رواية قطه عرين الاسد بقلم بنوته اسمرة
مريم عشان كده عايزها تحديدا اللى تمسك حملتنا
فى هذه الأثناء كان هناك نظرات وابتسامات متبادلة بين سامر و سهى .. قال طارق ل سامر
مش كدة يا سامر
نظر اليه سامر وبدا وكأنه لم ينتبه للكلام فقال
ايه .. بتقول ايه
بقولك اننا عايزين الآنسة مريم تحديدا اللى تمسك حملتنا مش كدة
قال سامر بسرعة
أيوة أيوة طبعا .. شغلها ممتاز فعلا
قالت مريم بهدوء
طيب حضرتك قول الكلام ده للأستاذ عماد وأنا عن نفسي معنديش مشكلة انى أشتغل فى الحملة الدعائية لحضرتك
ابتسم طارق قائلا
تمام كدة . .هنروح حالا نتكلم مع أستاذ عماد .. وبكرة ان شاء الله هرجعلك تانى عشان نتكلم فى التفاصيل
ممكن نتكلم فيها النهاردة بدل ما حضرتك تروح وتيجي تانى
ابتسم لها طارق مرة أخرى قائلا
معلش خليها بكرة .. يلا سلام أشوفك بكرة ان شاء الله
خرج الاثنان وتوجها الى مكتب عماد للاتفاق على الحملة الجديدة .. ثم توجها الى سيارة طارق ..
انطلق طارق فى طريقة فابتسم له سامر بخبث قائل
هو فيه ايه بالظبط يا طارق
الټفت اليه طارق بدهشة
مش فاهم تقصد ايه
كان ممكن تقولها تفاصيل الحملة الموضوع مكنش هياخد 10 دقايق
نظر طارق أمامه ولم يعلق فضحك سامر قائلا
معاك حق هى مش تيمي خالص
ثم الټفت اليه بخبث قائلا
قال له طارق
مين قصدك .. انهى فيهم
اللى كانت لابسه بدرى روز
مط طارق شفتيه قائلا
مخدتش بالى منها
رفع سامر حاجبه
قائلا
آه صح .. ما انت كنت مركز فى حتة تانية
الټفت اليه طارق قائلا
سامر يا حبيبى .. خليك فى حالك أحسن
ابتسم سامر ونظر أمامه .. أما طارق فقد بدا عليه الشرود والتفكير
عاد مراد الى بيته وتوجه الى غرفة الطعام حيث كان الجميع مجتمعا
مساء الخير يا جماعه
مساء النور
مساء النور يا أبيه
قال مراد وقد بدا عليه الإرهاق
أنا طالع أغير هدومى وأنام
مش هتتعشى يعني
لأ مليش نفس .. تصبحوا على خير
دخل غرفته فوجت والدته خلفه .. دخلت وأغلقت الباب ووقفت أمامه . ثم .. أخرجت احدى الصور من جيبها ومدت يدها اليه .. أخذ الصورة بدهشة .. فوجدها صور لفتاة جميلة محجبة .. نظر الى والدته قائلا
ايه ده
قالن له ناهد بحزم
عروسة .. بنت واحدة صحبتى .. بنت عيلة كبيرة ومحترمة و مهندسة و .....
قاطعها مراد وهو يلقى بالصورة على الكمودينو قائلا بضيق
تانى يا أمى .. تانى
صاحت بڠصب
تانى وتالت ورابع وعاشر لحد ما تريح قلبي وتتجوز
صاح پحده
أيوة يا مراد
صمت قليلا وبدا وكأن عيناه تشتعل ڠضبا ثم قال بصرامة
ماما.. أنا مش هتجوز .. أنا مش هتجوز .. فاهمة معنى كلامى . أنا .. مش .. هتجوز .. أبدا
نظرت اليه أمه پغضب .. ثم تركت الغرفة وخرجت وأغلقت الباب خلفها بشدة .. زفر مراد بضيق وجلس على فراشه وقد بدا عليه الڠضب .. الټفت للصورة الموضوعه على الكمودينو بجواره ودون أن يلقى عليها نظرة أخرى مزقها قطع صغيرة ثم قام وألقاها فى سلة المهملات .
