رواية امانه نوح بقلم ميمي عوالي (كاملة)
انى ماكدبتش فى ولا كلمة قلتها لك
لما أسامة اشتغل مع حاتم واللى بالمناسبة يبقى ابن عمته لقيته بيحكى لأخته عنك وقد ايه انك إنسانة راقية وجميلة من جواكى وأنه نفسه يعرفها عليكى وقالها أنه كان يتمنى لو كان أكبر من كده
هدى سامحينى يابنتى ماكانش بايدى ابدا ملعۏنة الغيرة اللى بتعمى العين والقلب
أسامة بمرح محاولا إخراجهم من
انا هطلب لكم سحور حالا انتو نورتونا
ليلتفتوا على صوت نوح الذى لم يشعر بوجوده أحد لترفع أمانة رأسها لتلتقى أعينهم لأول مرة منذ سنوات طوال
لينسى نوح نفسه وهو يحاول تذكر ملامحها القديمة ولكنه لايستطيع أمام مايراه فكانت أمانة ذات بشړة برونزية متوردة الوجنات وكأنها تجلس نهارها بين امواج البحر و أشعة الشمس وعينان كعينا المها برموش بنية كثيفة والتى على مايبدوا أنها بنفس لون شعرها الذى اطلت أطرافه من حجابها وأنف صغير مرفوع الطرف بكبرياء أما اها فكانت قصة أخرى فكانت شفاه مغوية ذات سحبتى ابتسامة بجانبيها ليسأل نوح نفسه متى حدث كل ذلك الجمال وكيف
هدى بابتسامة واسعة ماشاء الله يانوح كبرت ياحبيبى احنا كنا أصحاب على فكرة وانت صغير
نوح اهلا يا طنط ازى حضرتك انا فاكر حضرتك كويس ثم حيا نوح أسامة بترحاب شديد وهو ينظر لأمانة بشغف وكأنه يتخيل ملامحها من نقابها ليميل عليها قائلا انا فرحانلك من كل قلبى يا أمانة وحقك عليا زعليش منى
يجلس الجميع بشقة نعمة بعد الحاح شديد من نوح لتناول السحور وما أن علمت سهر بأن أسامة شقيق أمانة على صلة قرابة بحاتم عبد الراضى الا واختلفت معاملتها تماما مع أمانة وظلت تتودد لها ولشقيقها
سهر تصورش عترت فيكى مش هقدر افارقك تانى ابدا
هدى وهى تربت على قدم
هدى بس ده مايمنعش أن اخواتك عاوزين يعرفوكى وتعرفيهم وانا كمان محتاجة اشبع منك العمر مابقاش فيه اد اللى راح
أمانة بحب ربنا يديكى طولة العمر بس سيبونى شوية استوعب كل اللى حصل ده وبعدين نتفق هنع هل ستغفر له ماكان منه تجاهها كيف سيستطيع منعها من الابتعاد يجب أن يبقيها إلى جوارهم ولكنه لا يعلم كيف السبيل ليفيق من شروده على سهر وهى تتمعن النظر بوجهه ويخلو المكان من حوله من الجميع
نوح بدهشة ومن امتى ياسهر
سهر ببرود وهى تتجه إلى حجرة نومها هو ايه اللى من امتى ده
نوح من امتى بيفرق معاكى إن ممكن حد يتضايق
سهر نساش أن الوضع دلوقتى اختلف لازم تفهم الكلام ده كويس
نوح بعدم فهم وضع ايه ده اللى اختلف انا مش فاهم
نوح كلام ايه ومصلحة ايه احنا اللى بينا مشروع مشترك شغل وماهواش خاص بينا ده بين الشركة اللى بنشتغل فيها والشركة اللى أمانة بتشتغل فيها يبقى ايه بقى اللى مصلحتنا ومصلحتهم والكلام الاهبل ده
سهر بامتعاض اهبل ! انت ناسى أن بيبقى ليا كوميشن عند كل تعاقد واللا ايه
نوح پصدمة طب مانتى خدتى الكوميشن بتاعك خلاص
سهر ده على المشروع اللى هنبتدى تنفيذه بس
نوح تغراب جيبى اللى عندك على طول ياسهر وبلاش اللف والدوران ده
سهر بنعومة يعنى ياحبيبى لما العلاقات تتوطد بينا وبينهم ممكن يبقى فى مشاريع تانية وتالتة ويتعرف عندنا أن احنا السبب فى زيادة الشغل ده والكوميشن بتاعنا يعلى ويعلى واللا ايه مش هتصحصح بقى معايا كده
