رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(كاملة)
انا نفسي نعيش أسرة سعيده...مش عايز ولادي يتحرموا من حنانا
فألتفت نحوه وعانقته بحب
انا عايزه انجح ياكريم وابقي سيدة أعمال زي مشيرة العزمي
................
هبط من سيارته وهو يطالع محل البقالة المظلم ونظر نحو الشرفة ليجد النور مضاء فتأكد من وجودها هنا
وخطي بخطوات هادئه لداخل البناية ثم صعد الدرج وهو حانق من تمردها
وطرق الباب عدت طرقات لفتح له بعد دقائق ناظرة له بضيق ثم تركته فتمتم جاسم بحنق وهو يغلق الباب خلفه
المفروض ارجع من شغلي الاقي المدام مستنياني وتعتذر عن اللي عملته... مش غضبانه وسيبه البيت
لتلتف نحوه مهرة بضيق ولكن قررت الصمت ..وتقدم نحوها
مبحبش الدلع كتير يامهرة ..يلا عشان تعبان ومرهق
روح لوحدك انا هقعد هنا في بيتي
ليقترب منها جاسم بهدوء
غلطانه وبتعاندي
فتقدمت منه هي الأخري پغضب
انا مش غلطانه
وتابعت بحنق وهي تتذكر حديث نادين معه
ياجاسم بيه ياجنتل مان
فأتسعت أبتسامة جاسم .. ولمعت عيناه بمكر
ټضربي البنت بجذمتك في وشها يامهرة
مبحبش الظلم .. وانتوا ناس ظالمه بتفتروا علي اللي ملهوش ضهر
وكاد ان يتحدث .. فأشارت له وقد ألتقت عيناهم
عملتوا نادين وكأنها ملكه
فمال جاسم نحوها
ديه علاقات يامهرة .. شوفتيني طردت ولا أهنت البنت التانيه
فلمعت عيناها پقسوه
كانت ممكن تعملها ولو انت مكنتش عملتها كان إي حد مسئول في الشركه عاملها ما هي البلد ديه ماشيه مع اللي ليه ضهر ومسنود بس
فحاوط وجهها بين كفيه وابتسم
اهدي خلاص ياحاضرت الافوكاتو
فنفضت يداه عنها
جاسم سيبني عشان مش طيقاك
لتتسع عين جاسم پصدمه
نعم ياختي
وجذب ذراعها بقوه
اعدلي حجابك ..وقدامي على البيت
وصړخ بوجهها
صبري ليه حدود يامهرة
فوقفت تحدق به بقوة زادت حنقه
انت ايه انسي بقي دور الراجل اللي عايشالي فيه ..انا مش متجوز واحد صاحبي
طلقني ودور علي واحده غيري تبقي ست مش راجل
وعلى سماع جملتها هذه أندفغ خلفها ..ولكن صوت من أسفل البناية أتي
يامهرة تعالي يلا مستنينك انا والبنات فوق السطوح عشان نسهر
ليركز جاسم بالصوت وتعلقت عيناه علي مهرة التي وقفت تطالعه بأرتباك
وأظلمت عيناه وهو يقترب منها .. فخطت للخلف إلى أن تعثرت قدماها وسقطت علي الفراش
نظرت مشيرة إلى المخدر الذي بيدها متسائله
يعني ده هيخليه ليا وبس
فأبتسم الرجل الذي أعطي المخدر لها
كل ليلة هيكون عندك وتحت طوعك كمان
لتلمع عين مشيرة برغبة فصبرها قد نفذ ..ولا بأس ان تجعله مدمنا لهذا النوع وتعالجه فيما بعد
ونهض الرجل بعد ان أخذ المال .. لتعدل من جلستها
هتكون ليا ياكريم بأي تمن!
الفصل التاسع والعشرون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
لم تدري بنفسها الا وهو تهبط الدرج خلفه ويقبض على يدها بقوة .. لا تعلم كيف انصاعت لامره بأن تتبعه في صمت .. وخرجوا سويا لتجد كلا من حسين وزوجته يقفان ينتظراها
ليتفاجئ حسين من وجود جاسم واقترب منه مبتسما يصافحه
مكنتش أعرف بوجودك .. مهرة لما جات الحي كانت لوحدها
فحرك جاسم رأسه ثم صافحه بهدوء وألتف نحو مهرة
معلش هقطع سهرتكم اللي
________________________________________
كنتوا مرتبنها النهارده
فأبتسم حسين وهو يجذب زوجته نحوه
كنا ناوين نسهر النهارده انا ومريم والبنات ونحتفل بالضيف الجديد اللي هيشرفنا
لم يفهم جاسم مغزي كلماته... لترتبك مريم الواقفه في صمت ..اما مهرة كانت في عالم آخر وهي تنظر لحسين وهو يحتوي زوجته بعشق ويقفان بجانب بعضهم بسعاده ..وهتف حسين والفرحه تلمع بعينيه
اصل مريم حامل
لېختلس جاسم النظرات نحو مهرة التي تحركت شفتاها أخيرا لتتمتم
مبروك ياحسين ..مبروك يا مريم
وأقتربت منها مريم ټحتضنها بحب .. تخبرها انها كانت تريد حقا ان يسهروا سويا وتشاركهم احتفالهم الصغير
مبروك يااستاذ حسين
هتف جاسم بهدوء ..لتهتف مريم بخجل بعد ان حدقت بمهرة مبتسمه بلطف
العقبي لكم سيد جاسم
لتقع عين جاسم علي مهرة التي اتجهت نحو السياره بصمت .. فأتبعها بعد ان بارك لهم مجددا
.................
