الخميس 12 ديسمبر 2024

انا لها شمس بقلم روز امين

انت في الصفحة 117 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


على صوت أزهار التي صاحت پغضب
عارم لو خرج من صدرها لأحرق البلدة بأكملها 
قټله جوزك يا جلابة المصاېبانا جيت بس علشان أقولك تجهزي نفسك لدفنته الليلة ديواللي خلق الخلق لاحړق قلبك عليه يا إجلال
نطقت كلماتها وانطلقت كالإعصار للخارج تلتها نجلتيها لتبتلع إجلال ريقها وتمسك هاتفها لتهاتف شقيقها الذي صدح صوته الغاضب وهو يهتف 

الواطي جوزك قتل هارون يا إجلال إياكش تكوني إرتاحتي وعجبك تخطيتك
صاحت تسأله بحدة 
مين اللي قال إن هو اللي قټله يا حاج محمدنصر من بعد العصر في كفر راجحناصب صوان دعاية هناك وولادي كلهم معاه 
واسترسلت بدفاع ممېت كي تدفع عنه شړ أهلها كي لا يطوله
ده أكيد حد قاصد يولع بين العيلتين واستغل الإنتخاباتإهدى يا حاج محمد وفكر بالعقل
نطق بقوة وثبات 
العقل ده سبناه للنسوان اللي زيك يا إجلال لكن إحنا هو اللي هيردنجيب بس ميتنا وندخله بيته وقبل خرجته هيكون نصر محصله
نطق كلماته الغاضبة ليغلق بوجهها الهاتف تحت ذهولها من تحول شقيقها معهاكيف تجرأ وحدثها بتلك الطريقة الخالية من الإحترامهتفت مروة ودموعها تسيل فوق وجنتيها من شدة خۏفها 
كلمي عمي نصر وقولي له على قتل الحاج هارون وخليه يطلع بسرعة من عنده هو وحسين وطلعت وعمرو
نطقت ياسمين بصوت مرتجف أظهر كم الړعب الذي سكنها
خليهم يطلعوا على بيت عمرو اللي في مصر يا ستهملو نزلوا البلد عيلة ناصف مش هيسبوهم
برغم الهلع الذي سكن داخلها جراء حديث شقيقها إلا أنها أظهرت قوتها لتتحدث بثبات تحسد عليه 
إنت اټجننتي يا بت إنت وهيهو فيه حد يجرأ ېلمس شعره منهم حتى لو كانوا أهلي
نطقت مروة بدموعها 
ده تار يا ستهموساعة التار العقل بيتلغي
أمسكت هاتفها وولجت لغرفتها لتوصدها جيدا ثم طلبت رقم زوجها الذي ابتسم بشړ وخبث حين رأى نقش اسمها ليقول بهدوء من وسط دوشة الأصوات المتداخلة ببعضها 
خير يا ستهم
صاحت بحدة وصوت بدا عليه الإنزعاج 
هارون إبن عمي إتقتل يا نصر
نطق سريعا بهلع ظهر على وجهه 
يا ساتر يا ربإمتى وإزاي ده حصل!
سألته بتشكيك 
قول لي الحقيقة يا نصرإنت ليك يد في قټله
هتف بقوة زائفة 
إنت إتجننتي يا ستهمأنا أقتل ده أنا راجل حاجج بيت الله أربع مرات
هتفت بارتعاب ظهر بصوتها 
طب بلاش تيجي البلد الدنيا هنا مولعةروح على مصر إنت والعيال
أنهى معها ليجد رجال الامن قد حضروا وحاوطوا الصوان ليأخذوه هو وأولاده الثلاث إلى قسم الشرطة كي يبعدوهم عن شړ عائلة ناصف لحين انتهاء التحقيقات ومعرفة من القاټل 
هاتف الوسيط مهرب الأثار ليعرض عليه شرط عمرو لينطق الرجل بدهاء 
قل له أننا موافقون وسنفي بوعدنا بعد إنتهاء الحفر وتسليمنا الأثار
نطق الرجل بارتياب 
يا باشا مش هيوافق
بكل ثقة أجابه 
لا بل سيوافق وينتظر كونه لجأ لنا فهذا يعني أن جميع أبوابه قد أغلقت بوجهه ولم يتبقى سوى بابنا نحن
سأله مستفسرا
طب وحضرتك هتنفذ له طلبه بجد يا باشا! 
