رواية صړخة على الطريق للكاتبةدفنا عمر
بحب البساطة
فاجأتها سارة بوصد الباب محذرة مفيش خروج من هنا يا شمس غير لما تكون ةي زي منا عايزة أما أشوف دماغي ولا دماغك يا بنت العم
اقترب من موقع النادي الذي أرسلته له زميلته فمال على شقيقه الأصغر رامي حبيبي أوعي تتشاقي هناك في العيد ميلاد عشان ما ازعلش منك
الصغير ببراءة متخافش يا آبيه أدم هكون هادي والله
ثم حدث السائق أقف هنا يا أسطى
وهبط بعد أن أنقده أجرته وتوجه للداخل مخبرا حارس البوابة الرئيسية أنه إحدي المدعوين
صاحت سارة بعد أن لمحته آدم
الټفت إليها لتشتعل عينه إعجاب لهيئتها الفاتنة والمحتشمة الأنيقة بآن واحد كل سنة وانتي طيبة يا سارة قالها بثبات محاولا إخفاء انبهاره لتجيبه برقة مهلكة وانت طيب يا آدم ثم نظرت للصغير أزيك يا رامي عامل ايه يا حبيبي
تعالى هخليك تلعب مع الولاد هناك عشان تتبسط معاهم ثم قالت للأخر دقيقة وراجعالك عشان تسلم على ماما وبابا والباقيين
راقبها وهي تبتعد وقلبه يتواثب بين ضلوعه حبا لها ثم تجول سريعا بين أرجاء النادي وأدرك مدى فخامته مؤكد الاشتراك في مثله يحتاج مبلغا باهظا كل عام تنهد بحزن والفرق الشاسع بينهما يزيد الأمر صعوبة داخله كيف يصل لنجمة تتوسط السماء مثلها وأجنحته يحجمها الفقر ولا تقدر علي التحليق
ذهب خلفها وبعد أن تصافح مع عائلتها تفاقم يقينه أن المسافة التي تفصله عن حلم ارتباطه بها ليست هينة على الأطلاق مع عائلة بهذا الثراء
عيناها تتفقد اتجاه البوابة الرئيسية بقلق علها تلمحه أتيا كما وعدها أمعقول أن يخلف وعده ولا يأتي
سارة مش يلا بقي عشان نطفي الشمع يا بنتي
عادت ترصد الزاوية المقصودة باهتمام والعبوس الشارد يكسوا وجهها حتى تدفقت دماء الحياة بوجهها ثانيا وهي تراه يتقدم نحوها مع رفيقه فلم تصبر أن يدنوا منها والتهمت الخطوات الباقية بينهما قائلة سريعا أتأخرت ليه يا جسار افتكرتك مش جاي
سريعة فتجلي الإعجاب من مقلتيه وهو يهتف أولا أنا أسف اني خليت الجميلة تنتظر وثانيا التأخير بسبب الاستاذ اللي قدامك ده
وأشار لصديقه أشرف فنفضت عنها فرحتها الطاغية بأطراءه ثم رحبت بالأخر أهلا بيك يا أشرف وشكلك هتتعاقب عشان اتسببت في التأخير ده
لا والله مش بمزاجي حصل حاجة في البيت أخرتني وقولتله يروح هو بس مرضيش
جسار كل سنة وانتي طيبة يا
سارة
ضوي وجهها وهي تجيبه وانت طيب
يلا بقى عشان يدوب نطفي الشمع أنا أخرتهم مخصوص لحد ما توصلوا
رصدت عين آدم الحزينة كل شيء من بعيد من أول ترقبها لوصوله حتي لهفتها حين بصرته أتيا هو ورفيقه وجهها الذي أشرق وهي تحدثه أدمى قلبه كل شيء كان گ طعڼة غائرة في خافقه أنزوى بعيدا عن التجمع وفضل أن يختلي بنفسه بضعة دقائق حتي يمضي صخب الاحتفال ثم يستأذن ويغادر مع شقيقه
أما هي فدارت عيناها بين الجميع تنبش عنه فلم تجده همت بمواصلة البحث فأوقفتها والدتها وأصرت أن تبدأ الاحتفال الأن فاضطرت لطاعتها
بعد شدو الجميع لها وتهنئتهم تلقت سارة الهدايا حتى جاء دور جسار فتنحي بها بعيدا نوعا ما وقال بصراحة أنا احترت اجيبلك ايه هدية في الأخر اشتريت حاجة معرفش هتحبيها ولا هتضحكي عليها بس اتمني تعجبك
أشعل فضولها لتقول شوقتني يا جسار واطمن أي حاجة منك هتعجبني أكيد يلا وريني جبت ايه
أعطاها حقيبة ملونة تفقدت داخلها سريعا لتشهق مع قولها الله عروسة
ابتسم بشيء من الخجل يعتريه عارف انها حاجة عبيطة بس بعد ما فكرت كتير لقيتني من غير ما احس بختارلك حاجة كان نفسي يبقى عندي أخت عشان اشتريها ليها
ومضت عيناها بتقدير رغم وخزة قلبها لافتراضه الدائم أنها في مكانة شقيقته وقالت ولو قولتلك ان هديتك مميزة فعلا وعجبتني جدا واللي ماتعرفوش ان اللي قدامك دي عيلة اوي وپتموت في العرايس لحد دلوقت أنا عندي عروسة كبيرة جنب سريري بحب وانام بس من الليلة دي عروستك هتحل محلها
لمعت عينه بسعادة ورضا لنيل هديته إعجابها
سارة
الټفت كليهما لشمس التي رمقته بضيق بينما برقت هو عينه لرؤيتها بطلة ثرية بأنوثتها ومغايرة لما كانت عليه حين أتته مشطها بتروي متعجبا أنها هي ذاتها كأنها أصبحت أنثي ال !