عادت مريم الى بيتها .. وحضرت لنفسها الطعام وجلست تتناوله فى صمت وهدوء .. ألقت نظرة على باب الغرفة المغلقة بجوار غرفتها .. نهضت وكأن شيئا يسحبها تجاه تلك الغرفة .. فتحت بابها ببطء .. وأضاءت النور .. وقفت تتطلع الى أثاث الغرفة بأعين دامعة .. اقتربت ببطء وجلست على الفراش .. وأخذت تتحسسه بأصابع يدها فى رقه .. نهضت وأغلقت الضوء والباب .. وتوجهت الى اللاب توب الخاص بها حملته الى فراشها وتدثرت بغطائها .. وفتحت أحد الملفت التى كتب عليها
عائلتى .. أخذت تتطلع لبعض الصور الموجودة فى الملف .. صورتها منذ عدة سنوات وقد بدت أصغر سنا الشاشة وعيناها تزرف الدموع فى صمت .. وشفتيها ترتجفان وهى تطبق عليهما بشدة وكأنها تحاول حبس صړخة ألم كادت أن تخرج من أعماق روحها .. ثم توجهت الى ملف آخر عنوانه حبيبى .. أخذت تتطلع لعشرات الصور التى تجمعها بشاب طويل نحيل خمرى البشرة ذو ملامح مليحة .. عشرات الصور فى أماكن وأوضاع عديدة .. فى احدى البواخر فى النيل .. على
أحدى الكبارى .. على شط البحر .. فى أحدى الحدائق .. عشرات الصور التى تبدو فيها مريم وكأنها فتاة أخرى .. فتاة تشع بهجة وسعادة وابتسامتها الجميلة لا تفارق ثغرها أبدا ..
سقطت عبرة خلف عبرة .. وضعت الاب توب بجانبها على السرير ونامت بجواره وهى تنظر الى صورة
تجمعها بذلك الرجل وهو يجلس على كرسي بجوارها وكلاهما يلبس دبلة بيده اليمنى .. وكانت هذه آخر صورة رأتها قبل أن تغمض عينيها وتغط فى النوم .
الفصل السادس.
_رواية قطة فى عرين الأسد.
خرج مراد من غرفته فى الصباح ومر قبل نزوله على غرفة عمته .. طرق الباب فسمحت له
بالدخول .. اقترب منها قائلا
صباح الخير يا عمتو
قالت بوجوم
صباح الخير يا مراد يا ولدى
ابتسم وقال
ايه اخبار صحتك النهاردة
تمام يا ولدى الحمد لله
تمعن مراد فى النظر اليها ثم قال
فى حاجة مضايقاكى يا عمتو
صمتت طويلا ثم نظرت اليه قائله بقلق
فى خړاب هيحل علينا يا ولد أخوى .. جلبي مش مطمن وبحلم بأحلام جلجه منامى
جلس على الفراش بجوارها ونظر اليها قائلا
ليه بتقولى كده يا عمتو .. وحلمتى بإيه
قالت بهيرة بجدية بالغة
جلبي متوغوش جوى يا ولدى .. ومجدرش أحكيلك الأحلام البشعة اللى بشوفها .. لأن سيدك وحبيبك النبي جال لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك
قال مراد
عليه الصلاة والسلام .. ممكن تكون أطغاث أحلام يا عمتو .. متشغليش بالك بيها
لمست كفه قائله بجديه
خلى بالك من نفسك يا ولدى ومن أمك واخواتك
وضع مراد كفه الأخرى فوق كفها قائلا بإبتسامه
متقلقيش يا عمتو .. كلكوا فى عنيا
ربنا يبارك فيك وينورلك طريجك وما يشمت حدا فيك
أدخلت سكرتيرة خالد سهى الى مكتبه فقالت مبتسمه
ازيك يا بشمهندس
مدت له يدها فقام وسلم عليها مبتسما
ازيك انتى يا آنسه سهى
قالت برقه
تمام الحمد لله .. معلش هعطلك شوية بس فى حاجات مش
واضحة ومحتاجه أعرفها من حضرتك قبل ما أبدأ شغل
ابتسم لها بخبث وقد شعر بأنها حجه ليس إلا .. وقال
لا أبدا مفيش مشكلة اتفضلى استريحى
جلست سهى فقال
تحبي تشربي ايه بأه
قالت بمرح
أنا مبشربش غير عصير .. لا ليا فى الشاى ولا فى القهوة
ضحك قائلا
فى حد ميشربش شاى ولا قهوة
قالت بدلع
أنا يا بشمهندس .. كل الناس بتستغرب لما بقول كده .. بس أنا مبحبهمش
نظر اليها بخبث قائلا
حظهم وحش
ابتسمت بسرور .. وقد أخذ الإثنان يتطلعان لبعضهما البعض وعيناهما تقول الكثير.
