رواية صړخة على الطريق للكاتبةدفنا عمر
ليا أهل لكن اعرفك انت
ترقرقت عين الجد ما بين راحة بما قال وحزن لما هو أت بينما يتابع توفيق حوارهما
بتأثر وجسار يواصل بس أنا مقدرش اقبل اتمتع بمنح مادية مابقيتش من حقي برفض رفاهية مش ملكي دلوقت ياجدي أنا هبدأ طريقي بشغل جديد وبيت تمنه من كدي وتعبي وفي نفس الوقت لازم ادور على أي خيط يوصلني لأبويا وأهلي
ثم مد أنامله وجفف دموع جده العزيزة وقال مازحا وعشان تعرف ان حفيدك الحليوة مش بيضيع وقت أنا فعلا لقيت شغل تاني في شركة والد زميلة ومحامية في المكتب عندي هبقي مستشار والدها القانوني
رمقه بنظرة مطولة قبل ان يقول أنا ليا حق عليك ولا لأ يا جسار
طبعا ياجدي وكلمتك سيف على رقبتي بس
مفيش بس أنا مش هقولك سيب فرصة الشغل اللي جالك في شركة أبو زميلتك بس كمان المكتب ده اتعمل بمجهودك ومهارتك انت ليه تفرط فيه وهو حقك وبعدين ده هديتي في نجاحك والهدية مابترجعش وإلا تعتبر إهانة عايز تهين جدك
وواصل بأديث أكثر عمقا مهما كان اللي حصل واللي عرفته أوعي تنسى انك كنت ومازلت حفيد للراجل ده ولازم تسمع كل كلامه فاهم
فاهم يا
وقفت الكلمة گ غصة في حلق جسار لم يستطع لفظها إن ناداه بأبي سيكون كاذب فلم يستشعرها منه يوما مثلما كانت أحاسيسه تجاه الجد نادر
بأبويا أكتر مني ودايما كنت معاه لما احتاجك
قالها جسار بحسم وقوة دون لحظة تردد كي يرسخ فيهما تلك الحقيقة ليبتسم جده بحنان وقلبه يخفق حبا وفخرا بما صار عليه ذاك الذي تلقفه من الطريق ذات يوم رضيعا ېصرخ ها هو كبر ولم ينسى ما قدمه له مازال بارا محبا له كما كان
اسمحولي استأذن
على فين
قالها جده بلهفة وعيناه تستجدي بقاءه فتماسك جسار أمامه كي لا يضعف هشوف سكن مؤقت لحد ما تستقر أموري يا جدي
قالها توفيق كي يثنيه عن الرحيل فرد عليه
رائف انا هقابله وافهمه لكن وجودي هنا مبقاش ينفع خلاص
أطرق الجد رأسه باستسلام حزين فرفعها جسار هامسا بحنان وبعدين ياجدي مش اتفقنا ان مفيش حاجة هتتغير كل الحكاية اني هستقل بحياتي ماديا مش أكتر
سلم أمره لله وهو يتمتم هتعرفني مكانك الجديد
أكيد طبعا
ابتسم ممتنا له فاهم ياجدي
ابتعد متأهبا للمغادرة ورمق توفيق بنظرة احترام ثم قال له ما يراه حقا رغم كل شيء
شكرا إنك وافقت في يوم من الأيام تكتب طفل يتيم من الشارع على اسمك
تراقبها وهي تلتهم أرض غرفتها مجيئا وإيابا بتوتر بالغ قائلة ھموت واعرف بابا أخد عنوان مكتب جسار ليه تفتكري سمعنا ياشمس
معتقدش
أمال تفسري بايه طلبه
أحتمال يكون شغل قضية مثلا وعايز يستشيره
يا سلام طب منا قدامه مش سألني ليه
معرفش يابنتي ده مجرد احتمال
جلست جوارها تزفر بقلق وهي تقول خاېفة أوي على جسار ياشمس كلامك عن حالته خوفني أوي ثم استرسلت ببعض الشرود كتير بشوف في عيونه حزن غريب كأنه بيدور علي حاجة مش لاقيها
حدجتها شمس مليا بغموض ثم تساءلت انتي لسه بتحبيه يا سارة
التفتت إليها وهمست بشخوص صدقيني أنا ساعات مش بعرف اسمي مشاعري ناحية جسار
ماهي لو مش حب هتكون ايه
