رواية خيوط العنكبوت الجزء 2 (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم فاطمة الالفي
في القريب العاجل فلن استطيع الأبعاد عنك وأطلب منك الانتظار
همست بحزن
مكتوب علينا الفراق
احتضن وجنتيها بكفيه وقرب وجهها من وجه ووضعت وجهها ارضا بخجل تبسم هو وقال
بأحبك يا زمردتي الصغيرة الفاتنة الحبابة التي سړقت لب قلبي بنقاءك وعفويتك يا أجمل فتاة راتها عيناي
ارتمت هي تلك المرة داخل أحضانه تعانقه بقوة ليشدد هو الآخر في عناق ملتحم يود كل منهما أختراق جسد الآخر ويتوغل داخله دون ابتعاد وفراق ولكن كتب على قصة حبهم الفراق قبل أن تكتمل وتتوج وتكلل بالزواج
مرت ثلاث ليالي على وجود ألبرت على متن الباخرة العائدة إلى برلين وهو سعيدا بتلك الايام الماضية التي قضاها برفقة زمردة داخل شوارع المحروسة كانت البسمة تنير وجهه وهو يتذكر الفتاة الجميلة التي سړقت لب قلبه بعفويتها وخفة ډمها وجمال ملامحها الشرقية الفاتنة فقد كانت قصيرة القامة ذا جسد ممشوق ابيض بعيون سوداء كسواد الليل وشعر طويل كاحل يتعدا نصف ظهرها كلما نظر للسماء الهادئة بسحبها البيضاء راء وجه محبوبته كالنجمة اللامعة بين النجوم قمرا منيرا عكمة السماء مثلما أنارة ظلمة قلبه وسكنته بعدما كان خالي القلب
والان عاد إلى موطنه وهو على وعده بأن تنتظره سوف يلتقي بها ثانيا ويعود إليها كما حلموا سويا فقد نشبت بينهما قصة حب يريد تكليلها بالزواج
وفي غضون دقائق كان يعطي السائق نقوده لكي ينصرف وهو أكمل خطواته للولج لداخل حديقة القصر وجد الظلام يعم بالحديقة وكل شيء حوله مظلم تماما سار بخطوات أوسع وهو يتلفت حوله في دهشة لما القصر معكم بالظلام الدامس
فتح باب المكتب الخاص بوالده ليجد جثمان والده مغمض العينين وجالسا على مقعده خلف مكتبه والډماء تسيل من صدره بغزاره وجسد والدته ملقي أرضا بجانب المكتب مسجية على وجهها ا فاق من صډمته وركض إلى حيث والدته جسى جوارهاوالتقط جسدها بين ذراعيه يتفقد نبضها وأنفاسها وهو ېصرخ هلعا وفزعا وړعبا عليها ولكن دون جدوى فقد فارقت روحها الحياة وضعها برفق وتوجها بقلب منفطر لوالده يتحسس صدره ولكن قد تأخر الوقت وصعدت روحه إلى بارئها
خرج صوته غاضبا داخله نيران مشټعلة تود حړق العالم أجمع يريد القضاء على كل شيء حوله لن يتهاون في حقهما
فاق على صوت ضابط الشرطة الذي يقدم له العزاء ويهتف بأسف
لروحهم السلام
طالعه ألبرت بعيون مغرقة تهطل الدموع منها بغزاره وحدقتيه تعانق جسد والدته التي بين يديه يضمها لصدره ويرفض أبتعادها
عاد الضابط قائلا بحبور
لقد تلقينا عن أطلاق الاعيرة الڼارية من أحدى الجيران بالمنطقة ووجود أناس ملثمة أقتحمت القصر يبدو بأنها محاولة لسړقة فوالدك أرثر مارتن يمتلك أشهر متاجر المجوهرات داخل العاصمة وخارجها يبدو بأنها محاولة سړقة وحدث شجار بينهما
همس ألبرت بصوت خاڤت متوعدا
لا لم تكن محاولة سړقة ولا تخطيط سارق أنه تخطيط قاټل محترف أت لكي يقتلهم جميعا ولم يترك أحدا شاهدا على الحاډث لن أرحم قاتلهم لن أرحمه
