رواية جويرية حقي أنا بقلم ريحانة الجنة(كاملة)
تطعمه بيدها قائله الله يرحمك يامحمود كنت ديما تقولي ولادي هيكونوا رجاله ناجحين .. مش لازم اكنز ليهم الفلوس اهم حاجه اربيهم واعلمهم وهما بعد كده اللي هيعملوا الفلوس
نظرت نسرين الي اخيها بصمت حتي سمعوا صوت خلفهم اجمل صباح لاجمل مرات عم وحما في الدنيا
ثم نظر الي زوجته بعشق وجلس بجانبها وهو يهمس قائلا وحشتيني ياحببتي
وعندما وضع ممدوح بيده علي بطن زوجته
انفجروا جميعهم من الضحك .. وممدوح يحدث طفله قائلا خالك بيقولي اتلم عشان بعاكس امك .. شكله نسي ان اخته خلاص بقيت بح
أبتسم شريف بحب وهو يتأمل خجل اخته الصغيره وطفلته كما كان يسميها .. حتي قالت امه بسعاده شريف قرر يتجوز ياممدوح
تابع زوجها بالحديث قائلا وهو يغمز له شكلها واحده فرنسيه
تنهد بتأفف وهو يري نتائج لحظة تهوره قد انسكبت عليه .. حتي ابتسمت امه قائله ابني مش هتجوز من بنات اوروبا بلا فرنسيه بلا انجليزيه ...
نظر هو الي طبقه بضيق حتي تذكر ماكلفه به فارس بأن يتابع اخبار شركته الهندسيه فنهض متحججا قائلا متستعجلوش قريب اوي هتعرفوا هي مين
لتسمع صوت امها يناديها من المطبخ قائله يازهره يابنتي تعالي ساعديني الله يخليكي
نظر اليها والدها بتوجس حتي قال سيبك منها قولي عايزه ايه يابنت ابوكي
لمعت اعينها بسعاده قائله عايزه اشتغل زي جميله .. انا لقيت اعلان في جريدة امبارح وبفكر اقدم فيها
تأملت اعين اباها وهي تتذكر رغم شدة ذلك الرجل الا انه لم يهدم حلم احدا فيهم ابدا سوا هي او أختها ... ولم يجبرهم علي شئ .. فحين تخرجت اختها جميله وارادت ان تخطوا اول خطوه لها في البحث عن عمل قد شجعها .. وعندما هي تخرجت ولم ترغب في ان تعمل لم يفرض عليها رئيه ولكن هي احبت ان تجلس مع والديها ترعاهم وتساعد امها في اعباء المنزل
اخذ يتابع سير العمل بهدوء حتي وجد هاتفه يرن لينتبه الي اسم المتصل ليحادثه قائلا اهلا بالعريس اللي دبسني في الشغل يعني انا نازل اجازه اطمن علي خالتك وماشي تدبسني
ليضحك فارس وهو يحادثه قائلا جاي عشان خالتي ولا عشان الصفقه الجديده اللي هتعملها هنا وكمان ياعم شريف انت ناسي ان ليك نسبه في الشركه وبتاعتك زي ماهي بتاعتي
ليأتيه صوت فارس قائلا مش عارف اقولك ايه ياشريف انت فعلا اخويا ... وتابع بحديثه قائلا اخبار الشغل ايه صحيح
ليتأمل شريف احد الاوراق قائلا متقلقش كله تمام روح انبسط مع مراتك
واغلق الهاتف في وجه وهو يبتسم حتي وجد هاتفه يرن ثانية ولكن برقم اخيه هشام الذي هلل قائلا باركلي ياشريف .. نهي حامل !
مسحت دموعها بسبب ذلك البصل اللعېن حتي وجدت امها تضحك قائله عشان تبقي ست بيت شاطره لازم تحاربي البصل
تمتمت زهره قائله ما انا بسبب بصلك ياست الكل قررت اسيب المطبخ كله ليكي وادور علي شغل وحاربي انتي البصل يانور عنيا
طالعتها امها قائله شغل ايه يابنتي مش كفايه اختك متبهدله انا لولا ان معاها حازم مكنتش رضيت ابدا .. ربنا يكرمك بأنسان يهنيكي ويسعدك بلا شغل بلا
هم .. ماانا اشتغلت في شبابي وسيبت الشغل عشان اربيكم بعد ما خسړت بسببه اخوكي
ودمعت عين
والدتها بالذكريات فأقتربت من والدتها وهي تشفق عليها بسبب هذه الذكري رغم انها لا تذكره
زهره بحنان ياماما ده قضاء ربنا ومن سنين طويله .. ادعيله
نطقت والدتها بصعوبه قائله ياحبيبي الحمي كانت جايه جامده عليه ومستحملهاش كان طفل صغير لو كان عايش دلوقتي كان زمانه راجل كبير
أبتسمت زهره لامها بحب قائله ياماما ياحببتي ربنا مش بيحرمنا من حاجه غير لما بيعوضنا بغيرها وقبل ده كله لكل بلاء حكمه يصحبها الخير
مسحت امها دموعها وهي تتمتم قائله الحمدلله انا راضيه يارب سامحني .. !
