لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
وياتري طلباتك ايه المرادي ياست فوفة يارب ميكنش حاجة مش موجودة فى تاريخ البشرية أصل أنا عرفك بتطلبي حاجات صعب نلقيها لا متقلقش أنا عايزة شوية حاجات للتسالي مش أكتر بس يكونوا كتير يعني مثلا تجبلي ٣٠ شوكولاتية من النوع الكبير ١٥ كيس شيبسي وتجبلي كمان شوية حلويات بص هات أي حاجة حلوة تقابلك بينما عمران كان ينظر إليها بذهول ثواني بس هو انتي هتاكلي كل دا لوحدك ايوة أومال أنت فاكر ان فى حد يقدر بس يقرب من الحاجات بتاعتي دا أنا كنت كلته عمران أه هو انتي هتقوليلي هتفت روفيدة بتذمر هتجيب ولا لأ حاضر هجبلك بس متجيش بعد كدا تقوليلي الحقني ياعمران أنا تعبانه بمۏت جاءهم صوت سفيان الصغير قائلا ماهى ھتموت من كتر الطفاسة يابابي تحدث عمران پحده سفيان عيب دى عمتك ومينفعش تقول عليها كدا هتفت والدته التى كانت تبتسم بخفة على حديث حفيدها سيبه ياعمران الواد عنده حق هو مغلطش فى حاجة نظرت إليها روفيدة بضيق قائلة ماما حضرتك بتقفي فى صف ابن أبنك وبتنصريه عليا ايوة اذا كان عجبك وبعدين يلا ياعمران علشان متتأخرش على مشوارك ماشى ياست الكل مش عايزة حاجة اجبهالك عايزة سلامتك ياحبيبي كانت صاحبة الشعر الذهبي واقفة أمام المرآة تعدل هيئتها بعد ما مشطت شعرها ثم أخذت تنظر إلي نفسها بأعجاب شديد فأنها رائعة للغاية بتلك الملامح الهادئة ثم اتجهت إلى الصالة لتلقي نظرة سريعة على الطعام المغطى الذى وضعته منذ دقائق على السفرة ولكنها التفتت ببصرها تنظر إلى ساعة الحائط خلفها لتجده التوقيت فى الساعة ٨٣٠ مساءا مرت بضع لحظات لتسمع صوت تكة المفتاح فى الباب حينها نبض قلبها على أثر ذلك تنفست بهدوء وهى تنظر أتجاه الباب بلهفة لتجد سفيان يركض نحوها أبتسمت بخفة بعد ما ضمته إليها بحب ثم قالت وحشتني أوي ياسفيان أبتعدت عنه قليلا وهى ت وجنتيه الصغيرة بينما هو قال برقة طفولية وأنتي كمان وحشتي سفيان اوي اوي ياروحي أنت بس ايه كل الحلاوة دي طالع زي القمر سفيان أنا طول عمري قمر أصلا ضحكت فيروزة بخفة وهى تقول طبعا لكن ياتري أنت طالع قمر كدا لمين أتاها صوت عمران الذى كان يحمل باقة ورد بيديه ليعطيها أياه قائلا بمرح أكيد يافيروزتي طالع لابوه ولا أنتي عندك رأى تاني غير ده نظرت إليه بعيون لامعه فأبتسمت بحياء لا معنديش رأى تاني غير رأيك طب ايه مش ناوية تاكلينا لا طبعا الأكل جاهز على السفرة أنا عملتلكم كل الأنواع اللى بتحبوها هتف الصغير بسعادة بجد يعني أنتي عملتيلي مكرونة بالبشاميل وبانيه وسجق مسدت على شعره بحنان ايوة ياحبيبي عمران طب وأنا ولا عملتي لسفيان بس عملت ليك حمام ومحشى وطاجن بامية وكفته نظر إليها پصدمة ليقول أنتي بتتكلمي بجد ولا بتهزري والله بتكلم بجد وبعدين لو مش