الكل بيسأل عليكي عشان
يقدموا الهدايا ياريت حضرتك تفضي لضيوفك الأهم شوية
ضغطت على كلمة الأهم لتصل رسالتها الفظة لجسار الذي رمقها ببرود وإن كان تأثر قليلا بهيئتها الأنثوية تلك
تذكرت سارة شيئا فقالت وهي تسرع يا نهار ابيض أنا نسيت اشوف آدم هروح ادور عليه أحسن يكون مشي وبعدين هرجع للضيوف ثم نظرت له سوري ياجسار شوية وراجعة عشان اعرفك علي
ماما وبابا
مكثا يتراشقا النظرات هي ترمقه بنفور واضح بينما هو ينظر لها بتسلية ثم اقترب خطوتين محافظا على مسافة آمنة تعرفي انك طلعتي مش بطالة بلوك البنات!
أسدلت علي وجهها قناع اللامبالاة وهي تقول دون اكتراث وتعرف ان رأيك ده مايهمنيش خالص
أومأ مبتسما وهو يؤكد مش بس عارف ده أنا متأكد إنك مش طيقاني بس مش غريب تعامليني بالعدوانية دي وانتي ماتعرفنيش
غمغمت بامتعاض سماهم على وجوههم وانا كده قلبي بيحس بالكدابين
وأنا كدبت عليكي في ايه
ماتقدرش تكدب عليا لأن عمر ماهيكون في بنا علاقة من اي نوع لكن بتكدب على بنت عمي
ماشي كدبت في ايه برضو استغليت مشاعرها مثلا أظن موقفي معاها واضح جدا
مش يمكن بتمثل عشان تجذبها ليك أكتر
بس انا مش بمثل ولا بخطط اعلقها بيا أنا فعلا بعزها زي أخت وصديقة صدقتي ده أو لأ انتي حرة رأيك مش فارق معايا عن أذنك
ظلت ترمقته بنظرات مشټعلة تكاد تحرقه حړقا لتركها هكذا وهمهمت بكلمات ساخطة ثم ذهبت لتنضم للجميع يكفي ما أخذه ذاك العابث من وقتها
أشرف أنا شايف الشرسة بتبصلك بعد ما مشيت وشايطة منك قولتلها ايه ولعها كده
جسار دون اكتراث ولا حاجة هي اللي طبعها ڼاري كده وډمها تقيل ومسترجلة مهما اتزينت و لبست واتشبهت بالبنات
لا بس ماتنكرش يا جسار انها حلوة انهاردة
يبقي البعيد اعمي
ضحك مصفقا كفيه والله انت اللي مفتري طب المهم سارة عجبها هديتك
أيوة عحبتها جدا الحمد لله
غمغم بفضول طب انت جبتلها ايه
رد بفظاظة مايخصكش
أشرف بامتعاض جلف
جسار ببرود وأنت حشري
أخيرا وجدته عند زاوية المسبح فذهبت إليه قائلة آدم ليه واقف هنا لوحدك مش لقيتك وانا بطفي الشمع كنت هسيبهم وادور عليك بس ماما عطلتني واضطريت اروح معاها
قال لها بنبرة هادئة رغم ضيقه ة أسف يا سارة حسيت بصداع قلت ابعد عن الزحمة
ألف سلامة عليك يا أدم هجيبلك قرص مسكن بس لازم تدوق من التورتة الأول وفين رامي أخوك
لسه هناك بيلعب مع الولاد
طب تعالي نجيبه عشان ياخد نصيبه من التورتة هو كمان
استني يا سارة لحظة
ثم أخرج من جيبه شيء لامع وقال كل سنة وانتي طيبة دي حاجة بسيطة يارب تعجبك
ابتسمت وفصلت طرفي العلبة لتجد ساعة رقيقة ذات فصوص لامعة تبرق تحت الأضواء اخرجتها وهي تهتف بانبهار الله يا آدم ساعة تحفة بجد شكرا
وحاولت أن ترتديها أمامه لتثبت له أنها راقتها فشلت أن تتجاذب طرفيها وتغلقهما فقال بعد ادنك أساعدك
أعتراها الخجل لطلبه فأسرع بقوله مش هلمس إيدك والله مټخافيش
غمغمت بحرج معلش بعدين هلبسها لأن ممكن تقع من غير ما أحس وبجد ذوقك يجنن يا آدم ومش عايزاها تضيع
