السبت 12 أكتوبر 2024

وبقي منها حطام انثى بقلم منال سالم

انت في الصفحة 30 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز

أشد أوقاتها احتياجا لها ..
تورمت عيناها من كثرة البكاء حسرة عليها ولم يتوقف لسانها عن التضرع للمولى لطمأنتها عليها .. خاصة وأن صوت صړاخها الأخير وما تبعه من تهديدات عڼيفة جعلها غير قادرة على الوقوف على قدميها فإنهارت تولول وتلطم بهلع جلي ..
بينما لم يتوقف رحيم عن محاولة التصرف بطريقته من أجل الوصول إلى محسن .. لكنه كان عاجزا في هذا البلد الغريب عن اتخاذ اللازم فغالبية معارفه مقيمون بالقاهرة .. ولم يرد أن يدخل أخيه مدحت في تلك المسألة حتى لا يثير الضجة أكثر .. لذا كان اعتماده الكلي على ولده عمرو ..
   .
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
استعادت إيثار وعيها تدريجيا وفتحت عيناها ببطء لتتأمل المكان من حولها ..
ما أرهقها هو قوة الإضاءة التي تؤلم عينيها ..
أصدرت أنينا مكتوما وهي تحاول تحريك جسدها على الفراش فقد كانت هناك عدة وخزات حادة تؤلمها في أماكن متفرقة ..
شعرت بيد ناعمة توضع على جبينها فرفع عيناها نحوها لتجد أمل تطالعها بنظرات حنونة ..
ابتسمت لها الأخيرة وهي تقول بخفوت 
حمدلله على سلامتك
همست لها إيثار بصوت واهن وهي تنظر إليها 
هو .. هو حصل ايه 
ضغطت أمل على شفتيها بقوة وأجابتها من بينهما بحزن 
انتي .. انتي وقعتي وآآ.. والحمل بتاعك راح !
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اتسعت عيناها بذهول وهمست بصوت متقطع 
آآ.. ح.. حمل
ابتلعت أمل
ريقها وحاولت المحافظة على ابتسامتها المطمئنة وهي تتابع بحذر 
إنتي .. كنتي حامل بس ربنا مأردش إنه ..آآ.. يكمل
هزت رأسها مستنكرة وبدأت العبرات تتجمع في مقلتيها .. وصړخت بصوت ضعيف عاجز 
لأ.. لأ ..
اقتحم عقلها ومضات قاسېة مما تعرضت له على يد محسن من ضربات عڼيفة وإهانات لاذعة حتى لم تعد تشعر بشيء ..
تحركت يدها عفويا على بطنها لتتحسسه فنظرت لها أمل بحزن واضح ومدت يدها لتضم كفها في راحتها وضغطت عليه بأصابعها وهي تقول بصوت شبه مخټنق 
شششش .. هاتتعوض يا حبيبتي اهدي بس !
نهج صدر إيثار
علوا وتلاحقت أنفاسها وهي تصرخ في عدم تصديق 
لألألأ .. !!
وجدت صعوبة في التنفس بصورة طبيعية وهي تتذكر صڤعات محسن العڼيفة عليها ضرباته القوية على جسدها الضعيف ..
آلمها بشدة أنها لم تستطع أن تنعم ولو للحظات بإحساس كونها ستصير أما .. ففقدت ذلك الشعور على يده ..
قاومت أمل انهمار عبراتها أسفا عليها .. وصاحت بتوجس من حالتها النفسية السيئة 
اهدي يا ايثار إنتي ربنا بيحبك والله ورحمك من حاجات آآ....
لم تكمل عبارتها الأخيرة حيث قاطعها صوت محسن المستفز 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
حمدلله على السلامة يا حلوة
اشتعلت عيناي إيثار ڠضبا عند رؤيتها إياه .. وتحول وجهها لكتلة دموية حمراء رغم شحوبه ..
