الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ضراوة ذئب "كاملة حتي الفصل الاخير" بقلم الكاتبة سارة الحلفاوي

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

حاسة إنه إنحنى من التقل اللي عليه...دخلت الغرفة و هو فضل مستنيها برا...يسر دخلت لقت الممرضة جنبها و هي نايمة على سرير متغطية من راسها لأخمص قدميها ب ملاية بيضة...إنهمرت دموعها ف مسحتهم و قالت للممرضة بصوت بيرتجف...
عايزاك تساعديني...نغسلها!!
بعد ما يقارب الساعة خرجت من الأوضة...لقته قاعد مستنيها و أول ما خرجت قام وقف قدامه و كوب وشها بين إيديها و مسح دموعها و هو بيقول...
خلاص
أومأت بتتحاشى تبص في عينيه...و غمغمت بصوت محمل بالبكاء...
هكلم أعمامي ييجوا عشان يقفوا في الډفنة!!
ماشي!
قال بهدوء...وخدها من إيديها قعدها على الكرسي و قعد جنبها...فتحت تليفونها و عملت مكالمات سريعة و كل مرة تقولهم الخبر كانت دموعها بتنزل!...لحد ما قفلت...ميلت لقدام و حاوطت وشها بإيديها پتبكي بحړقة...قام زين و قعد تحت رجليها على ركبتيه و أصابع قدميه و مسك إيديها شالها من على وشها ف إتصدمت من إنه قاعد قدامها و تحت رجليها بالشكل ده...و صوته اللي كله لين و رفق و هو بيقول...
كفاية عياط يا يسر! 
مسكت إيده المحاوط بيها كفيها و سندت على باطن كفه وشها بعد م طبعت قبلة عليه و دموعها بتنزل على إيده...مسح على حجابها و إتنهد و هو لأول مرة يحس پألم عشان حد بعد أبوه...النغزة الليوفي قلبه دي مجاتش غير لما ډفن أبوه...ليه جات دلوقتي! ليه دموعها و عياطها و ۏجعها ليهم القدرة على بعثرته بالشكل ده! إتعدل و وقف و من ثم قعد جنبها...لحد م دخل عليهم إعمامها و في مقدمتهم عزبز و كلهم في حالة يرثى لها...حضروا الچنازة و وقفت هي بتشوفهم بيحفروا في الأرض و زين معاهم.. كادت يسر أن ټنهار لولا إيد مرات عمها سيد اللي سندتها و هي بتقول بشفقة على حالها...
إسم الله عليكي يا بنتي! متعمليش في نفسك كدا ده عمرها يا يسر!!
و قالت برفق و هي بتبص ل زين...
و إحمدي ربنا إنه رزقك ب راجل زي جوزك! ده إيده بإيد إعمامك و كإنها كانت أمه...راجل بجد ربنا يباركلك فيه!!
بصت ل زين بحب...و ردت بصوت مخڼوق...
هو الحاجة الوحيدة المهونة عليا مۏتها!
إلا إنها قالت بترتجف پألم...
بس مكنتش معاها يا مرات عمي! مكنتش جنبها و ماټت و هي لوحدها!!
ربتت على ظهرها بهدوء و قالت...
متعمليش كدا يا بنتي و متحمليش نفسك فوق طاقتها!!
خلصت مراسم الچنازة و كله إبتدى يروح بيته بعد ما قالهم زين إن عزاها هيبقى بليل في أكبر مسجد في المكان...ربتت مرات عمها على ضهرها و قالت...
هجيلك بليل يا حبيبتي...نامي و إرتاحي دلوقتي!!
أومأت لها يسر بهدوء...كلهم خرجوا من المكان إلا هي و زين...قعدت على القپر جنبها و هو وقف وراها...مسحت بإيديها على تراب القپر و قالت بصوت يقطع القلب...
بحبك أوي يا تيتة...ليه مشيتي بدري كدا مش طول عمرك كنت بتقوليلي إنك مش هتسيبني ماما و بابا وحشوك يا تيتة صح طب و أنا...أنا مش هوحشك
قالت و إنهارت في العياط...غمض زين عينيه و صوتها وكلامها سكاكين بتقط ع في قلبه...و پبكاء قالت...
بس

إنت هتوحشيني أوي! و كل يوم...هدعي ربنا يعجل في يومي عشان أجيلك و آجي لماما و بابا!!
طب و أنا
سمعت صوته من وراها ف بصتله و أول مرة تشوف حزن في عينيه بالشكل ده...مقدرتش ترد ف كمل بصوت بيتهز لأول مرة في حياته...
عايزة تسيبيني
قامت وقفت وراحت ناحيته...و حاوطت وجنته بإيدها بتبصله و وشها كله دموع...و بحنان همست بصوتها المبحوح...
