السبت 12 أكتوبر 2024

وبقي منها حطام انثى بقلم منال سالم

انت في الصفحة 28 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز

الصفحات ..
انعقد ما بين حاجبيه بإستغراب ثم سريعا تبدد هذا التعجب و ابتسمت ساخرة ..
كان أخاها عاشقا متيما .. قبل أن يتحول إلى ناقم لكل شيء له صلة بالحب ..
أغلقت الكتاب پعنف ووضعته بمحله وهي تزفر پغضب واضح ..
_ نهضت عن مكانها ثم طالعت الحجرة بأعين مشتاقة يحتلها الحنين تشعر بمرارة الإفتقاد ..
ولكن ما يهون عليها ذلك هو اتصالاته المنتظمة بها وتواصله الدائم معها ..
وأثناء شرودها ولجت عمتها ميسرة إلى داخل الغرفة وهي تمرقها بنظرات اشفاق ..
بحثت عنها بحجرتها ولم تجدها فاستنبطت متيقنة بوجودها بغرفة الغائب وصدق حدسها ...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
اقتربت منها ووضعت يدها على كتفها فإستدارت روان ناحيتها وهمست متساءلة بعذوبة 
انتي بتعملي إي هنا ياروني بدور عليكي من بدري
أطلقت روان تنهيدة مطولة تحمل الكثير من المشاعر وأجابتها بمرح زائف وهي تكافح لمنع عبراتها من السقوط 
جيت أدور على مالك اللئيم اللي كان بييجي بالليل ويدخل يخبي الشيكولاته مني قبل ما أخدها منه !
_ ضمتها ميسرة إلى صدرها وأبعدتها عنها قليلا لترفع كفيها إلى وجهها ثم مسحت على وجنتيها بعاطفة أمومية وهي تردد
ربنا يرجعه بالسلامة ياحبيبتي يلا تعالي أحكيلك اللي حصل
_ خرجت الاثنتين من الغرفة وبطبيعة الحال الفضول دائما ما يسيطر على روان حينما تتعلق المسألة بأمر جديد ..
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لذا تساءلت بإهتمام گعادتها عن ماهية الحوار الذي تريد عمتها إخبارها به ..
جلستا بجوار بعضهما على الأريكة العريضة ثم بدأت ميسرة في سرد ما حدث معها في صباح هذا اليوم فأنصتت لها روان بتركيز .. ثم أضافت بجمود قليل 
ام سارة قابلتني الصبح على السلم !
ضاقت نظرات روان حنقا .. فهي مؤخرا باتت تبغض كل من له صلة بإيثار وعائلتها ..
استشعرت ميسرة ضيقها ولكنها أكملت بتهكم 
وقال إي بتعزمني على فرح بنتها أول الشهر الجاي
تجهم وجه روان وصاحت بحنق بادي في نبرتها وهي تشيح ببصرها للجهة الأخرى 
ان شالله يولعوا ملناش دعوة بيهم
أرجعت ميسرة ظهرها للخلف لتسترخي قليلا وتابعت بإمتعاض 
انا باركتلها وخلصنا
روان وهي تطرق رأسها أثناء تذكرها لما حدث لأخيها 
سارة دي هي السبب في كل
حاجة حصلت من الأول وأكيد ربنا هيخلص منها !
أغمضت ميسرة عينيها وهزت رأسها بحركة ثابتة وهي تقول بهدوء 
ربنا يسهلهم كلهم بعيد عننا وكل واحد راح لحاله !!!
_ شردت روان لوهلة في أمر ما ..
بدى غريبا في البداية أن تفكر فيه ولكنه رغم ما حدث غامضا ويثير الريبة ..
ضاقت نظراتها واعتدلت في جلستها ثم حدقت في اتجاه عمتها وأردفت قائلة بإهتمام مفاجيء 
عمتو مش واخدة بالك من حاجة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
انتبهت لها ميسرة ورمشت بعينيها وهي تتابع متساءلة بجدية 
حاجة إي
زادت حدة نظراتها وأكملت بتفكير متعمق 
احنا مشوفناش إيثار ولا جوزها المخفي ده
من ساعة
ما أتجوزو تفتكري مش بتيجي ليه!
حكت ميسرة مقدمة رأسها فهي لم تنتبه لتلك النقرة من قبل .. فقد مرت مدة منذ أن رأت فيها إيثار .. وهذا الأمر يعد غريبا خاصة وأنها عروس جديد تشتاق لعائلتها ومن المتوقع أن تزور عائلتها بإستمرار ..
أخفضت نبرتها لتجيبها بإهتمام 
تصدقي عندك حق !
أضافت روان متساءلة بجدية وفضول وهي تقطب جبينها 
تفتكري ليه! يعني إيثار عارفة ان مالك مسافر أكيد مش خاېفة تقابله.. يبقى ليه بقى!
زفرت ميسرة بضيق .. فحال مالك تبدل بسبب فعلتها معه .. وتغير مسار حياته نتيجة ما حدث .. هي لا تريد نبش جراح الماضي حتى لا يتوغر صدرها أكثر .. فنفضت عن عقلها تلك الأفكار وهتفت بصلابة وهي تشير بإصبعها 
متفكريش فيها ولا في أهلها يابنتي ويلا قومي كملي مذاكرتك عشان متتعطليش !