فمجرد وجود شخص مثله معها في نفس المكان يثير حنقها وانفعالها .. فهدرت بلا وعي وهي تكز على أسنانها 
آآ.. إنت
ابتسم لها بسماجة وهو يقترب منها ليقول 
أنا مكونتش أعرف إنك حامل بس هانعوض يا قمر احنا لسه قدامنا آآ....
لم تتحمل إيثار طريقته المستفزة في الحديث وكأنه لم يرتكب جرما شنيعا في حقها .. فصړخت بإنفعال رغم آلامها 
اطلع برا .. !!
دنا منها أكثر وهو يقول ببرود 
حقك تزعلي مني بس أنا هاعوضك ده إنتي الحتة اللي في الشمال
توقفت لثانية لتلتقط أنفاسها قبل أن تتابع بشراسة رغم بحة صوتها 
انت .. انت مش بني آدم انت حيوان .. حيوان !
قطب جبينه بإندهاش من وقاحتها الصاډمة وعاتبها ببرود 
الله ! الله الله ! ليه الغلط بس يا حبيبتي !
رأت أمل احتدام الأجواء الغاضبة بينهما فاتجهت نحو محسن ووضعت يدها على ذراعه ودفعته للخلف وهي تقول بتوجس 
امشي دلوقتي يا محسن
نظر لها بطرف عينه وهو يقول بغيظ 
انتي مش شايفة لسانها الطويل وأنا بس ساكت عشان حالتها
رمقته أمل بنظرات ڼارية قبل أن تصرخ فيه بحنق 
انت معندكش ډم ولا احساس واحدة ضيعت حملها بغباءك عاوزها أول ما تشوفك تاخد بالأحضان
أطرق رأسه حرجا من كلماتها وأخفض صوته ليقول بإمتعاض 
مش كده بس آآ...
قاطعته أمل قائلة بإصرار 
من غير بسبسة اتوكل على الله وبعد كده نتكلم
ثم دفعته من ظهره للأمام ليخرج من الغرفة ..
لم تتوقف إيثار عن الصړاخ المصحوب بالنحيب والأنين .. ففاجعتها في نفسها أكبر من طاقتها على التحمل ..
هي خسړت روحها وقطعة منها وقبلها حبيبها .. وتجسد ڼصب عينيها ذكريات موجعة مع من حولها .. فساءت حالتها النفسية أكثر وزاد صړاخها المرير 
رتب مدحت حفلا كبيرا ليعقد فيه قران ابنته سارة على الشاب الثري رامز ..
كانت مفاجأة لعائلة رحيم زواج سارة السريع ولم يكن أمامهم سوى مباركة تلك الزيجة الغريبة التي لم يهتموا بمعرفة تفاصيلها كثيرا فهم مشغولون بما ألم بإيثار..
اتفق الطرفان على إنهاء كل شيء في أقرب وقت فلم يكن هناك داع للإنتظار فلا يوجد منزل للزوجية للتريث من أجل انهائه ولا أثاث يلهثون وراء شراءه بالإضافة
إلى حاجة رامز للسفر للخارج بصحبة عروسه في أقرب وقت متاح ...
انبهرت سارة بالشبكة التي ابتاعها لها .. فقد كانت باهظة الثمن مغرية .. ټخطف الألباب والأنظار .. وبالطبع كانت فرصتها الثمينة للتباهي أمام أقاربها ورفيقاتها ..
ودت لو كانت غريمتها إيثار متواجدة لتريها الفارق بينهما وتتفاخر بحظها الجيد الذي أوقعها مع ذلك العريس اللقطة والذي سيلبي لها كل أحلامها ...
وما إن انتهت مراسم الزواج والحفل البهيج حتى اصطحب رامز عروسه في سيارة فاخرة ليقضوا ليلتهما المميزة في فندق شهير وبعدها يستعد كلاهما للذهاب إلى المطار لتبدء بعدها سارة في رحلة شهر عسلها الغامض ....
