ياسيم
رواية ياسيم للملكة ياسمين الهجرسي(كاملة)
تختلي بنفسها.....
تجولت قليلا تستمتع بالنسمات البارده التى تنعشها فهى عاشقه للاجواء الشتويه.. وجلست على اقرب مقعد.. تنظر إلى السماء.. تنعم بسكون الليل لما به من هدوء تفتقده بحياتها....
أقبل عليها وهي تسبح بافكارها فى عالمها المضنى المليئ بالنفوس الخبيثه... لم تشعر بحضوره.. لبرهه جلس جوارها فى صمت ...
ليقطع خلوتها مردفا بهمس
شهقت فزعه تعض على أناملها من الخضه هذه هى عادتها عند الخۏف .. وحولت نظرها بعيدا عنه ولم تتفوه بكلمه واحده..
ظلت تتطلع للسماء تتأملها بسعاده لعلها تسرقها من واقعها قليلا..
عم الهدوء والسکينه أرجاء المكان..
ليحترم صمتها ويرفع رأسه للسماء يفعل مثلها.. يسبح بمخيلته معها....
بينما هى تنظر لهم وعلى وجهها ابتسامه.. كمن ترى أمامها كنز ثمين.. عظمه الليل تعطي بريقا لكل شيء يسقط عليه ضوء القمر... جعلت الإبتسامه المرسومه على ثغرها تتسع لتضفى بريق لامع ينعكس على زورقة عينيها التى تعبر عن مدى استمتاعها الى أقصى حد.....
نظرت له بعتاب ولوم هاتفه
وأنت يهمك قوي أنى أكل أو لأ.....
اغمض عينه لكي يسيطر على مشاعر غضبه منها مردفا
طبعا يهمني.. والأهم من كده تخلي بالك من صحتك.. عشان بجد مش هستحمل اشوفك تعبانه.....
معقول يا ياسيم مش حاسه بمشاعري ناحيتك......
مرر انامله على وجنتيها بحنان وهو يتكلم بصوت اقرب للهمس الذي جعل مشاعرها تذوب كما تذوب قطعه الثلج تحت اشعه الشمس الملتهبه مردفا
تتجوزيني يا ياسيم.....
سقطت جملته على أذنها.. كسقوط الندى فى ليله ليس بها ندى.. جعلتها لا تشعر بشيء من حولها سوى أنها تتمنى أن تختفي من أمامه ولكن عقلها سيطر عليها.....
وأنت تعرف أيه عني عشان تطلب أنك تتجوزني.....
رد عليها بهدوء وكلمات كانت كفيله أن تجعلها توافق على الزواج منه أردف بحب
شوفي
يا ياسيم أنا عارف عنك كل حاجه.. أنتى ممكن تكوني زعلانه مني بسبب تصرفاتي العصبيه فى آخر موقف معكي..
تابع بتوضيح
بس صدقيني فعلا أنا ما كانش ينفع اسيبكم تعيشوا لوحدكم.. ولا هطمن ولا هرتاح وانا حاسس بخطړ حواليكم.....
عشان تعرفى أنا حاسس بيكى بتفكري فى أيه.. خليكى ديما واثقه أنى هساندك وهقف فى ضهرك فى أى حاجه متقللش من شكلك قدام الناس.....
غمز بطرف عينيه هاتفا بمرح
ودي فرصه حلوه عشان اخليكي تحبينى.......
ولو أنى أشك أنك حبيتيني من أول نظره.....
كلماته دوما تشوش عقلها.. لا يعطي لنفسها فرصه للتفكير... دوما قراراته تصيبها بالذهول........
قطع شرودها واستقام وبسط يده وأخذها ودلف بها داخل الفيلا عازم النيه بإخبار والدته وجدتها بحديثهما......
بينما هى كانت تسير معه وحمرة الخجل تكسو وجهها.. تبتلع كلماته تستسيغها بحب ورضا.. هى تمنت هذه اللحظه منذ أن رأته.. ولكن مخاوفها من عمها أفقدتها الأمل فى أن تنال السعاده التى تتمناها.... حمدت ربها وتمنت ان تسير الأمور فى هدوء.....
تطلعت والدته وجدتها إلى بعضهم باندهاش ثم صدح صوت والدته قائله
خير يا ولاد مالكم .. صالحتها يا حمزه زي ما قلت لي.....
لو سمحت يا جدتي يسعدني ويشرفني طبعا أنى اتجوز حفيدتك على سنه الله ورسوله....
ابتسمت الحجه هدى وهي تنظر إلى حفيدتها الخجله.. التي تطأطأ رأسها تنظر الى الأرض.. فهمت أنها موافقه.....
الشرف لينا.. طبعا موافقه يا حمزه مش هلاقي أحسن منك أتمنى على حفيدتى......
استقامت والدته ولأول مره تطلق زغروطه عاليه منذ ۏفاة زوجها... عقلها لا يستوعب أنها سترى ابنها عريس... كما تمنت هذا اليوم من سنوات.....
نورتي حياتي وحياة ابني...
أنا ربنا كرمنا بيكم وعوض صبري خير.. ببنت هاديه وجميله زيك وأم حنونه زي الحجه هدى......
صدح صوت حمزه قائلا
ان شاء الله كتب الكتاب بكره وحضرتك ياجدتي هتعزمي كل جيرانك وحبايبك .. وأنا هعزم معارفنا عشان نعمل اشهار ... والفرح يبقى على مهلنا لما ياسيم تاخد عليا..
تابع يوضح
يعنى حضرتك شايفه كل حاجه جت بسرعه... بس أنا حابب أريحها عشان الوضع يكون مناسب أكتر لما تبقى رسمى مكتوبه على أسمى......
ردت عليه الحجه هدى قائله
ان شاء الله يا حبيبي.. بس قولى هيبقى كتب الكتاب أمتى.....
رد عليها قائلا بحب
بعد صلاه العشاء....
جلسوا معا يتسامرون في جو من الألفه والحب وانقضى الليل وكل منهم داخله حكايه من العشق..
كن علي يقين أن الأشياء الصعبة ... قد تتغير في لحظة.....
والڤرج سيجتاح الضيق بلا بوادر.......
والعافية ستسري في الجسد المنهك ... من دون مقدمات.......
والأمل الذي طال إنتظاره سيصل ...
و لو على أكتاف المستحيل.....
اشرقت الشمس بنورها الذي ملأ الطقس دفء مثل دفء قلوبهم بالحب.... مر الوقت سريعا وانقضى النهار فى التجهيزات والتحضير لمراسم كتب الكتاب وجاء الموعد المنتظر الذى جمع الأهل والجيران والأصدقاء والمعارف وأصبحت زوجته أمام الله والجميع......
بعد مرور شهر على خطبتهم
يجلس وسط محله الذى يعشش به العنكبوت من قلة البضاعه... والعمال يحاوطونه يطالبونه بيومية أجرهم فى العمل بالمحل .. الذى لما يتلقوها منذ اكثر من شهر ..
زفر بضيق من خنقة الأحوال وتزاحم الديون عليه...
هم يتصل رأفت على زوجته عزيزه لكي يطلب منها مبلغ من رصيدها في البنك..
فهى منذ فعلة ابنها تركت الشقه وسكنت بعيدا بحجة مخافتها من قدوم الشرطة لمهاجمة المنزل وتفتيشه بحثاعن ابنهم ...
وما كان هذا الا غطاء...
وما خفى كان أعظم...
ولأنه بكل غباء كان يثق فيها ثقه عمياء ويضع كل ما يملك باسمها وتحت تصرفها.... فكانت العواقب وخيمه....
أردف پحده يأمرها قائلا
هبعت لك ياعزيزه واحد من رجالتي تروحي بكره الصبح البنك علشان خاطر تسحبي 100 الف جنيه وتبعتيهم لي....
كانت تسمعه وهي تتشطق بعلكتها التي تشتهر بها قائله بتبجح
ملكش عندي فلوس يادلعدي... روح يا حبيبي شيل نفسك بنفسك..
لتسرسل بفظاعه
الفلوس اللي في البنك وكل الأملاك اللي باسمك دي بقت بتاعتي انا وابني.....
رد عليا پغضب قائلا
يعني أيه ياعزيزه اللي انتي بتقوليه ده... الفلوس دي فلوسي وشقى عمري......
ردت عليه بسخريه
قائله
لا يا حبيبي دي فلوسي أنا.. ثمن صبري عليك السنين دي كلها.. وأنا مش طايقه أبص في خلقتك العكره..
لتزيد عليه خستها أكثر
هو أنت فاكر أنى كنت عايشه معاك العمر ده كله عشان سواد عينيك... لا يا حبيبي فوق... أنا كنت استاهل سيد سيدك... بس عشان الفلوس اللي عندك أنا صبرت على العيشه الۏسخه معاك ...
واكملت لتشوه الباقى من عشرتهم القذره
حتى الواد اللي خلفناه طلع شبهك شمام وضايع... الحمد لله أنى منعت خلفه بعد حازم.... ما هو أنا ما كانش ينفع اربط نفسي بعيال معاك اكتر من كده...
لتنهى حديثها پطعنه قويه فى عمق رجولته
وان شاء الله هرفع قضيه خلع وهخلعك... واخذ كل حاجه منك وارميك رمية الكلاب راجل فقر...
أغلقت الهاتف في وجهه ليستوعب حجم المصېبه التى أنزلها بنفسه عندما استأمنها وسلم لها كل عزيز وغالى... ظل يكسر كل ما تطوله يده... فبفعلتها هذه قضت عليه...
ولتكتمل المصائب الموضوعه على راسه.. كان من سوء حظه يتحدث عبر مكبر صوت الهاتف وسهى عن إغلاقه وهو يهاتفها... ليسمعه رجاله والعاملين معه في المحل..
التفوا يجتمعوا حوله قائلين
معلش بقى يا معلم أنت عارف أن إحنا بنشتغل ونقبض اليوم بيومه... ومش هينفع نشتغل عندك ببلاش.... اسمح لينا احنا هنسيب الشغل... ورانا بيت ومسؤوليه وعيال......
انصرفوا جميعهم وتركوه بمفرده وسط محله الذي يشبه الخرابه....
ظل يسبهم ويلعنهم ويقذفهم بكل ما تطوله يده .. حتى غادروا المحل بلا عوده....
انقضى الوقت وأتى الليل وهو على وضعه داخل المحل .. أراد أن يخرج يذهب الى بيته لعله يفيق من هذا الکابوس.. وعند عبوره للطريق اصطدم بسياره جعلته يندفع الى الجهه الأخرى فاقدا للوعي غريقا فى دماءه....
بعد وقت من هروب السياره التى صډمته ظل ېنزف حتى التف حوله أحد الماره في الطرقات وحمله بمساعدة احدهم ووضعوه في السيارة وذهبوا به الى اقرب مشفى..
أرادوا أن يستدلوا على أهله أو أقاربه من هاتفه لم يجيب عليهم أحد...
مر يومين وفاق وهو متسطح على الفراش لا يشعر بأقدامه
دلفت له الممرضه لكي تعطيه الادويه..
نظر لها قائلا پألم
لو سمحتى يا بنتي هو أنا ليه مش حاسس برجلي..
نظرت له بأسف على حالته قائله
قدر الله وما شاء فعل يا حج... للاسف الدكاتره اضطروا يبطروا رجليك...
سقطت الجمله على مسامعه جعلته يبكي ويعول وېصرخ كالنساء... مما جعل الأطباء يعطوه حقنه مهدئه...
ظل هكذا لعده أيام بل أسابيع وجاء موعد خروجه من المشفى لم يجد مكانا يذهب اليه سوى بيته... ساعده أهل الخير في المشفى على إيصاله الى منزله...
دلف إلى منزله على كرسي متحرك لا يجد من يعتنى به أو يساعده
... ظل يفكر في حياته وما الذي كان يفعله في والدته... كان دائما يقيدها ويربط يدها وقدمها كي لا تتحرك... الآن أخذ الله حقها وجلس هو على مقعد مكتف اليدين وبلا اقدام .. مثل ما فعل بوالدته...
نظر الى السماء قائلا
يا رب هتسامحني ازاي على كل اللي عملته فيها ...
ظل يبكي على حاله وهو يحاول ان يدلف إلى غرفه الحمام ولم يجد من يساعده...
وكما تحل نسمات الرحمه على عباده الصالحين......
أيضا يحل عقاپ ربنا على عباده المفسدين.......
بعد مرور سته اشهر
علم حمزه ما حدث إلى رأفت عم زوجته جلس معها يقص عليها ما عرفه من معتز صديقه...
نظرت ياسيم له هاتفه بحنق
تيته لازم تعرف باللي حصل ده... رغم صعوبته صعوبته عليها بس لازم تعرف.....
نظر لها قائلا
اللي انتي شيفاه يا حبيبتي... بس حاولي تمهدي لها الموضوع.. عشان ما تتعبش...
ممكن تخليك معايا وأنا بقولها....
هو أنا عدت أقدر أبعد عنك.. أنتي بقيتي أجمل حياه في حياتي..
لازم نقول لها عشان أنتى عارفه فرحنا اخر الاسبوع....
تمام تعالى نروح نقول لها دلوقتي..
القوا عليهم التحيه شعرت والدته انه يريد أن يقول شيء.. وجدتها نفس الشيء شعرت من توتر وتشنج ملامح حفيدتها...
اردفت بقلق
أنتى كويسه يا ياسيم..
نظرت الى حمزه بتوتر كي ينقذها ويبدأ هو في سرد ما حدق...
شوفي يا تيته الحياه سلف ودين... واللي بيزرع حاجه بيحصدها في الاخر... واللي مكتوب علينا
لازم بنشوفه وبنعيشه......
نظرت له بتساؤل هاتفه
رأفت ابنى في حاجه صح .. من زمان قوي وأنا بحلم بيه أنه في ضيقه كبيره... ما هو مهما عمل فيا انا أمه وقلب الأم ما بيكدبش وما بيقساش مهما حصل ..
ابتلعت غصتها وهتفت
ماله ابني.
ابتلع ريقه بصعوبه قائلا
للاسف من ست شهور عمل حاډث سير .. ودخل المستشفى واضطروا يبطروا رجليه الأثنين......
انها
وللاسف الاكبر