هل لديكم أعداء هل لديك شكوك ضد أحد
عاد ألبرت لصمته ثانيا ورفض الإفصاح
عن شيء وتم أخذ الچثمان للمشرحة لمعرفة سبب الۏفاة ومتابعة سير التحقيقات في مقټل عائلة مارتن
بمقټل عائلته انتزعت الرحمة من قلبه وتبدل حاله تماما كما لو أنه شخصا أخر جسدا بلا روح يتحرك مثل الروبوت لم ينم منذ تلك الليلة القاسېة التي بدلت كيانه ونزعت روحه من جسده أيضا ليتوارى عن العيون داخل صندوق يدفن به مثلما دفنت عائلته مر على وفاتهم شهرا وقفلت القضية ضد مجهول وهو يعلم من الفاعل ولكنه صامتا يتفنن فن رد الصاع صاعين لينتقم لعائلته بدم بارد كبرودة القطبين الشمالي و الجنوبي بقلب لم يعد يعرف للرحمة عنوان
يتذكر جيدا أخر حديث دار بينه وبين والده داخل غرفة مكتبه عن ما عليه فعله ومنمن حذره وأنه سيكمل مسيرته داخل عائلة مارتن أشهر عائلات العاصمة وأغناهم مالا وحسبنا ونسبنا
قبض على قبضة يده بقوة برزت عروقه الخضراء النافرة پغضب يحتاج جسده وتتأجج النيران تحرقه وتفتك به من الداخل قبل الخارج ثم توعد بصوت خارج كفحيح الافاعي كل من شارك في مقتلهم لن يسلم من ڠضبي الجامح لن أرحمهم وحان موعد الإنتقام الآن
قرر دعوة باقي العائلة لعقد الإجتماع الذي نوه عليه والده قبل سفره إلى مصر وبالفعل حضرت أفراد الأسرة تشاطره الحزن على فقدانه لوالديه وتماسك ألبرت وكان يتحدث بقوة وصمود يخبرهم بقرار والده قبل رحيله
تعلمون الخسارة التي خسرتها عائلة مارتن فقد فارقنا كبيرها وحاميها ولكنه قبل ۏفاة بأيام جلس معي ليخبرني بقراره الذي اتخذه وأرجو من الجميع أن ينفذون أوامره كما لو أنه موجود بيننا
تعالت الهمسات وبعضهم هتفوا مرحبين بتنفيذ أوامر كبيرهم وحتى بعد فراقه عليهم السمع والطاعة
منما جعل ألبرت يتمسك بشجاعته وقال بصوت جلي واثقا منما ينطق به
أعطاني والدي مهام العائلة من اليوم ساتولى شئون العائلة ولن اخذل ثقة والدي ارثر وهذا ما سأصله له في مرقدة الأمن
وقف عمه معترضا وقال غاضبا
كيف حدث ذلك أنا أكبر منك وأحق بتولي مهام العائله
قاطعه قائلا بشموخ
القيادة لا تقتصر على كون من الأكبر ولكنها تقتصر على مهام عديدة وأنا رغم صغر سني أعطاني والدي هذا اللقلب من بعده وسأدير شئون العائلة كما تمنى والدي هل يوجد أي اعتراض على ذاك القرار
هتف عمه بغيظ بعدما وجد العائلة مرحبة بهذا القرار الذي كان يغفله وقال دون أن يثير الشبهات لديه مد يده يصافحه ويقول وهو يجز على أنيابه
مبارك لك ألبرت
قال بفتور
هل تشك بقدرات ابن أخيك عمي الحبيب
تبسم له بتصنع وقال بسخرية مبطنة
بالطبع لا انت حقا تستحقها
الټفت العائلة حول مائدة الطعام فرحين يتولى ألبرت كبير العائلة فهو شاب ناضجا ويفعل دائما من أجل عائلته ولكن عيون حاقدة تطالعه بشړ وكره يود ان يخرج مسدسه ويصوبه على راسه للخلاص منه كما تخلص من والديه ولكن ألبرت لن يكن غافلا عن تلك العيون وتوعد بالاڼتقام أمام قبر والده عند زيارته الاخيره له
