الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(كاملة)

انت في الصفحة 4 من 111 صفحات


تلك الفتاه احدي اللاتي يمرح معهن ونسي ملامحها لكثرة من يعرفهن رغم ان شكلها لا يوحي أنها ترتاد تلك الأماكن التي يذهب اليها وهتف بتعلثم 
مرام حامل 
ثم وضع بيده علي خده الذي صڤعته عليه مهرة وهنا علم لما أستحق هذا
ليضحك جاسم ساخرا 
حسيت بالذنب دلوقتي ... كنت فاكر مجرد وقت والحكايه هتنتهي 
ودار حوله بجمود 
بقي في طفل ياأستاذ ... شوف بقي مين هيطلعك من المشكله ديه 
ليتأمل كريم ملامحه في صمت ..ثم غادر وهو يعلم بضرورة انصرافه الأن فملامح جاسم لا تبشر بالخير 
صعدت مهرة راكضة الي شقتها والسعادة تملئ شفتيها من نجاحها في ارهاب المدعو جاسم الشرقاوي 
لتجد مرام جالسة مع ورد في توتر ووجهها شاحب 
لتسألها عن حالها ثم تنظر لورد 
ورد حببتي محتاجه كوباية شاي من ايدك الحلوه اصل مصدعه اووي
فتبتسم ورد بحنان وتقترب من شقيقتها تربت بيدها علي كتفها 
حاضر 
وأنصرفت نحو المطبخ لتعد لها الشاي .. فأقتربت مرام بلهفة منها 
قبلتيه 
فحركت مهرة رأسها بصمت ...فتفرك مرام يديها بتوتر 
اكيد هددك يامهرة 
وسقطت دموعها بندم 
انا اللي ضيعت نفسي ...ولازم اتحمل غلطتي 
وتعالت صوت شهقاتها...لتقترب منها مهرة سريعا تضع بيدها علي فمها 
هتفضحينا 
وازاحت يدها عن شفتيها كي تجعلها تخرج أنفاسها 
قولتلك مټخافيش 
لتأتي ورد في تلك اللحظه وتجول بنظراتها حولهم 
فقلبها يخبرها بوجود أمر ما بين شقيقتها ومرام 
وقبل ان تسألهم عن شئ ... تقدمت مهرة نحوها 
قائله بدعابه 
عايزه تشربيني شاي ياورد وانا علي

________________________________________
لحم بطني من الصبح 
لتتسع عين ورد ..فهي من طلبت الشاي 
ما انتي اللي قولتي عايزه تشربي شاي 
فأخدت مهرة الشاي منها ودفعت مرام نحوها 
خدي مرام وحضروا الغدا... عشان ناكل 
فطالعتها مرام بملامح باهته قد فقدت بريقها 
لتوكظها مهرة بذراعيها 
فاكره نفسك ضيفه ...يلا علي المطبخ 
وتركتهم وانصرفت نحو غرفتها .... لتطالع كل من ورد ومرام خطواتها ..ثم ألتفوا نحو بعضهم 
لتنظر مرام لورد بنظرات أسفه لبعدها عنها منذ ان دخلت الجامعه 
وأقتربت منها ټحتضنها 
انا أسفه ياورد
لتضمها ورد بقوة وحنان تخبرها أنها أشتاقت لجلساتهم معا وأحلامهم سويا
وقطع تلك اللحظه صوت أحدهم 
ياأستاذه مهرة ...ياست الأستاذة 
لتخرج مهرة من غرفتها وقد ابدلت ملابسها 
هو الواد شيكا بينده عليا 
ووقفت تحدق بهم بصمت وهم يبكون متمتمه بحنق 
كملوا الدراما كملوا ... وسبوني جعانه 
لتضحك كل من ورد ومرام ولاول مره تكتشف مرام أنها اضاعت دفئ وسعاده بسبب سراب وأحلام وردية خرقاء أخذتها لطريق الخطيئة
وعاد الصوت يعلو ثانية 
ياأستاذه مهرة ..بضاعة المحل وصلت 
لتركض مهرة نحو الشرفة التي تطل علي شارع حيهم 
واد ياشيكا خليك واقف مع الأستاذ انا نازله اه 
وسارت نحو غرفتها تجلب المال لدفع ثمن البضاعة 
متمتمه 
مبلحقش أرتاح 
..
