيل عايزة تفهمينى يعني انك مفيش مشاكل عندك انك ترتبط بواحد رجله مبتوره وان زيه زى أى راجل تانى
قالت بهدوء وقد بدأت الدموع تتجمع فى عينيها 
أيوة مفيش مشاكل عندى
صاح پحده 
أنا بأه عندى مشاكل مش عايز أرتبط بواحده فى يوم من الأيام تقولى أصلك معاق ولا واحدة بترد الجميل اللى عملته معاها بإنها توافق تتجوزنى
قالت مريم بصوت خاڤت 
أنا لا دى ولا دى
صمت مراد وهو يشعر بتوتر كبير بداخله قال وكأنه يقنع نفسه قبل أن يقنعها 
انتى من حقك تختارى الراجل اللى انتى عايزاه مش حاجة مفروضه عليكي واحنا المرتين اللى تجوزنا فيهم كان الجواز منى مفروض عليكي
صمت وهو يشعر پألم فى قلبه وقال بصوت متقطع 
انتى مش مجبره انك تعيشي معايا ولا مجبره ترديلى أى جميل بكرة ان شاء الله 
قاطعته قائله بمراره والدموع تتساقط من عينيها 
بكرة ايه هتطلقنى تانى 
نظر اليها يرقب الألم فى عينيها والدموع التى تبلل وجهها خفق قلبه لمرآى دموعها قالت مريم بصوت باكى 
عايز تسيبنى لوحدى تانى 
وتبعد عنى تانى وتحرمنى منك تانى
ثم قالت 
لو كررتها تانى مش هسامحك أبدا يا مراد
اقترب منها مراد ووجه ينطق بالألم أخذ يمسح العبرات على وجهها بأطراف أصابعه وهو يقول بصوت مضطرب 
مريم بطلى عياط لو سمحتى
قالت بعتاب وهى مازالت تبكى 
انت اللى بتخليني أعيط انتى اللى عايز تألمنى ليه يا مراد بتعمل فيا كده
شعرت برعشة كفيه وهما يحتويان وجهها يقول بحنان جارف 
انا مستحيل أألمك انتى متتصوريش دموعك بتعمل فيا ايه أكنها سكاكين بتقطع فى قلبي
ثم قال پألم 
أرجوكى بطلى عياط
توقفت عن البكاء وقد هدأت قليلا قال لها مراد وهو ينظر الى عينيها بعمق 
مش عايزك تندمى أبدا انك اخترتيني مش عايزك أبدا تحسي انك كان ممكن تتجوزى واحد أحسن منى مش عايزك تحسي أبدا انك اتظلمتى معايا
أبدا عمرى ما هندم أبدا
قال مراد بشك 
واثقة يا مريم
ابتسمت قائله 
أيوة واثقة
مسح العبرات التى مازالت عالقة على وجهها وقال لها بحنان 
مش عايزك تعيطى تانى اتفقنا
أومأت برأسها وهى تنظر اليه بسعادة ارتسمت ابتسامه عذبه على
شفتي مراد وهو يتطلع اليها أحاطها بذراعيه معانقا اياها بقوة شعرت مريم بين ذراعيه كما تشعر معه دائما بالأمان أبعدها مراد عنه لينظر فى عينيها بحب قائلا بصدق شديد 
بحبك يا مريم
شعرت بقلبها يرقص فرحا وشعرت بالدموع تتجمع فى عينيها من جديد فقال محذرا 
قولتلك مفيش عياط تانى
أومأت برأسها وهى تتعلق بعينيه وتبتسم بسعادة تأمل مراد نظرة الحب فى عينيها والابتسامه التى تفصح عن سعادتها بقربه اطمئن قلبه وشعر بأنه أخيرا وجد لقلبه ساكن ساكن أمين انحنى يقلبها بحب وشوق ويدخلها الى عالمه الخاص
ايه ده القمر والشمس طالعين مع بعض فى وقت واحد
فى الفراش بخجل وهى تنظر الى الساعة هاتفه 
ايه ده احنا اتأخرنا أوى عليهم
قال مراد وهو ينهض هو الآخر 
أصلا المفروض عندى معاد مع طارق دلوقتى قالت مريم 
