السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم أمل نصر(كاملة)

انت في الصفحة 4 من 175 صفحات

موقع أيام نيوز


قليلا فاتسعت عيناه بمفاجأة قبل أن يستدرك سبب الڠضب المرتسم على وجه أبيه لكن سرعان ما اتخذ القرار داخله في مواجهة الرجل فالتوى ثغره بزاوية ووهو يعيد الورقة لمكانها وكأنه يتوقع الاتى من حديث الرجل وبعدها اتجه نحوه يسأله بلؤم رغم معرفته المسبقة بالإجابة 
كيف وصلتلك
امتقع وجه الرجل پغضب مكبوت حتى اهتز له جسده قبل أن يتمالك بصعوبة ليميل بجلسته نحوه مقربا عينيه الحادة ڼصب خاصتي الأخر ليخاطبه بنظرة كاشفة

بتستهبل وعايز تعمل نفسك مش فاهم حاجة إنت يا فايز مش عارف كيف وصلتني ياخي عيب على طولك 
احتد الاخر وتهدجت أنفاسه ليهتف پغضب واحتجاج
وايه لازمة الشتيمة وجبة الجيمة دلوك مينفعش تكلمني بأدب واحترام ولا انت باعتلي كدة ع الصبح مخصوص عشان تمسح بكرامتي الأرض 
لم يستطع الرجل التماسك أكثر من ذلك فهدر عليه غاضبا
وايه اللي يمنعني من شتيمتك ولا تهزيجك ما انت اللي بتجيب الإهانة لنفسك بعمايلك السودة ايه اللي يمنعني وانت مفيش حاجة بتحوج فيك ولا بتوب جتتك نحست معدتش ينفع فيها ضړب ولا أي شيء تاني
زاد الاحتقان بقلبه وكم الإهانات التي يتلقاها جعلته كالۏحش يصيح بأبيه
انا مسمحلكش مش عيل صغير جدامك انا عشان اسمع منك واجعد ساكت انا مش جليل عشان اسكت على جلة الجيمة دي
هز عبد المعطي رأسه أسفا ليردد بصوت واهن اهلكه الجدال والهم ضاربا بكف يده على ذراع الاريكة الخشبي
ما هي دي المصېبة انك مش صغيرا أو حتى شاب فاير جديد عشان نعرف نبرر للناس افعالك وجلة عقلك ولكن الکاړثة اللي هتجبلي جلطة من جهرتي هي انك راجل كبير لأ وجد كمان 
تأفف فايز زافرا من فمه يخرج دفعة كثيفة من الهواء الساخن والمشبع بحقده

قبل أن يرد على والده بنزق
جد لكن برضوا صغير أنا راجل مكلمتش الخمسين لكن انت اللي كبرتني قبل أواني لما زوجتني لبت اخوك على سن صغير ولما كبر ولدي كمان جوزته في نفس السن عشان تكبرني جبل أواني أنا لسة شباب وفي عزي 
تغضن وجه عبد المعطي بسخط وظل لعدة لحظات يجاهد لانتظام أنفاسه ومحاولة التماسك حتى لا يقع أو تصيبه ازمة قلبية جراء كلمات ولده المستفزة حتى خرج رده اخيرا ببعض الهدوء الذي لا يخلو من السخرية
ماشي يا راجل يا صغير يا عاجل يصح برضك تتداين بالفلوس من واحد زي صدقي ابو سليم وبالمبلغ الكبير ده وانت عارف ومتأكد بغرضه الأساسي في انه يركبك الديون عشان يضغط عليا في البيت اللي ھيموت ويشتريه
رد فايز ببرود كاد أن يصيب أبيه بالشلل
انا مستلفتش سفه ولا من غير سبب محدش ذلني ليه غير الحوجة 
عاد عبد المعطي لصراخه بانفعال 
حوجة يا بارد يا عديم الفهم حوجة وانت لا جوزت بت ولا بنيت لك بيت جديد يا راجل دا انت بتجبض مني اول كل شهر مع مرتب المصنع اللي شغال فيه ولا اللي بيوصلك من ريع الأرض اول بأول لكن كيف كيف هيكفي مزاج رأسك من الشرب والخمړة كيف هيكفي صرف الغندورة مرتك بمصارفيها اللي ما بتنتهيش لا هي ولا اولادها وكأنهم بيغرفوا من بير ملوش جرار 
انتفض فايز على سيرة زوجته المعززة والتي لا يحتمل عليها كلمة من والده او والدته لعلمه الأكيد بكراهيتهم لها هي واولادها ليصيح پغضب
هو دا بس اللي واخده منكم كل شوية مرتك جالت مرتك عادت لا بتطيجوها ولا بتطيجوا الأرض اللي تحملها وكل ده بسببها! السبب الرئيسي اللي مخليكم كارهين حتى ولادي منها عشان بت اخوك حبيبك
دوى صوت رجولي فجأة بالقرب منهم موجها حديثه لهما
صلوا على النبي يا جماعة ايه اللي حصل بس ومخلي صوتكم واصل لاخر الشارع برا!
انتبه الاثنان والټفت رؤسهما الى صاحب المقولة لتختلف النظرات من أعين فايز الذي حدج الشاب بنظرة حاقدة وكارهه وعين العجوز الذي ارتخت ملامحه المتشددة ولانت لهجته وهو يخاطبه برفق
حمد لله
على سلامتك اطلع لمرتك وعيالك فوج يا حبيبي عشان تريح جتتك من تعب الشغل دي حاجة بسيطة بيني وبين ابوك 
ويطلع ليه ما تخليه يتفرج على ابوه وهو بيتهزج وبيتهان على يدك على الاجل ينجل لامه يمكن تهدى ولا يشفى غليلها مني ولا إيه رأيك يا حيلتها
هتف بها فايز وهو يتقدم بخطواته نحو الشاب حتى لكزه بطرف كفه صعق حجازي من فعله وتهجمه باللفظ بدون مبرر وجاء الرد من الجد بحزم
سيب الواد في حاله يا فايز ولا انت مصدجت تلاقيه في وشك عشان تحط غلبك فيه 
هتف فايز وهو يتطلع إلى الشاب بكره لا يعرف سببه حجازي كلما رأه او تقريبا منذ نشأته ووعيه
طبعا مش متحمل عليه كلمة وانا ليه هستعجب ما هو حبيبك وتربية يدك اما ابوه فشيطان ويستحج الرجم مش كدة يا بوي
صړخ عبد المعطي بانفعال خرج عن سيطرته
اطلع برا يا فايز خلاص انا جفلت منك ومعدتش طايح اشوف وشك حتى 
صاح فايز بسخرية وهو يستدير ليغادر من أمام
 

انت في الصفحة 4 من 175 صفحات