فور ان فتحت لهم هدي الباب ورحبت بهم...صعدت الدرج سريعا ودلفت غرفتها وسقطت بعدها علي الفراش تائهه في حياتها
مازالت صورة حسين وزوجته والحب الذي في عينيهم يقتحم مخيلتها هي لا تحقد عليهم بالعكس أنها تشعر بالسعادة وهي تراهم أزواج سعداء ...
ليعلو رنين هاتفها فألتقطت حقيبتها لتخرج هاتفها فوجدت رقم ورد وكالعادة اتصال ورد يكون بخاصية مكالمات الفيديو
وابتسمت وهي تجد ورد تزداد جمالا كل يوم والسعاده واضحه علي ملامحه
وحشاني اوي يامهرة ..تعرفي اني حلمت بيكي امبارح
فأتسعت ابتسامه ومهرة ونسيت كل مامرت به اليوم لتظهر أمامها مبتسمه
وحلمت ب ايه بقي ... اوعي يكون حلم وحش اډبحك
فتعالت ضحكات ورد وغمزت لها بشقاوة
حلمت أنك هنا في تركيا انتي وجاسم
فضحكت مهرة وهي تعلم أنه ليس حلما وانما رغبة شقيقتها في لقائها
واضح أوي انه حلم
فتعالت ضحكات ورد
تعالى بقي يامهرة انتي وجاسم وقضوا كام يوم هنا
وهمست بخجل
كنان عنده مزرعة في انطاليا حلوه اوي ... هتتبسطي انتي وجاسم جدا
وعندما ارتسمت الحالمية والهيام علي وجه ورد ..ابتسمت مهرة
فين كنان ياسندريلا هانم
وسمعت صوت كنان ويبدو أنه قد أتي للتو
كيف حالك مهرة
فتمتمت مهرة وهي تطالع زوج شقيقتها يحتضن شقيقتها ويقبل وجنتها بحب
بخير كنان
وضحكت وهي تستمع لتذمر ورد
ابتعد كنان
فأشار كنان لمهرة
اتري مهرة كيف تعاملني شقيقتك
فأبتسمت مهرة بسعاده وكيف لا تسعد وهي تري كيف يعامل كنان شقيقتها
ليتسأل كنان ويداه تحاوط خصر ورد الحانقه
كيف حال جاسم .. واين هو
فأرتبكت وهي تنظر لشقيقتها عبر الهاتف
صحيح يامهرة فين جاسم... نفسي في مره اكلمكم سوا مع بعض
فهتفت وهي تتحاشا نظراتهم
في غرفة المكتب وراه شغل مهم
وابتعد كنان بعد ان قبل ورد مجددا علي وجنتها
سأهاتفه غدا ليصطحبك لهنا في عطله
وفور ان أصبحت ورد بمفردها هتفت بلهفة
أخبار جاسم معاكي ايه
وتابعت ورد بأمتنان
تعرفي يامهرة ديما يتصل يسأل عني .. ويوصي كنان عليا بجد انا بعتبر جاسم زي أكرم اخويا
ورفعت اصبعها بتحذير
اوعي تزعليه سامعه ..هقف معاه ضدك
وضحكت بعدها.. لهتف مهرة بحنق
كده ياورد تبعيني
فأبتسمت ورد بمشاغبة
انتي اختي وانا عارفاكي
وانتهى الحديث بعد ان وصتها ورد بنصائح لا تعلم من اين اكتسبتها شقيقتها ..فيبدو أن الحب له سحر خاص
وعادت تستلقي علي الفراش بعد ان ازالت حجابها وأغمضت عيناها لتغفو بعدها دون شعور
.................
