رواية للعشق وجوه كثيره" كاملة حتي الفصل الاخير "بقلم نورهان العشري
ما كنت دخلت الداخليه دي بالواسطة قدامك نص ساعه و الاقيك قدامي
اغلق يوسف الهاتف و قد انتوى ان يصل الى حل كل تلك الألغاز المحيطة به و خاصة التي تخصها
بعد مرور ساعه التقي يوسف بمازن ليتوجهوا سويا لمقابلة ذلك الرجل حتى يعرفان سر هذا الحاډث
الموضوع دا في أنه كبيرة يا يوسف
تحدث مازن بعد ما قص عليه يوسف ما حدث ليكمل حديثه قائلا
و اللي اتصل عشان
ينبهني يبقي تبع مين
قالها يوسف بسخريه فثار مازن حانقا
من غير استظراف مين هيكون عايز يأذي كامبليا غير عشان هي مراتك
و مين يعرف انها مراتي
كان استفهام يستحق التأمل فتحدث مازن بحيره
تقصد ايه
يوسف بفظاظة
تحدث مازن بحذر
كلامك كبير و معناه خطېر يا يوسف
يوسف پغضب
ماهو عشان كدا لازم اجيب قرار الموضوع
دا و لحد ما اجيب قراره كل الناس موضع شك في نظري
أخبار الخاېن اللي في الشركه ايه لسه معرفتوش
مش وقته يا مازن
تحدث يوسف بغموض
انا مش هقدر اسافر يا ماما
تحدثت غرام بخفوت وهي تنظر في جميع الاتجاهات ماعدا النظر الى والدتها حتي لا تعري سر تخبئه عيناها عن غدر رجل جعل اطفئ شعله الحياه بداخلها
تحدثت فاطمة متظاهرة بأنها لم تلحظ تبدل حال غرام منذ عدة ايام فقد أخبرها قلبها بأن صغيرتها قد تألمت بقسۏة و لكنها لم تضغط عليها و آثرت ان تعالج الموضوع من جانب آخر متجنبه مواجهة قد تضر أكثر مما تنفع
تحدثت غرام بلهفه
طبعا عايزه اشوفها و ھموت و اطمن عليها بس أصل
غرام بمراوغة
أصلي تعبانه شويه
فاطمه بهدوء مستفز
سلامتك ايه اللي بيوجعك
تلعثمت غرام قائلة
ا اص اصلي قومت من النوم عندي شويه برد و جسمي واجعني
تحدثت فاطمة بحنو
تعالي يا غرام اقعدي جمبي
تقدمت غرام بخطوات ثقيله تجاه والدتها و حتي جلست بجانبها مخفضة الرأس غير قادرة على النظر الى والدتها التي لاحظت ذلك فوضعت اناملها تحت ذقن غرام لترفع رأسها و تقول بحزم
ثم أخذت تمرر يدها على خصلاتها الحريرية قائله بحنان
الحياه مش كلها وردي يا غرام الحياة بتدينا الدروس على هيئه صدمات و الشاطر هو اللي يخلي الصدمات دي تقويه مش تضعفه و انت طول عمرك شاطرة
التمعت العبرات بعيني غرام فتابعت فاطمة بتعقل
الست الضعيفه يا بنتي بيداس عليها في الزمن دا انا عيزاك قويه و تهزمي كل مخاوفك مش عيزاك تكوني جبانه و تهربي من حاجه او من حد واجهي مخاوفك لحد ما تهزميها واجهي ضعفك حتي لو كان شخص
اثبتي لنفسك و ليه انك اقوى من ان حاجه تكسرك
استمهلت نفسها قبل أن تقول بنصح
و اللي يبيعك بيعيه او اقولك اتبرعي بيه من غير ما يتهز منك شعره و خليك عارفه ان ربنا هيبعتلك اللي يليق بقلبك
اهتزت نبرة غرام وهي تقول باستهلال
حضرتك بتتكلمي عن ايه مفيش حاجه