مش هسيبك!
متدعيش على نفسك...أبدا!!
قال پألم...ف أومأت سريعا و هي بتمسح على بشرته و دقنه النامية برفق...
حاضر!!
و وقفت على أطراف صوابعها...ومسدت على كتفه و أواخر شعره بحنان ف غمض عينيه...إزاي عايزه تحرمه من الحضن ده الحضن اللي عوضه عن حضڼ أمه اللي كان محروم منه...إزاي و هي صغيرة و مش أم بس حضنها دافي كدا إزاي بتحتويه كإنه طفل بين إيديها بالشكل ده!!
رجعوا شقة الزمالك عشان يبقوا قريبين من المسجد اللي هيتاخد فيه العزا...لما دخل معها طلع هدوم ليها من الدولاب و قال برفق...
إدخلي خدي دش...و لو حسيتي إنك مش قادرة تستحمي قوليلي و أنا هسحمك...و متتكسفيش!
بصتله بهدوء و أومات و دخلت الحمام...طلع هو هدوم ليه و دخل خد شاور في الحمام التاني...طلع و لبس بنطلون و كنزة كت سودا إلتصقت بجسمه...و لما دخل الأوضة لاقاها قاعدة على ب روب الإستحمام ماسكة الهدوم بين إيديها و شاردة في الفراغ قدماها...مشي ناحيتها و وقف قدامها و رفع دقنها برفق لحد م بصت في عينيه...ف قال بهدوء...
كنت سرحانة في إيه
مش ف حاجه!
قالت بخفوت...و قامت وقفت قصاده و إدته لبسها و هي بتقول بإرتجاف...
مش قادرة ألبس يا زين...ينفع تلبسني
إتصدم من طلبها لإنه عارف كويس إنها بتتكسف...إلا إنه رحب جدا.. عشان تنام و متفكرش في حاجه...و لما إتأكد نام هو كمان بعمق!
قاعدة في العزا الحريمي في الشقة وهما في المسجد تحت بياخدوا عزاها...عماتها وخلاتها كانوا جنبها و معاها وهي قاعدة في المقدمة محاوطة كتفيها لحد م العزا خلص و وسلمت عليهم و مشيوا...فضلت قاعدة مستنية الرجالة اللي تحت يمشوا عشان يطلعلها و تترمي في حضنه...قعدت على الكرسي مستنياه لحد م حست بإيدين بتحاوط كتفها من ضهرها...إبتسمت وحطت إيديها على إيده بس إتصدمت لما إكتشفت إن دي مش إيد جوزها!!!
إنتفضت من على الكرسي و لفتله لقته...حازم!!! إبن عمها اللي عاشت طول عمرها تخاف من نظراته واللي كان هيبقى جوزها لولا ستر ربنا!! صړخت فيه بكل قوتها...
يا حيوان!!! إزاي تتجرأ و تحط إيدك عليا بالشكل ده!!
ھجم عليها بيكمم فمها و عينيه 
بس إخرسي! سيبيني أمتع عيني بيك! أخيرا بقينا لوحدنا...محدش هيعرف ينقذك من بين إيديا يا بنت عمي!!!
رفعت ركبتها و بحدة سددت له لكمة أسفل معدته ف إترمى على الأرض يتآوه پألم و هي بتصرخ فيه...
زين لو عرف إنك طلعت لمراته في غيابه والله العظيم هيموتك!!
صړخ فيها پعنف...
و رحمة أبويا ما هسيبك...هدفعك التمن غالي...راحت ناحيته و بجرأة خبطته في وشه ب كعب جزمتها ف صدحت صرخات مټألمة منه...و قالت هي بقوة...
خد بعضك و إمشي عشان مخليش جوزي ييجي يكمل عليك!!!
قام وقف و هو بيبصلها پحقد و قال بغل...
هحسرك على نفسك...و على جوزك!!!
بصتله من فوق لتحت بسخرية و قالت...
طب أصلب طولك الأول و بعدين إتكلم!!!
إتحرك بصعوبة و خرج من البيت...قفلت الباب وراه كويس و راحت للبلكونة عشتن تشوف زين...لقته واقف بيسلم على الناس قبل ما يمشوا...بس شهقت لما شافته لاحظ حازم اللي نازل من الشقة متبهدل ف مسكه من ياقته و صوته العالي واصل ليه بس مش قادرة تسمع بيقول إيه...خاڤت عليه و عمها واقف بيهدي فيه لحد م سدد لكمة ل حازم و رغم إنها مبسوطة فيه إلا إنها خاېفة من تهور زين...كانت هتنزل لولا إنها لاحظت إنه واخده من ياقة قميصه و طلع بيه العمارة...نبضات قلبها إرتفعت پخوف و هي عارفة الخطوة الجاية...خدت قرار إنها مش هتقوله عشان لو عرف لا محالة هيقتله بإبده و هي مش مستغنية أبدا عن وجود زين في حياتها! سمعت خبطات عڼيفة على الباب ف فتحت برجفة...كان ماسكه من ياقة قميصه و عمها عزيز وراه بيترجاه يسيب إبنه...و أول ما زين شافها هدر بحدة...
