رواية للعشق وجوه كثيره" كاملة حتي الفصل الاخير "بقلم نورهان العشري
عينه طول النهار في الشغل هو انت فكراني نايمه علي وداني لا انا قفشاكوا بس كنت بعمل نفسي مش واخده بالي
خجلت كاميليا كثيرا من حديث صفية و الذي اخذها لعالم ملئ بالسحر معه فأخذت تتذكر ذكرياتها الجميلة برفقته
عودة لوقت سابق
كاميليا بقولك ايه مشفتيش كوكي عماله ادور عليها في البيت مش لقياها
مشوفتهاش والله يا روفي دورتي
عليها في اوضه جدو دايما بتستخبي هناك
اه دورت و ملقتهاش طب بقولك ايه شوفيها في الجنينه اللي ورا كدا علي مانا ادور عند البوابه
اطاعتها كاميليا بعفوية
حاضر هروح ادور هناك و انت متقلقيش اكيد هنلاقيها ماهي كل مرة بتغلبنا كدا بس الاول هروح اغير الفستان دا لاحسن اوفر اوي و كمان لونه فاقع و خاېفه أبيه يوسف يشوفه يزعقلي
لا لا ماهو أبيه يوسف مش هنا و مش هيشوفه و على ما تطلعي تغيري و تنزلي ممكن يكون كوكي جرالها حاجه وحشه يلا روحي كدا انت كدا مزه و بعدين محدش هنا عشان يشوفك متقلقيش يالا
كانت تدفعها وسط ذهول كاميليا التي انصاعت لها وهي تقول
طيب بالراحه متزوقيش ربنا يستر
ذهبت كاميليا الي الحديقة الخلفيه و ما ان خطت خطوتين داخلها حتي تفاجأت بتلك الرابطة القماشية تغطي عينيهاا و يد حانيه تحيط بها فهمت بالصړاخ فاوقفها همسه الخاڤت
يعرف صوته طريقه الذي قلبها الذي كان يدق پعنف
يو يوسف هو هو في ايه
تحدث بنبرته العاشقة التي لها وقع السحر على سائر كيانها
يا عيون يوسف متقلقيش تعالي معايا
ثم اخذ يتقدم بها الى ان وصلا الى المكان المنشود و قام برفع العصبة عن عينيها فتفاجئت بذلك المنظر الذي أقل ما يقال عنه بأنه رائع
كان ذلك الجمال تزينه ضي النجوم في السماء فكان المكان تحفة تسر الناظرين فشعرت بالفرح يغمرها يقول بشغف
كل سنه و انت طيبه يا حبيبتي
هاااه
كل سنه و انت طيبة يا روح قلبي
وقع بارود كلماته على قلبها مفجرا ألغام عاشقه غيبتها عن الواقع فهمست مستفهمة
هي هي مين رو روح قلبك دي
راقه تخبطها كثيرا فقال بخشونة
انت روح قلبي
استفهمت بلهفة
دا بجد
أجابها بصوتا أجش
طبعا بجد كل دا و محستيش يا كاميليا
تحدث و يديه
تعزفان معزوفة رائعة على قسمات وجهها مما جعلها تهيم في عشقه اكثر فهمست بخفوت
اني بحبك
كأعمي أبصر النور حديثا كان هذا حالها عندما نطق تلك الكلمة التي لطالما تمنت ان تسمعها كثيرا و لطالما حلمت بهذه اللحظة في المنام واليقظة و لكن روعه حدوثها في الحقيقه تفوق ما حلمت به كثيرا
انت ايه
تريد أن تؤكد لقلبها أن ما تسمعه ليس حلما طالما تمنته بل واقعا تحياه وتتلمسه بكل جوارحها فلم يبخل عليها بما تتلهف إليه فأغدقها به دون تحفظ
بحبك و بعشقك و بمۏت فيك
كان همسه القاټل له مفعول ساحرا إضافة إلي كلماته العاشقه مما جعلها تشعر بالأرض تدور بها فترنحت و لكنه لم يدع لها المجال في الابتعاد عنه حيث التقطتها قبل ان تقع و أسندت رأسها موضع جنونه بها فشعرت بضربات قلبه المتلاحقة و التي كانت تخبرها بمدى عشقه و ولهه بها و ظلت أنامله تلهو بخصلاتها بحنو إلى أن قام بالجلوس حول الطاولة دون أن يفلتها بل كانت في وضعها الصحيح بين جنبات صدره فشعرت بأنها تحلق فوق الغيوم من فرط السعاده
ظلت علي هذه الحال وقت ليس بقليل إلى أن أدارها ناظرا إلي عينيها بعشق تجلى في نبرته حين قال