نظر حازم بدهشه لما سمعه منذ لحظات حتي تابع هو بحديثه قائلا مالك ياحازم هو طلبي ضايقك
أبتسم حازم بسعاده قائلا بس انت مشوفتش زهره غير مره واحده ازاي عايز تتقدم ليها
تأمل شريف معالم الغرابه التي ارتسمت عليه حتي قال وهو يربط علي احد اكتافه وهي المره ديه متكفيش اني اتقدم ليها ها قولت ايه
لتلمع عين حازم بحب قائلا القرار مش بأيدي انا هكون مرسال بس اتمني من كل قلبي ان زهره تبقي ليك يابشمهندس
دلفت داخل شقتهم بتعب وهي تحمل اوراقها بخيبة امل حتي وجدتهم جميعهم يجلسون ويتثامرون
تأملها حازم وجميله بسعاده وايضا والدها
حتي وقفت والدتها واقتربت منها لټحتضنها قائله مبرووك يازهره ياحببتي !
سقطت دمعه تلو الأخري مع كل ذكري تحيا بداخلها الي الان .. حتي مسحت دموعها سريعا وهي تخاطب صديقتها قائله بس انا يا ريم لسا منستش اللي حصلي انتي عارفه يعني ايه اول انسان يعلمك الحب هو اللي يخذلك فنطقت صديقتها بأسف علي حالها قائله زهره لازم تفوقي من الماضي هشام كان درس واتعلمتي منه وخلص خلاص .. هشام كان وهم وماټ
لتهطل دموعها ثانية وهي تتحدث بأسف قائله يعني ايه ياريم اوافق علي العريس
اڼفجرت شفتي زهره بضحكه حالمه قائله تفتكري انه عوض ربنا ليا
نظرت اليها ريم بحنو قائله وهي تتذكر كل مامرت به صديقتها حتي قالت بتنهد بصي يازهره معرفتك بهشام كانت غلط .. ايه أعرف واحد من علي النت واثق فيه .. وكادت ان تتحدث زهره لتدافع عن ثقتها به وحسن نيتها
حتي تابعت ريم قائله هتقوليلي انكم اتقابلتوا في الحقيقه وكان زي ما انتي متصوراه وكان شخص عادي .. بس ديه مره واحده يازهره عارفه يعني ايه وكمان كانت صدفه وانتي اللي عرفتيه بنفسك
لتتذكر زهره ذلك اليوم شارده فيه .. حتي ابتسمت أبتسامه باهته تداري فيها اوجاعها قائله اول رحله في حياتي اطلعها مع جميله كانت لشرم قابلته صدفه هناك في قريه كان هو المدير بتاعها .. مصدقتش نفسي ان القدر ممكن يلعب لعبته
وابتسمت ببلاها عندما تذكرت مغازلته لها وهو يقول طلعتي قمر يازهره !
وعادت تسمح دموعها ببؤس حتي تحدثت ريم قائله وانتهت القصه الجميله بأنه سابك عشان يتجوز ست الحسن والجمال بنت صاحب المنتجع ...
فضحكت زهره قائله بتتريقي عليا صح ياريم بس عارفه انا نسيت هشام بس للاسف منستش وجعه
ومسحت ما تبقي من دموعها حتي قالت انا هوافق علي العريس وهبني ليا حياه جديده !
أبتسمت صديقتها بفرح وهي تتأمل معالم وجهها حتي قالت بحنان ربنا يسعدك يازهوره !