ضيق بين عينيه لينطق بصرامة 
هل تراني أبله يا رجل لأوقع حالي بتلك الکاړثةمالي أنا برجلا كغريمه ذاك
وتابع بجدية وحزم
سوف أأخذ منه حاجتي فور خروجها وليأخذ هو نقوده التي اتفقنا عليها منذ البداية وإن إعترض وثار هي طلقة ببضعة جنيهات ستجعله يصمت إلى الأبد
عودة إلى عائلة علامكان علام وماجد ينتظران فوق مقعدين أمام باب الكشف لينضم لهما أيهم حيث أقبل عليهما مهرولا يسأل علام بلهفة وړعب ظهرا بعينيه 
إيثار كويسة يا سيادة المستشار
نطق الرجل بحصافة
إهدى يا أيهمالدكتورة بتكشف عليها جوة وإن شاء الله هتبقى كويسة
نطق مأمنا وهو يجاورهما الجلوس 
إن شاءالله 
أما بالداخلكانت تتسطح فوق الشزلونج الطبي والطبيبة تباشر بالكشف الطبي عليهايقف بجوارها ذاك العاشق ممسكا بكف
يدها ليبث الطمأنينة داخل روحها الهلعةتحدثت الطبيبة بهدوء بعد انتهاء الفحص 
من انتظام النبض أقدر أقول لكم إن حالة الجنين إلى حد ما كويسة بس مطلوب منك الهدوء يا مدام إيثار 
سألتها عصمت مستفسرة 
هو إيه اللي حصل يا دكتورة!
نطقت الطبيبة بشكل مفصل 
واضح من كلامكم ومن الاعراض إن المدام اتعرضت لحالة من الرهاب الشديد نتيجة مخاوفها من حاجة معينةالرعشة الشديدة والتعرق وتسارع ضربات القلب والدوخة كل دي أعراض رهاب واضحة 
لتنطق بعقلانية 
طبعا انا مش دارسة طب نفسي لكن كلامي بقوله بناءا على الكشف اللي أثبت الحمدلله إن مفيش مشاكل خاصة بالبيبيوكمان أنا قرأت كتير في الطب النفسي علشان يفيدني في شغلي والتعامل مع نفسيات الستات الحوامل
يعني هي كويسة قالها فؤاد بصوت مازال مرتبكا بسبب ارتعابه على حبيبته لتنطق الطبيبة بعملية
هي كويسة بس لازم تقعد معاها وتشوف إيه الأسباب اللي عرضتها للرهاب وتحاولوا تلاقوا لها حللأن للأسف الموضوع ده لو إتكرر ممكن يأثر على صحة الجنين
هز رأسه عدة مرات لتتابع بابتسامة بشوش وهي تقول بنبرة تفاؤلية
مش حابين تعرفوا نوع الجنين 
هو ممكن قالتها عصمت بحبور هائل وتلهف ظهر بمقلتيها لتجيبها الاخرى بأريحية
ينفع جداحاليا نوع الجنين بيظهر في السونار بعد إكتمال الشهر التالت على طول
تطلعت لذاك الممسك بكفها لتبتسم له فسألها متجاهلا حديث الطبيبة
إنت كويسة
أومأت بهدوء ليتابع بطمأنة 
أما نروح هنتكلم وأي حاجة مضايقاك أو تعباكي تأكدي إني هعمل المستحيل وأحلها لك
تطلعت عليه بحزن وقد تجمعت العبرات بعينيها ليميل عليها مستغلا إنشغال الطبيبة بتجهيز جهاز التصويرالسونارللكشف على نوع الجنين 
علشان خاطري تهديوكل اللي تؤمري بيه أنا هنفذهولك 
إبتسمت لطمأنت ذاك العاشق لتضع الطبيبة المادة السائلة التي تساعد الألة المرتبطة بالجهاز فوق بطنها وبدأت تمررها بتدقيق ليستمع الجميع لصوت نبضات مرتفعة ومتداخلة تصل للضجيجإبتسمت الطبيبة لتنطق بكلمات مبهمة للجميع المتطلعون بأعينهم على شاشة الجهاز بتمعن شديد 
