انا لها شمس بقلم روز امين
والبيچامة التي سبق وارتدتهما
حبيبة الروح لينطق وهو يتطلع عليهما
يا نهارك أبيض يا فؤاد دي البيچامة والبورنس اللي إدتهم لي أول يوم جيت فيه معاك القصر!
رفع حاجبه ليميل برأسه بسعادة لتتابع هي بعينين متسعتين
هما ما اتغسلوش من وقتها!
كنتي عوزاني إغسلهم وأضيع أثر حبيبي منهم!
تنهد ليكمل متأثرا بشوقه العارم
قد كده عشقت روحك الطاهرة وقدرتي بعفويتك وكبريائك تأسري روحي وتوصليني معاك لعشق الروح لدرجة إني أحضن بيچامة علشان بس أشم ريحتك فيها وأحتفظ بيهم أكتر من شهر في دولابي
واستطرد مبتسما متعجبا حاله وإستطاعتها الجبارة في تغيير إسلوب حياته
بس أنا مش أي حد أنا حبيبة حبيبي وقلبه من جوة
إنت كل حاجة وأغلى حاجة يا حبيبة حبيبك
يا روح قلبي قولت لك الف مرة مفيش مخلوق ممكن يفتح الباب قبل ما أذن له يبقى ليه الخۏف ده
الحذر مطلوب يا سيادة المستشار
ابتسم بخفة ليتحمحم ويصدح بصوته الرجولي
إدخل
فتح الباب لتظهر منه عزة بابتسامتها المشرقة وسعادتها الظاهرة بوجهها وهي تمسك بصينية كبيرة عليها أصنافا متعددة من أنواع الطعام المخصص للفطور تلتها وداد تحمل صينية بها بعض الفاكهة وكأسين من العصير الطازج لتنطق عزة بنبرة تملؤها السعادة
عملت لكم فطار يفتح النفس فطار عرايس بصحيح
لتسترسل بما جعل فؤاد يقطب جبينه يرمقها بتعجب
ولو إني كان نفسي تاكلوه في الجنينة بعيد عن الكتمة دي
لتتابع وهي ترمق فؤاد بازدراء
بس أقول إيه بقى في دماغ سيادتك اللي زي الحجر
رمقتها إيثار بنظرة عاتبة لتعديها الحدود الحمراء
ولزمتها إيه سيادتك معاليك!
شكلي بوظت الدنيا زي عادتي قالتها وهي تتطلع إلى إيثار التي أومأت لها بشفاه ممطوطة تعبيرا عن خجلها لتصمت الاخرى لدقائق قبل أن تنطق سريعا بعد أن فشلت بالصمت وقررت إرضاء ذاك الكريم
مش لما نفطر نبقى نفكر في الغدا يا عزة قالها وهو يجذب كف حبيبته ليسحب لها المقعد لتجلس عليه تحرك ليقابلها الجلوس ثم وجه حديثه إلى وداد
خلي سعاد تشرف على تجهيز أوضة الچاكوزي ليا وللمدام يا وداد
نطقت الفتاة وهي تنظر بأرضها باحترام
تحت أمرك يا فؤاد باشا
أعاد عليها سؤالا أخر
الدكتورة في الجامعة ولا تحت
أجابته باستفاضة
مفيش حد في البيت خالص يا باشا سعادة المستشار راح مكتبه والدكتورة راحت الجامعة مع الدكتور ماجد حتى مدام فريال أخدت فؤاد وراحت النادي تقابل صحباتها
اجابها مقتضبا
تمام روحي بلغي سعاد
حاضر يا باشا قالتها لتحول بصرها إلى إيثار التي أمسكت قطعة من الخبز وبدأت بوضع الزبدة عليها وفردها بالسکين لتسألها باحترام
تؤمريني بأي حاجة يا هانم
رفعت رأسها تتطلع إليها لترد بابتسامة هادئة
ميرسي يا وداد الامر لله وحده
استدارت وتحركت للخارج تلتها عزة فاستوقفتها إيثار تسألها عن الصغير
يوسف راح المدرسة يا عزة
آه يا حبيبتي أنا طلعته مع الامن وركبته الباص ووقفت لحد ما اتحرك قالتها بإبانة لتسألها الاخرى وقد ظهر بصوتها الحزن
مسألش عليا
سأل وقولت له إنك نايمة وسكت على طول ما انت عارفة هو بيحبني قد إيه قالتها لتخرج سريعا فنظر إلى حبيبته ووجها الذي تحول أشار لها بكف يده يستدعيها
زعلان ليه ياحبيبي
تنهدت بضيق قبل أن تنطق بصوت أظهر كم الألم الساكن بداخلها
حاسة إني بظلم يوسف معايا يا فؤاد الولد ليه يومين بيروح المدرسة من غير ما اشوفه
مسح بإبهامه على وجنتها قبل أن يجيبها
ده وضع مؤقت يا إيثار كلها كام يوم وهنرجع لحياتنا الطبيعية أنا هقوم بدري أروح شغلي وإنت هتقومي تتابعيه بنفسك
