الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم الكاتبة روز امين

انت في الصفحة 54 من 90 صفحات

موقع أيام نيوز


استمعوا لصوت إجلال الذي خرج مجلجلا وهي ترمق تلك المرتمية على الأرض ببغض 
تستاهلي علشان تحرمي تقفي قدام أسيادك وتعلي صوتك تاني
واسترسلت قاصدة ياسمين 
إرميها جوة في شقتها واقفلي عليها الباب
صړخ عمرو معترضا 
مش هتقعد في البيت طالما إيثار مرجعتش
ثم رمقها باشمئزاز وكاد أن ينطق بما قرأته إجلال بعينيه لتقاطعه قائلة 

عمرومش هينفع علشان بنتك
واسترسلت بجبروت 
مش حفيدة نصر البنهاوي اللي الناس تجيب في سيرتها ويقولوا دي أمها مطلقة 
جذبتها ياسمين من ذراعها وهي تهمس بارتعاب 
قومي إدخلي جوة بدل ما يتجنن عليك تاني
لم تكترث لكل ما حدث وكأن ما فعله بها أمام الجميع لم يعيقها لتقول وهي تنظر له بقسۏة 
نفسي أعرف عاملة لك إيه بنت منيرة علشان تبيع علشانها اللي شاريك وبيتمنى رضاك
تابعت وهي تصرخ بقوة
حتى بعد ما باعتك وجريت ورا وكيل النيابة بتاع السلطة والفلوس لسه باقي عليها
أشار إلى ياسمين ليصيح بصوت ساخط 
إبعديها واخفيها من قدامي بدل ما أرتكب لكم فيها جناية 
رفعت إجلال سبابتها لتصيح بقوة وتجبر 
وعزة جلال الله لو ما اختفيتي جوه شقتك حالا لاكون مخلية الغفر شايلينك وراميينك في قلب الجبل للديابة تن هشك
واسترسلت بټهديدا مباشر 
أم حفيدتي لما تبقى مېتة أشرف لها من لما تكون مطلقة
ابتلعت لعابها بعدما لمحت الغدر بعيني إجلال لتزحف للخلف سريعا لتختفي داخل مسكنها تحت تمسكها بغريزة البقاء.
داخل الجناح الخاص ب فريال علام وزوجها كانت تجوب المكان ذهابا وإيابا بوجه ارتسمت عليه علامات الڠضبإقترب عليها زوجها وهو يقول في محاولة منه لتهدأتها 
إهدي يا فريال مش كده
صاحت بقوة وهي تنطق باعتراض 
أهدى إزاي وأنا شايفة أخويا العاقل جايب لنا واحدة لا نعرف أصلها ولا فصلها ومطلوب مننا نرحب بيها لا وكمان هتعيش معانا!
أجابها بهدوء كي يهدأ روعها 
أخوك شخص واعي ومسؤل عن تصرفاتهوأكيد علام باشا مش هيسمح لواحدة تدخل بينا إلا إذا كان واثق منها مليون في الميةوياستي لو طلعت داخلة على طمع أكيد الباشا هيعرف وساعتها يبقى جت لقضاها برجليها
نظرت لزوجها وبدون سابق إنذار سالت دموعها لتنهمر على وجنتيها مما جعله يتأثر ويضمها ليحتوي حزنهابات يربت على كتفيها ويقول لتهدأتها 
إهدي يا حبيبتي وادخلي إغسلي وشك علشان ننام 
استمعت لزوجها لتدخل
إلى الحمام تاركة إياه يهز رأسه بأسى.
أزيح ستار الليل لتشرق الشمس معلنة عن مولد يوما جديدا بحياة الجميعفاقت على صوت زقزقة العصافير الساكنة بأشجار الحديقةحركت أهدابها وما ان فتحت عينيها حتى باتت تتلفت حولها باستغراب للمكان وسرعان ما تذكرت لتهدأ وترتسم إبتسامتها سعيدة فوق ثغرهاتمطأت بدلال لتشعر بحركة الصغير الذي بدأ يفيق من غفوته ابتسمت ورفعت رأسها لتتطلع عليه وما أن فتح عينيه حتى ابتسم لها لتنطق وهي تدغدغ بطنه بدلال 
صباح الخير يا قلبي
صباح النور يا مامي...قالها قبل أن يتطلع حوله باستغراب ليسترسل متعجبا 
هو احنا فين! 