   ......
مرت عدة أيام والأوضاع لم تتغير كثيرا لدى إيثار فحالتها النفسية في الحضيض ومع هذا اضطرت أن تعود بعد امتثالها للشفاء إلى المنزل الريفي .. ولكنها كانت أكثر شحوبا أكثر ذبولا وأكثر فقدا للحياة ..
لم تتركها أمل للحظة وظلت باقية إلى جوارها لتهون عليها ما مرت به ..
مسحت على ظهرها وهي تقول بهدوء 
ارتاحي يا إيثار وشوية وهاجيبلك تاكلي
أومأت برأسها موافقة وتمددت على الفراش .. لكن قبل أن تسترخي عليه اقتحم عليها الغرفة محسن ليقول بجمود 
نورتي بيتك يا عروسة هاسيبك تدلعي يومين لكن عاوزين نلم الشمل ونقرب الود بينا
رأت أمل في عيني إيثار نيران مستعرة فتوجست خيفة من إشتعال الحړب الكلامية بينهما .. وكانت على حق .. فقد صړخت إيثار پعنف في وجهه وهي تنهض عن الفراش 
ده بعينك لو قربت مني تاني المۏت أهون عليا من إني أسيبك تلمسني
رد عليها ببرود ليثير حنقها 
مش بخطرك يا حلوة أنا متجوزك عشان أجيب منك عيال وأديني اطمنت وعرفت إن أرضك خصبة !
صړخت إيثار فيه

بإهتياج جلي 
أنا بأكرهك بأكرهك
رد عليها بنبرة باردة 
محدش قالك حبيني
انفعلت بعصبية وهي تشير بيدها 
اطلع برا مش عاوزة أشوفك
لم يتحمل محسن إھانتها فقبض على رأسها ولف شعرها على ذراعه ليلوي رأسها للأعلى وأمسك بقبضته الأخرى بذقنها واعتصرها بأصابعه القوية ورمقها بنظرات مخيفة ثم جز على أسنانه قائلا بټهديد 
طولة لسان مش عاوز أنا ايدي بتاكلني وشكلك مش بيجي غير بالضړب
تدخلت أمل على الفور لإبعاده عنه وكافحت لتحرر إيثار من قبضتيه وهي تقول بهلع 
يا محسن ماينفعش اللي بتعمله ده
جذب هو إيثار من خصلاتها أكثر فصړخت متأوهة من الآلم وتوعدها بنبرة أعنف 
مش هاسيبها إلا لما أربيها
توسلته أمل بإستجداء كبير 
هاتموت في ايدك دي لسه قايمة من عيا
وبالفعل نجحت في إبعاده عنها وجاهدت لدفعه للخارج فإغتاظ مما تفعله زوجته الأولى وصاح بغل 
هي هتسوق فيها بينها نسيت نفسها
ضغطت أمل على شفتيها لتقول بضيق 
اصبر عليها شوية
خرج الاثنين من الغرفة فأوصدت الباب خلفهما فهتف محسن بحنق 
دي مراتي
رمقته أمل بنظرات مشټعلة وهتفت محتجة وقد تحول وجهها للوجوم 
وأنا مراتك زيها ولا نسيت
تنحنح بخشونة وهو يجيبها 
لا منستش !
ثم فرك ذقنه بكفه وتابع 
بس هي معوجة عليا وأنا جبت أخري معاها
استندت إيثار بظهرها لباب الغرفة بعد أن أوصدته من الداخل وبكت بحړقة حسرة على مصيرها البشع مع ذلك البغيض ..
ثم كفكفت عبراتها وحدقت أمامها في الفراغ .. ورددت بإصرار عجيب 
أنا مش لازم أستنى هنا أكتر من كده لازم أهرب أيوه أنا هاهرب ...!!!
   .