صمتت بحيرة واضحة فعاجلتها شمس بسؤال جديد وآدم بتحسي ناحيته نفس مشاعرك ناحية جسار
أصابتها حيرة أكبر وقد بدا سؤالها شديد الصعوبة فترة عملها جوار آدم قربت بينهما بشكل كبير تأكدت من مشاعره الجارفة نحوها غيرته الجلية
من العملاء وخوفه المفرط عليها دفء نظراته نحوها كل مادا تتغلل في روحها وتنبت داخلها براعم اهتمام فتعمقت فيها أكثر لدرجة لم تدركها فترة الجامعة والأخطر أنها تشتاقه لو غاب كما أنها اصطدمت في نفسها بشعور أخر لم تتوقع يغزوها هكذا وهي تضبط نفسها متلبسة بداء الغيرة عليه من إحدى زوار المكتب
ليه بتقولي كده
لأني بحب الاتنين يا شمس بس كل واحد حبه مختلف جوايا عن التاني وده اللي محيرني مش قادرة احدد حاجة
بتغيري علي مين فيهم
آدم
قالتها دون تردد لتبتسم الأخرى
يبقي واضحة انتي بتحبي آدم يا سارة انما مشاعرك لجسار دي حاجة تانية خالص ممكن يكون انبهار بشيء معين فيه أو حتي مجرد راحة نفسية لشخص ممكن يصادفك في اي مكان انما مش حب بجد ده اللي متأكدة منه بعد اللي قولتيه
عاد يحتلها القلق عليه وهي تهتف يمكن
يكون كلامك صح بس المهم دلوقت اني خاېفة عليه أوي يا شمس تفتكري ايه سبب حالته اللي حكتيها عايزة اطمن عليه بأي شكل وللأسف لما جيت اتصل لقيته قافل تليفونه
لا تنكر عليها أبدا هذا القلق الذي انقسم شطر منه داخلها بعد ما رآت حالته لكنها هتفت لتهدئها بصي فات حوالي ساعتين من وقت خروج عمو أتصلي أسأليه
اتكسف أصل بابا بصلي بنظرات غريبة كده قبل ما يمشي
خلاص هتصل أنا وافهم بطريقة غير مباشرة
انتظرت رده علي الطرف الأخر وما أن أتاها حتي صاحت صباح الخير يا عمو أمين ايه الأخبار
الحمد لله يا شموسة وصباحك ورد انتي لسه عند سارة
أيوة ياعمو ما انت عارف بنتك رغاية ازاي بس انا شوية وجاية الشركة اشوف شغلي ماتقلقش
قهقة وقال ده العادي بتاعكم لما بتتلموا على بعض عموما لو عايزة خليكي منورانا ونتغدا سوا لما ارجع
قالت بمرح تسلم يا فتى أحلامي بس هاجي الشركة طبعا أشوف شغلي
بطلي بكش فتي أحلام ايه بكرشي ده المهم خدي راحتك وهستأذنك عشان عندي اجتماع هيبدأ بعد دقايق
ماشي ياعمو بس
بس ايه
تنحنحت بشيء من التوتر ثم تراجعت عن قولها لا خلاص مفيش
رمقتها سارة بحنق شديد أما أمين فطن لما تريد وما تنتظره سارة فتظاهر بعفوية قوله صحيح نسيت اقولك إن المحامي اللي سارة شغالة معاه ده أنا قابلته واتفقت معاه انه هيكون مستشارنا القانوني في الشركة
فغرت شمس فاهها بدهشة دون رد لتطالعها سارة بريبة بينما واصل أمين وبكره هعمل اجتماع ترحيب به في الشركة عشان اعرفه علي الكل وانتي هتكوني موجودة طبعا ودلوقت سلام واشوفك لما تيجي
مالك متنحة كده ليه هو بابا قالك ايه
نظرت إليها ومازال يعتريها الذهول وهي تهمس عمو أمين راح لجسار وطلب منه يكون مستشارنا القانوني وهو وافق وجاي شركتنا بكرة يتعرف علينا
لم يختلف حال سارة عن ردة فعل شمس الذاهلة والأولى تهمهم ببلاهة جسار هيشتغل مع بابا إزاي طب والمكتب
الأخيرة بعد تراجع دهشتها قليلا للخبر