نوح قلتلك ستين مرة انا مابحبش الشغل بالطريقة دى وبعدين مش اتفقنا من ما ننزل مصر انك عاوزة تتغيري ايه بقى
سهر بامتعاض وماانا اهوه اتغيرت واتحجبت عشان تبقى مبسوط عاوزنى اعمل ايه تانى
نوح باشمئزاز بقولك ايه ياسهر انا كل اللى يهمنى انك ضايقيش أمانة عشان ماما زعلش موضوع بقى الشغل ده بيبقى رزق من عند ربنا
ثم قال وهو متجها إلى الحمام انا هتوضى واصلى الفجر والحق انام ساعتين عاوز ابقى فايق وانا نازل الصبح
سهر وانت رايح فين الصبح
نوح لازم انزل الشغل الصبح
سهر بس احنا لسه معاد نزولنا بعد العيد
نوح مش رايح اشتغل رايح أثبت رجوعى واسلمهم الحاجات اللى معايا واخلص شوية مشاوير
سهر طيب بس بقاش تعمل قلق لما تقوم تلبس
نوح ماشى بس انتى مش اصحابك مديينك حاجات توصليها لاهاليهم
سهر بعدين الدنيا مش هتطير
نوح دى أمانة يا سهر وصليهم واخلصي
سهر بعدم اهتمام بعدين بعدين مش هتفرق
نوح طب بصى انا كمان معايا حاجات هوصلهم بكرة معايا لأصحابها تحبى اوصللك حاجة
سهر بقلة صبر الشنطة الهاندباج الصغيرة فيها كل الحاجات اللى عاوزة توصيل طالما شاغل بالك اوى كده خودهم ووصلهم بس سيبنى انام بقى
نوح بدهشة انتى مش هتصلى الفجر نامى
سهر بامتعاض بقولك عاوزة انام
ليجذبها نوح من يدها برفق قائلا لما هتتوضى وتصلى الاول هتنامى وانتى مستريحة ياللا
يا حبيبتى روحى اتوضى خليش الشيطان دايما غالبك كده
لتتجه سهر لكى تتوضأ وهى تتمتم بعبارات ساخطة جعل نوح يستغفر مرارا وتكرار وهو يدعو لها بالهداية والصلاح
فى شقة أمانة تعطى نعمة الأقل رجلك بقاش مشعلقة وانت نايم
أسامة لا مانا بنام بالورب
أمانة ماشى ياللا نلحق ننام لنا شوية الشغل
أسامة طب يجى ناخد إجازة بكرة وتقضى اليوم كله سوا
أمانة تصدق انى عمرى مااخدت إجازة من يوم ما اشتغلت
أسامة ليه يعنى
أمانة اصل كنت هاخدها ليه واعمل فيها ايه
أسامة طب اهو جاتلك الفرصة ايه رأيك انا هكلمك حاتم وهقول
أمانة مقاطعة إياه اوعى يا اسامة انا مابحبش اخلط شغلى بأى حاجة شخصية بس عموما احنا خلاص هم يومين وهناخد إجازة العيد خلينا نخلص اللى ورانا عشان الشغل مايتكومش على دماغنا ونساش أن المشروع الجديد هيبتدى وهنتسحل كلنا
أسامة ماشى بس فكرينى بعد الفطار ابقى أسألك على حاجة
أمانة طب سال دلوقتى
أسامة ضاحكا لا ياستى عاوز احتفظ بصيامى الله يباركلك
لتضحك أمانة وهى تتجه إلى خارج الغرفة قائلة اللهم ثبت أقدامك وقوى ايمانك يا اخ أسامة ح على خير يا اوزعة
ليضحك أسامة عاليا ممكن اكلم حاتم
أمانة بتنهيدة ماما
لتبتسم هدى بسعادة وهى تسمعها للمرة الأولى تناديها بماما وتقول ياعيون قلب ماما
أمانة وهى تبادلها الابتسام انا لو محتاجة إجازة هكلم المهندس حاتم بنفسى حتى مش هدخل نيرة بينا ومش عاوزة ده يتغير انا بشغلى ومجهودى مش بقربة من حضرتك واسامة
هدى وهى تربت على يدها حاضر ياحبيبتى زى حبى
فى اليوم التالى أمام شركة عبد الراضي يهبط أسامة من سيارته ويجذب أمانة من كف يدها ويتجه إلى داخل الشركة ليقابلهم شاب فى اوائل الثلاثينات من عمره ويبدو عليه الوقار ليقف أمامهم ويقول وهو ينظر ويشير لايديهم ببعض الحدة صباح الخير ايه ده
