الأحد 01 ديسمبر 2024

رسل بقلم هدى زايد(كاملة)

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

عقد قران رحيق وساجد في حفل تفتصر على العائلتين فقط كانت اختيارتها هادئه مثلها لاتريد التبرجه او الموسيقى الصاخبه حتى فستان الزفاف لاتريده البساطه عنوانها والقناعه من صفاتها كادت رسل أن تصاب بالجنون من تحت رأس أختها الحمقاء انتهى حفل الزفاف وكأنه لم يحدث من الاساس من وجهة نظرها بينما كانت رحيق راضيه كل الرضا عن هذا الحفل عاشت معه حياة هادئة لاتخلو من المشاكسات والغيرة الواضحه عليه أصبح شغلها الشاغل ابنته وسعادتها عوضتها عن أمها التي لم ترأها من الأساس أما رسل كانت تحتفل بخبر حملها الذي جاء في وقت غير مناسب لم تستمع بحياتها بعد تريد الخروج والسفر والرفاهيه ثم بعد ذلك تأت الأطفال كانت هذه بدايه الخلافات التي لن تنتهي مع والدة رسلان تحدثت معها كأنها والدتها فرفضت هذا الحديث كانت الشرارة التي أشعلت نيران لن تنطفئ أبدا بين زوجة الإبن والحماه كان رسلان ضائع بين زوجته وأمه يحاول جاهدا التوفيق بينهن قدر المستطاع وفي ذات يوم من الأيام 
وبعد أن تجاوزت شهور الحمل الأولى طلبت منها والدة رسلان مساعدة ابنتها في الأعمال المنزليه 
ادعت المړض وبين شد وجذب فقد رسلان السيطرة على غضبه الشديد هدر بصوته كله ليفض الڼزاع للمرة المئه بعد الالف طلب من زوجته بأن لن تجتمع مع أخته في مكانا واحد وأكدت والدته على ابنتها عدم
عاتبها ساجد وبرر تصرفات أخيها بأنها مجرد حل ليس إلا .
لم تكتفي رسل عند هذا بل طلبت من زوجها عدم الاقتراب من منزل والدته تجاهل ثرثرتها كما قال لها خيرته بينها وبين عائلته فاختار عائلته قائلا پغضب 
أمي واخواتي أعي يفهم اعرفهم من قبلك ماتجيش أنت يابنت امبايح امبارح تقولي أنا ولا أمك
سألته پغضب شديد 
بقى كدا يا رسلان طب وربنا ماقعد لك في البيت
أجابها قائلا پغضب 
الباب يفوت مېت جمل 
تسرد لهم ماحدث بينها وبين زوجها
عاتبتها الجدة وأيدها الجد طلب منها أن تعود لمنزلها رفضت 
رفضا باتا مبررة أنها على حق وأن من يجب عليه الإعتذار هو وليس هي
مراليوم بصعوبة والجد يحاول توطيد العلاقات بين أحفاده لكن فشل كان العناد سيد الموقف في هذا اليوم كانت تظن أنه سيعود غدا أو بعد الغد لكنه متمسك بقراره حتى نهايه العمر .
مر يوم ثم يومان حتى مر عشرة أيام كاملة تجاهل رسلان رسل مكث في شقته طيلة هذه المدة 
كان على أمل أن تعود وتعترف بخطأها تجاه عائلته
حاولت والدته أن تتحدث معه قائلة بندم
ياابني والله كان قصدي إنها تتعامل ما أختك زي رحيق أختها ويبقوا ايديهم في ايد بعض
رد رسلان مقاطعا بهدوء 
ماما مافيش داعي للكلام دا أنا فاهم 
حضي تكحضرتك أنا مزعلتهاش هي اللي سابت البيت من نفسها يبقى تي جعترجع من نفسها
عادت والدته تجر خيبات الامل خلفها لم تكن تعلم أن ابنها يبلغ كل هذا العناد قررت أن بينهما بنفسها 
جلست على المقعد في غرفة الصالون في منزل الجد اعتذرت عن مابدر منها دون قصد ارتفع صوت رسل عليها وسخرت منها اتهمتها أيضا بأنها تعمدت أن تهدم بينها وبين زوجها غادرت والدة رسلان قبل أن تتهمها بشيئا آخر . اقسمت بأن لن تتحدث معها مرة أخرى ولن تطئ قدمها بيتها كي لا يحدث الخلافات أكثر من ذلك
الجدير بالذكر أن والد رسل يشاهد كل هذا ولم يكلف نفسه عناء المساعدة للطرفين كما أمر أولاده ذات الشئ أما زوجته كانت دائما تشبهها بأمها وأن طلاقها سيكون في القريب العاجل .
