الإثنين 25 نوفمبر 2024

لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي

انت في الصفحة 24 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

عيناها بالدمع بينما الأخرى وقفت مقابلها بجسد مرتجف فهي كانت تخشي هذا اللقاء دنت منها والدتها وهى تتحسس وجهها بيد مرتعشة تخشي من أن يكون هذا حلم فقالت بصوت باكي بنتي أنتى هنا ولا أنا بتخيل ردي عليا و قوليلي أني مش بحلم زي كل يوم أنتى فعلا هنا فيروزة ياعمري أنتى فقامت بضمھا بقوة وهى مازالت تبكي وتشكي من غيابها عنها لتلك المدة فقد كان عقابها قاسېا عليها فكانت فيروزة فى حالة لاتقل عن حالة والدتها فكلايهما يبكيان بشدة جعلت المتوقفون يدمعن لحالتهن تحدثت نازلي من بين بكائها ليه عملتي كدا ليه مشيتي وسبتيني ازاى هونت عليكي بجد حرام انتي وجعتي قلب أمك عليكي أجابتها الأخرى وهى مازالت فى أحضانها مكنش ينفع افضل بعد كل اللى حصل ياأمي أنا كنت تعبانه أوي ووجودي هناك كان هيتعبني أكتر أبتعدت نازلي عنها قليلا لتجفف وجه ابنتها من تلك المياه التى تسيل على وجنتيها ثم قالت من هنا ورايح مش هتبعدى عننا تاني فاهمة حاضر بينما أنيس ولارين أقتربوا منها ليضموها بقوة ليعبرون عن مدى اشتياقهم لها ولم يخلوا هذا من المعاتبة وعند إذ تحدثت لارين بحزن شوفتى اللى حصل لبابا يافيروزة انتي متعرفيش هو قد ايه كان حزين أوي لبعدك عنه وبسبب ده هو تعب وخاېفة ليبعد عننا هتفت فيروزة پألم قائلة متقوليش كدا بابا هيبقى كويس ومش هيسبنا نطقت بهذا وهى تنظر إلى عمران تستمد منه القوة والأمان بعد خضون دقائق ولجت إلى العناية بمفردها بعد ما سمح الطبيب بهذا حيث أن عيناها امتئلت مرة أخرى بالدموع بعد ما رأته ضعيفا فى تلك الحالة مواصلا بأجهزة دنت منه وهى تشعر بنبضات قلبها ستخرج من مكانها جلست بجانب الفراش برفق وهى تمسك بكفه قائلة بحزن شديد وبكاء بابا أنت سامعني أنا فيروزة بنتك تعرف أنك وحشتني أوي مكنتش أعرف أن أول ما اسمع أنك تعبان انهار بالطريقة دي حاولت أبقى قاسېة بس مقدرتش لأنك أغلي انسان عندي برغم كل اللى حصل أرجوك قوم انا محتاجاك جمبي أنت لتاني مرة عايز تكون أناني معايا وتحرمني منك أنا لسه معشتش معاك ش الابوة اللى كنت بحلم بيه نفسي أحس بحبك ليا وان أنا بنتك فعلا أنت مش كنت عايز تعوضني علي السنين اللى فاتت دلوقتي أنا جيت يلا قوم وعوضني وأوعدك أني مش هزعلك ابدا فى حياتي شهقت پعنف وهى تهتف قائلة بدون وعي ارجوك يابابا ماتموتش دلوقتى وتسبني علشان خاطري أنا فيروزة وضعت رأسها على كتفه برفق وهى تبكي بأنهيار وصوت شهقاتها يعلو شعرت بيد تربت عليها ثم أتاها صوت مجهد قائلا بحنان هعوضك عن كل حاجة ياقلب أبوكي ابتعدت برفق ثم قالت پصدمة فارحةبابا أنت فوقت أنا بجد مش مصدقة قفزت من مكانها أنا لازم أعرف الكل برا لكن مانعها والدها من الخروج قائلا بأرهاق لا تعالي قربي عايز أشبع من شوفتك ما حد يدخل أنتي متعرفيش قد ايه كنتي وحشاني بجد أنا فرحان اني تعبت لو كنت أعرف من الأول أنك هتيجي لما اتعب كنت تعبت من بدري ومكنتش عيشت طول الفترة دي فى حزن وقهرة اقتربت مرة أخرى ت مقدمة رأسه ثم قالت بحزن أنا اسفة مكنتش أعرف أن غيابي هيعيشكم فى حزن بالشكل ده هتف عامر بعيون دامعة أنا اللى أسف