جالس علي فراشه يتأمل صورة والده بأسف لما وصل اليه شقيقه ..معتذرا منه انه لم يحافظ عليه 
ليطرق كريم الباب ودلف إليه يطالعه ..ثم تنهد وهو يطأطأ رأسه بخزي 
انا هتجوز مرام ياجاسم ... الطفل اللي في بطنها طفلي 
فرفع جاسم عيناه عن الصوره القابعه بين يديه ثم ألتف برأسه نحوه في صمت 
جلست تتصفح الجريدة في الصباح ... تنظر إلي خانة الوظائف لعلها تجد وظيفة تناسب شقيقتها 
ثم قلبت الصفحات حتي وصلت لمبتغاها 
وانكبت علي حل الكلمات المتقاطعه ..الي ان وجدت صبي الحاج إسماعيل الذي يعمل بالورشة التي أمامها يخبرها 
في واحد بيه عايزك ياأستاذه مهرة.. تحسي كده من الناس المهمه اللي بتطلع في التليفزيون 
لتتسع عين مهرة وهي تنهض 
فين ياحماده 
ليبتعد حماده من أمامها... لتجد جاسم يقترب من محل البقالة بملابسه المنمقه يغطي عينيه بنظارة سوداء تخفي ملامحه
ونظر بتفحص الي محل بقالتها ثم نظر الي الصبي 
الذي أشار نحوها 
استاذه مهرة اهي ياباشا
فحدق جاسم بمهرة الواقفه بصمت...ووقف حماده بينهم يطالعهم بفضول ولكنه في النهايه انصرف نحو الورشة التي يعمل بها 
ليقترب جاسم ببضعة خطوات ...يتفحص تلك المرة مهرة بقميصها المقلم الذي يشبه الصبيه وشعرها المعقود بأحد الأقلام ونظارتها المائله نحو قمة أنفها 
هاتفا بجمود وهو يشير علي محل البقاله 
هو ده مكتب المحاماه 
لتطوي مهرة تلك الجريدةالتي مازالت بيدها...
وقد فاقت أخيرا من صدمة قدومه بتلك السرعه 
لتلتقط حذائها ذو اللون الوردي الخاص بورد ومن سوء حظها قررت اليوم ان ترتديه ...
لتكون أمامه لوحة فنية من الألوان التي لا تلائم بعضها
لاء متقلقش هنقعدك في مكان يليق بوضعك
ثم أكملت ساخرة 
ياباشا 
وسارت لدخل البناية واتجهت نحو الباب الصغير لتفتحه
لتظهر حجرة مكتبها التي كانت بالنسبه له عباره عن جحر فأر فطالع جاسم الحجره قليلا .. ودلف داخلها لتهتف بحنق 
اسفين اصل المكان مش قد المقام
فتنهد بسأم وهو يخلع نظارته 
ياريت نتفاهم وننهي المهزله ديه
ثم اقترب منها ومال نحوها 
ومتختبريش صبري
وقبل ان تهتف بشئ ردا علي وقاحته ..وجدته يتخطاها ويجلس علي أحد المقاعد بأسترخاء
لتقضم العسلية التي بيدها بقوه ...وتذهب نحو كرسي مكتبها بزهو وتضع ساق فوق الآخر فتجد نظراته الساخرة تحدق بها فأخفضت عيناها نحو قدميها لتجد حذائها الوردي ذات الأصبع ..لتزيل ساقيها عن بعضهم متنحنحه بطريقة خشنه 
التفاهم الوحيد اللي بينا هو الجواز .. 