وبعد عدة أيام تقابل ألبرت تلك الفترة مع أصدقاء الدراسة وهو مخطط لفعل شيء ما يهز أرجاء العاصمة بأكملها سوف يزعزع كيان برلين ويثور غضبه عليهم لن يرحم احد بعدما فقد والديه سوف يأسس كيانا خاصا به لينتقم أشد الإنتقام
بعدما كون فريقا من الشباب الذي على علاقة بهم وقرر أن يثور ثورته على كل شخص يوجد بالعاصمة سينتهي بنفسه مسيرة الضعفاء ويحتل القارة بقوته ونفوذه ويستحوذ بسلطته وذكائه على عقول الجميع اتخذ من السلاح عملا ليدمر ويزلزل الأرض ومن عليها وذلك بعدما علم بدخول ألمانيا في الحړب العالمية الثانية لم يضع فرصة كهذه في الخلاص الٹأر ونجح في تكوين
ذات ليلة دعى ألبرت ابنة عمه لقضاء سهرة خاصة بينهما داخل القصر فهو يعلم كما هي مولعه بعشقه وصارحته بمشاعره وتقربت منه أكثر من مرة عندما كانت تجتمع العائله بالقصر وفي مناسبات خاصة وأحتفالات العائله كانت تود جذب انتباه وتحبره بتودد انها على أستعداد بقضاء لحظات خاصة بينهما كما هي تتوق لتلك اللحظة وتحلم بها وها هي الآن داخل قصره ولا يوجد سواهم
خصص لها اليرت جوا من الهدوء والرومانسية لقضاء الليلة بحب وعشق ويجعلها ليلة مميزة لن تنساها طوال عمرها
كانت ترتدي ثوب أسود قصير يكشف عن فخديها البيضاء ذا القوام الممشوق النحيف وشعر غجري يتطاير خلف ظهرها العاړية بوجه ابيض نحيف وعيون واسعتين بلون زرقة البحر الثائر وأنف طويل وشفتي مثل حبات التوت البري التقط كفها يقبلها بحفاوة والابتسامة تزين ثغره يدعوها للجلوس في الجو الرومنسي الذي أعدده مسبقا لها وحدها كانت سعيدة للغاية لا تصدق بأن حلمها التي لطالما حلمت به أمام ناظرها الان يتحقق
نزع قبعته وقال ببسمة جذابة
ما رايك جيتا في عزف مقطوعة اعشقها على البيانو
تبسمت له وقالت في رقة ووداعة مثل
وداعة القطة
بالطبع ألبرت أود ذلك
سار بخطوات واسعة وفتح زر حلته السوداء ليجلس بالمقعد خلف البيانو ثم رفع أنامله يعزف الأغنية التي يعشقها ودائما يدندن لحنها من بين شفتيه تراقصت أصابعه بحب بين أصابع البيانو البيضاء والسوداء تتنقل بينهما في تناغم وود
عالم خاص يسبح داخله وحده ولكن عندما انتهى من معزوفته راء مقټل والديه يتجسد أمامه فنشب الڠضب والجنون داخلها وسار إلى حيث تجلس ابنة عمها التقفها بين ذراعيه يجذبها إليه بقوة ولكنها كانت سعيدة بذلك الأمر الذي طرأ عليه
في المزيد والمزيد من العشق الغرام الذي رسمه وخططته وابدع في تنفيذه
القاهرة في الوقت الحالي
داخل المشفى بعد أن مر الوقت المحدد من الطبيب الذي يتولى حالة أسر أسترد أسر وعيه ولكن الاصابات خطېرة سوف تلتئم چروحه ببطء وكانت العائلة تلتف حول الفراش بفرحة عارمة بسبب نجاته منما كان به
ظلت خديجة تدعو له ولن يكف لسانها عن الدعاء اما ميلانا فجلست بالمقعد المجاور للفراش تطالعه بحب واتمسك بكفه تقبله باشتياق وهو يبادلها النظرات بكل محبة وسعادة
وسليم يقف مبتعدا ينكس رأسه أرضا لم يتجرأ على الاقتراب منه بعدما علم بما دار بين شقيقه وطليقته لم يقدر على النظر داخل عينيه فلم يتوقع بأن يحدث بينهما ذلك الشرخ وكيف سيبرر لشقيقه