الخميس 12 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام

انت في الصفحة 108 من 111 صفحات

موقع أيام نيوز


في أحضانها بحنان يكفي العالم أجمع وهي تردد بقلب مقبوض لما ذكره 
بعد الشړ عنك يا حبيبي ربنا يديم حسك في الدنيا ويخليك ليا يا دومة ده انت حبيبي واخويا وسندي بعد ربنا سبحانه وتعالى خلاص اللي انت شايفه راحة ليك ولبيتك ولحياتك أهم من أي شيء في الدنيا وأهم من أي حسابات جايبة لنا ۏجع قلب وأعصاب 

ضمھا أكثر تلك الحنونة وقربها لصدره وتحدث بنبرة صادقة 
ولا منك يا حبيبة اخوك يا اللي دايما واقفة في ضهري وعمرك ما كنت ضدي ابدا ودايما بتدعميني في كل قراراتي وما بتحسسنيش بتأنيب ذنب 
ما تتصوريش انا دلوقتي ارتحت قد ايه اكتر لما عرفتك كل حاجة كنت قلقان من رد فعلك والله 
أخرجته من أحضانها ثم وضعت كفاي يداها الحنونتان وحاوطت بهما وجنتاي ذاك الرائع وتحدثت بحب صادق ظهر بينا داخل عيناها 
ولا تقلق ولا حاجه ما فيش حاجه في الدنيا مستاهلة ان احنا نعافر عشانها مقابل راحة البال ربنا يخلي لك مراتك ويسعدك في حياتك أيا كان قرارك ايه يا حبيبي وانا هبلغ راشد دلوقتي يعمل كل اللي اتفقنا عليه وههديه عليك وبعدين هنشوف هتكمل ازاي او هتعمل ايه 
تحدث بنبرة صوت فخورة وإطرائية 
تمام يا قمر هسيبك بقى وهطلع أصحي مكة علشان متعرفش ان انت هنا 
حركت رأسها برفض وهي تقوم من مكانها معللة أسبابها في المغادرة 
لا سيبها بس ما تصحيهاش وما تقولهاش ان انا جيت عشان ما تزعلش انا هاجي تاني بكرة انا قاعدة في القاهرة أسبوع بحاله علشان عندي شغل في المحطة هنا متأجل كتير قبل ما ارجع هناك 
ودع كل منهم الآخر وخرجت دون ان تكترث لما حدث ودون أن تشغل بالها باعتزاله فهي لم يهمها غير راحة أخيها وسعادته مهما كانت التنازلات فلن تكن أهم من العيش بهناء مع من نحب 
وتلك هي العلاقات المريحة مع الأقارب أو الأصدقاء فدوما تلك العلاقات التي لا تشعرنا بمدى اهمالنا وأن قراراتنا خاطئة دائما تلك العلاقات التي لم تدخل في راحتنا النفسية قبل أي شيء وقبل أي حسابات للحياة هي دوما المستمرة 
في منزل سلطان المهدي حيث يجتمع سلطان وعائلته على تلك المنضدة الخاصة بطعام الغداء في تجمع عائلي لم يحدث منذ شهور عدة في جو ملئ بالألفة والمودة 
فتحدث سلطان إلى رحمة 
عريسك كلمني واتفقنا على ان كتب الكتاب بكرة ان شاء الله جهزي حالك هو قال ان هو مخلص كل الاوراق اللي تخص كتب الكتاب والجواز ان شاء الله بعديها بشهرين كفاية تأجيل لحد اكده الجدع حمض جنبنا من كتر الانتظار 
شعرت رحمة بالخجل من سكون ولكنها خيبت ظنونها وابتسمت تلك السكون بوجه بشوش ونطقت بمحبة ودعاء بأن يتمم لها زواجها على خير وبركة 
اخيرا يا رحمة هفرح بيكي واشوفك عروسة ربنا يتمم لك على خير يا قمرة واشوفك سعيدة ومبسوطة دايما يا اجدع اخت في الدنيا كلها 
تنفست رحمة الصعداء وأحست بمدى سعادتها وهي ترى سكون تبارك لها بكل أريحية دون أي حزن على حالتهم ولكن هي سكون هكذا لها من الجمال والرقي مالا يليق بغيرها ثم شكرتها بامتنان 
حبيبة قلبي يا مرت اخوي منحرمش منك أبدا ولا من دعوتك الجميلة وطبعا فرحتي مش هتتم الا وانت واقفة جاري عشان نفرح سوا 
ثم أكملت بحزن 
بس كان نفسي مكة توبقى موجودة معاي في كتب الكتاب هي كمان علشان فرحتي تكمل لكن ربنا يوفقها في حياتها مع جوزها وتوبقى تاجي في الليلة الكبيرة وخلاص 