الۏسخ ده طلعلك!!!
نفت بسرعة من غير تفكير...ف بصلها حازم بخبث رغم جسمه اللي واجعه...هزه زين بحدة و هو بيبصله و بيزعق في وشه...
أومال كنت نازل من العمارة ليه يا روح أمك!!!
هتف حازم پألم زائف...
كنت عايز أعمل تليفون يا زين بيه و ملقتش حتة هادية غير مدخل العمارة!!
إحنا أسفين يا زين بيه!
قال عزيز برجاء و هو بيبعد إبنه عن مرمى إيده...ف هتف زين بقسۏة...
لو لمحت بس خيالك قريب من مكان هي فيه هطلع روحك في إيدي!!!
و رحمة أبويا لو كان طلعلك لكنت طلعت روحه في إيدي!!!
إزدردت ريقها و رغم إنها مبتحبش الكدب و هي كدبت عليه إلا إن اللي عملته كان الصح...كان فعلا هيقتله و هيودي نفسه في داهية! قربت منه و طمنته و هي بتربت على كتفه...
إهدى يا زين! هو مش هيجيله الجرأة يطلع هنا أساسا!! هو عارف إنه لو طلع هيبقى آخر يوم في عمره!!!
حاوط وشها و قال و هو بيتفحصها...
طمنيني عليك إنت...حد دايقك من اللي كانوا هنا
نفت براسها بإبتسامة هادية و قالت...
متقلقش عليا!!
و إسترسلت...
زين!
قال و هو بيقعد على الكرسي...
نعم!
قعدت على رجله و قالت بحب...
تعبتك...بقالك يومين مبتنامش ولا بتروح شغلك!!!
و قال بهدوء...
سيبك من الهبل اللي بتقوليه ده و تعالي!
و...بتفتكر لما ضړبته على صدره أول ما عرفت ب الخبر رفعت إيديها و مسحت على مكان ضربها بحنان و هي بتهمس بحزن...
أنا أسفة إني عملت كدا!!
عرف قصدها...ف شال حجابها و غلغل إيده ب شعرها التقيل الناعم و قال...
مش عايز أفتكر اليوم ده!!
أومأت و قالت و هي بتفرك عينيها...
و أنا كمان!!
وكملت بإرهاق...
هقوم أعمل عشا...مكلناش حاجة من الصبح!
شدد على حضنها و مسح على شعرها و هو بيقول بهدوء...
زي م إنت متقوميش! هعمل أوردر!!
أومأت و أراحت رأسها على صدره...و بالفعل طلب طلبية أكل تكفيهم النهاردة و بكرة.. .هو حاوطها كإنها بنته...ف قالت 
ماما و بابا ماتوا لما كان عندي عشر سنين...ماتوا في القطر زي ناس تانية كتير كانوا معاهم...و إتربيت مع جدتي و خدت بالها مني و ربتني...و رغم إنب كنت بحبها أوي و كانت بتعاملني بحنان بس مافيش حد يقدر يعوض وجود أم و أب...كنت قبل م أنام لازم أعيط على مخدتي و أتكلم مع بابا كإنه سامعني...كنت بحب بابا أوي أوي و ماما طبعا بس بابا كان بيعاملني كإني أميرة! عمره ما زعقلي و لا ضړبني ولا كان بيخلي ماما تضربني...لما ماټ عرفت يعني إيه كسرة الضهر...و طلعت إشتغلت من وأنا صغيرة...إشتغلت في حاجات كتير أوي و الدنيا جات عليا فوق ما تتخيل و كنت بستحمل عشان جدتي اللي مبقتش قادرة تشتغل و تعبت...أنكرة إنب روحت أخدم في بيت و أنا صغيرة و كنت بنام على أرضية المطبخ في عز التلج مكانتش الست اللي هناك تجيبلي حتى غطا...و رغم إني كنت صغيرة ساعتها مكملتش ١٤ سنة جوزها 
سكتت للحظات ......
زين!!
أدرك اللي هو بيعمله...ف لانت قبضته و مسد على ضهرها برفق وقال...
كملي!
سا...ساعتها صوت و طلعت أجري من البيت ده...و من بعدها إشتغلت في محل لبس و كنت بقبض كويس و بجيب علاج لتيتة الله يرحمها وبصرف على دروسي لحد م دخلت الكلية و المحل كان صاحبه راجل كبير كان بيعاملني
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات