رواية عينيكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر(كاملة)
ليلحقها قبل ان تدلف لداخل المدرسة محل عملها .. رغم تعجبه من التوقيت .. ولكنه مصر على توقفيها للتحدث .. ولكنه قطب مندهشا حينما رأها تتخطى المدرسة وتتجه نحو مقهى قريب منها .. لاحقها بخطواته حتى دلفت للداخل .. فخطا خلفها ولكنه تسمر مكانه مبهوتا .. مشتعل العينان ..حينما رأى من ينتظرها بالداخل .
وبداخل المقهى الصغير تقدمت بخطوات مترددة.. فلمحته امامها على طاولة قريبة يحتسي قهوته.. بملابسه الباهظة كان يبدوا غريبا عن رواد المقهى من الشباب والفتيات.. وقف يستقبلها حينما بصرها وهي تقترب منه.
صافحته بخجل وهي تومى برأسها قبل ان تجلس فى المقعد المقابل له..فقالت
بصراحة انا اتصلت بيك عشان انا كمان عايزة اعرف
قال بابتسامة
تعرفي إيه أنا اللي اعرفه إن أنا اللي كنت غايب عن البلد مش انتي .
همت لترد ولكنها لم تتمكن حينما تفاجأت بهذا الذي دلف كالإعصار هادرا وهو يجذب عصام من تلابيب قميصه يوفقه بالقوة
ختم جملته بضربقة قوية من قبضته على فك الاخر ..صړخت على إثرها فجر .
انت إيه إللي جابك من ورايا يابني أدم انت
....
حدث كل شئ بسرعة خاطفة.. حينما ھجم علاء بقبضته على وجه عصام.. تدارك الاخير نفسه سريعا قبل أن يسقط أرضا. . فوقف يقاومه وهو يصيح عليه بالھمجي والمتسرع امام صرخاتها واستهجان رواد المقهى وفضولهم.. ليزداد الاخر شراسة بهجومه والسباب ببعض الالفاظ النابية.. لم يتحملها عصام.. فرد على هجومه وتحولت لمشاجرة بالأيدي بين طرفين نديين.. بأجسادهم الضخمة وهي واضعة يدها على فمها بحرج.. حاول عمال المقهى فض المشاجرة فتقدمت تشارك بتردد معهم بصوتها عل أحد هؤلاء الثيران يسمعها ويعي خطۏرة الموقف ووضعها معهم ولكن لا حياة لمن تنادي حتى ازداد حنقها منهم وهي تصرخ عليهم .. فحدث مالم يكن بالحسبان حينما أتتها ضړبة بقبضة أحدهم على رأسها أسقطتها أرضا فاقدة للوعي.. دون أن تدرى من أين اتت منهم ام من أحد عمال المقهى.. سمعت بعض الأصوات وهي تصرخ عليها باسمها جزعا قبل ان تشوش الرؤية امامها حتى أصبحت ظلمة قاتمة ڠرقت بها ولم تشعر بشئ بعدها.
ليه ياحبيبيهي الضړبة كانت من إيدي انا ولا إيدك انت
وكان مين السبب بقى مش انت
هه.. صحيح فعلا..اللي فيه عيب مايروحش منه ولو بطلوع الروح .
وبعدين بقى معاك ياجدع انت أنا ماسك نفسي عنك بالعافية .
هه...وان ما سكتش هاتعمل إيه بقى
دكتور عصام ..المړيضة ابتدت تفوق
قالها الطبيب المتخصص بمقاطعة ليفصل الجدال المحتدم بينهم ..يتفحصها جيدا وهي تستعيد وعيها رويدا رويدا .
ها ..إيه الأخبار ياأنسة فجر
عاملة إيه يا أبلة فجر
اندفعت الډماء بعروقها فورا من رؤيتهم فتغضن وجهها ڠضبا منهم.. حينما مرت أمامها المشاهد سريعا التي سبقت سقوطها..
تفوهت بها وهي تحاول النهوض بجذعها .. فتفاجأت بيد تمنعها وصوت صادر بالقرب منها يقول
حاسبي ياانسة .. الحركة العڼيفة ممكن تضرك ..
مالت برأسها ناحيته فوجدته شابا صغير بملابسه البيضاء ونظارة طبية تغطي على عيناه العميقة .. فدارات عيناها على باقي الحجرة لتعي بفطنتها أين هي رفعت رأسها إليهم قائلة بجزع
حصل خير يا حصل خير.
قالها الطبيب الشاب وهو يساعدها على الجلوس على تختها الطبي ..فدنى اليها عصام برأسه قائلا برقة
انا أسف جدا يا أنسة فجر على اللي حصلك ..بس اديكي شوفتي بنفسك اللي دخل علينا زي القطر .
دفعه علاء ليلتصق بالحائط قائلا بټهديد
احترم نفسك وماتخلنيش اتعصب عليك في قلب المستشفى بتاعتك وقدام الدكتور اللي شغال تحت إيدك .
تمتم الطبيب بحنق وهو ينظر اليه
شغال تحت إيده!
هز عصام برأسه مستنكرا وهو يخاطب الطبيب
معلش ياعمرو ..امسحها فيا انا.. اصله مابيعرفش يتعامل مع بني ادمين خارج محل الأدوات الصحية بتاعه .
زمجر پغضب
بقولك احترم نفسك.. انا ماعنديش خلق لاستفزازك ده .
تاني برضوا.. طب انا عايز اشوف هاتعمل إيه
اااه.. دا انت فرحان بقى انك في منطقتك وعايز تعمل عليا نمرة لما اټهجم عليك.
انا مش محتاج اعمل نمرة واقدر اخلص لوحدي.
ياراجل.
جحظت عيناها وهي تحدق على هذا الزوج من المعاتيه وهم يتشجران أمامها وكأنهم اطفال صغار رغم ضخامة أجسامهم..تمتمت بذهول
يانهار اسود.. هو انا إيه اللي ورطني مع جوز المتخلفين دول
همس بجوارها الطبيب المبتسم بصوت خفيض
هو انتي شوفتي إيه بس دول من ساعة ما دخلوا المستشفى بيكي وهما على حالة الجنان دي واكنهم جوز ديوك بلدي.. بصراحة دي اول مرة نشوف فيها الدكتور عصام تربية الخواجات بالهيئة دي .
طيب هو انا حصلي إيه
قالتها وهي تتحسس بيدها على جبهتها المټألمة.. نظرت بجزع نحو الطبيب وهي تشعر بملمس الرباط والشاش الطبي.. سارع هو لطمئنتها
ما تقلقيش ياانسة دول كام غرزة صغيرين نتيجة البطحة.. وان كان على الم الصداع فدا بس مع حمل الوقعة.
يانهار اسود.. هو انا كمان اتبطحت وراسي اتخيطت
عاد الإثنان على صوتها المڤزوع.. فقال علاء بوجه عاتب وجامد
معلش بقى ياأبلة فجر.. انا وربنا ماكنت اقصد ولا كنت واخد بالي منك حتى .. بس الحق عليكي بقى من الاول .
اشارت بسبابتها نحو نفسها قائلة بذهول
الحق عليا انا طب ليه
هم ليرد ولكن أوقفه صوت عصام الحاد وهو يهتف على الطبيب.
روح انت اعمل مرور على بقية الحالات في المستشفى ياعمرو.
بعد خروج الطبيب التفتت إليه سائلة بتحفز
كنت بتقول ان الحق عليا انا يااستاذ علاء.. ممكن افهم بقى ليه الحق عليا
انا فاهم ليه هو يقصد عشان قعدتك معايا على طرابيزة واحدة مع بعض في كافيه.
زمت شفتيها وهي تحدق بعيناها عليه.. تستشف صدق المعلومة.. فتأكدت من عيناه المتهربة ووجهه العبوس.
فقال بخشونة وهو ينظر ناحيتها وناحية عصام
تعرفي الراجل ده منين عشان تقعدي معاه
وانت مالك
صدرت منها بدون تفكير حفزت شياطينه نحوها.. فود لو يطبق بكفيه على رقبتها كي يعاقبها على غباءها معه.. جاء رد عصام الحاسم
انسة فجر قعدت معايا بناءا على رغبة مني وطلب ملح عليها عشان أسألها على حاجة قديمة....تخصني .
خرجت الاخيرة بتردد.. فتح علاء فمه بضحكة متهكمة خالية من المرح.. فقال
عارفها انا الحاجة
القديمة واللي تخصك دي.. بس ياترى بقى هي عارفة
مش عايزة اعرف حاجة..انا عايزة امشي .
قالتها بتعب وهي تعصر عيناها پألم .. دنى إليها عصام يتفحصها بقلق
إيه مالك يا انسة فجر هو انتي الصداع شد عليكي
هتف عليه علاء بقوة وهو ينزع كفه على رأسها
شيل إيدك عنها ياجدع انت هو انت افتكرت نفسك دكتور بجد ولا إيه
تمتم بذهول
في إيه يابني هو انت مچنون
صاحت عليهم وهي على وشك الاڼهيار
الله ېخرب بيوتكم انتوا الجوز ..عايزة امشي عايزة امشي .
...............................
فتحت باب الشقة الخالية من ساكنها.. بنسخة المفتاح الموجودة معها منذ فترة طويلة.. فتقدمت بخطواتها نحو وجهتها بغرفة النوم والتي شهدت على أيام وليالي قضتها برفقته .. أيام الحوجة.. كما تطلق عليها هي .. ضغطت على مقبس الإضاءة فانارت الغرفة بلون اصفر من المصباح الذي توسط سقف الغرفة .. نظرت جليا نحو الأثاث الردئ والمكون من خزانة خشبية للملابس بهت لونها البني ومراة بتسريحتها قريبة من باب الغرفة .. وفي الأرض سجاد بالية ومتهلهلة ..وتخت خشبي متوسط الحجم..فرشت عليه ملاءة زهرية الون .. فرشتها هي بيدها في إحدى المرات قبل ان تتزوج! تمتمت بازدراء
المعفن .. مش قادر يغير الملاية.. وفي الاخر يشوف نفسه عليا.. على إيه مش فاهمة يالابقى.. خلينى في اللي جيت عشانه .
جلست القرفصاء بجوار السرير تبحث فى ادراح الكمود بهمة وفضول كاد أن ېقتلها طوال الليلة الفائتة.. حتى اشرق النهار فتحججت من زوجها للخروج ..بزيارة لإحدى صديقاتها..حتى تستكشف بنفسها وتبحث .
شهقت بانتصار وهي تجد ما كانت تبحث عنه!.
هي دي الصورة .. ايه دا دي قديمة .
تفحصت بالصورة جيدا وملامح الفتاة الجميلة بها وهي تتأكد من تاريخ صدورها .
اعتدلت لتجلس على التخت والحيرة ازدادت معها ..نظرتها للفتاة أمس جعلتها تعتقد انها هي صاحبة الصورة .. التي لطالما رأتها بيده يتأملها.. ولكنها الان تأكدت بعد أن دققت النظر واكتشف الفرق الواضح بين الفتاتين .. رغم الشبه الكبير.. ضغطت بأسنانها على شفتها السفلى تتسائل بفضول
ياترى مين دي اللي في الصورة ومحتفظ بصورتها ليه
وانتي مالك.
شهقت منتفضة وهي تلتفت على مصدر الصوت عند باب الغرفة .. لتجده في أقل من الثانية..أصبح أمامها وكفه مطبقة على ذقنها ووجنتها بغل
طلعي الصورة اللي خبتيها ورا ضهرك بدل ما اخلص عليكي حالا .
صړخت پألم وهي تناوله الصورة
الصورة أهي ياسعد..فك سناني هاينكسر في إيدك ..حرام عليك .
تناول الصورة ودفعها بقوة لټرتطم رأسها بالفراش ..وهو يتابع
والمرة الجاية هاتبقى بطلوع روحك ان شاء الله ..عشان تحرمي تدخلي تفتشي في حاجتي تاني .
وضع الصورة بجيب سترته وهي كانت تدلك بأصابع يدها على وجنتيها التي اتعصرت بيده وفكها الذي كانت تأن عظامه الما.. ھجم فجأة يمسكها من تلابيب عبائتها
إيه إللي خلاكي تيجي تفتشي مخصوص هنا عالصورة
هزت برأسها تنفي مړتعبة من هيئته المخيفة
مافيش سبب ياسعد.. انا كنت معدية بالصدفة هنا في الشارع..قولت اطلع اطل عالشقة.. والصورة دي طلعت معايا بالصدفة وانا بدور على قلم الكحل اللي نسيته هنا في الدرج.
قال باستخفاف
هه ..نسيتي قلم الكحل في الدرج.. ولقيتيه بقى ياحلوة
اومأت برأسها
ايوة طبعا وحطيته في الشنطة على طول ..تحب اطلعه من الشنطة تشوفه
تبسم بزاوية فمه المغلق وهو يترك عبائتها ويربت على وجنتها قائلا
لا مش عايز اشوفه يانيرمين.. انا واثق فيكي.. انتي بتقولي ان وحشتك صح وجيتي تطلي عليها .
اسرعت قائلة
اه والنعمة صح زي مابقولك كدة .
طب قومي ياختي.. حضريلنا لقمة من الاكياس اللي برة دي.. خلينا نقضي مع بعض وقت حلو .
نعم !
نعم الله عليكي ياحبيبتي.. قومي يابت والبسيلي حاجة عدلة كدة ..بدل العباية السودة دي ..قومي يابت.
نهضت مزعنة لأمره وهي تحدث نفسها بلوم
انتي اللي جبتيه لنفسك يانيرمين .. كان مالك انتي بالصورة ولا صاحبتها !
..................................
عرفتيه ازاي
اجفلت من شرودها سائلة
نعم!! انت بتكلمني
ايوة بكلمك واسألك.. الزفت ده عرفيته منين
زفرت حانقة فقالت بسأم
انت هاتسأل وتتعبني من تاني .. ما انا قولتلك إني تعبانة ومش حمل كلام.
ماشي ياست البرنسيسة ..هي إجابة السؤال ده بس وبعدها مش هاسألك تاني .
تنهدت بيأس قبل ان تجيبه
اولا دا كان مدير المستشفى بتاعة ابراهيم وتعرفنا عليه هناك لما سأل عنك .. وعشان تريح