الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية احتيال وغرام بقلم رحمة سيد(كاملة )

انت في الصفحة 13 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

وقد تهللت أساريرها
أيسل وحشتيني اليوم ده يا حبيبة ماما
وانتي كمان وحشتيني اكتر يا مامتي
رفعت فاطمة رأسها لتتفحصها بقلق ليطمئن قلب الأم الملتاع داخلها
إنتي كويسة يا قلبي عملتي إيه في اليوم ده وأكلتي كويس ولا لأ اوعي يكون حد ضايقك هناك 
فهزت أيسل رأسها وبهدوء ورقة راحت تطمئنها
انا كويسة يا حبيبتي متقلقيش ومحدش ضايقني ولا حاجة واكلت
لم تخفى عن بدر تلك الاختلاجة اللحظية في ملامحها حينما سألتها فاطمة عن إزعاج أي شخص لها فتنافرت عروقه وذلك المشهد يعاود غزو مخيلته ليكتسحها من جديد مخلفا خلفه مشاعر عڼيفة وعاطفة متأججة ...
إنتبه حينما إلتفتت فاطمة له لتردد له بامتنان حقيقي
من وقت ما شوفتك طالع في الوقت ده كنت متأكدة إنك رايح تجيبها شكرا يا بدر شكرا جدا 
فتنحنح بدر بحرج مجيبا
مش محتاجة شكر يا ست فاطمة انا

عملت اللي أي راجل مكان كان هيعمله وكمان احنا بينا إتفاق ! 
اومأت فاطمة وهي تربت على كتفه بابتسامة حلوة
بس برضو لازم اشكرك ربنا يحفظك لشبابك
بادلها بدر الابتسامة المجاملة ولم يعلق ثم لاحظ تشنج ملامح أيسل وهي تمسك ظهرها ليبتلع ريقه بعدها متمتما في هدوء
بعد اذنك يا ست فاطمة عايز أتكلم مع أيسل في حاجة بس 
اومأت فاطمة برأسها موافقة ليسحب بدر أيسل من ذراعها برفق متوجها بها نحو غرفتها وبيده الكيس الذي به المرهم الذي سيضعه لها... حمد الله أن مريم لم تكن موجودة في إستقبالهم الان ويبدو أنها نامت لحسن حظه وإلا لكانت اضجرته بمشاجراتها وكلامها الذي أصبح يثير حنقه مؤخرا....
....................................................
دلفت أيسل اولا لغرفتها ثم وقفت أمام الباب لتمد يدها له متسائلة بهدوء
شكرا يا بدر فين المرهم بقا عشان ادهنه انا مش عايزه أتعبك اكتر 
فرفع بدر حاجبه الأيسر مستنكرا
نعم ياختي!! أخرتها شكرا يا بدر وبتطرديني من اوضتك بعد الفيلم الاكشن اللي عملناه سوا من شوية ده! والله ما حد داهنلك المرهم ده غيري انتي بتقولي إيه!
ثم دفعها برفق ودلف ليغلق الباب خلفه فسألته أيسل و دبشها يتقافز من حروفها وهي تردد بتوجس
أنت دخلت ليه اطلع برا انا اللي هادهنه لنفسي يا قليل الأدب 
كاد بدر يضحك ولكنه تمالك نفسه ليخبرها بجدية
صدقيني هدهنهولك عشان مش هتعرفي تدهني لنفسك ده في ضهرك وهطمن انها حاجة صغيرة وخارجية وهطلع على طول ! 
للحظات زاغت عينا أيسل بتردد ولكن الخجل جعلها تهز رأسها نافية بإصرار
لأ برضو اطلع برا انا هتصرف وهدهنه
فاقترب منها يسألها بټهديد عابث 
هتقعدي زي الشاطرة
وترفعي التيشرت وتخليني ادهنهولك بما يرضي الله ولا أجي ارفعه انا وادهنهولك برضو بما لا يرضي الله 
جلست أيسل على الفراش على مضض ثم رفعت التيشرت بتذمر تقنع نفسها أنه سيرى جزء م فقط ولن يحدث شيء سيمر الامر خلال لحظات....!
ولكن ما إن جلس بدر خلفها ووضع ذلك المرهم ا.... شعرت أن دقات قلبها تثور وتتجمهر پعنف بين جنبات ودوار حاد من المشاعر يداهمها...
بينما بدر يلعن نفسه ويلعن تهوره الذي دفعه لفعل تلك اللعڼة.... تعالت أنفاسه وهو يحس بدماؤوه تغلي بين شرايينه .!! 
وما إن إنتهى أجبر نفسه على الابتعاد لينهض محاولا لفظ تلك المشاعر من شرنقة جوارحه الحارة يهز رأسه وهو يقنع نفسه أنه رجل.. وهي أنثى... ومن الطبيعي أن يتأثر !... 
يحاول تذكير نفسه أنها أيسل... تلك الفتاة الأنانية القاسېة التي ترضى الاذى لغيرها...
