الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية زهرة ولكن دميمة بقلم سلمى محمد (كاملة)

انت في الصفحة 1 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز

زهرة ولكن دميمة
الحلقة الأولى
شعرت بالإختناق وهي ترتدي ملابس العمل أصبح الوضع لا يطاق فمنذ مجيء بسام وهو لا يتوقف عن السخرية منها والحط من قيمتها تنهدت بعجز ثم جالت بعينيها في المكان هنا شعرت بالراحة والأمان ولكن الآن أمانها مهدد بسببه هذا المقهى أصبح منزلها الثاني فمقهى الزنبقة السوداء يمتاز بالطابع الأسري والبساطة مميز بتقديم أجود أنواع القهوة ومن خلال الشبابيك يستطيع الزبائن رؤية البحر ومياه الصافية الممتدة إلي ما لا نهاية منظر يدعو إلى السلام والهدوء الداخلي نظرت إلى الخارج تتأمل البحر وامواجه المتلاطمة التي تنبئ السكان بأن النوة في ذروتها حاولت استعادة هدوئها أخذت نفس عميق تحاول قدر المستطاع استنشاق رائحة البحر هذه الرائحة الشافية الآتيه عبر نسمات الهواء ثم نظرت إلى ساعتها وجدتها الساعة الثامنة فقد حان موعد فتح المقهى نظرت حولها فلم ترى كابوسها بسام وسماح فقد تأخرا كالمعتاد.

زهرة... يازهرة... نادت عليها شهيرة مالكة المكان فهي سيدة عجوز أرملة طيبة القلب تعاملها جيدا هي الوحيدة التي جعلتها تعمل لديها بعد شهور من عڈاب البحث عن وظيفة لم تطلب منها مؤهل عالي كباقي الوظائف فهي لا تملك سوى شهادة الثانوية العامة. 
ردت زهرة نعم يامدام شهيرة. 
_الكافية متحطتش عليه يافطة مفتوح لحد دلوقتي ليه
أجابتها بتردد أصل بسام ودعاء لسه مجوش يامدام. 
ردت عليها بحدة لما يجي بسام ودعاء خليهم يدخلولي المكتب علطول الكافية هنا ليه مواعيد ثابته مش تكيه سايبه ملهاش حاكم. 
ظلت واقفة في مكانها صامته لا تعرف ماذا تقول أو تفعل وعندما رأت بدايه احمرار وجهها أردفت مهدئة بلاش انفعال عشان صحتك أنا هروح دلوقتي أحط اليافطة بنفسي. 
تكلمت شهيرة پغضبأومال أنا مشغلاه ليه أنا مش عارفة مستحملاه ليه لحد دلوقتي وهو والزفتة اللي ما تتسمى. 
ردت عليها بهدوء بهدوء عشان قلبك الطيب 
_ما هو قلبي الطيب ده هيضيع مني الكافية الديون اتركمت عليه والقرض إللي قدمت عليه اترفض.
_أن شاء الله هتتحل من عنده. 
وضعت شهيرة يديها على رأسها مرة واحدة ثم أخرجت أنين مټألم 
سألتها زهرة بقلق مالك يامدام. 
ردت عليها وهي تحرك رأسها الصداع جالي تاني
قالت زهرة مترجية متسكتيش على نفسك أكتر من كده وروحي أكشفي الصداع بقا بيجيلك باستمرار. 
_هبقا اروح أكشف 
_ما هو كل مرة تقوليلي كده وتطنشي ومش بتروحي
شهيرة بحدة بسيطة خلاص يازهرة بقولك بعدين
لم ترد الألحاح عليها فقالت بهدوء خلاص إللي يريحك روحي على مكتبك استريحي شوية وأنا هجبلك كوبايه مية وحاجة للصداع. 
قبل أن تتركها قالت متزعليش مني يازهرة لو انفعلت عليكي. 
إبتسمت لها زهرة إبتسامة حقيقية نابعة من القلب وأنا عمري ماهزعل منك مداك. 
بمجرد ذهاب شهيرة اتجهت لكي تضع يافطة مفتوح على باب المقهى ثم ذهبت بعدها مباشرة لكي تعد كوب من القهوة للسيدة شهيرة عندما خرجت من مكتبها سمعت صوت إغلاق باب المقهى مصاحبا لدخول كلا من بسام وسماح مسرعين. 
سماح سألت وهي تتنفس بحدة إيه الأخبار
أجابتها مترددة المدام سألت عليكم أنتم الأتنين
بسام سألها بغلظة وردك كان إيه يابومة
بلهجة يشوبها الڠضب أسمي زهرة لو سمحت وقولت ليها على فكرة إنكم لسه مجتوش وعايزكم عندها في المكتب
ضحك بسخرية ونظر لها بقرف البومة طلعلها صوت وفين الزهرة دي أنا مش شايف قصادي أيتوها زهرة كل إللي شايفه بومه بشعر أسود أكرت. 
شاركته سماح الضحك خلاص بقا يابسام مش كل يوم كده هتسمعها نفس الكلمتين المرة الجاية غير موشح التريقة. 
أجابها بضحكة عالية خلاص هقولها من يوم ورايح يازمل. 
لمعت عيناها بالدموع حرام عليكم بلاش تريقة
قال بسام بسخرية الأخ طلع بيحس ياسماح وأنا إللي كنت بحسبه جبلة معندهوش ډم
في محاولة بائسة منها للمقاومة وبلهجة تحاول جعلها ثابتة أنا اسمي زهرة
بسام قال باستهزاء نعم يأخ زهرة 
سماح كفاية يابسام النهاردة ورانا شغل ويدوب نلحق نغير هدومنا قبل مالمدام تسأل علينا تاني
رد عليها بسام بابتسامة أعمل إيه بس ياسوسو ما هو شكلها إللي بيستفزني
ردت عليه سماح بدلع هنتأخر كده على الشغل وكفاية لحد كده تأخير بدل مالمدام تخصم لينا من المرتب
_عندك حق ياسوسو يلا بينا
أنصرف كلاهما تاركين زهرة في بؤسها تحاول كبت دموعها والسيطرة على تماسك اعصابها 
وبعد ارتداء كل من بسام وسماح الزي الخاص بالمقهى توجه كلاهما إلى مكتب السيدة شهيرة
فتح باب المقهى نبئ بقدوم زبائن جدد هندمت زهرة ملابسها وثبتت نظارتها ومررت أصابع يديها على شعرها في محاولة يائسة لإرجاع الخصل الشاردة لمكانها الطبيعي ثم تنفست بعمق وأخرجت الزفير ببطء وهي تقوم بالعد واحد... اثنين... ثلاثة
مدت أصابع يديها فوق الطاولة لالتقاط قائمة المقهى وخرجت من مكانها متوجهة للخارج لتخدم الزبائن تسمرت في مكانها تتأمل القادمفهي لم تعتاد على رؤية هذا النوع من البشر هذا النوع الذي تراه على أغلفة مجلات الموضة أو أغلفة أحد الروايات الرومانسية يكون البطل فيها شديد الوسامة لدرجة إنك تكلم نفسك قائلا هل هو شخص من لحم ودم موجود في الحقيقة هل سيأتي اليوم وترى
السابق
صفحة 1 / 119
التالي

انت في الصفحة 1 من 119 صفحات