كنت متأكدة وأنا بكشف على النبض 
تطلع فؤاد عليها ليسألها باستفهام 
متأكدة من إيه حضرتك
نطقت بصوت سعيد 
من إن النبضات تخص أكتر من جنينمبروك يا افندممدام إيثار حامل في توأم ولد وبنوتة
نطقت كلماتها بتلقائية ولكنها لم تدري مدى وقع تلك الكلمات البسيطة على قلب ذاك المسكين الذي حرم من ذاك الشعور لسنوات عديدة بسبب زوجة انتزعت من قلبها الرحمة فاقدة للأخلاق والمبادئشعور لم يستطع تفسيرهفهو مختلف كل الإختلاف عن أية مشاعر قد تعرض لها طيلة حياتهوجد حاله ينصت متجاهلا جميع الأصوات من حوله فقط صوت نبضات جنينيه هو من يقتحم قلبه قبل أذنيهوكأنها نغمات موسيقية لمعذوفة من أندر وأعذب الألحانڼصب عينيه على صورتهما التي تتحرك بفعل تحرك الجهاز فوق بطن حبيبتهبات يشاهد كل أجزاء جسديهما التي تعرضها الطبيبةود لو أن باستطاعته التخلي عن هيبته والهرولة صوب الشاشة لتقبيل كل جزء مصوب على صغاره لفعل دون ترددوبرغم السعادة التي تجعل من الكبير صغيرا والعاقل مختلا إلا أنه استطاع الصمود والتحمل أمام هذا الحدث العظيمإستفاق على صوت شهقات عصمت التي بدأت بالإرتفاع وهي تقترب من الشاشة وتتلمس صورة الصغار وهي تردد بالأدعية شكرا لله
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانكاللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى 
قبضت على كفه لتنطق بسعادة متأثرة بحلاوة اللحظة 
مبروك يا حبيبييتربوا في عزك وعز بابا وماما
إلتفتت عصمت لتطالع ذاك الناظر لزوجته تارة ولشاشة الجهاز تارة أخرى باذبهلال وتيهة وعلامات الدهشة والفرح ظاهرة على وجهه وفجأة وبدون سابق إنذار
بدأت عيونه تلتمع بغيمات الدموع لتهرول إليه والدته لتحتضنه بقوة وهي تردد 
ربنا عوض صبرنا خير يا حبيبيورزقنا بولد وبنت هيملوا علينا البيت فرحة
ابتعدت عنه ليأخذ نفسا مطولا كي يتحكم بدموع الفرح ويمنعها من النزول لتميل هي وتقترب على إيثار تقبل وجنتيها وجبهتها بحفاوة وهي تتحدث
قولت لك قبل كده إن وشك وش السعد على بيتناډخلتي علينا وجبتي معاك الفرح والخير كله
تلبكت أمام سعادة تلك السيدة الهائلة لتنطق بنبرة مرتبكة 
يا حبيبتي يتربوا في عزك وعز بابا وفؤاد
هرولت السيدة إلى الطبيبة التي تشاهد تلك اللحظة بتأثر شديد لتقول بلهجة حماسية 
من فضلك يا دكتورة عاوزة صورة أوريها لجد الأولاد برة
أجابتها باحترام وحفاوة 
حاضر يا دكتور عصمت 
مال حتى اقترب من وجهها لينطق بصوت متلبك تأثرا باللحظة 
شكرا لأنك في حياتي وشكرا لربنا لأنه بعتك ليا علشان تحققي لي كل أحلامي
مبسوط نطقت بها بعينين تفيض حنانا وسعادة لأجله ليخرج صوته متلهفا 