بسببي حياتك ادمرت و فضلتي تعاني طول السنين اللى فاتت سامحيني يابنتي مقدرتش احميكي من كل اللى حواليكي وسامحيني على معاملتي ليكي أخذت تمسح وجهه من أثر البكاء قائلة بابتسامة رقيقة مسمحاك بس أرجوك انسي كل اللى حصل كفاية ۏجع وحزن عيزاك ترجع بابا القوي لان لسه قدامك مهمة طويلة جدا علشان تعوضني وتراضيني كمان يديها بخفة ثم قال بحب أبوي بس كدا دا أنا هعملك كل حاجة انتي تتمنيها لكن فى سؤال فى بالي كنتي فين طول المدة دي ابتعدت فيروزة عنه لتقول بتوتر اقولك بس متزعقش ولا تتعصب نظر إليها بطرف عينه ليقول بت قولي مټخافيش هتفت سريعا كنت عند عمران فى بيته ظل عامر محدقا بها ثم تحدث بضيق يعني كنتي عند عمران بيه واتاريني بقول ليه الواد بيتعامل معانا بهدوء وبكل برودة أع بعد ماكان بيعمل كل ما عه حتى نلاقيكي لما كنتي مخطۏفة أتاري البيه مخبيكي عنده وسيبني الف حولين نفسي ومڼهار عليكي ماشى ياعمران الزفت لما أفوق والله لاوريك يابابا عمران ملهوش دعوة أنا طلبت مساعدته والراجل يشكر ساعدني بكل ترحاب وغير كدا أن اللى نبهت عليه ميقولش لحد فيكم إلا لمۏت نفسي وهو خاف عليا مش أكتر بس دا ميمنعش بردو من أني أعلمه الأدب هتفت فيروزة بضيق بابا لو حضرتك عملت حاجة له أو زعلته بكلمه بجد أنا همشي ووقتها مش هتعرفلي طريق كله إلا عمران نظر إليها والدها بعدم تصديق ليضحك بتعب قائلا بجد أنا مش مصدق اللى بسمعه انتي خاېفة عليه للدرجاتي مني خفضت رأسها بحرج ليكمل هو بأبتسامة لا شكل الموضوع أكبر من كدا بكتير ممكن حضرتك ترتاح شوية لأنك لسه تعبان وأنا هنادي الدكتور يجي يشوفك ____بعد أسبوعين فى القصر وتحديدا فى غرفة المعيشة كان يجلس عامر بين أفراد عائلته محتضن فيروزة فقد مكث فى المستي لمدة ثلاثة أيام أردف عمر بمرح وأخيرا رجعنا أتجمعنا تاني من أول وجديد حقيقي ياروزا البيت نور لما رجعتي مع أن أنا كنت زعلان منك بس يلا مش مهم أهم حاجة أنك معانا بينما الجدة تحدثت قائلة بأبتسامة ربنا يديم لمتنا ويبعد عننا أى حاجة وحشة جاءت سارة من المطبخ وهى تحمل بيديها صينيه مليئة بأكواب العصير لتقدم لكل واحد منها كأسه الخاص ثم جلست بجانب زوجها قائلة بسعادة بجد أنا مش مصدقة أن روزا قاعدة معانا دلوقتي مش قادرة أوصفلكم قد ليه أنا فرحانة 
نظرت إليها فيروزة وتلك البسمة لم تفارق تيها فقالت وأنا كمان فرحانة بوجودكم حواليا وبعدين ياسارة يلا شدي حيلك وهاتلنا بيبي صغنون يقولي ياعمتو تحدث أدم هذة المرة قائلا متقلقيش ياروزا قريب أوي وهيبقى عندنا بيبي مرت دقائق وهم يتحدثون فى أمور عديدة فنهضت فيروزة من مكانها وأتجهت نحو الأعلي إلى غرفتها ثم أغلقت الباب خلفها وجلست على الأريكة لترجى مكالمة ينفع كدا بقالك يومين مكلمتنيش ميكنش ماصدقت تخلص مني أتاها صوته الحنون قائلاابدا والله أنا قولت اسيبك تقضي وقت مع أهلك من غير ما أزعجك تعرفي أن يومي وحش من غيرك دا بجد ولا بتقولي كدا علشان أسكت ياعمران بيه لا بتكلم بجد ياقلب عمران قوليلي بقا أخبارك ايه فى حد من اللى عندك مزعلك فى حاجة اردفت الأخرى وهى تمسك بخصلات شعرها الذهبي قائلة لا بالعكس كلهم هنا بيحاولوا يعملولي أي حاجة علشان يفرحوني وده فى حد ذاته مخليني مبسوطة طب الحمدلله ربنا يفرحك دايما ياحبيبتي