أسامة بابتسامة وهو ينظر لأمانة ويقول بمرح ونقابل اول فضول على الصبح ونقول الوز
حاتم بحدة ممكن افهم ازاى داخلين الشركة بالشكل ده
أمانة بحدة جرى ايه يا باشمهندس حضرتك ازاى
أسامة بتانيب وهو يرفع يده أمام أمانة حتى يهدئ من انزعاجها ويوجه كلامه لخاتم قائلا يعنى المفروض تتكسف من نفسك لما تبقى ف أننا بندورعليها السنين دى كلها وهى شغالة معاك طول الفترة دى وكمان تبقى صاحبة الهانم اختك وانت نايم على ودانك
حاتم وهو يزوى بين حاجبيها بتعجب انا مش فاهم حاجة
حاتم بدهشة انت بتتكلم جد بس انا اللى اعرفه ان أمانة باباها ومامتها متوفيين
أمانة بحرج الناس هى اللى كانت بتفترض ده عشان عايشة مع مراة عمى
ليتنحنح حاتم بحرج ويقول اهلا بيكى بصفتك الجديدة يا باشمهندسة واعذرينى بس الحكاية عمرها ماكانت تخطر على بالى ابدا
أمانة بصدق حصل خير بس أسامة اللى
أسامة بصراحة حبيت اشوف رد فعل ناس معينة
حاتم وكأنه فهم شئ ما اممممممم قلتلى ناس معينة ماشى ياعمنا اللهم انى صائم
ليضحك الجميع ويتجهوا الى الداخل مع إصرار أسامة على عدم ترك يد أمانة من بين يديه حتى وصلوا إلى غرفة ضخمة ملئة بطاولات الرسم المعمارى ويصطف علي كل منهم مهندس او مهندسة وي الجميع على الغرفة ورشة الرسم لينتبه الجميع إلى دخول أمانة واسامة وهما متشابكين الايادى وتختلف تعبيراتهم مابين اندهاش وغيرة وڠضب لكن أسامة يركز عينيه على وجه واحد وهو وجه خديجة إحدى زميلاتهم والتى علا وجهها الوجوم وترقرقت عينيها بالدموع فور رؤيتهم كذلك ليقول أسامة بسرعة
ياجماعة احب اعرفكم انى اخيرا عرفت أن المهندسة أمانة تبقى هى نفسها أمانة اختى من والدتى اللى كنا بندور عليها من زمان
لتتبدل تعبيرات الجميع وسط عبارات التهنئة على لم الشمل ثم عودة الجميع لعملهم فى حين ذهب أسامة إلى طاولة خديجة وهو يدعى النظر إلى الرسو امامها وقال بصوت خاڤت النهاردة بس اتاكدت انى مش لوحدى على الخط عاوزين نقرى الفاتحة بقى
ونتجوز عاوز معاد مع أهلك تانى يوم العيد واعملى حسابك أن هو شهر واحد ونتجوز
ليتركها ويذهب إلى طاولة الرسم الخاصة به وكأنه لم يفعل شيئا وسط ذهول خديجة وابتسامته التى لم تفارق يه بقية اليوم
فى مكتب اخر كانت تجلس أمانة إلى طاولة أمامها تراجع رسوما لأحد المشاريع ليستاذن حاتم فى الدخول وهو يحمل بيده بعض الاظرف قائلا باشمهندس أمانة من فضلك
أمانة أيوة يافندم اتفضل
حاتم وهو يعطيها الاظرف بيدها ده نيجاتيف الصور اللى اتاخدت من للقرية السياحية بتاعة دهب عاوزك تراجعيها مع الماكيتات وادينى النتيجة إجازة العيد
أمانة وهى تتناول الاظرف من يده حاضر يافندم
ليظل حاتم بمكانه وهو ناظرا ارضا لتنتبه له أمانة وتقول فى حاجة تانية ياباشمهندس
حاتم وهو يحمحم بصوته الحقيقة كنت عاوز اقولك أن يعنى بعد ما وضعك اختلف وعرفنا مين مامتك ماغيرتيش رأيك يا أمانة
لتحنى أمانة رأسها فى صمت وهى تتذكر نوح وزواجه وكل ماكان ليقول حاتم انا مش هضغط عليكى وهسيبك
تفكرى براحتك واتمنى انك تردى عليا برد يفرحنى
ثم يتركها حاتم ويذهب لتجلس أمانة وهى تحدث