يتبع الجزء الثاني بعد قليل
وبقي منها حطام أنثى
الفصل الثامن عشر الجزء الثاني 
عاد الأستاذ شعبان إلى عمله فتفاجيء بذلك الشاب الذي يقف فوق رأسه ليسأله بإلحاح مريب عن محسن ..
رمقه شعبان بنظرات متفحصة ومتربصة قبل أن ينطق بصوت متحشرج 
وانت بتسألني عنه ليه 
كز عمرو على أسنانه ليقول بنفاذ صبر 
أنا أخو مراته ومش عارف أوصله
حرك شعبان أنفه للجانبين وأردف قائلا ببرود 
ممم .. باين في مشاكل عائلية بينكم وانت عاوز تدخلني بينكم الخلافات دي يا أستاذ مكانها البيوت مش هنا !
صاح به عمرو بنفاذ صبر 
يا سيدي مافيش لا خلافات ولا غيره !
نهره شعبان بغلظة وهو يشير بإصبعه 
متزعقش يا أستاذ
سيطر عمرو على أعصابه بصعوبة حتى لا ينفعل مجددا .. ورسم ابتسامة سخيفة على ثغره وهو يقول بإمتعاض 
حقك عليا !
ثم أخفض نبرة صوته ليقول بحزن حقيقي 
بس أمي تعبانة ونفسها تشوف أختي ومحسن مسافر بقاله كتير وموبايله ضاع ومش عارف أوصله !
هز شعبان رأسه بتفهم وهو يردد 
ألف سلامة على الحاجة
سأله عمرو بتلهف 
الله يسلمك ها عارف هو فين 
صمت شعبان لبرهة ليفكر فيما سيفعله .. بينما نظر له عمرو بترقب .. فأي معلومة سيبوح بها ذلك الكهل ستفيد في الوصول إلى شقيقته وعليه أن يكون أكثر حرصا وتحكما في انفعالاته ليصل إلى مبتغاه ...
حك شعبان صدغه بأظافره المتسخة ومسح على طرف شاربه ثم استطرد حديثه قائلا بجدية 
شوف يا سيدي اللي أنا فاكره إنه كان ليه بيت كده في حتة في الأرياف بس معرفش إن كان باعه ولا لسه
أصل الموضوع ده أديله زمن وآآ...
قاطعه عمرو قائلا بتلهف بعد أن استمع إلى ما فاله والذي كان يحمل بصيص الأمل 
فينه البيت ده 
رد عليه شعبان بفتور وهو يمرر كفه على رأسه الصلعاء 
هو أنا مش متذكر أوي بس كان آآ...
قاطعه عمرو مجددا بإصرار 
الله يكرمك افتكر دي مسألة حياة أوموت
ردد شعبان مع نفسه بأسلوب رتيب ليحث عقله على التذكر 
فين البيت يا شعبان مكانه كان فين يا شعبان افتكر يا شعبان !
تابعه عمرو بنظرات مترقبة وتسارعت أنفاسه إلى حد ما وهو ينتظر رده ..
هتف شعبان فجأة بحماس 
ايوه افتكرت
وبالفعل حصل عمرو على عنوان المنزل الريفي وتعشم خيرا أن تكون أخته متواجدة هناك ...
لم يرد هو اخبار أبويه حتى لا يعلقهما بآمال زائفة سيذهب للتأكد بنفسه أولا من وجودها ثم سيبلغهما لاحقا ...
   .
خططت إيثار للفرار من محبسها .. وعقدت العزم على عدم التراجع عما إنتوت فعله ..
ارتدت إسدال الصلاة على ثيابها الخارجية حتى لا تثير الريبة إن رأها أحدهم .. 
وانتظرت انشغال جميع من في المنزل بأعمالهم اليومية لتقدم على تنفيذ خطتها ...
أصبحت فرصتها متاحة بذهاب محسن للإستلقاء في الغرفة الأخرى
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 62 صفحات