مالت تهمس بجانب أذنه بمداعبة كي تنسيه ما عاناه معها خلال الفترة الماضية 
في بيت شرشبيل الشرير
ضحك بصوت طفولي ليسألها من جديد 
هو احنا هنرجع بيتنا إمتى 
تنهدت بعمق ثم أجابته بهدوء 
قريب يا حبيبي إن شاءالله 
عاد يسألها من جديد بما أرق روحها 
هو احنا مش هنعيش خلاص مع بابي ده عمل لنا البيت حلو قويوجاب لنا حاجات كتيرة فيهعمل لي أوضة حلوة قوي وحط لي فيها كل ألعابي اللي جدو نصر إشتراها علشاني
تنفست الصعداء قبل أن تجيبه 
إحنا حياتنا كلها هنا يا چوأنا شغلي هنا وإنت مدرستك وأصحابك كلهم هنامينفعش نسيب كل ده ونروح نعيش عندهم في البلد
وقبل أن يباغتها بأسألة أخرى قفزت لتحمله بين ساعديها وهي تقول 
بطل رغي بقى وتعالي ناخد شاور متين على ما عزة تجيب لنا الهدوم
ولجت به إلى الداخل لتملئ له حوض الإستحمام وتضعه داخله لينتعش الصغيربعد مدة أخرجته ولفته بإحدى المناشف الكبيرة وخرجا معا لتضعه على الفراش وهي تجفف له شعر رأسهولجت للحمام وقامت بغسل وجهها جيدا ومررت أصابعها بشعرها الأسود الحريري والذي يصل لمنتصف ظهرهااستمعت لصوت طرقات خفيفة فوق الباب فهرولت بالخروج كي لا يتحرك الصغير لفتح الباب ويتعرض لوعكة بالفعل وجدته يستعد للنزول فأشارت له ليلتزم الجلوس وتحركت نحو الباب لتدير المفتاح استعدادا لفتحهأخذت نفسا عميقا إستعدادا لمواجهة الطارق وتوارت بجسدها خلف الباب وفتحته بهدوء وهى تطل برأسها عبر الباب الموارب لتفاجأ بظهوره أمامها وابتسامته الرائعة التي تعلو ثغره وهو يقول بصوت أصاب قلبها برجفة 
صباح الخير 
صباح النور...نطقتها بعينين تلتمعين بوميض الإنبهار ليبتسم من جديد ناطقا بأدب 
ممكن أدخل
آه طبعا...نطقتها بإحراج وهي تختفي خلف الباب لتفسح له المجال ولج واستدار يغلق الباب ليتطلع لتلك الواقفة تلتصق بالحائط لتتسع على الفور عينيه ناهيك عن قلبه الذي بات يدق بوتيرة عالية حينما رأها مرتدية الجزء العلوي فقط من بيچامته حيث تصل لمنتصف فخديها ليظهر إستدارتهما وجمالهما الساحر رفع أعينه على أكمام البيچامة حيث شمرتهما ليصلا لنصف ساعديها كي لا يعيقا حركتها ليصعد سريعا لفتحة الصدرتعمق بفتحة الصدر العميقة على شكل حرف V والتي تعمقت بإظهار قدرا ليس بالقليل نظرا لمقاس البيچامة الكبيرأظهر لون البيجامة الزيتي لون جسدها الابيض مما جعل الأخر بحالة يرثى لها إبتلع لعابه
هو إنت عاوزة إيه بالظبط 
حركت أهدابها بشكل سريع غير مدركة لمقصده ليتابع وهو يصعد ويهبط بعينيه عليها
إمبارح جننتيني بشكلك في البورنس لدرجة إني طول الليل بحلم باللحظة اللي هاخده منك فيها
فتحت فاهها ببلاهة 
والنهاردة كملتي على حبة الصبر والعقل اللي فاضلين بالبيچامة
خجلت من كلماته ليقترب عليها لتهمس وهي تشير بجانب عينيها إلى الفراش كي تنبهه 
يوسف