مصدقني تعال شيل الغطاء من على الأطباق وانت تعرف بنفسك أني بتكلم بجد طبعا مصدقك ياحب بعد ساعة كان يقف على مرحاض المطبخ يغسل الأطباق بكل نغم بينما هى كانت تنظر إليه بحب فأتاها صوته السعيد بجد تسلم أيدك الاكل كان تحفه بألف هنا ياروحي أتجهت نحو الفرن لتخرج منه الكيكة لتضع عليها صوص الشوكولاته ثم وضعتها فى الأطباق بينما الأخر قام بملئ الأكواب بعصير البرتقال المحببة لديهم حينها حمل الصينية الخشبية المحملة بتلك الأشياء ليتجهوا بها إلى الخارج لتبدأ سهرة أسرية سعيدة فى جو دافئ وهادئ يستمعون لمسرحية العيال كبرت ليسود هذا الجو ضحكات فرحة نابعة من القلب فى قصر الراشدي كان عامر يجلس فى الحديقة شاردا فى تلك الأوراق المتة من أغصان الشجر فأتى إليه أدم الذى جلس مقابلة فانتبه الأخر لوجوده معه ليتسال بلهفة قولي عملت ايه عرفت حاجة عنها اردف أدم بيأس للأسف يابابا معرفتش أى حاجة عنها عملت كل اللى أقدر عليه حتى اصحابي اللى كنت مكلفهم يدوره عليها مجبوليش أى خبر يخصها مش عارف بس هتكون راحت فين زفر عامر بضيق وهو ينهض من مكانه ليقول بأرهاق يعني ايه يعني أنا كدا بنتي ضاعت مني ومش هشوفها تاني نظر إليه أدم بحزن ليقول بهدوء إن شاء الله هنلاقيها يابابا بس حضرتك أهدى وكل حاجة هتبقى كويسة الټفت الأخر ببصره نحوه وهو يضع يديه على ه المټألمأهدي ازاى وأختك معرفش حاجة عنها خاېف ليكون حد اذاها مش هستحمل لو جرالها حاجة ياأدم أنا مابقتش قادر استحمل غيابها عني أكتر من كدا ليه محدش فيكم حاسس پالنار اللى جوايا لم يلبث قليلا ليشعر بأختناق شديد يتملك منه فبدأ جسده يتعرق من أثر ذلك ليزداد ألم قلبه اضعافا لاحظ أدم ميل وجه أبيه إلى الشحوب ليقترب منه سريعا ليقم بأسناده فقال بقلق بابا أنت كويس فى حاجة تعباك بينما الاخر فقد أحمر وجهه وضاق ه ليقول بتعب وهو يسقط على قدميه مش قادر أتنفس حاسس أن روحي بتتسحب تحدث أدم پخوف شديدمالك يابابا متخوفنيش عليك ثم صاح بأعلى صوته مناديا على أخويه بعد أن رأى فقدان ابيه للوعي أنيس ياأنييييس عمر حد يلحقني بابا بيروح مني فى المستي خرج الطبيب من العناية ليقترب منهما بعد أن سأله أنيس عن حال أبيه ليردف الأخر قائلا بهدوء أتعرض لأزمة قلبية وبسببها هيفضل يومين تحت الأجهزة لمراقبة حالته الصحية تحدث أدم بقلق يعني بابا هيبقى كويس أجابه الطبيب إن شاء الله متقلقش هيبقى كويس وطبعا الدكتور أنيس عارف ازاى هيتعامل مع الوضع ده جلست نازلي على أحد المقاعد الحديدية لتضع وجهه بين يديه تبكي بصمت حينها أقترب أنيس وجلس بجانبها قائلا متقلقيش هيبقى كويس أزمة وهتعدي على خير أردفت والدته وهى مازالت على تلك الوضعية قائلة بحزن هو ليه بيحصلنا كدا أشمعنا أحنا ليه دايما بيحصلنا مشاكل أمتى بقا نرتاح أنا بجد تعبت