أومأ بتفهم ومضي معها متوجهين حيث الصغير الذي أخذ نصيبه من الحلوى ثم استأذن معه للمغادرة بعد أن صافح والديها وعائلتها ثانيا والتي رغم ثرائها أبدت ودا ولطفا شديد أما أبناء عمومتها حمزة وريان كانوا شديدي التواضع والألفة معه
مضي الوقت وحسه أشرف علي المغادرة ليتفق معه جسار برغبته وغمغم فور رؤيتها
كل سنة وانتي طيبة مرة تانية يا سارة ودلوقت اسمحيلنا نستأذن أنا وأشرف
ليه تمشوا بدري ياجماعة
جسار معلش عشان لسه هوصل أشرف ويدوب ألحق جدي اطمن عليه لأنه بينام بدري
أشرف عقبال مليون سنة وتبقي محامية قد الدنيا
شكرا ليك جدا وحقيقي مبسوطة بحضورك طيب تعالوا سلموا علي بابا وماما عشان تتعرفوا عليهم قبل ما تمشوا
ماما بابا زمايلي في الجامعة جسار وأشرف عايزين يسلموا عليكم قبل ما يمشوا
بادرت والدتها أهلا بيكم يا ولاد شرفتونا أنهاردة
تبادل معها جسار وأشرف التحية بتهذيب وحان دور والدها الذي رحب بهما ثم توقف عند أسم جسار وقال قصدك إن جدك يبقى دكتور نادر السماحي صاحب مستشفى اللي في المعادي
أكد له بإيماءة هاتفا أيوة حضرتك يبقى جدي
هز رأسه بتفهمأيوة عشان كده شبهت علي الأسم عموما اتشرفت بيكم يا ولاد طب اتفضلوا هاتي يا سارة أطباق التورتة والجاتوه لزنايلك
جسار لا لا معلش لازم أمشي عشان اطمن على جدي
أشرف وتتعوض مرة تانية إن شاء الله
ذهبوا فشردت سارة بأثره وقلبها يرفرف انه كان هنا لتنكزها شمس شوفي أصحابك وبطلي سرحان يا اختي خلاص السمج بتاعك مشي
حدجتها زافرة بحنق يا ساتر عليكي يا شيخة اتفضلي قدامي يا ست شمس
وانتهى الحفل بسلام وسارة سعيدة بزيارته معانقة بحب الدمية التي أحضرها جسار وأخيرا استسلمت للنوم مبتسمة
لكن هل يبقا الوضع هادئا كما يبدو
أم ينتظر الجميع زوبعة سوف تتمخض عنها الأيام القادمة
رواية صړخة على
الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل الثالث
بعد مرور ثلاث سنوات
في قاعة المحكمة وقف جسار صادحا صوت دفاعه بقوة مثيرا كل النقاط التي حددها لدعم موكله لتأتي النتيجة في صالح الأخير وهو ېصرخ بهتاف هز الأرجاء حوله من فرط انفعاله يحيا العدل يحيا العدل ينصر دينك يا سعادة القاضي
ثم هرول محامية بقوة إلهي يعمر بيتك يا استاذ جبتلي حقي في وولادي
وهيرجعوا
ربت عليه بود والراحة تغمر روحه بعد أن كان وسيلة لعودة حق ذاك الرجل الطيب مبروك وده حقك ورجعلك انا مجرد سبب
حاول الرجل أن يلثم كفه بتقدير فنزع جسار يده سريعا استغفر الله العطيم ليه كده يا راجل ياطيب ده كله توفيق من ربنا يلا روح استعد عشان تاخد ولادك وألف مبروك
غادر قاعة المحكمة مرورا للخارج هابطا الدرج ثم استقل سيارته ونشوة انتصار خاصة تحتل كيانه أخيرا وجد لحياته قيمة بين أرجاء تلك القاعة وهو ينصر
المظلوم بتوفيق الله ويعيد الحقوق المهدورة رغم انه مازال حديث العهد في ممارسة المحاماة إلا أن صيته بدأ يبلغ الأفاق وانهالت عليه قضايا كثيرة ومعقدة نجح بأغلبها إلي الآن ومازال طريقه حافل بالمزيد من النجاحات
عاد لمكتبه ملقيا
التحية على الفتاة ثم
قال في حد سأل عليا