جلس في غرفة مكتبه شاردا .. متسائلا هل هي هذه الحياه التي تمناها ... يريد ان يعيش براحه زوجه تحبه ويحبها وأطفال ينجبهم ويعوضهم عما رأه هو بحياته... واغمض عيناه بأرهاق ليسمع طرقات علي باب غرفته..فزفر أنفاسه هاتفا
أدخل
لتدلف هدي متسائله
احضر العشا ياجاسم بيه
فأجاب جاسم وهو ينهض
لاء انا خارج ياهدي... ابقي شوفي مهرة واطمني عليها
وانصرف بعدها ..لتنظر هدي له متعجبه من هيئته المرهقة تلك
.................
وجد والديه جالسان يرتشفان الشاي ويشاهدون احدي المسلسلات القديمه ومندمجان ..ثم تعالت ضحكاتهم
ليقترب أكرم منهم دون سلام وجلس علي الأريكة المقابة لهم
فتلوي سهير شفتيها بأمتعاض
الناس تقول سلام عليكم ..مساء الخير
ليرفع أكرم عيناه ..ثم نظر الي والده المندمج في المسلسل
انا هنقل لشقتنا القديمه
فأنتبه عزيز له ثم حدق بزوجته التي لطمت على صدرها
وتبعد عن امك حببتك يااكرم
فتسأل عزيز
ليه كده يابني ..مش كفايه أخوك مبنشفهوش غير علي النوم
لتنهض سهير متجها نحوه
ياميلت بختك ياسهير في ولادك ..ربيتي وكبرتي وابنك عايز يسيبك
وأخذت تولول علي حالها إلي ان سقطت مغشية عليها
فصړخ عزيز وهو يري زوجته ساقطھ على الارض وانتفض أكرم بفزغ واقترب منها هاتفا
ماما فوقي
ليدفعه عزيز
اطلع شوف الدكتور اللي قصادنا امك هتروح مني
...................
حاوطها كنان بحب وهم يشاهدوا احدي المسلسلات التركيه والتي تحكي عن تراثهم وتاريخهم
وكلما سألته ورد عن شئ أجاب بأعتزاز وحب لتاريخ وطنه .. لتشعر ورد بالحنين إلى وطنها هاتفه
نحن أيضا لدينا تاريخ عظيم
وابتعدت عنه قليلا ليصبح وجهها مقابل لوجهه
مصر جميله جدا كنان
فأبتسم كنان وهو يعلم شعورها
اعلم حبيبتي
واحتوي وجهها بين راحتي كفيه
واحببتها عندما تزوجت
فعقدت ساعديها أمام صدرها وابتعدت عنه قليلا
ماذا تقصد انت لم تكن تحب مصر
فضحك وهو يحرك رأسه ويجذبها له مجددا
صراحه لا ..انا احب الدول الأوربية أكثر لتحضر عقولهم
لتدفعه عنها
ابتعد كنان ..كيف تخبرني بهذا
ونهضت وهي تهتف بتذمر
كيف لا تحب مصر... وانا لا احب تركيا
فضحك وهو ينهض نحوها
قولت لم اكن أما الآن انا أعشقها واحبها ومغرم بها
________________________________________
مابكي اليوم ورد
فأبتعدت عنه بحنق
اشتقت لوطني .. انا هنا اشعر بالغربة كنان لا أحد معي
فضمھا كنان بحب
سأعرفك على ليليان شقيقة بشير صديقي
وتذكر أمر الحفل
صحيح ورد اريد ان أخبرك بأمر ما
لتنتبه له ورد وقد نسيت كل شئ وهي سارحة في عينيه
ما هو الامر حبيبي
لينسي كنان نفسه ويميل نحوها ليحملها
غدا أخبرك حبيبتي ..فكما تقولون الصباح رباح
...................
استيقظت مهرة بفزع من نومها وهي تجد نفسها بنفس ملابسها التي خرجت بها بالصباح ..وأخذت تحرك يدها على وجهها وهي تتذكر وجه والدتها الحزين وهي تخبرها أنها حزينه منها وعليها
ليه زعلانه مني يا ماما
وألتقطت هاتفها لتجد ان وقت اذان الفجر قد اقترب فنهضت من فوق الفراش بتكاسل وأتجهت نحو المرحاض لتنعش جسدها بالماء الفاتر وتبدل ملابسها ثم تتوضئ وتنتظر أذان الفجر ..
.................
هبطت الدرج وهي تشعر بالجوع فبعد ان صلت واستغفرت شعرت بالراحه وأيضا بالجوع ..فضحكت على حالها وهي تدبدب على بطنها
لتتجه نحو المطبخ وتفتح الثلاجه لتبدء في تحضير وجبة خفيفة لها
وبالفعل أعدت طبقين وبدأت تأكل بنهم ... إلي ان شعرت بخطوات خلفها لتجد جاسم بملابس امس ويبدو أنه أتى للتو من