حكاية رياح الألم و نسمات الحب بقلم سهام صادق
أنا كنت عقبتها واي واحده هنا في البيت مش هتلزم حدودها فمتلزمنيش هاا اختارتي ايه
لتتطلع اليه هي بحنق قائله هعتذرلها !
منصور بتنهد ولو هي مقبلتش أعتذارك
وكادت أن تترك للسانها المجال لتسب فيها وتضع حنقها منه كله عليها ولكن نظراته القويه قد ألجمتها
لتقول هي راسها ورجليها لو حبيت
فيتطلع اليها منصور قائلا كويس انك فاكره رجليهاا الي ياساتر عليكي وصلت بيكي أنك نفسي أعرف أنتي مفتريه كده ليه
ليتطلع اليها منصور پغضب انا عمري ماكنت مفتري ياثريا غير مع الي يستاهل وسلمي ديه انا مكنتش هتجوزها بس محدش يضحك عليا زي واحد اسمه صالح وهو كمان الي باعها وخلاص انا اشتريت وكمان انا
لو كنت مفتري معاكي مكنتيش تبقي عايشه وكأنك ملكه البيت كله بيمشي تحت طوعك وواخده حقك بالقوي وطبعا فاطمه الغلبانه مش بتتكلم مين بقي المفتري !!
لتنظر اليه تلك الخادمه التي تدعي صفيه قائله پألم هو ايه الي حصلها مش هي ديه ست هنا !
ليتنهد فارس قائلا روحي أنتي طيب علي شغلك ياصفيه
لتذهب صفيه تاركة له الحرية في شروده فيظل يجول داخل مكتبه بضيق حتي يخرج منه عازما بأن يذهب اليها رغم محاولته تجنب ذلك القرب الذي ل
فارس بتعجب أنتي رايحه فين !!
لتتطلع اليه هي قائله خارجه
فينظر اليها متعجبا ثم نظر الي ساعة يده قائلا دلوقتي انتي عارفه الساعه كام
لتتطلع اليه ثانية قائله عارفه !
فارس بجديه طيب أتفضلي بقي علي أوضتك مش معقول بقالك اسبوع وانتي كده عارف انك زعلانه علي الولد وجدته بس ده قدرهم ياهنا
لتجلس هي علي حفة احد ادراج السلم قائله انا عايزه أمشي من هنا انا هفضل هنا لحد أمتا انا لازم أوجه حياتي بنفسي واكون مستعده لاي حاجه مش عايزه أفضل الطفله الي شايفها في عيونك انت و هشام ثم قالت ساخره حتي جوليا شيفاني طفله !!
لتقول هي ساخره عشان مشفوتهمش وهما بيخرجوهم من التراب مشفتهمش وهما محدش سأل فيهم ولا يعرف عنهم حاجه مشوفتش حياتهم البسيطه وضحكة الطفل الجميله ولا لمسة ايد جدته رغم فقر كل حاجه عندهم كانت لسا جمال الحياه موجوده انا شوفت ده كله وحبيت حياتي بسببهم ورضيت بحياتي الي عيشاها شفقة وصدقه مع حد هو مجبر علي وجودي
واقترب منها يقبض فوق ذراعيها ماتفوقي بقي هو انتي هتفضلي فاكره لحد امتا أني معيشك معايا صدقه واشفاق صحيح في البدايه ده كان طلب عمتي بس دلوقتي انتي هناا عشان انا عايزك هنا وهتفضلي هنا جنبي طول العمر سامعه ومش هتخرجي من البيت ده
لتنظر اليه بأعين دامعه من أثر قبضته المؤلمھ حتي يسرح هو مع دموعها هذه التي تهز بكيانه فيقترب منها اكثرولكن صڤعة يديها الضعيفه له كانت هي الأقوي لذلك السحرالذي يرسخ بقوه بين ثنايا ضلوعه لتنفلت من بين قبضة يديه وتسير سريعا الي غرفتها وهي حانقه منه
كانت نظرات أعينها المتهكمه منه تحاوطه حتي أقتربت منه قائله بقالك أسبوع وانت سرحان كده ومش طايق حد ايه ياحسام مالك
ليتطلع الي نظراتها المتهكمه ثم الي حديثها الذي يعلم مغزاه قائلا عايزه ايه دلوقتي يانسرين احنا مش أتفقنا من أخر مره كنت فيها هنا أننا مش هنتقابل تاني
لتتطلع هي الي نظرات أعينه بكل ثقه حتي تقول انا حامل ياحسام !!