هنا تحدثت زينب مرددة بنبرة سخرية مصاحبة للدعابة اعتادت عليها مع رحمة
مبروك عليك الجواز يا بتي والله الجدع دي هيشيل هم تقيل الله يعينه عليه 
زمجرت رحمة پغضب مصطنع من سخرية والدتها ثم تحدثت باستنكار 
وه يا زينب مهينش عليك تباركي لي على كتب الكتاب زي اي ام وبتها لازم تنكد علي وتسمعيني كلام من بتاعك
دي !
كانت زينب تمسك في يديها تلك الحمامة وتتناولها بنهم فهي تعشق ذاك الحمام بشدة وهي تردد بلا مبالاة 
مش لما تبوقي كيف البنات عشان اني ابقى كيف الامهات دي انت ما لكيش مثيل ولا وصف يابت بطني
قاعده تحشي ولا على بالك وطول النهار اقول لك تعالي خشي المطبخ وياي اتعلمي لك حاجة تنفعك على الاقل الجدع دي يلاقي لقمة نضيفة ياكلها لما يتهف في عقله ويتجوزك ياعين امه بدل ما انت ولا تفقهي اي حاجة في المطبخ 
وتابعت سخريتها باستفسار 
إلا قولي لي هتتجوزي كيف يا رحمة وانت مهتعرفيش تقلي بيضة 
ضحك الجميع على مشاغبتهن لبعضهن ثم تحدث عمران من بين ضحكاته وهو يلوم والدته بنفس الدعابة 
لا يا امي ما تظلمهاش دي عليها كوباية شاي تعدل المزاج ولا اجدعها قهوجي 
واسترسل دعابته وهو ينظر الى رحمة متسائلا اياها بمغزى 
مش صوح يا رحمة الحديت دي ولا ايه عاد 
فهمت ما يقصده عمران وهو يقصد التلقيح عليها بالكلام عن صنعها لذاك الشاي الذي فعلته له منذ اسبوعا بالملح بدل
السكر من شدة تسرعها ثم رفعت رأسها بشموخ وهي تردد لهم 
ماهر ما يهموش حاجة واصل من الأكل والكلام الفاضي دي أهم حاجة أني بالنسبة له وكل شئ بعد اكده يتحل بسهولة والأكل مفيش اسهل من الحصول عليه دلوك 
مطت شفتيها بامتعاض ثم هتفت وهي تشعر بالغيظ من ردود ابنتها 
والله يابت إنتي عليكي كيد فقع مرارتي ابقي أكليه وكل جاهز خليه يكره اليوم اللي اتجوزك فيه من معدته اللي هتتقلب على يدك 
ضحكوا جميعا على كلمات زينب وحركات وجهها المغتاظة بالفعل ورحمة تأكل ولا تبالي بكلام والدتها وكأنها لم تقل شئ 
انتهى الجميع من تناول الطعام وقامت رحمة وسكون بتنظيف مكانهم وعمل القهوة والشاي ثم جلست زينب مع عمران تسأله بقلق 
في حاجه اكده عايزة اكلمك فيها يا ولدي بس مش عارفة ابدا من وين 
انتاب عمران شعورا بالقلق من بدء حديث والدته ثم ربت على ظهرها بحنو وهو يشجعها أن تتحدث فيما تريد دون اي قلق 
مالك يا حاجة احكي كل حاجة وقولي اللي نفسك فيه وانا كلي أذان صاغية 
نظرت حولها يمينا ويسارا وهي تتأكد من عدم وجود سكون بجانبهم فهي لا تريدها أن تسمع ذاك الكلام الذي ستستفسر عنه من ولدها كي لا ټجرح شعورها فهي تعتبرها مثل بناتها ولا تريد أن تخلق بينهم شعورا بالقلق في المعاملة 
انت دلوك متجوز بقالك سنة وزيادة ولحد الآن مرتك محملتش !
ليه مبتطمنش على نفسك ولا عليها هو في حاجة يا ولدي وانت مخبيها علي وأني ما اعرفهاش 
دق قلب عمران الان پخوف من القادم فوالدته نبشت في ذاك الموضوع الذي يحاول أن ينساه هو وسكون طيلة فترة علاجها وېخاف عليها من سماع استفسار والدته فتلقائيا نظر هو الآخر يمينا ويسارا كي يتأكد أنها ليست بجانبهم مراعاة لخاطرها فهو يخشى عليها حتى من نسمة الهواء الطائر أن تلفحها ببردها ثم أجابها
اطمني يا امي اني وسكون كويسين وبخير مفيناش اي حاجة احنا عميلنا كل التحاليل والأشعة انت عارفة إن سكون دكتورة نسا والحاجات داي عارفاها كويس وكل حاجه بانت ان هو موضوع وقت وكله بإيد ربنا لكن اني وهي سالمين 