قاطعتها فاطمه قائله
هششش مش عيزاك تكدبي عليا انا بعرف كل حاجه من عنيك يمكن معرفش تفاصيل بس عارفه ان اللي بيوجعك دا
كانت تشير إلى موضع قلبها ثم تابعت بحنو
عايزة بنوتي الحلوة ترجع تنور زي الشمس من تاني مش عايزة نورها ينطفي أبدا
انا بحبك اوي يا ماما
قالتها غرام ثم اندفعت بحضن والدتها تنشد الراحه و الحنان و بكت كثيرا حتى شعرت بأنها و أخيرا استطاعت ان تتنفس براحه و ان تلك الغصه العالقه بقلبها قد رحلت فتنهدت بعمق حتى تملأ رئتيها بذلك الهواء النقي النابع من تلك الجنة بين أحضان والدتها التي قالت بحب
ربنا يريح قلبك يا بنتي
ثم اردفت بمرح
يالا قومي بلاش دلع بنات روحي البسي و اتشيكي كدا و اثبتي لللي وجعك انه ملوش وجود جواك اصلا اكتر حاجه تجنن الراجل و تحسسه انه مالوش قيمه التجاهل و انه يحس انه
اطرد من مكان كان مكتوب باسمه
ثم اضافت بتخابث
مش هو برده كان مكتوب باسمه يا غرامه
هبت غرام من مكانها كمن لدغتها أفعي وقالت بعجل
انا هروح الحق اجهز نفسي بقي عشان منتأخرش ثم هرولت للخارج و لكنها تراجعت إلى والدتها ثانيه لتسألها
ماما طب احنا هنقعد هناك كام يوم يعني عشان اجهز شنطتي و كدا
مش كتير يعني يومين اطمن علي كاميليا و اشوف علي بيه مظهر اللي عملي فيها جيمس بوند و راح قعد هناك و قالي عدولي
بعد عدة ساعات كان الجميع في الطريق إلى القاهرة و كانوا مقسمين الى قسمين فاطمه مع يوسف في سيارته و كلا من غرام وكارما مع مازن في سيارته الذي ما أن رآها كم كانت جميلة و بريئة و ناعمه حتي لعڼ نفسه عندما تذكر كم جرحها البارحه
عودة لوقت سابق
بعد دقائق غير معلومة عددها رفعت كارما رأسها من على كتفه لتحتوي وجهه بحنان أنثى كفيل بتخدير جميع چروحه و قالت بصوت يحمل من العشق ما يفوق ألمه بمراحل
انت نعمه يا مازن في حياة اي حد طول عمرك احن قلب في الدنيا طول عمر اهلك كانوا فخورين بيك انت حققت حلم باباك و دخلك الكليه اللي كان نفسه انك تدخلها
وحافظت على اهل صاحبك و حميت اخته و جيت على نفسك و سعادتك عشان خاطرهم و حافظت عليها من نفسها بس انت متملكش سلطة عالقلوب يا مازن لو قلبها دقلك فدا مكتوبلها و زي ما اتوجعت زي ما ربنا هيعوضها
صمتت لثوان ثم تفننت في سكب الطمأنينة فوق تصدعات قلبه
ربنا عادل اوي يا
مازن تخيل انه يردك لقلبي بعد السنين دي كلها و بعد العڈاب و المعاناة اللي عشتهم في بعدك اتكافئ بيك و انك تبقي جمبي و معايا و بتحبني في عوض
احلي من كدا
عاند تلك الراحة التي تسللت الى قلبه جراء كلماتها وقال بجفاء
انا مش الملاك اللي انت شيفاه يا كارما انا في اقرب فرصه ممكن اجرحك و اوجعك حتي لو مش بقصدي شوفي احنا مكملناش مع بعض شهر و جرحتك و ۏجعتك كام مرة !