عارف قعدت احلم باللحظة دي قد ايه
ابتسمت بخجل تجلى في نبرتها وهي تقول
قد ايه
تحدث يرسف بعد ما حاول السيطرة علي بركان المشاعر الثائرة التي أيقظتها حوريه فاتنه بقلب طفله بريئه جعلت من قلبه ينتفض عشقا لها
من و انت لسه بضفاير و بتلعبي انت و روفان
بالعرايس
صمت لثوان قبل أن يضيف بخشونة
كنت عارف انك بتحبيها عشان كدا في كل عيد و في الكريسماس و في عيد ميلادك كنت بجبهالك و احطها في اوضتك هي و الشيكولاته من غير ما حد يحس او ياخد باله
ابتسمت كاميليا برقه و قد كانت كلماته بلسم لكل الچروح العالقه بقلبها فقالت بحب
و انا صغيره كنت مفكره ان بابا نويل اللي بيجبلي العرايس دي و بعدين لما كبرت شوية عرفت ان بابا نويل
مبيجيش غير في راس السنه بس فكرتك الجني اللي في مصباح علاء الدين و لما كبرت شويه كمان قولت دا فارس الأحلام اللي هييجي يخطفني على حصانه و أتمنيا من كل قلبي يكون الفارس دا انت يا يوسف
اذابته برائتها و عفويتها في الحديث فقال بحنو
بس انت مغلطيش يا قلب يوسف انا كل دول
فعلا
كاميليا بخفوت
ازاي
ابتسم قائلا
انا بابا نويل اللي في كل راس سنه هيجيلك احلي هديه في الدنيا و أنا الجني الي في مصباح علاء الدين اللي هيحققلك كل تتمنيه انت بس تأمري
صمت قبل أن تتبدل لهجته إلى أخرى شغوفة
و انا فارس أحلامك اللي هييجي يخطفك علي حصانه و و يخبيك عن عيون الناس
ابتهج قلبها و انشرح جراء كلماته العذبة فتحدثت بخفوت
عارف يا يوسف
يريد منها كل ما يمكن أخذه و اكثر لذا أجابها بلهجه ملحة
عايز اعرف يا قلب يوسف قولي كل اللي جواك
تعانقت سعادتها بالحاضر مع ألم الماضي فقالت بشجن
انا حياتي ابتدت من اول ما قلتلي بحبك اللي فات دا كله مكنش حياة اصلا انا عشت عمري كله يتيمه بس النهارده لا ربنا عوضني بيك
كم آلمته تلك الكلمة فهو يود لو يجلب لها الارض و السماء مقابل أن تكون سعيدة و لا تشعر بذلك الشعور البغيض أبدا لذا قال بلهجه حاسمة بقدر حنانها
انت عمرك ما كنت يتيمه يا كاميليا كلنا هنا بنحبك ماما صفيه ممتك و أدهم و روفان اخواتك و عمو مراد بالرغم انه مش دايم التواجد هنا بس بيحبك اوي و جدي
قاطعته بحزن
جدي عمره ما حبني يا يوسف بالرغم من أني والله بحبه تصور دا حتي مبيخلنيش اعمله فنجان القهوة بتاعه و بيطلب من نيفين او روفان و عمره ما طلب مني
كان الڠضب داخله لا يوصف وهو يتذكر أفعال جده معها ولكنه قال محاولا تخفيف وطأة الأمر عليها
جدي صعب شويه لكن هو بيحبك اوي اوعي تفكري التفكير دا تاني و علي فكرة بقي اياك تعملي قهوة لحد غيري انا و بس
قال جملته الأخيرة بلهجه قويه فأجابته بحبور
عيوني
همس بلهجة اذابتها
تسلم عيونك الحلوة دي مش عايز اشوف فيهم الحزن أبدا يا كاميليا انت اغلى حد عندى في الدنيا مقدرش أبدا تكوني زعلانه أو حزينه
تبدلت ملامحه فجأة و قال بلهجه حادة
و بعدين تعالي هنا انت ايه يا هانم اللي منزلك بالفستان دا كدا
كان يحاول تغيير الموضوع لينتشلها من بحر احزانها
الذي يؤلم قلبه كثيرا و بالفعل قد نجح في ذلك فقالت پخوف
والله يا يوسف انا كنت هغيره روفان شدتني و طلعتني برة الجنينة و أكدتلي ان مفيش حد هنا
يوسف بمزاح
الصراحه الواحد اول مرة يستفيد من روفان اختي دي في حاجه