ثم تابعت وهي تقضم من الحلوي ببرود 
اخوك يتجوز مرام
فنظر اليها جاسم طويلا وكأنه 
يدرس الأمر وأخير هتف 
الجواز هيتم بعد أسبوعين
واعتدل في جلسته ... وهو يطالعها 
بجمود 
الموضوع هيتم من غير فضايح ... ومحدش هيعرف 
سبب الجوازه 
ونهض من فوق المقعد ... وأغلق أحد ازرار سترته 
كلمة واحده هتوصل للصحافه وحد يعرف بالموضوع ... هتعرفي ساعتها مين جاسم الشرقاوي 
وفي لمح البصر أختفي من أمامها وعاد يرتدي نظارته السوداء مجددا...
لتقف مهرة مصدومه من صمتها أمامه فهذا الرجل بحضوره يربكها وسارت خلفه كي تخبره أنها لا تخاف تهديده ولكن وجدته يقف امام سيارته ينتظر انهاء احدهم فحص سيارته
لتتقدم من الحج إسماعيل الذي وقف مبهورا بالسياره .. يضرب بيده عليها 
لاء عربيه أمريكاني متينه
واقترب من جاسم يمد له يده المشحمه بشحم السيارات كي يصافحه
.. فتابعت مهرة المشهد بصمت وهي تعلم أنه سينفر من مصافحته ولكن جاسم مد

________________________________________
له يده يصافحه
.................
كل شئ بدء يتم سريعا... في البداية رفض أهل مرام تلك الزيجة السريعه خاشين علي ابنتهم 
ولكن عندما بدء جاسم يخبر والدها عن أصولهم وقرية والدهم ... تذكره والد مرام لأنه من نفس قريته وأخذ يمدح به وبأخلاقه وترحم عليه... 
كما أخبرهم جاسم بضرورة رحيل اخيه الي كندا لمتابعة اعمالهم هناك واتفقا والدي مرام ان لا ترحل ابنتهم قبل ان تكمل 
الشهر ونصف المتبقيان لها بالجامعه اولا ..
فهم ينتظرون تخرجها من الجامعه بفارغ الصبر كي يشعروا أنهم اتموا واجبهم معها ... 
زيجة كان الصغط يحاوطها والثغرات توضع أمامها ولكن مهرة كانت تساند مرام بأقناع السيد عادل والسيدة صفاء بكل شيء حتي يلينو ويخضعوا للأمر... فارحين ان أبنتهم ستتزوج زيجة لم ينالها 
أحد من أقاربهم أو معارفهم 
................
وقفت مهرة أمام مخبز الخبز تنتظر دورها لجلب حصة الأرغفة التي يحصلون عليها لتسمع بعض الهمسات عن زواج مرام وشطارتها في جلب عريس كهذا ...لتهتف أحداهن 
مش الحاجه إعتماد كانت بتدور علي عروسه لأبن اختها ... بس ايه ماشاء الله موظف في بنك كبير ومعاه عربيه وشقه تقول للخيل ارمح
وتابعت السيدة وهي تمصمص شفتيها 
رشحتلها البت ورد .. وقالتلي هتقول لاختها 
واكملت ولم تنتبه ان مهرة تقف خلفهم 
رفضت لما عرفت ان ابوهم رميهم وعايشين لوحدهم 
لتهتف الآخري 
عندها حق .. ام ماجد برضوه فسخت الخطوبه عشان كده .. مهما كان دول بنتين عايشين لوحدهم ومافيش حد بيراقبهم ايه ضمنا أخلاقهم 
لتهتف الثالثة والتي كانت تتابع الحوار بصمت 
حرام عليكم احنا عندنا بنات... امهم الله يرحمها كانت ست طيبه وبنت حلال
كانت الكلمات تخترق فؤادها دون رحمه ..لتعض علي شفتيها بقوه وتقبض علي يديها تغرز اظافرها في راحتي كفوفها 
تتمالك نفسها بصعوبه حتي لا تلكمهم في أوجههم
فلولا أنهم بأعمار والدتها لكانت فعلت بهم مايستحقوه
فهم يتحدثون عن ورد ... شقيقتها الرقيقه الطيبه التي مازالت الي الأن تتعافي من صډمتها بما فعله معها ماجد خطيبها السابق
لو كانوا قد تحدثوا عنها هي .. ماشعرت بهذا الۏجع 
ولكن ورد لا
هي تعلم هيئتها التي هي بارعة في اظهارها من خلال ملابسها ونظارتها رغم ان نظرها علي مايرام وتسريحة شعرها التي تضاعف عمرها وأخيرا قد أخذت الخبز... ونظرت إلي تلك النسوة بنظرة تكاد تقتلهم ...