لتصبح تلك الكلمه كالعاصفه التي تقلب كل شئ علي عاقبيه دون أن تتأثر هي
فتقترب منه نسرين اكثر لتقول اصل أنا بطلت اخد الحبوب من مده وحصل الي حصل بقي ياحبيبي هاا بقي أمتا هتعلن جوازنا ياحسام
لتظل نظرات حسام متطلعه اليها ليقول حامل ازاي ومن امتا
لتضحك نسرين بسخريه علي حسب كلام الدكتوره فأنا حامل من
ليلة أفتتاح الشركه فاكرها ياحبيبي ولا انت بقيت تنسي ثم اقتربت منه بأنوثتها الطاغيه هتبقي بابا ياحسام شوفت الخبر الحلو ده
لينظر اليها حسام پحده قائلا انتي عارفه
كويس احنا أتفقنا علي ايه يانسرين من أول ما أبتدت علاقتنا ببعض
لتقترب منه نسرين أكثر قائله بدموع قد تدرك تماما وقت أستخدامها علاقتنا ببعض ياحسام يعني أنا مجرد علاقه في حياتك طب وورقة جوازنا ديه
ليبتعد عنها قائلا پغضب ورقة جواز عرفي يا نسرين فاهمه يعني ببساطه ملهاش اي لازمه ما بينا
ندل ومش انا الي اعمل حاجه واهرب منها صحيح الطفل ده جيه غالطه بس الذنب مش ذنبه هو
لتبتعد عنه نسرين قائله پألم وهي تفرك أحد ذراعيها اومال الذنب ذنب مين
وبعدما أشاح هو بوجهه بعيدا عنها أطلق تنهيده قويه ليقول بسخريه داخل نفسه مش ذنب حد يانسرين !!
وقف يتأمل ذلك الظلام الدامس وكأنه ينتظر مصباحا ليمحوا هذا الظلام من امامه فأغمض عينيه وكأنه يريد أن يري الظلام أيضا داخلهما حتي يجد أيد أحدهما تضع برفق علي كتفيه فيقول هشام انت
مبتحبش تيجي هنا غير لما تكون عايز تهرب من حاجه هربان بقي من ايه
ليبتسم فارس بمراره قائلا تصدق اول مره مكنش جاي هنا وانا عارف انا جاي ليه
ليتنهد هشام قليلا بعدما عقد ساعديه ووقف بجواره لمشاهده ما لا يشاهد اوعي تكون بتحب مع أن ده شئ مستبعد
ليظفر فارس تنهيده قويه فيقول وليه شئ مستبعد
فيتذكر فارس حياته الماضيه فيقول بتنهد ومين قال أني عرفت انا فعلا كنت فاكر ان مۏت فارس بتاع زمان بس أظاهر ان حتي النفوس بتشتاق لصحابها القدام
ليضحك هشام قائلا وطبعا هي الي حركة الجزء ده جواك وانت هنا عشان قلبك رافض ان يبعدها عنه وعقلك بيقنعك بالبعد
ليتطلع اليه فارس قائلا أنت تقصد ايه ياهشام !
هشام بأبتسامه هنا يافارس أنت بتحب هنا
ليتنهد فارس قائلا يمكن ميكونش حب يمكن يكون أحتياج او
وقبل ان يكمل فارس حديثه نظر اليه هشام قائلا بتضحك علي نفسك ولا عليا
ليضع هو براسه بين راحه كفيه ويمسح علي وجهه بتعب تفتكر أن فعلا خلاص بقيت اسير حبها !!
فيبتسم هشام قائلا ابقي شوف نفسك وانت بتنطق بس بأسمها وانت هتعرف ياصاحبي
ليترك قلبه للحظات أن يتصدي لعقله حتي يقول بداخله أنا ليه بقاوم حبك !
