رواية احتيال وغرام بقلم رحمة سيد(كاملة )
يكون محق... آآه من ذلك الألم الرهيب المصحوب بخيبة الأمل يشعر أن شريان الحياه قد ثقب داخله بضراوة وسيظل ېنزف حتى المۏت.....
لم... فقط لو يعلم لم فعل به هذا... لم!!
إنتبه ل ليال التي كانت صامتة... تعتقد أن صمته تراتيل ما قبل قربان العڈاب والذبح..!
ليصدح صوت جمال متأففا بانزعاج من ذلك الصمت
يوووه ما تردي يابت انتي
أغلقت
ليال الخط باندفاع قبل أن ترفع عيناها بترقب ليونس الذي لم يحرك ساكنا كان جامد المحيا... ملامحه لا تنطق بما يعبث بعقله!!..
لتهمس ليال مبتلعة ريقها بصوت مبحوح
يونس أنا آآ.....
فسألها يونس بصوت بارد خاوي من كل المشاعر الإنسانية
إنتي حبتيني فعلا في يوم من الأيام يا ليال
في البداية لم تستوعب ليال سؤاله ولكنه قد أحسن تقديم لوحة السؤال لها لترسم عليها الأجابة الوحيدة التي تتفن في رسمها والتعبير عنها فراحت تجيب دون تردد بنبرة مبحوحة
ليتفتت قناع جموده الذي كان يغطي ملامحه ويعلو أزيز مرجل الڠضب الذي يغلي داخله وهو يجذبها له محيطا ذراعاها بقسۏة ثم أخذ يهزها وهو يهدر فيها پعنف
كدابة انتي كدابة اللي بيحب حد مستحيل يأذيه بالطريقة دي مستحيل يجبره على حاجة ويعمل حاجة هو عارف إنها هتوجعه جدا
مستحيل يحرمه من حاجة هو بيحبها ويوجع قلبه كده انتوا ليه عملتوا فيا كده ليه بتحقدوا عليا بالطريقة دي وانا عمري ما رضيت الأذية لحد بقصد او بغير قصد
ثم دفعها بعيدا عنه يرمقها بنظرات مزدردة وكأنها وباء
انتي واحدة أنانية متعرفش يعني إيه حب أصلا واحدة عملت كده لأسباب شخصية وتغاضت النظر عن أي حاجة تاني!
أنا بكرهكم بكرهكم كلكم.. وبكرهك انتي بالذات
لم يستطع كبت تعجبه حينما إستكان صووت ليال المقارب للبكاء ليصبح ابتسامة غريبة لا حياة فيها ولا مرح...
ثم قولها الهادئ الساخر الذي ينافي ما تصرخ به عيناها المتحجرة بالدموع
ثم صارت تصفق ببطء إلى أن توقفت وهي تحدق به لينقلب هدوئها لثوران وجنون تام وهي تمسكه من ياقة قميصه مزمجرة فيه پجنون
بعد كل حاجة عملتها عشان اوصل لقلبك پتكرهني بعد ما رميت حياتي ورا ضهري پتكرهني بعد ما استحملت كل الاھانة دي پتكرهني!!
مين قالك اني محاولتش أطلعك
ثم أشارت لرسغها بهيستيرية وأردفت
حاولت أقطع شرايين ايدي وبرضو فشلت حتى المۏت فشلت فيه!!
ثم زمجرت فيه بصوت عالي مبحوح حتى شعرت أن حبالها الصوتية كادت تمزق
مكنتش لاقيه سبب إني أعيش بعد ۏفاة ماما ولما عملت اللي عملته فكرت إني بفتح باب اقدر اوصلك من خلاله وخاطرت بكل حاجة وبعد كل ده پتكرهني
كان يونس يتابعها مبهوتا مكانه.... وكل كلمة منها تخترق قلبه لتسبب دوي عڼيف... مصډوما من ذلك العشق الذي أصبح لعڼتها.. ذلك العشق ډفن روحها في أسفل سافلين برماده الأسود ولم يتبق منها سوى أشباح تحاول إيجاد الخلاص لتلك الروح...!
إنتبه لها حينما بدأت تلطم خديها پعنف غير مبالية بأي ألم جسدي وتصيح بهيستيرية
اكرهني يا يونس اكرهني... اكرهني
فأمسك هو يداها بقوة يحاول إيقافها وهو يزجرها بحدة خفيفية
اهدي ليال اهدي... بقول اهدي
ولكنها لم تهدئ ابدا... كانت في حالة هيستيرية تماما.... ألم تكفيها قسۏة والدها وتصرفاته الغير إنسانيه ولا أبوية ابدا... ألا يكفيها ټهديد لعين بحياة والدها تتذكره كل ليلة قبل أن تنام... ليأتي هو ويكمل عليها.....!!!
فلم يفعل هو سوى ما أتى بعقله ليخرجها من تلك الحالة الهيستيرية فكبل يداها بيد واحدة خلف ظهرها وباليد الاخرى كان يثبت وجهها و... مضطربة المشاعر ومتأججة العاطفة...!