_ أومأت رأسها إيجابا ثم نهضت بتثاقل عن الأريكة واتجهت إلى حجرتها بينما ظلت ميسرة في حالة من الوجوم قليلا ثم نهضت لكي تستكمل ما تركته خلفها بالمطبخ ....
_مر ما يقرب من ثلاثة أسابيع على ذلك اليوم المؤلم .. لم يختلف الأمر كثيرا عنه .. ولكنها باتت مجبرة أن تحيا كل يوم في ذلك العڈاب اللا محدود حتى باتت تتعايش معه مكرهة .. وكيف ستتصرف وهي بمفردها وحيدة عاجزة .. في منفى لا تعرفه ...
استسلمت بالكامل لهذا الواقع المؤلم الذي تعايشه .. وتقبلت نوعا ما وجود ذلك الشيء الحيواني بحياتها ..
كم بغضت وجودها معه وکرهت نفسها من مجرد اقترابه منها ..
تمسكت بأمل أن حالها سيتبدل .. فهي ميقنة بأن الله نصير المظلمين ..
كذلك خفف عنها معاناتها المستمرة هذه السيدة الودودة التي حظيت بمعرفتها بهذه البلد الغريب كانتا دائما ما تجلسان سويا ولتتسامر كلتاهما كثيرا ...
لمحات من الحزن كانت طافية في عيني إيثار رغم عدم بوحها بشيء ..
لكن مجرد أن تنظر فيهما تجد آلاما تحتاج للتطيب .. وجراحا تحتاج للشفاء ..
وفي يوما ما ..
جلست الاثنتين سويا على طاولة المطبخ الدائرية الصغيرة تقطعان الخضراوات الطازجة تجهيزا لوجبة الغداء فلاحظت أمل عليها الحزن والكآبة بصورة أكثر عما مضى..
تركت السکين من يدها ثم نطقت بنبرة عذبة وهي تتساءل بحنو 
مالك ياإيثار! في حاجة شغلاكي
علقت إيثار أنظارها على قطع الخضروات وبلهجة خالية من الحياة أجابتها 
أهلي وحشوني نفسي أشوفهم وأسمع صوتهم .. !
ثم رفعت عيناها بحذر نحوها وتوسلتها پخوف قليل 
هو .. هو مينفعش تكلميه وتخليه يوديني أسكندرية ان شالله يوم واحد !
_ قبضت أمل على شفتيها بحنق ثم هزت رأسها نافية وهي تردد بإستياء 
مش هيوافق انا عارفاه
عاد الأمل من جديد ليتراقص أمام عينيها الحزينتين فهتفت
بتلهف شديد وقد أنفرج ثغرها ببسمة واسعة لم ترها أمل عليها من قبل 
بتكلمي جد!
أمل وهي تهز رأسها مؤكدة 
طبعا ياحبيبتي انا هحاول اتصرف وأجيب تليفون محسن وانتي اسبقيني على فوق !
_ نهضت إيثار عن مكانها بعجالة ثم مسحت كفيها بالمنشفة وأنطلقت للأعلى بصورة سريعة تكاد تشبه الركض ها هي ستحظى بفرصة للتواصل مع من تشتاقهم ..
كانوا بالأمس القريب أقرب إليها من روحها واليوم باتوا أبعد من خيالها ..
كم تشتاق لصوت أمها وخشونة نبرة ابيها وهو يوجهها .. وجدية اخيها عمرو وهو يعاتبها لخطأ صغير ..
أشياء صغيرة اعتادت فعلها لكنها كانت بأمن من هذا الچحيم المرير ...
خفق قلبها بقوة وتسارعت أنفاسها متحمسة ..
وظلت تردد بين نفسها 
يا رب يا رب يا رب
صعدت أمل بتوجس وخطوات حذرة لتدخل حجرتها .. فهو اليوم نائم فيها ..
قدميها حتى لا تحدث صوتا ..
اقتربت بحرص من خزانة الملابس وبترقب شديد فتحت الضلفة وأخذت تعبث في محتوياتها وأشيائه التي بها حتى وجدت هاتفه أسفل الثياب ..
فالتفتت برأسها لتتأكد من أنه مستغرق في سباته العميق ...
سحبت الهاتف المحمول بهدوء ودسته في جيبها النسائي ثم ولجت للخارج وهي تلتقط أنفاسها بإرتياح ..
لاح على ثغرها ابتسامة خفيفة .. فاليوم ستساعد تلك التعيسة لتحظى ببعض الراحة والسکينة ..
وبخفة شديدة ذهبت لحجرة إيثار لتجدها تنتظر على أحر من الجمر وما أن وقعت عيني الأخيرة عليها حتى ركضت إليها ونظرت له دون أن تنطق ..
أخرجت أمل الهاتف من فتحة صدر فستانها ومدت به يدها نحوها فسحبته هي منها وهتفت ممتنة وقد برقت عينيها 
مش عارفة أشكرك ازاي بجد !