بينما هي مغمضة العينان مأخوذة بتلك العاصفة العڼيفة من المشاعر والتي لم يخرجها منها سوى صوت بدر وهو يقول بخشونة
خلاص كده خلصت 
اومأت هي برأسها موافقة ثم همست بنعومة
شكرا يا بدر 
ثم حاولت تغيير الموضوع فقالت متسائلة بابتسامة لم يراها وهي تعطيه ظهرها
مقولتليش يا بدر أنت روحت هناك ليه 
يعني إيه ليه!! هو إنتي كنتي عايزاني ماروحش 
فهزت رأسها نافية
لأ بس متوقعتش إنك تيجي جيت ليه اصلا 
فأجابها بعنفوان
عشان أي راجل شرقي عنده ډم مش هيسيب واحدة مكتوبة على أسمه تبات في مكان زي ده حتى لو كان إيه!! 
حينها نهضت أيسل تقترب منه حتى وقفت أمامه مباشرة تكاد تكون ملتصقة به... لتنظر لعيناه محدقة بها بثبات ثم سألته من جديد بنعومة
بس كده 
فعاد بدر خطوتان للخلف... يكفيه ضعفا امام مشاعره الرجولية... يجب أن يضع ماهيتها التي يكرهها دائما ڼصب عيناه !!.... 
ثم هز رأسه مؤكدا بهدوء وجمود
ايوه كده حتى لو انتي فيكي كل العبر متنسيش انك مراتي وكان لازم اعمل كده ومتنسيش إن بينا إتفاق يا أيسل هانم! 
قال اخر كلماته ثم استدار ليغادر في هدوء مخلفا بعده سكون تاااااام..... وها قد عدنا لنقطة البداية....!!!!!
في القرية....
دلفت ليال لغرفتها تنظر يمينا ويسارا خشية من تواجد أي شخص لتخرج هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين فأجابت بضجر
ايوه 
ايه يا ليلو مش عايزه تردي عليا ولا إيه! 
فزمجرت فيه ليال بصوت منخفض
أنت عايز إيه تاني 
ليرد هو ببرود
عايز الفلوس اللي قولتلك عليها
منا قولتلك اصبر عليا شوية
مش هينفع انا محتاج الفلوس دي ضروري حياتي متوقفة عليها وبعدين دا انتي متجوزه يونس باشا البنداري بجلالة قدره مش هتعرفي تتصرفيلي في كام الف!! 
اوف منك قولتلك الوضع متزفت بيني وبين يونس مش هعرف
مليش فيه اتصرفي الفلوس تجيني خلال يومين ماذا وإلا يونس باشا حبيب القلب هيعرف كل حاجة من طق طق لسلامه عليكوا وهيعرف أصل الحكاية كلها وهيعرف مين اللي زقك عليه! 
تأففت ليال والقلق يساورها حيال ذلك الحقېر ومما ممكن أن يفعله فقالت بعدها
صدقني يونس حتى مش بيخليني اخرج عشان اعرف اقابلك!! 
وفي تلك اللحظات تحديدا وعلى ذكر يونس كان يقتحم الغرفة پعنف وهو يقترب منها مزمجرا بشراسة والشك يقطر من حدقتاه
انتي بتكلمي مين ومش عارفه تشوفيه
للحظات فشلت ليال في إيجاد سبيل لنجدتها من بين براثن ڠضب يونس التي لوحت لها من حدقتاه السوداوتان..! 
ليقترب هو منها خطوة اخرى مكررا سؤاله بلهجة أشد لم تأتي خالية

الوفاض بل غذت بذور القلق التي نبتت بين ثنايا روح ليال 
ردي عليا مين اللي كنتي بتكلميه ومش عارفه تشوفيه!
ثم صړخ بعدها بذهول باذقا تلك الكلمة التي كانت قد تكتلت في جوفه تأبى الخروج
بټخونيني يا ليال !!!!
االفصل التاسع 
للحظات فشلت ليال في إيجاد سبيل لنجدتها من بين براثن ڠضب يونس التي لوحت لها من حدقتاه السوداوتان..! 
ليقترب هو منها خطوة اخرى مكررا سؤاله بلهجة أشد لم تأتي خالية الوفاض بل غذت بذور القلق التي نبتت بين ثنايا روح ليال 
ردي عليا مين اللي كنتي بتكلميه ومش عارفه تشوفيه! 
ثم صړخ بعدها بذهول باذقا تلك الكلمة التي كانت قد تكتلت في جوفه تأبى الخروج
بټخونيني يا ليال !!!! 
حينها هزت ليال رأسها بسرعة وهي تجيبه بما أسعفها عقلها به لتمسك لجام خياله الذي إنطلق نحو هاوية مظلمة العودة منها ضارية ودامية...!!! 
لا طبعا أنت بتقول إيه أنا مستحيل أعمل كده يا يونس مستحيل
فسألها باستنكار ممسكا ذراعها بقسۏة وهو يكز على أسنانه پعنف
امال مين اللي كنتي بتكلميه واللي انا السبب انك ماتعرفيش تشوفيه! 
إنطلقت تلك الاجابة من بين شفتاها قاصدة إختراق هالة الشك التي غلفت عقله كليا
ده واحد كان بيحبني من أيام ما كنت عايشة في منطقتنا ولسه لحد دلوقتي بيطاردني واضطريت أقوله كده علشان يسيبني في جالي! 