معرفش يا سارة بس ممكن أوي يدير الاتنين الفكرة في الصدفة نفسها إن عمو يختار ده بالذات يشتغل معانا
في الشركة
وده معناه ايه
عادي احنا كنا محتاحين مستشار قانوني وجسار محامي شاطر حسب كلامك يبقي الموضوع منطقي برضو أنا بس اتفاجأت لكن دلوقت شايفاه عادي
ثم التقط حقيبتها وقالت وهي تغادر أنا هروح الشركة بقى وكفاية اللي ضاع من يومي انهاردة سلام
رحلت وتركتها لدهشتها وفرحتها في آن واحد جسار سيعمل مع والدها الخبر يستحق أن تحتفل به لكن مسحة قلق عادت تساورها وهي تتسائل بضميرها ما الذي حدث معه وبدل خططته هكذا تذكر منذ عام أنه رفض عرض شبيه لعرض والدها للعمل بشركة كبيرة وكان رده أنه لا يريد التشتيت مكتفيا بمكتبه الذي يعج بالقضايا ما الذي غير الحال
تنهدت اخيرا وهمهمت لنفسها مسيري هعرف كل حاجة المهم انه هيشتغل في شركتنا وهيكون قريب مني أكتر من الأول
ثم همست بخفوت كأن ربنا عايز يقربنا أنا وأنت دايما لبعض ياجسار ليه مش عارفة ولا فاهمة
ازاي يا بني أدم انت تقفل تليفونك بعد رسالتك المريبة دي وتختفي كده وتوقع قلبي عليك ها
هكذا هدر عليه أشرف وهو يلكمه في كتفه پغضب نبع من قلقه والأخر يقول بتفهم كنت محتاج خلوة استجمع فيها نفسي يا أشرف
تسائل بريبة ليه يعني حصل ايه عشان ده كله
ندت عنه تنهيدة معبئة ببعثرته وضياعه واستند على ظهر الأريكة وغمغم حصل اللي طول عمري كنت بحسه
بس مش قادر أبوح به أو أتأكد منه عرفت ان جذوري مالهاش علاقة بالأرض اللي عشت فيها يا أشرف
عقد الأخير حاجبيه بتساؤل قصدك ايه بالكلام ده يا جسار فهمني
تضخم صدر الأخير بالهواء قبل أن يبدأ في استرساله لكل ما صار معه ليعلق أشرف بذهول أنا مش قادر اصدق اللي سمعته ده أزاي طلعوا مش أهلك
جدي لقاني وأمي كانت بتطلع في الروح اخدني ولما معرفش حاجة عن أهلي قرر يكتبني على أسم ابنه ومراته والباقي انت عارفه
صمت قليلا يستوعب ما
علمه ثم ربت على كتفه بتعاطف طب وانت ناوي على ايه يا جسار دلوقت هتستمر معاهم ولا هتعمل ايه
أنا خلاص عملت يا أشرف سبت كل حاجة تخصني هناك ومشيت هبدأ من جديد والحمد لله جالي عرض شغل ممتاز في شركة والد سارة
والد سارة وايه عرفه عليك
مط شفتيه وهو يهز كتفيه ببساطة اكيد بنته ذكرت مهارتي قصاده واتكلمت عن شغلي
ممكن جدا طب ومكتبك يا جسار هتسيبه
ماهو ده أول سبب جيتلك عشانه يا أشرف عايزك تدير المكتب انت وآدم ومعاكم سارة
وانت
أنا هركز في شغلي الجديد وفي نفس الوقت عايز الاقي وقت أدور فيه على أهلي عشان كده هسيبلك المكتب تديره فترة واستطرد أنا بصراحة روحت لجدي وقولتله اني هسيب كل حاجة بس هو صمم ان المكتب يفضل بتاعي لأنه اتعمل بمجهودي
معاه حق يا جسار القضايا اللي كسبتها في تلات سنين هي السبب الرئيسي في زحمة الزباين اللي بتتوافد علينا دي كلمة حق
طبطب علي كتفه
شاكرا ماتقولش كده انت كمان مش قليل يا أشرف وأدم
كمان ممتاز
لأ الفكرة في نوع القضايا المعقدة اللي انت اترافعت فيها عشان كده استحقيت لقب