وأنا كمان المفروض أقابل مى
خدى العربية معاكى لولا انكوا بنتين مع بعض كنت روحت معاكى
ضحكت قائله 
لا طبعا مش هينفع تيجي
قال مراد بقلق وهو يتطلع اليها 
موبايلك معاكى لو حصل أى حاجه كلميني وخليكوا فى الأماكن اللى حددتيها وقولتييلى عليها امبارح متروحوش فى مكان تانى الا لما تعرفيني
ابتسمت قائله 
حاضر
ابتسم وهو يتطلع اليها بحب قائلا 
يا مطيع انت
ضحكت بخجل رن هاتفه فنظر اليه قائلا 
طارق أكيد بيستعجلنى أصلنا رايحين شركة حراسة عشان أختار السيكيوريتي اللى هحطهم على بوابة الفيلا
أنزل مراد قدميه وأخذ الساق الصناعية بجوار الفراش ليرتديها أسرعت مريم بالنهوض من الفراش والټفت حوله وچثت على ركبتيها أمامه كما فعلت بالأمس انتهت فنظرت اليه قائله بمرح 
بقيت شطورة وبعرف أركبها بسرعة
نظر الى وجهها وعينيها يستشعر صدق سعادتها وفرحتها قال هامسا 
ربنا يخليكي ليا يا أحلى حاجة فى حياتى
شعرت مريم بالسعادة لكلماته نظر اليها قائلا بخبث 
بقولك ايه متخلى مى تروح مع مامتها النهاردة
ابتسمت بخجل قائله 
طيب و طارق
قال مبتسما بخبث 
هو صغير يعني ميروح لوحده
نظرا فى أعين بعضهما بسعادة وكل منهما يشعر بأنه وجد فى الآخر ما كان ينقصه مريم وجدت فيه الآمان الذى افتقدته ومراد وجد فيها الحنان الذى افتقده فشعر كل منهما أنه يكمل الآخر
لم يحتج الى ورقة زواج عرفى ليأخذ منها ما يريد بل كانت ممن تستبيح عرضها لكائن من كان بإسم الحب أو المتعة أو الصحوبية فلا فرق بين المسميات ان كانت الغاية واحدة عاد سامر الى بيته ورأسه يدور من الخمر الذى شربه طيلة الليل دخل الى المصعد واحتاج وقتا لا بأس به
فقط ليضغط على زر طابقه خرج من المصعد وهو يتطوح أخرج مفاتيحه ليحاول دخول شقته وقف مطولا يعجز عن وضع المفتاح فى مكانه بالباب فجأة وجد من يدفعه دفعا الى الجدار الټفت پحده ليجد والدته تصرخ فيه قائله 
انت السبب انت اللى نجست بيتنا ونجست حياتنا انت السبب
اطلع بره بيتي مش عايزة أشوفك فى بيتى تانى وبكرة هكلم المحامى يسحب منك التوكيل بتاع ادارة الشركة
بدأ سامر يفيق بعدما سمع كلماتها فصاح قائلا 
هو ايه ده ايه اللى اطلع بره وهسحب منك التوكيل هو يمزاجك
لطمته على وجهه قائله 
أيوة بمزاجى بمزاجى يا تيييييييي ييييييييييت
دفعها سامر يديه وصاح پغضب 
انتى في ايه مالك طايحه فيا كده
قالت أمه وهى تصرخ پغضب 
أختك اڠتصبوها يا سامر
نزل الخبر على رأس سامر كالصاعقه وقال 
ايه بتقولى ايه
صړخت أمه پعنف قائله 
كما تدين تدان يا سامر كنت مستنى ربنا يحفظ اختك ازاى وانت مضيع بنات الناس كنت مستنى ايه غير كده
دفعها سامر بقوة وصاح پغضب هادر 
بنتك تستاهل أكتر من كدة ممشياها بلبس متلبسوش واحدة محترمة ماشية تعرض جسمها على كل
الرجالة اللى ماشية فى شارع ده أنا كان صحابي بيعاكسوها أدامى وبيقولوا عليها كلام زى الزفت وكنت بستعر أقولهم انها اختى كان لازم يحصلها كده