لم تكن لمست يديه هي من جعلتها تشرد هكذا ولا لحظة قربه منها وهو يكاد ان هي من ملكت فكرها ولكن كانت في عالم أخر تائها تبحث فيه عن نفسها وقفت أمام تلك المرئه التي تحنق التطلع اليها فهي لا تزيدها سوى نفورا من نفسها وهي تتخيل هيئتها الضعيفه حتي أتت بذهنها صوت صړاخها وهي تستنجد بأحد أن ينجدهم ووجههم الباسمه وهم مۏتا يتخلل ملامحهم ذلك التراب الكريهه حتي تعبت من كل هذا لتتمدد علي الفراش وهي تتذكر أبتسامة والدتها الحانيه والدها الدافئ وشقاوة وضحكات بنات عمها ليأتي هو في مخيلتها فتتذكر صڤعتها له وهي تعيد حديثه ثانية علي مسمعها فتنفر من تلك الحياه متذكرة أمال فتتنهد پألم علي بعدها هذا !!
تنهد بأرتياح عندما دخلت قدماه الي تلك الشقه التي أستأجرها عندما أراد أن ينفرد بحياته بعيدا عن كل ماحوله وعندما جلس براحه علي أحد الارائك الوثيره في شقته بعدما أضاء الأنوار الخافته ووضع برأسه للخلف قليلا وهو يتذكر صڤعتها له رغم ضعف قواها ولكن صداها قد ضوي بين أعماقه الحائره ليغمض عيناه قليلا وهو يقرر داخل نفسه بأن يتركها تنعم في البيت بمفردها حتي لا يجعله حبه لها يضعف ثانية ويخون تلك الأمانه التي أداعها الله في بيته الي أن
يأخذها بعدما
لتنطق بها وهو يقول بعد ما أتجوزك ياهنا هقدر أخدك ومن دلوقتي لازم أحافظ عليكي بعد ما اتأكدت أني فعلا حبيتك !!
وقبل أن يصب عليها ضيقه الذي أصبح يسيطر عليه نظر الي وجهها الشاحب قائلا مال وشك كده وكنتي فين الأيام الي فاتت
لترفع ببصرها الذي أخفضته أرضا ظروف
فينهض حسام من علي كرسي مكتبه قائلا بسخريه ببساطه كده ظروف ممكن أعرف بقالك أكتر من أسبوع مبتجيش تدريبك ليه علي فكره كل ده بيقلل فرصتك في الشغل معانا لو مأثبتيش كفائتك
لتحرك له رأسها بالأيجاب دون أن تتحدث
فينظر اليها بنظرات قد أربكتها قائلا پحده أتفضلي علي تدريبك وياريت تلتزمي شويه عشان أنا مبحبش الأهمال
فتتطلع اليه هنا قليلا وقبل أن تغادر مكتبه نظرة اليه وهي تقول شكرا
ليتنهد حسام قائلا پألم ليه جيتي في الوقت الغلط
ياهنا
ومنذ تلك الليلة التي قد رئها فيها وهي في حالتها المزريه وقف يتأملها وهي تمسك ذلك المشط بضعف وتمشط به شعرها الأسود الطويل وبطنها المنتفخه قليلا هذا النحيلحتي اقترب منها وهو يقول عامله ايه ياسلمي دلوقتي
لتبتسم هي بمراره بعدما غطت كتفها عن عيناه قائله الحمدلله !
فأقترب هو منها ليمد بكلتا يديه وهو يسحب ذلك الشال عنها ناظرا لها مټخافيش انا وعدتك اني مش تاني ومنصور مهما كان وحش بس لما بيوعد بيوفي
فتنظر الي عينيه قائله انت ليه طردت أبله ثريا !
ليتنهد منصور بضيق قائلا بعدما أشاح بوجه عنها انا مطردتهاش بس ثريا كان لازم تتعاقب ومدام أنتي مقدرتيش تقولي مسمحاها علي الي عملته فيكي فكان ده عقبها
لتتطلع اليه سلمي قائله پخوف بس انا مسمحاها صدقني بس يومها مكنتش قادره اتكلم واقول حاجه لاني
ليبتسم منصور بمراره لأنك كنتي خاېفه !
لتخفض وجهها خجلا حتي يقول هو لو أنتي قولتي رجعها فأنا هرجعها اما
وقبل أن يكمل منصور حديثه أندفعت ببرائه قائله رجعها انا مسمحاها صدقني !
وبدون شعور وجد نفسه ولأول مره يسب في نفسه بأنه قد دمر حياتها بسبب ان يصبح أبا لولدا مجهولا
وقبل أن تطرق بيدها حجرة مكتبه نظرة اليها صديقتها