وبعد مرور شهرين
حاولت فيهم رسل أن تعود لبيتها بطريقه غير مباشرة عن طريق شقيقتها التي حاولت جاهدة ولكن دون فائدة كانت شروط رسلان واضحه وصريحة لن يعتذر لأنه لم يخطئ وتعود لأنها هي التي ذهبت .
الأيام تمر سريعا على الجميع وعليهما ببطء شديد 
أتى شهر رمضان تتدخل الجد في الصلح هذه المرة ولن تعترض هي بالطبع اشتاقت له ولبيتها 
ولج الجدة غرفتها وقال بحنو 
كل سنة وأنت طيبه يا سوسو
ردت باسمة 
وإنت طيب ياجدو
ربت على كفها وقال بتحذير 
مش هتصومي السنه دي عشان اللي في بطنك
ردت مقاطعه بسرعة 
لأ هصوم طبعا الدكتورة قالت لي صومي عادي ولو حسيتي بتعب افطري
سألها ماكرا 
طب يلا قمر قولي لي شكل الفانوس
بتاعك عازواه ازاي عشان اخلي الواد يامن يجيبه
أجابته دون تردد وهي تتداعب الهرة خاصتها 
عاوزاه طويل وبدقن ويكون أسمه رسلان
سألها بخبث 
اممم هو مواصفات صعبه بس مش مستحيل نخلي يدور عليه لو مش لاقينه نعمل إيه 
أجابته بجدية 
متتعبش نفسك وتلف هو في الدور الخامس فوق في شقتنا
ولما هو وحشك كدا مش تبطلي عناد وتروحي بيتك وتقضي رمضان فيه مع جوزك وتحضروا لإبنك اللي جاي في السكة
صاحب هذه العبارة كانت الجدة التي جلست على المقعد المجاور لزوجها الذي تابع حديثها بتباهي واعتزاز بأن تلك العجوز زوجته ورفيقة دربه
نظرت لها رسل وقالت بحزن عميق 
وهو ليه ميجش ياخدني ويحسسني إني فارقة معاه بجد
سألتها بمكر 
طب الأول نسال الأسئلة المهمه أنت غلطانه ولالأ 
أجابتها بخجل 
ايوا غلطان واعترفت بدا لنفسي
قاطعها الجد قائلا بجدية
بس احنا عاوزينك تعترفي للكل وعاوزينك تعتذري لحماتك أنت غلطتي فيها جامد
ردت متسائلا بتردد 
هو مش المفروض هو الراجل ويجي ي
قاطعها الجدة قائلة بحنو 
مافيش حاجه اسمها المفروض في الصح والغلط ولو عاوزة راينا فعلا يبقى أنت اللي لازم تروحي تعتذري
صمت برهه تفكر في حديث جدتها كانت حائرة لاتعرف ماذا تفعل وإلى أين تذهب أولا .
نعم !!
نظرت حول بنظرات زائغه تبحث عن فكرة لكنه فجأها بسؤاله مرة أخرى قائلا 
خيي خير في حاجه !
ردت بجدية مصطنعه 
جدي بيقل لك صالحني عشان بكرا مضان وكل سنة وإنت طيب
لم يستطع إخفاء ابتسامته ما أن انهت حديثها الذي يشوبه إحدى المذيعات قنوات التلفاز .