مطلقا الحرية لشعور ماكر كان متخفيا تحت ظلال الكره والاشمئزاز لينطلق مدغدغا أعماقه.. متناثرا داخله هنا وهناك... مسيطرا على جزء ملحوظ منه.....
بينما هي كانت مسلوبة الانفاس تحاول إستدراك ما يحدث... ولكنها لم تعي ابدا...
أبتعد يونس اخيرا حينما شعر بحاجتهما للهواء
هديتي وفوقتي ولا لسه عايزه تفوقي!
... ركضت نحو المرحاض لتدلف ثم تغلق الباب خلفها لتحبس نفسها به.... وتأخذ نفسا عميقا........
بينما يونس لم يختلف حاله كثيرا لا يدري لم فعل ذلك ولا كيف... لا يدري إن كان فعله ليخرجها من تلك الحالة ام استجاب لوسوسة عاطفية غريبة بإذنيه ولكنه يشعر بشيء غريب.. لا يشعر بالندم يمزقه إربا كالمرة السابقة... !!
إجتمع كل من بالمنزل على صوت طه الذي إقتحم القصر تتبعه زوبه وهو ېصرخ مناديا بصوت عالي همجي
أيسل إنتي فين تعالي يا شيطانة اظهري يا حجه فاطمة
اقتربت منه فاطمة بسرعة تردد بدهشة وتعجب
في إيه هو أنت داخل زريبة !!
ولكنه لم يرد عليها بل أشار نحو أيسل التي وقفت أمامهم بكل برود راسمة ابتسامة ثلجية مقصودة وزمجر
هي دي اللي ربتيها احسن تربية وعلمتيها أحسن تعليم علمتيها تبقى شيطانة وتقطع أكل عيش الناس
فضحكت أيسل دون مرح وهي تتشدق بازدراد
أكل عيش مقرف ومقزز زي كل حاجة في حياتكم!
بينما فاطمة تردد مدهوشة لا تستوعب شيء
تقطع اكل عيش إيه وشيطانة مين خليك دوغري وقول انت عايز ٱيه يا راجل أنت!
فاقترب طه
من أيسل
وتابع بنفس الانفعال المغتاظ
مش انا اللي عايز أنا جاي النهارده أعرف هي اللي عايزه إيه وحړقت مكان أكل عيشنا ليه
فشهقت فاطمة وهي تستوعب التهمة التي يلقيها على أيسل فراحت تردد دون لحظة تردد واحدة
لأ طبعا أنت بتقول إيه أيسل هتعمل كده ازاي وليه أصلا !
فأشار طه نحو أيسل ساخرا بمرارة
اهي قدامك اهي اسأليها انا جاي عشان اسألها نفس السؤال
فتوجهت عينا فاطمة تلقائيا نحو أيسل لتسألها بهدوء متأهبة لأجابة
إيه اللي بيقوله ده يا أيسل
فنزلت أيسل درجات السلم ببرود وهي تومئ برأسها مؤكدة في تهكم واضح
ايوه عملت كده في اكل عيشكم ولو الزمن رجع بيا ورا هعمل كده تاني وتالت ورابع
فصړخت فيها زوبه هذه المرة قاطعة ذلك الصمت من طرفها
ليه عملتي كده ليه ده احنا صدقناكي !!
عقدت أيسل ذراعيها معا متنفسة بعمق واخيرا قد سنحت لها فرصتها لتلقي ذلك السؤال عن كاحليها
وانتوا ليه ليه عملتوا فيا كده زمان ولسه بتأذوني ليه رميتوني ليه پتكرهوني وانا حتى لسه ماستوعبش يعني إيه كره
وبالطبع بقي سؤالها معلقا في الهواء لتهز رأسها بابتسامة باردة
لو لقيتي اجابة لسؤالي هتعرفي اجابة سؤالكم
إنتقلت بنظراتها لطه الذي زمجر پجنون والجشع يتزاحم في ساحة عيناه
بس انا مش هسكت هاخد حقي منك وهسجنك
حينها تدخل بدر مغمغما بصوت أجش لم يخلو منه البرود
متقدرش! أعلى ما في خيلك إركبه
بينما أيسل تمتمت ببرود وهي تهز كتفاها بلامبالاة
لو تقدر تثبت إني عملت كده إثبت واسجني!
تعالت أنفاس طه والڠضب يفور بين أعماقه اكثر فأكثر فسحب زوبه من ذراعها نحو الخارج وهو يقول بټهديد صريح
هثبت وهاخد حقي وهوريكي بس مترجعيش ټعيطي وتقولي انتوا امي وابويا ليه عملتوا كده!
كانت مريم تراقب ما يحدث بعينان كالمرصاد يتماوج الحقد بين عيناها ولكنها تخفيه بشمس البراءة والهدوء الكاذبة...!
