رواية عهد اليمين (كاملة جميع الفصول) بقلم بتول
وماذا تفعل فى منزله
قبل أن يتفوه ياسر بأى شىء خرجت راويه من المطبخ ورأته فهتفت قائله وهى
ياسر حمد على السلامه يا حبيبى
ظهرت علامات الذهول على وجه الفتاه وشعرت بالإحراج فهذا ليس محصل الكهرباء كما أخبرتها راويه حمحمت قائله
أنا همشى بقى يا طنط عشان متأخرش عن اذنك
غادرت الفتاه المنزل على الفور رفع ياسر حاجبيه بتعجب وقال
أنا لما خبطت ولقيت البنت دى بتدينى فلوس الكهربه شكيت إن دخلت بيت غلط وكنت هخرج أشوف البيت من بره عشان أتأكد إن ده بيتى
ضحكت راويه بشده بعد سماعها ما قاله ياسر وقالت
ضحك ياسر وقال
طيب ومين البنت اللى فتحتلى الباب دلوقتى
دى تبقى إيناس بنت الحاج ماجد كانت بتجبلى كرتونه المكرونه اللى نسيتها فى المحل
ظهرت علامات الذهول على وجه ياسر وأردف قائلا
فى اليوم التالى ذهب ياسر إلى منزل مدحت وأثناء زيارته قابل إيناس التى شعرت بالإحراج عندما رأته بسبب الموقف الذى حدث بالأمس
بعد مرور القليل غادر ياسر منزل مدحت وذهب برفقه يامن وجميله
وتناولوا الغداء فى الخارج وفى المساء عاد إلى منزله أمسك هاتفهه وبدأ بتصفح موقع التواصل الاجتماعى الشهير فيس بوك قبل أن تجلس والدته بجانبه وتقول
ياسر أنت عارف كويس أنى بحبك وعاوزه أفرح بيك ورحمه فات علي مده أكتر من سنه وخالتك نفسها قالت أدورلك علي عروسه
أنت شكلك مخططه ومجهزه كل حاجه
هى لم تخطط للأمر بل راودتها الفكره عندما رأت إيناس وياسر بالأمس ابتسمت وأخبرته أن الفتاه التى تفكر بها هى إيناس تفاجأ فى البدايه من اقتراح والدته ولكنه وافق فقد أعجبته إيناس عندما رأها وبالفعل ذهب لخطبتها ورحب به والد إيناس تم عقد القران بعد مرور عام على الخطبه وتبعه حفل الزفاف بأيام قليله كانت سعاده راويه لا توصف وزادت سعادتها عندما حملت إيناس وأنجبت مولودها الأول عمر وكانت سعاده يامن وجميله لا تقل عن سعاده راويه وبعد مرور ثلاث أعوام حملت إيناس بطفل أخر حصل ياسر على فرصه عمل بإحدى الشركات الكبرى بالكويت وذلك بمساعده صديقه أمجد وسافر إلى الكويت كانت حياه ياسر وإيناس مليئه بالسعاده لا يعكر صفوها أى شىء قبل أن يأتى هذا اليوم الذى يعتبره ياسر أسوء يوم فى حياته
فى المستشفى كانت تبكى إيناس بشده وتدعو الله أن يحفظ صغيرها عمر خرج الطبيب من الغرفه وأخبرهم أن فصيله ډم عمر Oسالب صړخت إيناس قائله وهى تبكى
اعملوا أى حاجه المهم ابنى يبقى كويس
حاول الطبيب تهدئتها قائلا
احنا بنعمل كل اللى فى ايدينا بس احنا محتاجين ډم ولأسف فصيله ډم ابنك مش متوفره فى بنك الډم حاليا هو أنتم عندكم حد من الأقارب عنده نفس الفصيله
أجابه مدحت
أيوه والده نفس الفصيله بس هو مسافر الكويت
صړخت إيناس قائله
يعنى مفيش حد تانى فى العيله فصيله دمه Oسالب غير ياسر