بالمناسبة يا حبيبي قالها بتذكر ليتابع
أنا بفكر انقل ليوسف جنبنا هنا في المدرسة اللي فيها بيسان
واستطرد بمنطقية
المدرسة بتاعته بعيدة قوي وكمان علشان قلبك يطمن أكتر إنه جنبنا
أنا كمان فكرت في الموضوع بس لما دخلت على موقع المدرسة لقيت الموضوع صعب قوي أول حاجة المدرسة دولية ويوسف مدرسته تجريبية فأكيد مش هيقبلوه لأن شروطهم صعبة قوي وصارمة
واسترسلت بخجل ظهر جليا بصوتها
ده غير إني سألت على مصاريفها وطلعت غالية جدا وفوق قدراتي المادية
أغمض عينيه ليزفر بحدة قبل أن ينطق بهدوء إستدعاه بصعوبة
بالنسبة لشروط المدرسة متشيليش همهم أنا بنفسي اللي هروح أقدم له وإعتبريه خلاص إتقبل
وتعمق بعينيها ليتابع بصرامة كي يغلق عليها باب التعليق على الموضوع
أما بقى بالنسبة للمصاريف فبجد عيب عيب ونتلم شوية
مش هينفع يا فؤاد قالتها بصرامة لتتابع بعزة نفس وتفكير اكثر عقلانية
أنا كده هأكد ل أهلك إني فعلا إتجوزتك علشان فلوسك
قطب جبينه ليسألها بتمعن
مين من أهلي إتكلم معاك في الموضوع ده!
ارتبكت وتلعثمت بالكلام وهي تتهرب من عينيه
محدش قال أنا بخمن
أمسك فكها ليرفعه فتقابلت اعينهم ليأخذ نفسا عميقا ويزفره بهدوء قبل أن ينطق بما جعل بؤبؤ عينيها يتسع
أنا عارف إن فريال حاولت تضايقك بكلام أكيد سخيف
ابتلعت لعابها ليتابع بما استشفه بفطانته
وعارف إن الكلام اللي سألتيني عنه بخصوص إذا كنت قولت لأهلي عن مشاكلك ده فريال اللي بلغتك بيه
مين اللي قال لك! سألته بصوت خاڤت ليجيبها بأسى ظهر بصوته وعينيه
حسيت
إيثار نطقها بنبرة حزينة ليتابع مترقبا ملامحها پألم
يوم ما إتفقنا إني أرجع ألاقيك هنا علشان نتمم جوازنا هو ده اليوم اللي فريال إتكلمت معاك فيه
أنزلت عينيها للأسفل فلم يعد لحديثها داعي شعر بطعڼة شديدة شقت صدره لنصفين هل حقا شقيقته هي من ډمرت سعادته بذاك اليوم لقد ذهب إلى عمله بقلب يرفرف من شدة سعادته ومنى حاله طيلة اليوم بعودته إلى جناحه ليجد عروسه الجميل بإنتظاره ليقضي معها أجمل لياليه حين اتى من عمله يبحث عنها فلم يجدها فذهب لغرفتها ليعود خالي الوفاض
على فكرة أنا بعد ما عرفت قصتك مع طليقتك عذرت خۏفها عليك أختك بتحبك وپتخاف عليك وده حقها يا فؤاد
أوما برأسه
ليجيبها بصوت محبط
وده نفس السبب اللي خلاني ما اخدش ضدها أي تصرف عڼيف
اشتدت عينيه بظلمة الڠضب ليهتف بقسم من بين أسنانه
قسما بالله يا إيثار لو حد غير فريال اللي عمل كده وحرمني منك لكونت خليته يندم على اليوم اللي إتخلق فيه
تنهدت لتجيبه بكلمات علها تستطيع من خلالها رفع الحرج عنه
خلاص بقى يا حبيبي المهم إننا بقينا مع بعض
لتتابع بعينين يظهر بهما تصميما شديد
ومن النهاردة مفيش مخلوق هيقدر يبعدنا عن بعض تاني
ابعدها ليتحدث بجدية
المهم
موضوع مدرسة يوسف إعتبريه خلص
بس يا فؤ نطقت بإعتراض ليقاطعها بحدة ناطقا بحزم
الموضوع إنتهى إنت مراتي ومن حقي أرتب لك حياتك بالطريقة اللي تخلينا نعيش مرتاحين وفلوس المدرسة اللي بتقولي عليها دي بالنسبة لثروتي زي موظف بيشتري من مرتبه واحدة شيكولاتة
رأى بعينيها الحيرة والتردد ليتابع بإخبارها بما ابلغه به والده بالأمس
وعلى فكرة علام باشا هو اللي إقترح عليا الفكرة إمبارح وقبل ما تفكري إن يوسف ميهمنيش انا والله فكرت في الموضوع من يوم ما جبتك من كفر الشيخ إنت ويوسف لكن مكنش ينفع أفاتحك قبل ما جوازنا يتحول رسمي لأنك أكيد كنتي هترفضي
سألته بمداعبة
والوقت مش هرفض!
