السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم أمل نصر(كاملة)

انت في الصفحة 3 من 175 صفحات

موقع أيام نيوز


فزعا بمواجهة چحيم غضبه والذي بدا على ملامح وجهه الذي أظلم واحمرار عينيه الذي أكمل وحشيته حينما صاح ملوحا بسابته أمامها
كسر عضمك هو اجل رد على جلة حياكي دي بس انا مش راجل ضعيف عشان امد يدي على مرة حتى لو كانت تستاهل لكن اعرف زين اربي اللي مشافتش الرباية في بيت ابوها اسمعي يا بت يمين تلاتة لتنزلي دلوك وما تتحركي من جمب العيش لحد اما تخبزيه بنفسك في الفرن البلدي يعني تنزلي زي الشاطرة تنشفي الوجيد من تحت البهايم على ما يخمر العيش وبعدها تولعي وترصي لوحدك لحد ما يستوي وتطلعيه بنفسك ما اسمع بس ان اختي شالت رغيف واحد لكون منزل عليكي اليمين وتباتي من الليلة في بيت أبوكي 

برقت عينيها ذات اللون العسلي پصدمة ما زالت لا تستوعبها أو أنها تكذب أذنها لكن غازي لم يعطيها فرصة الأستفسار صړخ بصوت اهتزت له الجدران
اخلصي حالا غوري من وشي ونفذي اللي بجوله 
على الفور تحركت قدميها اليا لتنفذ أمره قبل أن يفتك بها 
وفي مكان آخر
وقد توقفت السيارة النصف نقل ليترجل منها الرجل الخمسيني يسعل بحشرجة وهو يجاهد للإستقامة في وقفته وعدم الترنح سحب عدة انفاث سريعة من سيجارته قبل أن يدعسها تحت حذائه وهم للتحرك ولكنه توقف قليلا وعيناه تقيم المنزل الكبير 
من الخارج 
ما زال عصيا على الزمن ويحتفظ ببهائه رغم مرور اكثر من نصف قرن على بناءه شامخ بإباء رغم شيخوخته عنيد صلف كصاحبه وكأنه ارتوى بطباعه من وقت أن قام ببناءه 
بموقعه الاستراتيجي في سط البلدة وقربه للطريق العام بها مما يجعله محط انظار المارة في الذهاب والإياب ومطمع لكل من يملك المال 
تمتم بداخله بتمني بعد تذكره لاخر مبلغ عرض عليه في مقابل بيعه
مازالت معاندا على التصدع ولا تتأثر بعامل الزمن ولا حتى بهزة ارضية وكأن مع بناءك اخذت عهدا مع صاحبك على الصمود حتى النهاية ولكن وليكن ياصديقي فقريب أو بعيد هذا اليوم ستأتي ساعتك وسأرى انهيارك لتتساوى بالارض التى أقف عليها الان
بعد أن أقبض ثمنك الذي سيرفعني ويعلي بقدري أمام الجميع وليعطيني الله الصبر حتى وقتها أو يجعله قريبا اللهم امين 
خرجت الاخيرة بصوت واضح وهو يتقدم نحو باب المنزل ليلج بداخله وقد استقبلته والدته العجوز بالترحاب كعادتها رغم تعجبها 
فايز ولدي! كدة على وش الصبح كمان جرا حاجة في الدنيا ولا ايه
اقترب يضع خفيفة وجنتها

قبل أن يتمتم كلماته بنزق
طب سلمي الأول ولا ردي الصباح وبعدها اتمسخري براحتك 
تطلعت عينيها للخلف بفضول لتردف مصححة
اعوذ بالله من المسخرة يا ولدي أنا بس مستعجبة سبب الشجة الغريبة دي كدة على اول الصبح دا غير اني مشيفاش المحروسة مرتك ولا حد من العيال اللي بتجرهم دايما معاك
قلب عيناه بسأم ليتحرك للداخل مرددا بتأفف
انا مش جاي من مخي ياما عشان اعمل حساب مرتي والعيال معايا جوزك هو اللي طلبني امبارح ع التليفون وطلبني أحضر عاجل في أمر هام ع العموم لو مشتجالهم جوي يعني انا ممكن اتصل يحضروا حالا 
توقف بنظرة ذات مغزى متابعا
بس اخاڤ لترجعي في كلامك لتزعلي المحروسة التانية وانتي مش حمل جلبة بوزها 
قبضت سکينة على حزن قلبها مما يفعله ابنها من ظلم في حق زوجته الأولى ابنة عمه سليلة الحسب والنسب تربية يدها يتيمة الأبوين وولدها زينة شباب كفرهم بسيرته الحسنة واخلاقه الكريمة التي يشهد على حسنها القاصي والداني من أجل هذه المرأة التي لفت عقله بدهائها وميوعتها لتجعله كالخاتم في إصبعها فقالت بتماسك زائف اظهر ضيقها
وبتجول عليا انا اللي بتمسخر يا فايز الله يسامحك يا ولدي ع العموم بيت ابوك مفتوح دايما وفي أي وجت ومهما حصل من خصومة ولا خناج الضفر عمره ما يطلع من لحمه
اومأ رأسه لها بعدم اكترات لا يلقي لكلماتها اهتمام ولا حتى بغصة الۏجع التي تجلت في نبرتها وهي تشير بيدها للأمام
ابوك جوا ادخل شوفه عايز ايه أكيد جاعد مستنيك 
لوى ثغره بحنق قبل أن يبتعد ذاهبا عنها نحو
وجهته بداخل المنزل الفسيح تاركا والدته ټضرب كفا بالاخر بيأس وقد فقدت الأمل من اعتدال ولدها أو استقامته 
وبداخل الغرفة الواسعة والتي كان يجلس بداخلها عبد المعطي الرجل الكهل على أريكته الخشبية يسبح بمسبحته العقيق ولج إليه فايز يلقي التحية ببعض التقدير والرهبة من هيئته
صباح الخير 
ظل الرجل مطرقا برأسه لبعض الوقت قبل أن يرفعها برتابة يحدجه بنظرة غامضة على وجهه المتجهم وفمه المطبق بخط قاسې لم ينبت ببنت شفاه شعر فايز بعدم الراحة فابتلع ريقه بتوجس وهو يخطو بتردد حتى جلس بالقرب منه فوجه سؤاله إليه بريبة
جيت على اتصالك بخصوص الأمر الضروري اللي جولت عليه خير بجى
تحركت أخيرا عضلة بوجه عبد المعطي يومئ بذقنه نحو الطاولة الصغيرة والقريبة من فايز قائلا باقتضاب 
خد الورجة اللي قدامك دي الأول وشوفها وبعدين نتكلم 
اذعن فايز لمطلب أبيه فتناول الورقة الصغيرة لينظر فيها قضب
 

انت في الصفحة 3 من 175 صفحات