فى هذه اللحظه تذكر مدحت الحاډثه التى تعرض لها يامن من قبل وأنه يشترك مع ياسر فى فصيله الډم نفسها فهتف قائلا بلهفه
يامن وياسر فصيله دمهم زى بعض أنا هتصل بيامن دلوقتى وأقوله يجى المستشفى
حاول مدحت الاتصال بيامن عده مرات ولكنه كل مره يأتيه الرد نفسه الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح
البقاء لله
قالها الطبيب وهو يخفض رأسه أرضا سقطت إيناس أرضا وأغشى عليها اتصل مدحت بياسر وأخبره بوفاه عمر لم يصدق ياسر أن ابنه الصغير الذي لم يبلغ أربع سنوات من عمره قد ماټ
عندما علم يامن بوفاه عمر ذهب إلى منزل ياسر ولكن مدحت قام بطرده بعد مرور يومين استطاع ياسر بصعوبه العوده إلى أرض الوطن كانت حالته النفسيه سيئه للغايه وحاله إيناس أيضا فقد أصابها اڼهيار عصبى طلب ياسر من مدحت اخباره بتفاصيل الحاډث وبالفعل أخبره مدحت بكل شىء وأخبره أيضا أن سبب عدم استطاعه الأطباء انقاذ عمر هو عدم توفر الډم المناسب تفاجأ ياسر بعدما سمع
ما قاله مدحت كيف لم يستطيعوا العثور على شخص فصيله دمه مطابقه لفصيله ډم عمر ويامن يمتلك نفس الفصيله
سأل ياسر مدحت هذا السؤال حاول مدحت أن يتهرب من الإجابه إلا أنه أمام اصرار ياسر لإخباره
أنا يوم الحاډثه اتصلت بيامن في الاول كان موبايله مقفول بس لما اتصلت على التليفون الأرضى فى البيت والدته ردت عليا وقولتلها أن ضرورى يامن
يجى المستشفى وقولتلها عن حاډثه عمر أنا بعد ما اتصلت فات نص ساعه ومجاش فعشان كده اتصلت ثانى وكانت المفاجاه لما يامن رد عليا وقبل ما أقول أى حاجه قالى وقتها
تنهد بضيق وهو يتذكر ما قاله يامن
اسمعنى كويس يا مدحت وحط الكلام اللى هقوله حلقه فى ودانك أنا مليش أى علاقه بمشاكل ياسر أو إيناس أو أى حاجه تخصهم أنا مش شغال كل شويه رايح جاى عشان خاطرهم أنا عندى حياتى وعايز أعيشها ومعنديش وقت أجرى هنا وهناك أنا متأكد كويس أنكم قادرين تتصرفوا فى الموضوع ده من غيرى سلام
شعر ياسر بالډماء تغلى فى عروقه لا يصدق أن أخيه الوحيد فعل به هذا لا يصدق أن أخاه لم يتردد أبدا في في ترك طفل صغير ېموت وليس
أى طفل بل ابن أخيه تمنى أن يكون هذا كابوسا وأن يوقظه أحد منه
في هذه اللحظه سمع صوت الجرس ففتح الباب ليجد يامن أمامه كور ياسر يده ونظر إليه نظره مليئه بالڠضب والحقد قائلا له بتهكم
أفندم أنت جاي عايز إيه تانى مش كفايه اللى عملته
أجابه يامن وعلامات الذهول تكسو وجهه
هو فى إيه الحكايه بالظبط أنا ما أجى هنا مدحت يطردنى وأنت دلوقتى بتتكلم معايا كده
صاح ياسر قائلا
الحكايه أنك وواطى وأنانى اتخليت عن ابنى وهو محتاجك عشان حضرتك مش عايز تدخل فى أى حاجه تخصنى
فغر فاهه بتعجب لا يفهم أى شىء كيف ومتى تخلى عن عمر نظر إلى مدحت پغضب فقد تأكد أنه خدع ياسر وجعله يصدق أنه تخلى عن عمر وصل ڠضب يامن إلى ذروته وقام بلكم مدحت فى وجهه أبعده ياسر عن مدحت وكور يده وبكل ڠضب ضړب الحائط وقال