تحركت اناملها بخفه علي ملامحه التي تعشقها و قالت بحب
و انا مش عيزاك ملاك عشان انا كمان مش ملاك احنا بشړ بنغلط و دا حقنا و لو تفتكر انا كمان جرحتك و زعلتك كتير بس بحبك حب يكفي العالم دا كله ويفيض يبقى منستسلمش لليأس و نسيب الحياة نسرق مننا كل حاجة حلوة لازم نعاندها و ننتصر عليها و نصبر على الۏجع عشان ربنا يعوضنا خير مش بيقولوا بعد الصبر جبر و انا ربنا جبر قلبي بيك و بعتني عشان اقف جنبك و اطيب كل الچروح اللي جواك دي
كانت كلماتها كالبلسم لچروحه و تلك النظرات الحانيه التي تشع حبا لم يكن يتخيله قط فطفلته البريئة أصبحت إمرأة جميلة تستطيع بحنانها أن تمتص جميع أوجاعه وآلامه
اقترب منها أكثر و قام بإسناد جبهته على خاصتها و خرجت من جوفه تنهيده احرقت بحرارتها نعومة بشرتها ليقول بصوت أجش
خاېف اوي خاېف تضيعي مني زيهم خاايف
قاطعته واضعه ابهامها أمام شفتيه و قالت بنبرة قاطعه أذهلته و بددت خوفه بلحظات
اوعي تخاف ابدا ربنا مخلقناش عشان يعذبنا يا مازن و خۏفك دا ضعف إيمان منك و انا مش عايزاك تكون كدا احنا هنحط ايدنا في ايد بعض و نكمل مشوار حياتنا سوا و هنرمي حمولنا علي ربنا و مش كل حاجه هتحصلنا هنحمل نفسنا ذنبها في قدر مكتوب منقدرش نمنعه او نقف قدامه كل اللي نقدر نعمله اننا نقول يارب و بس و نحاول نصلح اللي الدنيا لخبطته
تقطيبه من بين عيناه ظهرت لتجعلها تقول بتوضيح
يعني هننفذ وصيه محمود الله يرحمه هنقف جنب بعض و نخلي سيدرا تتعالج وترجع لحياتها الطبيعيه تاني و نرجع البنت الجميله البريئه اللي ضحكتها ماليه
وشها و هتقف جنبها كإنك محمود الله يرحمه و هتثبتلها ان اللي هي فيه
دا وهم في دماغها بحكم انك الراجل الوحيد اللي في حياتها و انا هكون جمبك و هساعدك
لاحت الاستفهامات بسماء عينيه فأجابته بصدق
هبقي بالنسبالها الأخت اللي بعتتها الحياه ليها بعد السنين دي كلها و مش همل و لا هزهق و لا هغير منها ابدا حتى لو قالتلي الف مرة انها بتحبك
و ايه مخليك متأكده كدا انها
مش بتحبني
باغتها سؤاله الذي اربكها للحظات و لكنها ابت التراجع او اظهار الخۏف من احتمالية ان تكون تعشقه بالفعل فقالت بعمليه
من خلال دراستي و قرأتي لعلم النفس فهمت ان سيدرا متعلقه بيك تعلق مرضي شايفه انك عوض عن اخوها الله يرحمه اللي اخده المۏت منها فانت بالنسبالها بديل له بالاضافه لانها اتعودت على وجودك الدايم في حياتها فكرة انك تبعد عنها او حد ياخدك منها دي فكرة مستحيله بالنسبالها عشان كدا اقترحت علي مامتها موضوع الخطوبه عشان تضمن انك تفضل جمبهم و معاهم و موفرلهم عنصر الامان اللي اختفي بمۏت أخوها
أوشك على مقاطعتها فلم تعطيه الفرصة إذ تابعت بثقة
و لما خطبتها و اهملتها جرحت كبريائها كأنثى فعملت اللي عملته دا عشان تخليك تغير و بكدا ترجعلها ثقتها بنفسها اللي ضيعها إهمالك ليها
بدأ بالاقتناع ولكنها لم تبتر بذور الشك من قلبه
كل دي احتمالات بس لو مكنتش بتحبني مكنتش رجعت تاني
عاندته في محاولة لإثبات وجهة نظرها
و بردو لو كانت بتحبك مكنتش هتقول عليك البي قالته و تسوء سمعتها بإيدها عشان بس تبعدني عنك و هي عارفه و متأكده انك عمرك ما هتتجوزها بعد اللي هي عملته و لو تفتكر و احنا مع بعض في الكافيه كانت بتتكلم انها مهمه في حياتك و ليها وجود فيها و دا اللي هي عايزه تحافظ عليه حيز وجودها في حياتك و صدقني دا كل اللي يهمها انها تفضل ليها مكان جواك
بات حديثها يتغلغل إلى بواطن عقله فيقنعه بمنطقيه حديثها خاصة و هو يتذكر كم كانت سيدرا مڼهارة بعد وفاه اخيها و لم تجد من يحنو عليها سواه فقد كانت دائما تحكي له ادق تفاصيلها و اسرارها و لكن تبدل كل هذا عندما اخبرته والدتها بأن تلك الخطبه لن تستمر طويلا و انها ستنتهي عند انهائها جامعتها و انهما سيسافران إلى الخارج فتبدل حالها عندما علمت