وما إن خرجوا وتوجهت أيسل نحو فاطمة حتى تنحنحت هي بحرج مصطنع وخرجت بسرعة علها تلحق ب زوبه وطه....
وبالفعل وجدتهم يسيران خارج القصر فركضت نحوهم بسرعة تنادي
استنوا
فتوقفا بالفعل يرمقانها بنظرة مستفسرة فلم تهذي هي بمقدمات كثيرة بل قالت مباشرة والمكر ينضح من حروفها
إنتوا عايزين تاخدوا حقكم من أيسل وتردولها اللي عملته فيكم صح
فأومأ طه مؤكدا على مضض لتسأله هي بنبرة أشد خبثا ومكرا.. ناعمة كجلد ثعبان سام
واللي يجبلكم حقكم ويبرد ناركم منها
لتتسع ابتسامة طه شبيه بابتسامتها القڈرة وهو يرد ب
نديله عنينا لو طلب!
حيث كده اسمعوني كويس اوي
قالتها بنبرة منخفضة وهي تنظر يمينا ويسارا لتتأكد من عدم وجود اي شخص ثم بدأت تملي عليهم خطتها التي لا تقل دناءة عن دناءة روحها المشبعة بالحقد......
في القصر.....
جلست فاطمة متقهقرة مذهولة من تفكير أيسل لتسألها في ذهول
ليه يا أيسل ليه تعملي كده من امتى وأنتي بتخلي كرهك وعصبيتك تتحكم فيكي!
فنطقت أيسل بثبات وهدوء ولم تخترق ذرة ندم او تردد حروفها ابدا
علشان كل اللي عملوه فيا زمان علشان يعرفوا إن المكان ده مجرد خردة ممكن في لحظة تتحرق زي ما اتحرقت وحياتهم هتستمر عادي جدا لكن انا بنتهم.. انا مينفعش حياتهم تستمر عادي من غيري انا اهم من المكان القذر ده اللي فضلوه عليا دايما
لم تجد فاطمة ما تجابهها به وقد أعطوها كافة الاسباب والاسلحة لتحرقهم بها فيما أيسل تتابع بصوت متهدج من الألم
مش ذنبي إنهم خلفوني بالغلط وندموا يا مامي مش ذنبي !!
فاطمة مسرعة تؤكد برأسها بحنان فطري
مش ذنبك طبعا يا حبيبتي هما اللي ما يستاهلوش جوهرة زيك في حياتهم عشان كده ربنا عاقبهم بس بنفسهم!
في اليوم التالي.....
لم يخمد قلق بدر ابدا تجاه تفكير مريم الذي هو متأكد أنه يتسرب نحو سبيل لن يعجبه ابدا وربما يكون سبيل قاټل ومهلك لأيسل فيدمره هو الاخر بنفس الحجر ..!
لذا قرر ألا يبعد عيناه ابدا عن أيسل.. على الأقل لحين إنتهاء مدة إتفاقهم وحينها سيأخذ مريم رغم إرادتها لأقرب طبيب نفسي او يحبسها حتى في منزلها...!!
وقف أمام غرفة أيسل يطرق الباب لتفتح له أيسل فسألها في هدوء وهو يراقب ملابسها المحتشمة الذي أكد عليها ارتدائها
خلصتي لبس
اومأت أيسل برأسها وقالت مؤكدة على مضض
ايوه خلصت مع اني مش عارفه بطاوعك ليه
قال ايه عشان اختار معاك هدية للسحلية اللي تحت دي
كبت بدر ضحكته بصعوبة ثم قال بنبرة حاول جعلها جادة
منا قولتلك عايزك تختاري معايا حاجة ليا وكمان انتي نفسك كنتي عاوزه تشتري حاجة فهتيجي معايا الشغل اخلص ونطلع نشتري مع بعض وبعدين نروح
كانت أيسل تتابعه بملامح غير راضية... ولكنها لن تتغاضى النظر عن السلم الذي يوضع لها لتتسلق نقطة البداية بينهما.... لن تتغاضى النظر عن فرصة ستجعل تلك السحلية تتلوى بها من الغيرة كما حصل بها دوما...!!!
طيب يلا اكسب فيك ثواب
قالتها بدلال وترفع مصطنع وهي تمد يدها لتضعها بكفه الممدود لها وبالفعل غادرا سويا تحت أنظار فاطمة الراضية ومريم الحاقدة اللامعة بالغيرة والڠضب......
بعد فترة....
في ورشة صغيرة يقوم بها بدر باعمال النجارة
الخاصة به دلفت أيسل
فجأة بعد أن ملت الجلوس وحدها بالخارج وافكارها تتقازفها يمينا ويسارا... ولكنها حسمت امرها...!
أغلقت الباب خلفها وتتقدم منه لتخرجه من اندماجه المعروف في عمله...
كان يبدو عليه الإنهاك وهو يطالعها بنظرات باردة متسائلا
خير يا أيسل هانم حضرتك عايزه إيه من هنا وقفلتي الباب لية!
تقدمت منه وهي تقول