وقف يتأمل ظلام الليل من شرفته وهو يتنفس الهواء المصحوب بدخان سيجارته ..وعاد بذاكرته للوراء
ليوم ان رأها ترتدي دبلة لرجلا اخرغيره فقد كان يسير دوما بمبدأ انثر علي جروحك ملح كي يطيب وهذا مافعله فاليوم الذي قرر ان يهاجر فيه البلاد نفسه اليوم الذي قد خطبت لغيره
بعد حب قصة حب عاشت بداخله منذ ان ولدت وهو طفل في الخامس من عمره ..فضحك بستهزء وهو يوقف ذلك الشريط اللعېن ويلعن نفسه مائه مره لقدومه مره ثانيه لحياته التي هجرها
رن هاتفه ليعلن عن اتصالا فتأمل الاسم قليلا قبل ان ينبعث صوته ليتحدث قائلا ازيك يارامز
أتاه صوت رامز الضاحك قائلا فرنسا كلها وحشتها وتابع بحديثه قائلا وديانا ھتموت وترجع
تأفف هو بضيق قائلا سيبك من ديانا وقولي اخبار الشغل ايه
هتف صديق غربته قائلا كله تمام متقلقش وانا ببعت ليك كل حاجه تخص الشغل علي ايميلك .. بس شكلك مش فاضي تبص علي اي حاجه ..ايه مصر بقيت حلوه كده عشان تخليك تنسي الشغل ومشاريعك
ليتحدث شريف قائلا وهو يلعن تلك الطحونه التي وضعه فيها فارس لكي يكمل عنه تصميماته واعماله الي ان يعود من رحلة زواجه معلش يارامز بس مضغوط في شركه فارس الايام ديه لانه مسافر ... عقبال عندك اصله اتجوز
من اسبوع
أتاه صوت رامز الضاحك قائلا حاجتين ربنا يبعدني عنهم الجواز واني انزل مصر تاني ..
ليشفق شريف
علي حال صديقه فلكل تارك لبلاده قصه .. جعلته يفر دون رغبه في الرجوع وكأن الوطن اصبح وباء.
جلس بأسترخاء علي مكتبه الفخم الذي دوما قد حلم به .. ففتح عيناه علي صورة زوجته القابعة علي مكتبه وهي في ابيها .. فظل يتأملها قليلا الي ان حن لوجه طفولي قد عصف به .. اخرج هاتفه ليبحث فيه عن صوره وحيدة لها مازال محتفظا بها وقد اخذها لها دون ان تلاحظ وقد كانت الصوره تحتوي علي بعض من السائحين
ليتذكر اليوم الذي قابلها فيه وقد كانت حقا ملاك كما كان يتخيلها
نظر باسما وهو يتأمل ملامحها وضحكتها وهي تحادث اختها وتشاور بأصبعها علي أحد السياح ليتنهد قائلا وحشتيني اوي يازهره كنتي انقي انسانه عرفتها ونورت حياتي .. بس للاسف حظك وقعك مع انسان مش بيفكر غير في نفسه وبس
واغلق هاتفه سريعا عندما احس بأن الحنين سيأخذه لذكري راحله .. وبدأ يتابع اعماله علي حاسوبه الشخصي .. حتي رن هاتفه ليرد بحبور ازيك ياعمي نهي الحمدلله كويسه .. والقريه تمام
ليأتيه صوت والد زوجته وهو يضحك جوز بنتي طول عمره شاطر ودماغه عجباني سلملي علي نهي وخد بالك منها
وقبل ان تنتهي محادثته مع والد زوجته سمع صوت انثوي يتحدث بمياعه هنروح فين يابيبي
ليضحك هشام علي افعال حماه وهو يتمتم بيبي .. وتابع حديثه ادلع وانبسط يابيبي
هتفت نسرين بسعاده تركض نحوه لتتعلق برقبته بجد ياشريف هنروح النهارده نشوف العروسة
ابتسم شريف وداعب وجنتي اخته شريف حاف كده فين ابيه يابت راحت فين
ضحكت نسرين تتأمل وجه امها البشوش انا كبرت دلوقتي وبقيت مدام ..
بحب وهو يري دموع والدته التي تقف امامه .. فترك اخته وذهب اليها اليه بحنان بټعيطي ليه دلوقتي ياست الكل
نطقت امه وهي تغالب دموع سعادتها البيت من غيرك كان ضلمه ياحبيبي وروحي كانت رايحه مني ... ربنا يفرحك يابني ويكرمك
رفعت عينيها اليه مبتسمة مسمحاك ياشريف وحاسه بيك ..
اقتربت منهم نسرين تهتف بدعابة ابنك عريس يامني وبتعيطي ياست انتي زغرطي
وكادت والدته تستجيب لفكرة اخته المجنونه