أحست زينب بوجود خطب ما من نظراته الزائغة وخوفه أن تسمع سكون ما يقوله 
ثم سألتهم بتأكيد وهي تشعر بأنهم ليسوا بخير ابدا فقلب الأم دلها على ذلك 
اني ليه حاسة انك بتكدب علي يا عمران محدش في الدنيا داي هيخاف عليك قد يا ولدي 
وبعدين هي لو بخير ما تاخد اي منشطات وهي مش هتغلب في الحاجات داي الا اذا كان في مشكلة ودي اللي أني واثقة منيه وخاېف تتكلم أو تقول لي هواني مش امك يا ولدي ومن حقي اطمن عليك ومن حقي اشوف عوضك قبل ما ام وت 
انقبض قلبه من ذكر الم وت ثم قبل يديها وهو يردد بضيق 
ليه يا امي اكده تجيبي السيرة داي !
ربنا يطول في عمرك يا حبيبتي مش عايزك تقلقي خالص احنا بخير وقت ما يأذن ربنا هيبعت لنا رزقه 
أومأت له وهي تربت على وجنته وهي مازالت تضغط عليه أن يحكي 
لساتك بتكابر ياعمران ياولدي العمر بيجري بيك وانت مدريانش دي أني كنت مخلفاك واني بت ١٦ سنة وبوك كان عدي العشرين بسنة وانت دلوك سنك قرب على الأربعين مش كفاية غلبتني لحد ما اتجوزت وضيعت سنين عمرك داي كلها 
كمان مش عايز تفرحني بيك واشوف عوضك واشيله على يدي 
وأثناء اندماجهم في الحديث كانت سكون دالفة اليهم بالقهوة والشاي اليهما فسمعت حديث زينب وارتدت الى الخلف وكتمت شهقاتها وما حسبته منذ أن علمت بمرضها ذاك سمعته الآن بأذنها ولم تكن تتخيل أن صداه عليها سيكون بذلك الألم 
ثم هدأت من حالها فما
عليها الآن غير الصبر واحتساب أجرها عند الله وان تتحمل جميع ما تسمعه من ملامات في عيون الآخرين وفي كلامهم 
ثم تحممت كي تدلف إليهم فهي لن تعود وتسألها رحمة لما لم تعطيهم المشروبات وتفتح على نفسها أبواب من التساؤلات لن تستطيع سدها
استمعوا الى صوتها من الداخل فتلقائيا سكتوا عن الحديث في ذاك الموضوع اما هي دلفت اليهم بوجهها البشوش وابتسامتها التي رسمتها ببراعة على وجهها كي لا يلاحظ عمران شيئا وهي تعطي زينب الشاي وتعطي عمران القهوة المعتادة بعد تناول الغداء 
رأى عمران لمعة الدمع في عينيها فهو يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب وداخله بات يتألم لأجل استماعها لوالدته 
ثم ارتشفت زينب من الشاي وربتت على ظهرها بحنو وهي تشكرها على صينعها 
تسلم يدك يا بتي احلى كوباية شاي بشربها من ايديكي الحلوين دول ربنا يراضيكي ويرضيكي يارب 
ابتسمت سكون لتلك الحنونة وأمنت على دعائها بنبرة صادقة 
آمين يارب العالمين حبيبتي يا امي تسلميلي يارب 
ثم جلسوا يتناولون اطراف الحديث وسكون تحاول ان تتحدث معهم بأريحية كي لا يشك عمران في أمرها ومضى الوقت بينهم ثم صعدت سكون الى شقتها ويليها عمران وما إن دلفا كلتاهما واغلق عمران الباب وراءه حتى جذبها بعنوة حتى ارتطمت بعظام صدره الصلبة وردد بقلق وهو يخلع عنها حجابها 
مالك يا سكون شكلك متغير وفي حاجة مضايقاكي 
ابتلعت غصتها بمرارة مثل مرارة الصبار وتركت لسانها يتفوه بنفي 
مفيش حاجه اني زينة الحمد لله 
ډفن يده بين رقبتها وهو يدلكها برفق قائلا 
هتخبي على عمران وجعك ياسكون أني بعرفك من النظرة بعرفك من النفس حافظك وعارفك اكتر ما انت ما عارفة نفسك 
لم تستطيع تخبئة مشاعر الحزن بداخلها أمامه فهو يكشفها دائما وتلقائيا هبطت دموع عينيها مما احزنه بشدة وجعله يرفع يده الى وجهها ويجفف عبراتها بأنامله بحنو بالغ 
اكيد سمعتي سؤال الحاجة زينب وكلامها وده اللي مخليكي متضايقك
 

107  108  109 

انت في الصفحة 108 من 111 صفحات