أخذت أمه تبكى بحرقه وتقول 
حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا انتوا الاتنين 
ربنا ينتقم منكوا انتوا الاتنين
صاح بقسۏة قبل أن يغادر 
وفيكي انتى كمان لانك معرفتيش تربي
فى اليوم التالى كان مراد جالسا فى مكتبه بالبيت يطالع أحد الملفات عندما طرقت مريم الباب ودخلت بهدوء مبتسمه تقدمت من المكتب ووضعت عليه صنية الشاى والكيك التى تحملها وابتسم لها قائلا 
تسلم ايدك يا حبيبتى
قالت مبتسمه بخجل 
دوقه وقولى رأيك بصراحه أنا اللى عملاه
قبل يدها مرة أخرى ونظر اليها قائلا بحب 
طالما انتى اللى عملاه يبقى أكيد هيعجبنى
فتح مراد الخزينه بجواره وأخرج منها علبة قطيفة صغيرة فتحها وأخرج منها دبلة ذهبية وأخرى فضية نظرت مريم اليهما بخجل وسعادة أمسك يدها اليسرى ونزع منها الدبلة التى تزينه وألبسها الدبلة التى تحمل اسمه أخذت مريم الدبلة الفضية التى تحمل اسمها وألبسته اياها وكلاهما ينظر الى الآخر بسعادة
حانت منها التفاته الى الملف الموضوع على المكتب أمامه لمحت صور دماء ورجل ملقى على الأرض قالت بدهشه 
ايه ده يا مراد
نظر مراد الى الملف والصور قائلا 
ده ملف چريمة القټل اللى كانت حصلت فى الصعيد لقيته فى أوراق بابا اللى كانت فى الخزنة
أمسكت مريم الصور لتطلع اليها فأخذها منها مراد بسرعة قائلا 
لا متشوفيهاش مصورين الچثة على الأرض هيتعبك المنظر ده
قالت مريم 
طيب عايزة أشوف الصورة اللى كان مكتوب فيها پالدم
بحث مراد فى الصور الى أن أخرج الصورة وأراها اياها مسكتها مريم تتأملها فقال مراد وهو يمسك احدى الأوراق بيده 
نظرت اليه مريم قائله 
يعني ايه
قال مراد بإستغراب 
يعني اللى كان واقف قريب منه جدا التقرير بيقول أقل من متر ودى حاجة غريبة جدا
قالت مريم بإستغراب 
ليه غريبة 
قال مراد وهو ينظر اليها 
لأن كان فى مشاكل بين بابايا وباباكى و ابن حسن المنفلوطى والمشاكل دى كانت بتوصل لرفع السلاح دلوقتى ايه اللى يخلى ابن حسن يآمن انه يقف قريب أوى من واحد المفروض انه عدوه مخفش ېقتله ازاى يقف ادامه والمسافة بنيهم أقل من متر من غير ما ېخاف 
قالت مريم وهى
تزم شفتيها 
مش عارفه طيب لقوه ولا لاء 
قال مراد بإستغراب 
مش هتصدقى
السلاح كان جمب الچثة واللى أغرب من كده ان السلاح كان مرخص بإسم القتيل
قالت مريم بدهشة 
وبابايا أو باباك ايه اللى هيوصلهم لسلاح القتيل 
قال مراد شاردا 
يمكن كان القتيل عايز ېتهجم على خيري اى ان كان بابايا ولا باباكى وخيري خده منه ودافع عن نفسه وعشان كده اضربت من المسافة الصغيرة دى
قالت مريم بحماس 
أيوة صح أكيد هو ده اللى حصل لأن انت بتقول ان باباك مستحيل ېقتل وأنا كمان بقول نفس الكلام عن بابا يبأه القټل كان دفاع عن النفس
قال
51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 56 صفحات