جلس طارق قبالة مريم على مكتبها وأخذ يشرح لها طلباته فى الحملة الإعلانيه .. كنت تستمع اليه بإهتمام وتدون ما يقول .. لم يرفع عينيه عن وجهها .. شعر بالحيرة من نظرة عينيها الحزينة .. دائما يرى الحزن فى عينينها .. أخذ يسأل نفسه .. ترى ما سبب حزنها .. انتهى من الحديث .. فنظرت اليه مريم وقالت بجديه
تمام يا أستاذ طارق .. بس الشغل المرة دى هياخد وقت أطول يعني نقول من 10 أيام لاسبوعين
ابتسم قائلا
مفيش مشكلة خالص .. وطالما انتى اللى ماسكة
الحملة يبأه أنا مطمن جدا .. بصراحة شغلك ممتاز ودخل دماغى أوى .. وباين عليكي موهوبة فعلا
شعرت بالخجل لإطرائه ولاحت ابتسامه صغيره على شفتيها وخفضت بصرها قائلا
متشكره لذوق حضرتك
قال لها فجأه
تعرفى دى أول مرة أشوفك مبتسمه من يوم ما بدأت الشغل معاكى
اختفت ابتسامتها الصغيرة سريعا ليحل محلها تعبيرا جادا .. كانت مى ترمقهما شزرا .. وازدادت عصبيتها بعدما سمعت جملة طارق الأخيره .. قالت مريم بجدية
فى أى اضافات تحب حضرتك تضيفها
قالطارق
لأ كده تمام .. ومتشكر جدا انك وافقتى تمسكى الحملة بتاعتنا .. وان شاء الله مش هيكون آخر تعامل بينا
ثم قال
صحيح قوليلي اسمك مريم ايه
قالت بخفوت
مريم خيري
نهض من مقعده ومد يده اليها قائلا بإبتسامه
تمام .. أشوف بعد 10 أيام ان شاء الله
قامت من مكانها وقالت بهدوء
أنا آسفه مبسلمش .. ان شاء الله الشغل يخلص فى معاده
أعاد طارق يده بجواره وابتسم قائلا
برافو عليكي .. بتعملى الصح حتى لو كان صعب ومحرج
لم ترد وتجنبت النظر اليه .. قال قبل أن يغادر
مع السلامه وشكرا مقدما على الشغل
خرج طارق .. فجلست مريم مرة أخرى على مكتبها .. التقت عيناها بعين مى التى بدا عليها الحنق والضيق .. قالت مى بتهكم
ما شاء الله عليه لماح أوى .. واخد باله اذا كنتى بتبتسمى ولا مبتبتسميش
قالت مريم بضيق وهى تلتفت الى حاسوبها
مفيش داعى للكلام ده يا مى
كتمت مى غيظها ثم عادت الى عملها وهى تحاول التركيز .. لكن عبثا
توجه أشرف الى مكتب عماد .. فقال له
تعالى اتفضل يا أشرف
جلس أشرفف .. فسأله عماد قائلا
أخبار شغل مكتب الديكور ايه
قال أشرف بحماس
لا حضرتك متقلقش الشغل عجبهم جدا وطالبين كميات تانية
ابتسم عماد وقال
ممتاز
تنحنح أشرف وقال
بصراحة أنا كنت عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع شخصي
اتفضل يا أشرف
بدا عليه التردد وهو يقول
يعنى .. بصراحة .. أنا عايز أتقدم للآنسه مريم
اتسعت ابتسامة عماد وهو يقول
يازين ما اخترت
.. مش هتلاقى أحسن منها يا أشرف
ابتسم أشرف وقال
عارف يا أستاذ عماد .. وبصراحة أنا مش عارف أتقدم لمين ..يعني حضرتك عارف ظروف مريم .. وأنا بصراحة اتحرجت أكلمها مباشرة .. ومبقتش عارف أعمل ايه .. ففكرت ان حضرتك تعرض عليها الموضوع وترفع عنى الحرج ده
قال عماد بسعادة
متقلقش أنا هعرض عليها الموضوع وان شاء الله خير
قال أشرف بتوتر
بصراحة أنا خاېف ترفض
صمت عماد قليلا ثم قال
مظنش ترفض يا أشرف انت انسان كويس وأى واحدة تتمناك
قال أشرف ببعض الضيق
بس حضرتك عارف موضوع ماجد .. يعني أنا خاېف تكون لسه متعلقه بيه
قال عماد بجديه
مريم لازم تشوف حياتها .. اكيد مش هتفضل طول عمرها كده ..متخفش أنا أظن انها هتوافق ان شاء الله
قال أشرف بلهفه
يارب ان شاء الله
انت مش هتيجي تتجدملى بجه يا جمال
قالت صباح هذه العبارة وهى تلتقى ب جمال سرا فى مكانهما المعتاد .. قال بضيق
انتى شايفه الظروف عامله ازاى