بقولك ايه نعم وحشتيني أوي يافيروزتي اردفت بخجل قائلة وأنت كمان وحشتني على بليل بعد ما أخلص الشغل هعدي على سيادة اللواء لان فى موضوع مهم هكلمه فيه موضوع ايه موضوع يخص الشغل فمتشغليش بالك ماشى أنهت المكالمة ثم خرجت من غرفتها وفى أثناء سيرها تعثرت قدميها فى أحدى فراش الأرضية كادت أن تسقط على وجهها بسبب ذاك الفستان الطويل لولا تلك اليد التى أنقذتها من هذة الوقعة التفتت بجسدها لترى وليد ممسكا بها فأبتعدت عنه سريعا قائلة بحياء أنا اسفة مخدتش بالي نظر إليها بصبر تام ليتفحص وجهها المشع بالبهجة فقال بأبتسامة عادي ولا يهمك بس خدي بالك بعد كدا لتقعي أؤمات رأسها بنعم وهمت بالذهاب لكنه منعها ممسكا بها مرة أخرى قائلا ينفع نقعد مع بعض نتكلم شوية تحدثت فيروزة بهدوء أشمعنا فى حاجة ولا ايه مش شرط يكون فى حاجة بس احنا بقالنا فترة كبيرة مقعدناش مع بعض ولا اتكلمنا زي الأول ف لو ينفع على بليل وقت ماتكوني فاضية نقعد نسهر شوية فى حديقة القصر وندردش دا لو معندكيش مانع بجد هبقى ممتن ليكي بالشوية اللى هقعدهم معاكي أجابته فيروزة بهدوء قائلة بأبتسامةتمام مفيش مشكلة فى المساء خرج عمران من مكتب عامر وعلى ه ابتسامة سعيدة فقابلته فيروزة الذى قالت مندهشة شكلك فرحان ياتري ايه اللى حصل جوا خلاك مبسوط بالشكل ده على ما أعتقد اللواء هو اللى يملك الأجابة مش أنا قطبت حاجبيها قائلة بفضول أنا مش فاهمة حاجة متقولي أنت حبيبي متبقيش فضوليه كل حاجة هتعرفيها فى أوانها ماشى يافيروزتي تنهدت بهدوء ثم قالت برقة خلاص ماشى هتعمل ايه دلوقتي تعالي اقعد معانا جوا شوية واهو تتعرف على العيلة أكتر مسد على شعرها بحنان ليقول ايني المرادي فى وقت تاني لان مشغول ولازم أمشي عمران نعم أنا مش عايزة اقعد هنا نظر إليها ليقول متسائلا أومال عايزة تقعدي فين ابتسمت بخفة ثم قالت بحياء عايزة ارجع أقعد معاك أنت متعرفش أن وجودك حواليا بيخليني حاسة بالأمان ضمھا إليه مربتا عليها برفق هانت يافيروزة هانت وكل اللى بتتمنيه هيحصل قريب بإذن الله أتاها صوته من بين أحضانه يعني ايه فى وقتها هتعرفي فى هذا الاثناء كان وليد يقف بعيدا خلف أحدى العمدان ينظر إليهما پغضب شديد فكان يشعر بالغيرة تفتك به ظل يحدق بهما ليعقد بداخله على فعل شئ أن يفوت الآوان بعد منتصف الليل كانت مستلقية على الفراش فأتاها صوت طرقات الباب فعدلت من جلستها وهى تأذن للطارق لتجد والدها يلج إليها قائلا بهدوء نايمة ولا صاحية تعالى يابابا أنا صاحية جلس بجانبها لينظر بأتجاه فيروزة فرأئها تبتسم بخفة وبريق عيناها تلمعان فقال هو بأبتسامة تعرفي أن وجودك رد فيا الروح بجد أنا كنت حاسس پضياع وانتي غايبة عننا وأتمنى بجد من كل قلبي أنك متكونيش لسه زعلانه مني ارتمت بين ذراعيه بخفة لتقول بهدوء حبيبي أنا مش زعلانه منك تعرف يابابا أن أنا طول عمري ما أعرف أني بنتك بجد كنت بتمني أبقى بنتك من لحمك ودمك لما عرفت بالحقيقة متعرفش أنا قد ايه فرحت بس اللى حصل خلاني أنسي الفرح وكل حاجة لكن دلوقتي خلاص رجعت حياتي لطبيعتها ابتعدت عنه لتراه يبكي بحزن فالتمعت عيناها بالدمع لتقول ليه بس العياط ياحبيبي هتخليني أعيط أنا كمان أخذت تجفف وجهه
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 28 صفحات