فيه مشاعر مهما حاولنا نوجد لها كلمات هيبقى صعب تلاقي الكلمة الدقيقة اللي تشرح المعني الحقيقي للشعور وتعبر عنهواللي جوايا وحاسس بيه حاليا عمر ما كلمة بسيطة زي مبسوط هتقدر توصفه
نطقت بصوت حنون 
ربنا يخليك ليا يا حبيبي 
ليكتفي بقبلة حنون بباطن كفها كي يبث لها المعنى الذي شرحه لها من ذي قبل مما أدخلها بحالة
من الهيام
إنتهت الطبيبة من أخذ الصورة وتحركت المساعدة لتنظف لها مكان السائل من فوق بطنها أخذت عصمت الصورة وخرجت سريعا لينطق فؤاد بسعادة 
ماما يا حبيبتي هتطير من الفرحة  
تنهدت لتنطق وهي تعتدل بجلوسها 
إنتوا عيلة جميلة وتستاهلوا كل حاجة حلوة
بالخارجهرول علام بسؤالها الحنون 
طمنيني على إيثار والبيبي 
نطقت بحبور لطمأنة الجميع بعدما هرول عليها أيهم وقام بالسؤال عن شقيقته 
إيثار زي الفل
ثم رفعت الصورة بوجه علام لتنطق بما جعل من دقات قلب الرجل تقفز من مكانها فرحا ورقصا 
إتفرج على أحفادك يا سيادة المستشارجاي لنا ولد وبنوتة زي القمر وماشاء الله صحتهم زي الفل
انعقد لسانه من هول المفاجأة واعتلت الفرحة ثغره حتى أنه بدا أصغر من عمره من شدة حبورهفهكذا هي الفرحة تمنحنا نشوة من نوع خاص تتخلل إلى أرواحا وقلوبا وتنتقل إلى ملامحنا لتجعلها تبدوا أصغر مما هي عليه بأعوام وأعوامابتسمت لتنطق من جديد 
إيه يا سيادة المستشارمش هترحب بأحفادك
بيد مرتجفة تناول الصورة ليتمعن بها بعينين لامعتين وقلب ينتفض فرحا ليخرج صوته أخيرا وهو يقول 
الحمدللهربنا يمد في عمري لحد ما ينوروا الدنيا وأشيلهم على إيديا وأملي عيني منهم
وضعت كفها على ظهره لتمرره صعودا وهبوطا بحنان وهي تقول بيقين 
إن شاءالله تشوفهم وتربيهم بنفسك مع فؤاد يا علام
تطلع عليها وحنان الدنيا بعينيه لينطق 
إن شاءالله يا حبيبتي
اقترب ماجد ليحتضن علام وهو يربت على ظهره بحفاوة 
الف مبروك يا باشايتربوا في عزك وعز الدكتورة وسيادة المستشار 
تسلم يا حبيبي قالها علام بابتسامة بشوشة لينظر الاخر إلى عصمت مهنئا 
مبروك يا دكتورة
نطقت بابتسامة رائعة اظهرت كم حبوها الهائل 
ميرسي يا ماجد
هنأهما ايضا أيهم الذي كان يتطلع على الباب ليجده يفتح وتخرج منه شقيقته يساندها زوجها ليهرول عليها ويسألها وهو يتمعن بملامحها 
إنت كويسة يا إيثار
ابتسمت لطمأنته وهي تقول 
الحمدلله يا حبيبي بخير
إحتضنها وهو يقول بسعادة 
مبروك يا حبيبتيألف مبروك 
ثم ابتعد وتطلع على فؤاد الذي بادر باحتضانه كي يجنبه حرج اللحظة ويقربه منه فوجد حاله يربت على ظهره مهنئا 
ألف مبروك يا سيادة المستشار يتربوا في عزك إن شاءالله 
عاد الجميع إلى المنزل بعدما أخبروا فريال عبر الهاتف وعزة التي استقبلتهم بالزغاريد والتهليل لتنطق عصمت بنبرة سعيدة وهي تتطلع على
 

116  117  118 

انت في الصفحة 117 من 138 صفحات