على ايه بس هستناكي برا أما تخلصي
قالتها أمل وهي تتجه صوب باب الغرفة ...
_ شرعت إيثار بتشغيل الهاتف ومن ثم بدأت بالضغط على أزراره لإجراء مكالمة هاتفية.. إن لم تكن الأهم على الإطلاق ..
   ....
في
هذه الأثناء كانت تحية تتابع أحد البرامج التليفزيونية الإخبارية فتفاجئت برنين هاتف رحيم فأمسكت به بعدم اهتمام ولكن سريعا ما تحولت نظراتها للصدمة حينما دققت النظر في شاشته وقرأت اسم محسن على المكالمة

فانتفضت في مكانها وبشكل لاإرادي قامت بالرد بتلهف 
آآ.. الو
تنهدت إيثار بحرارة موجعة وهمست بمرارة رغم اجتهادها في اظهار فرحتها بسماعها لصوت أمها أخيرا 
ماما حبيبتي وحشاني اوي !
قفز قلب تحية في صدرها وزقزق گعصفور وليد وهتفت بتلهف بنتي ضنايا وحشتيني اوي اوي ياحبيبتي طمنيني عاملة اي وكنتي فين كل ده !!
_ صمتت إيثار لوهلة .. فقد وقعت عينيها على أمل المرابطة أمام عتبة الباب وعيناها معلقتان بها ..
توجست خيفة منها وترددت أتحكي أمامها أم ماذا!
ولكنها في النهاية حسمت أمرها لا وقت لإضاعته هي حظيت بفرصة ربما لن تتكرر ..
لا مجال للتراجع على أهلها أن يعرفوا ما ألم بها وما تعانيه من تلك الزيجة البشعة ..
لذا قررت سرد ملخص وافي عما مرت به الأيام والليالي وما قاسته بسبب عائلتها فلن تتواجد فرصة آخرى گهذه .. أبتلعت ريقها بمرارة وهي تهتف بصعوبة 
اسمعيني كويس ياماما عشان معرفش هقدر اكلمك تاني ولا لأ !
اختنق صوتها وهي تكمل بأسف 
انا اتبهدلت وطلع عيني بسبب بابا وعمرو واللي عملوه فيا .. محسن طلع ا ا.....
_ كانت الكلمات تقف على حافة لسانها وتأبى الخروج من شفتيها جاهدت للحديث وقد بدأت الدموع الحارة تنسال من عينيها بغزارة وهي تتابع 
متجوز ياماما عارفة يعني ايه متجوز وأنا مش الأولى في حياته .. !
شهقت والدتها بصوت مسموع تكاد تجزم أنها شعرت بها تلطم بقوة على صدرها ..
نشج صوت إيثار وهي تكمل بصعوبة 
و... وانا اتجوزني عشان يخلف مني وبس .. بهدلني وضړبني وو و.. و..آآ.. و ... !
_ علت صوت شهقاتها المريرة وهي تسرد على والدتها مرارة ما جابهته بكنف زوجها ..
بكت تحية بصمت وقد عجز لسانها عن الرد .
. شعرت بآثامها هي الآخرى .. هي ملامة فيما فعلته بإبنتها ..
هي مشاركة في تلك الچريمة .. فصمتها الذي أمتهنته جعلها مذنبة بشدة فنطقت بصوت متحشرج 
كل ده يابنتي!! انا كنت حاسة ان فيكي حاجة وقلبي مكدبش آآآه يا بنتي آآآآآه !
_ ولج رحيم خارج المرحاض فتفاجئ بزوجته تتحدث بنبرة باكية بهاتفه فاقترب منها وعلى وجهه علامات الاستفهام .. ولكن ما لبثت أن زالت حينما سمع اسم إبنته خلال حديثها المتشنج ...
فتحرك سريعا نحوها واختطف الهاتف من يدها ليردد بعجالة 
إيثار انتي فين يابنتي وكل ده كنتوا مختفيين ليه
أغمضت إيثار عينيها حسرة فقد استصعبت الحديث معه عقب ما فعله بحقها ..
ظنت أنها ستتمالك حينما تسمع صوته لكن نبرته ذكرتها بقراره المجحف في حقها ..
وبصعوبة واضحة أجابته معرفش
لهثت وهي تكمل بنشيج 
كل اللي اعرفه اني محپوسة هنا في بلد ريفية حتى أسمها معرفهوش !!!
لم تستطع التحمل أكثر من ذلك ..
أوشكت على الإنهيار ..
فصړخت بنبرة متشنجة 
وانتوا السبب في اللي انا فيه انتو السبب رمتوني ليه !
تجهم وجه رحيم .. وبدى متخبطا .. هل أخطأ في حق ابنته هل دفعها للچحيم بيده .. هو كأي أبى كان يسعى لتزويجها ممن يؤتمن عليها ..
كان يخشى عليها من القيل والقال من الأقاويل التي تمس عرضها ..
هو لم يخطيء .. هو كان يحميها .. هكذا برر لنفسه
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 62 صفحات