كاميليا بعدم فهم
ايه دا مش فاهمه تقصد إيه
ابتسم يوسف علي برائتها
التي تزيدها جمال علي جمالها فقال بحب
يعني انا اللي اشتريت الفستان دا و قولتلها تخليك تلبسيه بأي طريقه و تنزلك الجنينه هنا و طردت مازن و أدهم عشان تعرفي تلبسيه براحتك
شعرت بالفرح يغمرها من فعلته و لكنها تنبهت لجلستهم وهي بهذا القرب منه فقالت پخوف
طب هو مش ممكن حد يشوفنا كدا
انت لسه واخده بالك اننا كدا
قالها يوسف بمكر أخجلها كثيرا فلم تعرف بماذا تجيبه فهي في حضرته تنسي كل شي و تتبخر جميع الأفكار بداخلها و لا تراودها سوى فكرة وجودها معه
لاحظ يوسف خجلها الذي يعشقه كثيرا فقال يمازحها
وبعدين بصراحه بقى انا نفسي يشوفونا كدا
شهقت پصدمه
يوسف انت بتكلم بجد
طبعا بتكلم بجد ياريت حد يشوفنا و يقول لجدي و يخلينا أصلح غلطتي
لكزته في كتفه و قالت بخجل من تلميحاته التي تعبث بدقات قلبها
بطل قلة ادب والله هقوم امشي
مازحها قائلا
طب ينفع اكون صارف و مكلف كدا و تسبيني و تمشي
أجابته بخجل وامتنان
ميرسي اوي انك افتكرت عيد ميلادي
يوسف بتصحيح
و انا من امتى نسيته
كاميليا بحزن
السنادي الناس كلها نسيته حتى روفان و ماما صفيه نسيوه مفيش غير أدهم اللي قالي الصبح كل سنه و انت طيبه قبل ما يروح الشركه
يوسف بجفاء
طب فكريني الطشله أول ما يرجع عشان انا منبه عليهم محدش يقولك حاجه عشان اجهز لك المفاجأة دي
كاميليا بلهفة
حرام عليك متقولش كدا دا دافع عني قدام طنط سميرة النهارده و خلاها كانت تاكل
في نفسها من الغيظ
استفهم قائلا
ليه حصل ايه هي حاولت تضايقك تاني
كاميليا باستسلام
العادي بتاعها يعني كنا بنتكلم عن النتيجة و ان احنا خايفين و كدا و لقتها بتقول ان انا اصلا
فاشلة و مش هجيب تقدير أدهم قالها بكرة النتيجه هتظهر و كاميليا هتجيب اعلى تقدير فيهم و هتشوفي دي تلميذة يوسف الحسيني عمرها ما هتبقي فاشله و هي اتضايقت بقي لما قال كدا و قعدت تبرطم و قامت و سابتنا
تجاهل غضبه لحديث تلك الشمطاء و قال بجدية
فكريني اصرفله شهر مكافأه عالحركة دي و بعدين اللي بتتكلم عن الفشل دي أساسا ساقطھ إعداديه
أطلقت ضحكه صاخبه خطفت قلبه فقريها إليه أكثر قائلا بعشق
ضحكتك دي أجمل نغمة سمعتها في حياتي متحرمنيش منها أبدا
و اوعي اشوفك زعلانه
ولا تخافي من حد خلقه ربنا علي وش الدنيا دي
أوشكت على مقاطعته فجاءت كلماته محذرة
اللي يقولك كلمه قوليله عشرة و انا هاجي اكمل عليه بعدك حتى لو كان هو مين عايزك دايما قوية و اوعي تسمحي لأي حاجه تكسرك
اومأت قبل أن تستفهم بخفوت
حتي لو مجبتش تقدير كويس السنادي برغم تعبك معايا دا هتفضل تحبني كدا بردو و لا
قاطعها يوسف قائلا بقوة
حتى لو مبتعرفيش تقري و تكتبي قلبي مش هيعشق غيرك بردو
عودة للوقت الحالي
سرحتي في ايه كدا يا كاميليا
هكذا تحدثت صفية فأجابتها كاميليا بحزن
أبدا افتكرت مواقف لينا مع بعض و قد ايه كنت طايره من الفرحه و انا معاه و كنت حاسه بأمان الدنيا جنبه لكن للأسف
اخفضت رأسها محاوله ان لا يلاحظوا تجمع العبرات داخل عينيها فجاءت كلماته صفية مطمئنة
مفيش للأسف يا كاميليا كلنا بنغلط المهم نتعلم من غلطنا و منكررهوش تاني
همست بتعب
ڠصب عني يا ماما انا خاېفه اوي
خاېفه من ايه بس
خاېفه من يوسف و عارفه انه عمره ما هيسامحني قبل ما يعرف