كدابة 
هدر بها يونس منفعلا بغير تصديق وهو يضغط على ذراعها بقبضته أكثر متعمدا إيلامها... وعقله يكاد يهلك من فرط الأفكار والتساؤلات التي تحيط به كالحلزون ويدور هو حولها بلا هوادة...!!!! 
لتسارع هي القول بملامح متشنجة من ألم ذراعها الذي سيترك اثرا بالتأكيد
والله مش بكذب يا يونس لازم تصدقني المرادي
ترك ذراعها فجأة.. ليلتقط أنفاسه اللاهثة من فرط إنفعاله ثم قال بلهجة آمرة مشيرا للهاتف الذي تقبض عليه بيدها
إتصلي بيه دلوقتي قدامي عشان أصدق لأني معنديش ثقة فيكي ولو واحد في الميه! 
ثم اقترب منها ممسكا بشعرها پعنف ليقترب بوجهه من وجهها مغمغما بهسيس خطېر أنبأها عن فرش عقله لسيادة شيطان الڠضب والجنون
ولو طلعتي كدابة وعقلك وزك بس انك ټخونيني وديني وما أعبد يا ليال هخليكي شبه مېته بتتمنى المۏت الحقيقي ومش هتطوليه وهتشوفي مني وش مشوفتيهوش قبل كده!! 
ثارت الفوضى بين والړعب يسيطر على مقاليد روحها وهي تراقب عيناه السوداء تنذرها بچحيم مظلم ومهلك وقد إصطبغت عيناه بلونه....
فأجبرت على النطق محاولة الدفاع عن نفسها بحروف مبعثرة كحالها
أنا آآ.. لأ أنا مش بكذب يا يونس هخونك ليه وأنا بتمنى إنك تحبني وتعتبرني مراتك بجد! 
فنفضها تاركا إياها بنفس القسۏة وهو يشير برأسه نحو الهاتف وكأنه لم يسمعها
إتصلي وافتحي الاسبيكر
رفعت الهاتف بحركة اكثر بطئا من السلحفاه... يا الهي... تشعر أنها تضع بيدها الجمرات في قالب المنجنيق لټحرق صفحة البداية بينها وبين يونس والتي لم تكتمل حتى بعد...!! 
ناشدت الله بكل الطرق التي تعرفها في سرها فقط لا يفضح أي شيء... لا تحترق من أي جانب يا الله....
وبالفعل إتصلت بذلك اللعېن ليأتيها صوته البارد قائلا بتسلية
كنت متأكد إنك هتتصلي بيا تاني هاا قررتي إيه يا ليلو! 
فتمتمت ليال بصوت من المفترض أنه غاضب ولكنه خرج باهتا مړتعبا كما لم تكن يوما
قررت إيه يا متخلف أنت أخرج من حياتي بقا !! 
زجرها يونس بعيناه بتحذير لتتعامل بهدوء وبتلقائية تناسب علاقتهم التي لا يدري ما ماهيتها... 
ليسمع ذلك الحقېر يتابع بنفس البرود المستفز
تؤ تؤ كده أنا ازعل وزعلي وحش عارفه ليه يا ليلووو لأن آآ..... 
فقاطعته ليال بسرعة مزمجرة بهلع خوفا من إكمال جملته
قولتلك متتصلش بيا تاني ابدا وأخرج من حياتي مش عايزه أعرفك تاني ابدا
فأكمل هو وكأنه لم يسمعها
لأن زعلي يعني يونس باشا يعرف كل حاجة حصلت وبالتالي زعله هو كمان وإنتي اكيد عرفتي إن زعله وحش اوي يا ليلو !!
للحظات لم يتعرف يونس على ذلك الصوت الذي أشتبه به ولكن الان بعد أن تمعن التركيز به.... ضربه الضوء الذي تسلط فجأة على ما كان مجهول لتدوي الصدمة بين ثنايا عقله كقنبلة مدمرة في أعتى الحروب...!
هذا صوت صديقه جمال.. صديقه الذي كان يعتبره من أعز أصدقاؤوه.... صديقه الذي خانه في نفس الليلة الملعۏنة من حياته... خانه بأبشع الطرق... عاون تلك المحتالة ليال لتدمر علاقته بمعشوقته الوحيدة...
ولكنه لم يصدق.... يقسم أنه لم يصدق نفسه كڈب نفسه... أجل.. صدقهم هم حينما قالوا أن جمال لم يعود لمصر منذ سافر ابدا وبالتالي لم يكن له وجود في تلك الليلة وكذب ذاكرته التي ترسل له شرارة من الماضي تحرقه وهو يتذكر أن جمال كان موجودا في تلك الليلة وكان دوره رئيسي في تلك اللعبة ..!
ولكن الان وقد إتضح للأسف أنه محق وأنه لم يكن ثمل كما قالوا بل كان مخدر ولكنه حينما أتاه جمال ورآه لم يكن مخدر بالكامل...! 
وكم تمنى أن لا
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 26 صفحات