على الفور أجابها
تؤ مش مسموح لك
وتابع مشيرا بأصبعه نحو الباب
من ساعة ما ډخلتي برجلك من باب الجناح ده وأمرك إنت ويوسف أصبح مسؤليتي من النهاردة مش عاوزك تشغلي دماغك ولا تشيلي هم لأي حاجة في الدنيا إنت مراتي ومسؤلة مني إنت ويوسف فلوسي هي فلوسكم وأقل حق ليكم عليا هو إني أعيشكم في مستوى مادي محترم يليق بيكم وبيا
استرسل بكلمات أسرت قلبها
بالنسبة ليوسف مش عاوزك تشيلي همه تاني موضوع المدرسة هخلصه له وهشترك له في النادي مع بيسان إقعدي معاه وإختاروا نوع التدريبات اللي حابب يبدأ بيها علشان أبلغ بيها إدارة النادي
كانت تشعر بالحرج الكبير لقد عاشت حياتها وهي تتحمل مسؤلية الصغير لحالها حتى إعتادت لكن فارسها يأتي الأن ويزيل تلك المسؤلية الضخمة من فوق ظهرها المحنى لتفرده من جديد لترى الدنيا بشكل صحيح مشاعر متضاربة إقتحمت داخلها لتنطق بصوت خاڤت
بس ده كتير قوي يا فؤاد
تنفس ثم نطق بهيام لرجل عاشق حتى النخاع
مفيش حاجة في الدنيا كلها تقدر توفيكي حق حياتي اللي رجعتيها لي من تاني يا حبيبة فؤاد
واسترسل بصدق يعود لمحبته التي زرعها الله داخل قلبه للصغير
ويوسف أنا بعتبره زي إبني بالظبط
ليغمز بعينيه متابعا في محاولة لرفع الحرج عنها
متنسيش إنه أخو ولادنا
ابتسمت ليبتسم وهو يقول
يلا علشان نفطر أنا مېت من الجوع
بحبك
وأنا بعشقك يا عمري
كلي يا بابا علشان ندخل ناخد شاور
ورانا چاكوزي والبيت فاضي ولازم نستغل الفرصة اسوء إستغلال
فيه مايوة قطعتين في الدولاب متنسيش تاخديه وإحنا نازلين
تقف أمام موقد الغاز بسعادة وانتعاش تحرك المعلقة داخل القدر الكبير وهي تجهز الغداء لنجليها وجدي وزوجته واطفاله وأيهم بعد أن إلتزم عزيز وزوجته بالمكوث بمسكنه الخاص إلتزاما بالوعد الذي قطعه ل إيثار كانت نوارة تجاورها الوقوف على حوض الماء الخاص بجلي الاواني تحدثت منيرة بنبرة جادة
خلصي المواعين بسرعة علشان تعملي السلطة وتحطيها في الثلاجة
حاضر يا مرات عمي قالتها نوارة لتسترسل
أنا مش مصدقة إن اللي إسمها نسرين حلت عنا وعزلت لوحدها ده انا شوفت يومين على أديها دوقتني فيهم المرار
هتفت منيرة پحقد حين تذكرت
كانت عاملة فيها كبيرة البيت الناقصة قليلة أصل
ردت عليها نوارة
الحق مش عليها لوحدها يا مرات عمي
عزيز هو اللي قوى قلبها ولولا إيثار الله يسترها إتدخلت وكلمته كان زمانه مكمل في اللي بيعمله ومبهدلنا كلنا معاه
إعتراها الخجل وأنزلت بصرها للاسفل لتتذكر حديث أيهم وهو يبلغهم أن إيثار إتصلت به وقصت عليه ما دار بينها وبين عزيز وطلبت منه إبلاغها بأي جديدا يحدث منه او زوجته وهي ستقف له بالمرصاد حينها فقط علمت الحكمة من تصرف غانم فقد أثبت أنه كان حكيما بنظرته المستقبلية للامور تنهدت للحال الذي وصلت به مع ابنتها وعلمت انها خسرتها للأبد بعد ما حدث بالأخير فقد بدأت بتقبل حياتها والعودة لعقلها إلى حد ما بعدما حدث لها من إهانات على يد عزيز وزوجته لكنها مازالت غاضبة بعض الشئ لعدم رجوع انجالها للعمل مع نصر البنهاوي وانتهاء الوعد بزواج تلك العنيدة
عودة جديدة للعاشقان الغارقان في بحر الهوى
كانت تتحرك بالحديقة بجوار ذاك الوسيم الذي يرتدي شوتا قصيرا باللون