رواية بني سليمان بقلم زينب سمير ( كاملة)
بعيون مفكرة قطع الصمت واجد اخيرا بنبرته المليئة بغضبه المكبوت
_من الصبح الملفات نازله ترخ علي الباشا واحنا هنا بنهش دبان وهنفضل طول عمرنا كدا ملناش فايدة وهيطلب مننا تنفيذ الشغل زينا زي غيرنا .. لو سكتنا
عابد بنبرة سائلة
_طيب هنعمل اية
صمت قليلا يفكر قبل ان تتنير برأسه فكرة مكارة فأستراح علي مقعده وهو يهتف بخبث
عابد
_وانت ايش عرفك ان دا اللي هيحصل فعلا لو اثبتنا عدم جدارة سليمان
واجد بسخرية
_اومال اية اللي هيحصل هيكتبله كل حاجة بأسمه وهو عارف انه مش جدير ! اكيد يعني المرة دي هيصلح بنود الوصية الغبية اللي فاتت
_واجد .. انت عايزنا نعمل اية
انتصب واجد في جلسته التمعت في عينيه بواد الشړ وهو يهمس بحسيس افعي سامة
_نوقع الشركة ومعاها سليمان علشان عبد الحميد باشا يعرف حتي وهو في تربته انه كان غلطان لما خلي الباشا يكوش علي كل حاجة
عابد بتسأل وقد تزرع الشړ بقلبه ايضا
_يعني هنبدا نعمل اية
واجد بنبرة ماركة .. خبيثة
وراح يقص عليه مخططاته السابقة والتالية بأنفاس تفوح منها روائح الكرة المختفي خلف بسمات خفيفة تبث في قلبك الاشمئزاز بلا شك والاخر يستمع له وتزداد الكلمات من سعادته وهو يتخيل امامه سقوط سليمان تدريجيا امام عيونهم ..
. . . . . .
نهض سليمان عن مكتبه يستعد ليغادر المكان ارتدي معطفه علي بذلته بينما يغلق ازراره انفتح الباب ودخلت عليا معها اوراقا تحتاج الي امضاء
سليمان وهو يأخذ هاتفه من اعلي الطاولة
_انتي شايفة اية ياعليا
مدت يدها بالاوراق نحوه
_الاوراق دي محتاجه امضة حضرتك
قام بامضاءها فتابعت بتسأل
_هو احنا هنعمل اية مع مستر وليد علشان مفهمتش
نظر لها بقلة حيلة فعليا رغم اجتهادها الواضح الا انها تملك ذاكرة سمكة و
_هنسلمله شحن ملابس بالتصميمات الجديدة كمان تلت اسابيع
_تلت اسابيع بس
سليمان بنفاذ صبر
_اومال ناخد وقت قد اية سنة ! كل الشغل اللي متراكم لازم يخلص علشان كدا لازم الوقت يبقي ضيق علشان نتلم ونشتغل
عليا نؤيدة لحديثه
_معاك حق لازم انت
تتلم وانا....
نطق بعيون ضيقة بتركيز
_اية !
فهمت اخيرا ما قالته فوضعت يدها علي فمها وفرت سريعا من امامه وقفت عند الباب وقبل ان تغادر اردفت بتذكر وهي ټضرب بيدها علي جبهتها
نطق بسخرية
_انتي نسيتي بس انا فاكر علشان كدا مروح ياعليا ..
تصادف وقت خروجه من المكتب بخروج واجد وعابد من مكاتبهم ايضا تصادفت نظرات الشباب الثلاث معا كانت نظرات تجمع ما بين التحدي والشړ كلا منهم ينظر بثقة متأكدا أنه سيفوز علي الأخر في حرب صامتة لم يعلنوا عنها بالجهر حتي لكنهم بداخلهم يعلمون انها بدأت تري .. بتلك الحړب .. اي فريقا سيفوز اي كفة ستميل من سينتصر ومن سيخسر انتظر .. وتابع بصمت واستمتاع
. . . . . .
تبعه بعد ذلك بنصف ساعة تقريبا عابد ثم واجد فالاثنان معزومان علي الحفل ايضا كلا منهم غادر بسيارة مختلفة بوقت مختلف فلا شئ يجمعهم قط حتي في صفاتهم الوجدانية ..
بمنتصف الطريق تذكر سليمان شيئا هاما هل سيدخل الحفل فارغ الايدين ف لا بد من هدية يدخل بها ما الذي قد يشتريه ل حسان يفي بالغرض تذكر ما يحبه حسان فقرر مع اول محل يجده يبيع ما ابتغاه سيقف عنده ليشتري الهدية
الفصل الثاني
توقفت سيارته عند اول محل عطور قابله فالمعروف عن حسان والشائع عنه انه مهتم ب اقتناء قنينات العطر دوما ما يجد منها وما قدم رغم تفاوت الأيام الان انه لم ينسي بعد تلك العادة التي يملكها حسان هبط من السيارة وتوقف بطوله الفارع امام المحل الذي كتب علي يافطته
BeSSans PerFume
توجه بخطواته نحو المحل فتح بابه الزجاجي ودخل فوجد روائح العطور تملئ المكان استنشق نفسا عميقا من الروائح بإنتشاء ثم زفره جال بنظره في المكان فلمح خلف طاولة مكتب صغيرة تقف فتاة علي مقعد وتضبط بعض القنينات علي رف زجاجي تعطيه ظهرها وتعمل بنشاط وأنتباه بالغ حتي انها لم تشعر به عند دخوله
انفزعت الفتاة عندما سمعت صوته والتفتت ترمقه بفزع فالتوت قدميها الاثنتين ببعضهم البعض اختل توازنها أثر ذلك عندما لمح ذلك ا توقف الزمن عند هنا لثانية حتي رفعت عيونها الفيروزتين له حينها ايضا توقف الزمن مرة اخري لكن عنده هو فقط فتح فمه مشدوها وهو يراقب عيونها الفيروزتين اللأتان اصطدما بعينيه وخصلات شعرها النية الفاتحة تسقط علي جفن عيونها فتمنع عينيه من التمتع بهما كأنه غرق فيها ! حيث لم يرفع عينيه او ترمش جفنيه منذ ان سقطت عينيه عليها
أول من فاق من تلك الحالة هي
_شكرا لحضرتك جدا
فاق اخيرا من تطلعه لها الغير مهذب علي حديثها فنظف