اطلع بره يا يامن ومتخلنيش أشوف وشك تانى
شعر يامن بخيبه الأمل فشقيقه الوحيد صدق شقيق زوجته ولم يصدقه نظر إلى ياسر پغضب وقال
أنا اللى مش عايز أشوف وشك تانى لأنك ببساطه صدقت أهل مراتك وكدبت أخوك اللى من لحمك ودمك
قالها يامن وهو ينظر لياسر بأسف اتسعت حدقتى عين مدحت من الذهول وقال
لا يا شيخ يعنى أنا وأبويا كدابين وأنت اللى صادق أنا مش فاهم أنت ازاى شاطر فى الكدب بالطريقه دى
لم يستغرق الأمر سوى بضع ثوان قبل أن يسقط مدحت أرضا بعدما لكمه يامن للمره الثانيه رد ياسر له اللكمه التى لكمها لمدحت لينظر له يامن پصدمه ثم اتجه ناحيه الباب وصدم عندما رأى جميله تبكى فيبدو أنها رأت كل شىء خرجا من منزل ياسر أخرج منديلا وأعطاه لها لتمسح دموعها ثم همس قائلا
من النهارده احنا ملناش أخ أنت يا جميله ملكيش أخ غيرى أنا وبس
قالها ونظر إلى ياسر الذى كان ينظر لهم من شرفه منزله
كانت هذه أخر مره رأى فيها ياسر يامن وجميله حاول ياسر أكثر من مره أن ينسى ما فعله به يامن ولكنه لم يستطع كيف سينسى أن شقيقه تخلى عن ابنه وتركه
انتشله من ذكرياته صوت هاتفه نظر إلى الشاشه وجد المتصل أمجد فرد عليه سأله أمجد عن حاله حمزه واطمئن عليه تذكر ياسر المكالمه التى وردته من تلك الفتاه التى لا يعرفها فهى لم تتصل به بعد هذه المره أخذ يفكر هل يعقل أن تكون هذه الفتاه صادقه وطفله عمر حقا قد وليس حاډثا كما كان يعتقد أم أنها مجرد فتاه لعوب تحاول خداعه من أجل المال فقط
والسؤال الأهم إن كانت هذه الفتاه تقول الحقيقه لماذا انتظرت كل هذه السنوات لتتصل به فقد كان بإمكانها الإتصال به من قبل
استنتج ياسر بعد تفكير طويل أن هذه الفتاه كانت تحاول خداعه وعندما طلب منها دليل تثبت به صحه كلامها لم تتصل به مره أخرى
بعد وقت طويل من التفكير استسلم ياسر لسلطان النوم الذى هاجمه رغما عنه وغط فى سبات عميق
الفصلالحادىعشر
خرجت من غرفه ابنتها لتتفاجأ به يرمقها بضيق لم تفهم سبب نظرته تلك إلا عندما باغاتها بسؤاله
مقولتليش ليه إن عمك كل شويه يتصل بيك وبيهددك
حاولت أن تبدو هادئه ولكنها فشلت كيف ستكون هادئه وعمها يعكر صفو حياتها باستمرار لماذا لا يدعها تعيش بسعاده مع عائلتها طال صمتها مما دفعه لسؤالها مره أخرى ولكن بنبره حاده أجابته وهى تنظر فى عينيه قائله
كنت خاېفه من اللى أنت هتعمله لو عرفت
هل هى أصبحت تخاف منه الآن لا يمكنه أن يصدق هذا صاح بها قائلا بانفعال
مهمها كان اللى هعمله فأنا بعمله عشان خاطرك وخاطر أيه
لم تستطع كبح دموعها أكثر من
ذلك جلست على الأريكه ووضعت رأسها
بين كفيها لقد سئمت من كل شىء كل ما تريده هو العيش بهدوء وسلام مع عائلتها