ماله...نطقها بتيهة ومازال مثبتا مقلتيه على ثغرها ببلاهة وكأنه مغيب لتجيبه بشكل أوضح عله يستفيق من حالة الوله تلك التي استحوذت عليه 
قاعد على السرير
ليجيبها مسحورا غير مدركا لما يحدث من حوله أو يقال 
هو مين 
يوسف...نطقتها وهي تشير بسبابتها باتجاه الفراش ليتابع بعينيه أصبعها ليباغته ذاك المتطلع عليهما بعيني مسلطة وفاه مترجل تحمحم وابتعد سريعا بعدما اكتشف أمر الصغير زفر بقوة عله يخرج ڼار قلبه المستعيرة ليضع أنامله في حركة تلقائية يتخلل بها شعر رأسه الكثيف بلونه الفحميوعى على حاله ليتحرك صوب الصغير وهو يقول بحرج 
يوسف باشا صباح الخير 
صباح النور...قالها بهدوء ليجاوره فؤاد التمدد فوق الفراش ويميل بجزعه على ذاك الجالس ليطبع قبلة حنون بوجنته قبل أن يهتف بنبرة حماسية 
إيه الريحة الحلوة دي على الصبح
لسة واخد شاور... قالها يوسف بتلقائية ليسترسل وهو يشير على المنشفة الملفوفة حول كامل جسده 
بس مش لبست هدوم
أخذ نفسا عميقا ليتمكن من ضبط حاله ولملمت كيانه المبعثر ثم أجابه 
عزة جاية في الطريق ومعاها كل هدومكأنا لسه مكلمها حالا وقالت لي عشر دقايق
بالظبط وهتكون هنا
ابتسامة رائعة خرجت من ذاك البرئ أسعدت قلب فؤاد جعلته يميل طلقائيا على كفه الرقيق الموضوع فوق الفراش ليطبع به قبلة حنون جعلت من إيثار تتطلع عليه باستغراباستمعت لصوت طرقات على الباب فارتبكت بوقفتها ليشير لها بأن تهدأ وتحرك صوب الباب ليواربه ليجد تلك البشوشة تجاورها إحدى العاملات الحاملة لحقيبة كبيرة جمعت بها بعض الثياب الهامة التي ستحتاج لها إيثار ويوسف طيلة مدة إقامتهما بالقصرتجاورها حقيبة أخرى بها بعض الاحذية وحقائب اليد وبعض المستلزمات الاخرىصاحت بصوت حماسي وهي تتطلع إليه وكأنهما تربيا معا منذ الصغر 
إزيك يا سيادة المستشار 
حمدالله على السلامة يا عزة... نطقها بترحيب لتجيبه وهي تتطلع برأسها لاستكشاف الداخل تحت استشاطة فؤاد من أفعال تلك الفضولية التي أثارت حفيظته 
الله يسلمكامال فين إيثار ويوسف!
رمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها ولولا ما فعلته لأجل إنقاذ أميرته لتصرف معها بطريقة أرعبتها فلتحمد الله أن تصرفها قد يشفع لها أية تصرفات غريبة قامت بها وربما ستقوم بها بالمستقبلفتح الباب ليشير لها بصمت لتلج سريعا بعدما رأت إيثارهرولت إليها ثم وضعت كفيها تتفحص بهما وجهها لتسألها بنبرة حنون وكأنها أمها التي أنجبتها
إنت كويسة يا قلبي
أنا بخير يا حبيبتي...نطقتها إيثار بعيني مشتاقة لتسترسل
بنبرة صادقة
وحشتيني
جذبتها عزة داخل أحضانها لتقول وهي تشدد من ضمتها 
إنت اللي وحشتيني يا نور عيني عملوا فيك إيه يا نضري
وحشتيني يا عزة
دخلي الشنط وساعدي عزة في توضيبها
ثم قطب جبينه ليتسائل 
باقي الشنط فين يا عزة! 