لينكمشوا بأنفسهم وهم يعلمون إنها بالتأكيد سمعت ثرثرتهم وأتجهت بخطوات سريعه الي شقتهم ...لتغلق الباب بقوة 
ثم وضعت الخبز علي الطاولة وركضت نحو غرفتها التي بالأساس كانت غرفة والدتها ...وجلبت صورتها وجلست علي فراشها تطالعها ودموعها تنساب علي وجهها
ومسحت دموعها سريعا بعدما سمعت صوت الباب يغلق ...
فيبدو ان ورد قد عادت بعد رفقتها لمرام ل فيلا الشرقاوي التي ستعيش بها مرام قبل ان تسافر خارج البلاد فهتفت ورد بأسمها 
مهرة انتي هنا 
لتخرج مهرة من غرفتها 
بملامح جامده فتتقدم منها ورد بسعاده تخبرها عما رأت 
الفيلا جميله اووي يامهرة وفيها جنينه حلوه وحمام سباحه كمان وهتفت بدعابه 
كان نفسي انزل رجلي فيه وابلبط زي البط
لتضحك مهرة علي تشبيهها 
بمناسبة البط ... عايزين ننزل السوق نشتري بطه بقالنا كتير مكلنهوش 
لتضع ورد بيدها أمامها 
ايدك علي الفلوس .. لاحسن مصروف البيت خلص 
لتتسع عين مهرة غير مصدقة 
لحقتي تخلصي مصروف البيت في أسبوعين 
فهتفت ورد بقلة حيله 
كل حاجه بقيت غاليه اووي ..وتابعت 
أمسك انتي بقي المصروف وهتعرفي
لترفع مهرة يديها بأستسلام 
لااا انتي العقل المنزلي المدبر ... نلغي البطه ونشتري فرخه فضحكت ورد بأستمتاع 
وحياتك ولا بطه ولا فرخه .. احنا هنكمل باقي الشهر من قدرة الفول اللي انا بعملها ورضي علي كده وانفجروا ضاحكين ...
لتهمس 
مانطلب فلوس من بابا يامهرة... مش كفايه بطل يزورنا غير كل كام شهر مره ... وبيجيب الست مراته معاه عشان تشوف هيدينا كام
لتضحك مهرة ساخرة وهي تتذكر منذ ثلاثة أشهر جاء إليهم
في مناسبة العيد ..
لتعطيهم زوجة أبيهم عديتهم التي كانت عبارة عن كل واحده منهم مائة جنيه تخبرهم بكل وقاحه 
أنهم لا يحتاجون لشئ ...فأولادها بما إنهم الذكور فمتطلباتهم أكثر واخدت تحرك بيديها تظهر لهم أساورها التي تملئ معصميها وهم حتي لا يرتدون أقراط بأذانهم
لتضم مهرة ورد اليها هاتفة 
مش محتاجين منه حسنته
فحركت ورد رأسها

انت في الصفحة 4 من 111 صفحات