تلبكت وهي تنظر إلى إيثار التي فاقت عند صلاة الفجر وبعد تأدية الصلاة اتصلت بعزة وطلبت منها جلب حقيبة واحدة فقط وأخبرتها
أن مكوثهم بهذا القصر لن يطيلانتفض جسدها حين تحدث إليها بصوت جاد 
مش بكلمك! 
ابتلعت لعابها من نظراته التي تشبه نظرات الصقر لتجيبه بتخبط 
إيثار هي اللي اتصلت بيا وقالت لي متجبيش حاجات كتير علشان قعدتنا هنا مش هتطول
لا والله...نطقها وهو يركز بنظراته بعيني حبيبته لترفع حاجبها الأيسر بتأكيد جعله يضغط على شفته السفلى بغيظ ليزيد الصغير من استشاطته حين صاح بصوت حماسي
مامي قالت لي إننا هنقعد عند شرشبيل كام يوم وهنرجع تاني لبيتنا
هز رأسه عدة مرات قبل أن يبتسم بخبث لينطق وهو يتفحص ملامحها بلؤم وتوعد 
ده شرشبيل طلع مش مسيطر خالص يا چو بس بسيطةكل اللي محتاجه يغير الخطة اللي بيلعب بيها والدنيا هتظبط بعدها
ابتسمت لتنظر له بتحدي بادلها إياها بتوعدفتحت العاملة الحقائب وبدأت بمساعدة عزة كان يتطلع لقطع الثياب بتمعن وفضول تحت خجل إيثار الشديدلاحظ عزة وهي تحمل رداء الحمام الخاص بأميرته وتتجه به إلى الحمام الملحق بالغرفة ليسرع الخطى وهو يمنعها من الدخول 
ثواني يا
عزة فيه حاجة جوة تخصني
افسحت له الطريق ليختفي بالداخلتفحص الحمام باحثا بعينيه حتى وجده معلقا بالمكان المخصص لهأسرع الخطى ليجذبه ويضمه بكفاه مقربا إياه من أنفه ليغمض عينيه وهو يشم رائحتها بين ثنايا خيوطه وبات يقبل الرداء وكأنها بداخلهأما إيثار فقد ضيقت عينيها متعجبة تصرفه مع عزة لتتسع حدقيتيها حين رأته يخرج وهو يضع الرداء الخاص به على ذراعه باحتواءابتسمت بخجل وهي تتذكر كلماته الوقحة عن إنتظاره لذاك الرداء خرجت العاملة لتتجه للأسفل بعدما انتهت من وضع الأشياء بأماكنها ولجت عزة بصحبة يوسف لداخل الحمام لكي تساعده بارتداء ثيابه تحرك إليها ليقول
أنا في أوضتي لحد ما تغيري هدومك لما تخلصي خبطي عليا علشان ننزل نفطر مع بعض... قالها بهدوء لترتبك بوقفتها ثم أجابته وهي تفرك كفيها ببعضيهما 
هو أنا لازم أنزل 
آه طبعا لازمالعيلة كلها مستنياك على الفطار...قالها بجدية واعتزاز ليسترسل بنظرات مطمأنة وكلمات أراد بها أن يزرع الثقة بداخلها 
دي الدكتورة عصمت أخدت أجازة مخصوص علشان ترحب بيك
هو إنت هتروح شغلك وتسيبني هنا لوحدي... نطقتها ك طفل صغير يخشى ابتعاد ملاذه عنه لينتفض قلبه فرحا ويجيبها سريعا كي يبث داخل قلبها كامل الإطمئنان 
لا يا بابا مش هسيبك
نطقها بطريقة أذابت قلبها ونهت عليه ليسترسل بصوت يشع حنانا ويحمل بين طياته عشق جارف 
حد بردوا يسيب حبيبه وحده
ذابت روحها وسرت إرتعاشة لذيذة بجسدها لتداعب فراشات العشق معدتها بعدما
 

53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 90 صفحات