أشار بيده للدخل وقال بإبتسامه مزيفه
اتفضلي بيتك
تجاوزته وولجت تنظر إلى أرجاء المكان وكأنها تركته منذ أعوام وليس شهران عادت ببصرها نحوه وقالت بعتاب 
هنت عليك يا رسلان
أجابها بذات النبرة 
والله اللي هان عليه فعلا هو أنت مش أنا على الأقل أنا عمي ي عمري ماسبت البيت إنما أنت مشيتي و
عشان خاطري بلاش نتكلم في اللي فات وخلينا نتكلم في حياتنا وابننا
نظر ليده التي اخذتها وهو غارق في رماديتها ووضعتها على بطنها تحسسها بخفه شديدة وقال بسعادة 
بطنك كبرت شوية
وقبل أن يكمل حديثه شعر بركله خفيفه عاد ببصره والسعادة تملئ عيناه ابتسم ملء شدقيه وقال 
بدء يتحي ك يتحرك من إمتى 
ردت بعتاب 
ماهو إنت متعرفش عننا حاجه ولا كنت بتسأل و
مين اللي قال كدا ي غمرغم الزعل اللي بنا بي دوبردو بسأل عليك تيتا ولما كنت بتحتاجي حاجه كنت بجبها وخليها تقول إن جدو اللي جابها
سألته بسعادة 
يعني إنت كنت بتسأل عليا فعلا حتى واحنا زعلانين
أجابها بحب 
وعمي ي عمري ماهبطل اعمل لها لحد العم
قاطعته قائلة برجاء 
بلاش كلام ملوش لازمه في وقت حلو زي دا
طوت صفحة الماضي وبدأت صفحة جديدة كليا 
طلب منها أن تحضر نفسها ليبتاعوا بعض المشتريات الخاصه بالشهر الفضيل 
قررت أن تعتذر لوالدته بعد أن استوقفت المصعد الكهربائي عند الطابق الخاصه بها حاول أن يفهم ماتريد لكن دون جدوى علمت والدته بعودتها دعت الله أن يبارك حياتهم قرعت الناقوس وولجت البيت وجدتها تتدون بعض الأصناف التي ستقدم غدا على مائدة الإفطار.
لم تنكر أنها شعرت بالسعادة لعودتها للبيت ولن تنكر أيضا أن اعتذرها جاء في الوقت المناسب 
لم تجيب عليها وتابعت ما بدأته بجدية مصطنعه
وقفت رسل بعد أن وجدتها تعاملها بجفاء جلست جوارها وقالت وهي تلتقط مشروب الزنجبيل الدافء وقبل 
ردت رسل بحزن مصطنع 
هو أنا مش زي عائشه ورحيق
ردت بذات النبرة قائلة 
عائشه ورحيق مرفعوش صوتهم عليا في مرة 
ورحيق دي أختك يعني زيها زيك بس الفرق بنكم هي بتحترمني وأنت لأ 
ولو قلت أنا آسفه مش هعمل كدا تاني هتقولي إيه
ردت بجدية مصطنعه
تعملي ولا متعمليش مش مهم
رفع منكبيه وقال هامسا 
مليش دعوة
شعرت باليائس نهضت عن الأريكه وقالت بعتذار 
أنا آسفه كنت فاكرة إني هقدر اعتذر لحضرتك
سارت مع زوجها وقبل أن تخرج من الباب استوقفتها والدته بصوتعا قائلة جدية مصطنعه 
ياريت تيجي بدري بكرا عشان أنت تعملي ورق العنب عاوزة أشوف ابني اضحك عليه ولالأ
هرولت نحوها بخطوات سريعه اختضنتها وقالت وهي تقبل خديها 
حبيبتي يا ماما
قاطعتها بجدية مصطنعه قائلة
بنت إيه ماما دي
سألتها بتوجس قائلة
اومال اقول إيه 
أجابتها بغرور مصطنع 
قولي لي يا لي لي
مراليوم اخيرا بسعادة على الجميع عدا رحيق 
التي تشعر بالحزن الشديد تريد أن تصبح أم حاولت جاهدة منع وصول هذا الشعور إلى زوجها كي لايغضب ودرجته بين والأنثى والأخرى قرر أن يحقق لها ولو جزءا بسيط مما قدمته له ولإبنته كان يريد أن يذهب معها للطبيبه لكنها رفضت ذلك وقالت رأت رؤية 
في فجر اليوم وسمعت صوت لا تعرف مصدره 
يردد أيه من القرآن الكريم وهي تقول 
فاصبر إن وعد الله حق
قالت بثقه 
وأنا واثقه في ربنا وعوض ربنا ليا أجلا أم عاجلا هيرزقني
تابعت بدموع منهمرة على وجنتها 
هو وعدني هيرزقني هو وعدني
إن شاء الله ياقلبي هيرزقنا إن شاء الله
بحبك
وأنا بمۏت فيك 
هتزعلني تاني 
رد مصححا 
مش هنزعل بعض تاني 
راقت لها الجمله وقالت مؤكدة
خلاص مش هنزعل بعض تاني
تابعت بحماس وهي تخرج ورق اللعب وضعته ڼصب عيناه وقالت 
تعال نلعب كوتشينه إيه رأيك نلعب الشايب
رد بعدم فهم 
كوتشينه إيه وشايب مين دا بكي ابكرا 
ي مضان رمضان 
بص أصل أنا لما ببقى عاوزة اعمل حاجه وكسلانه بعلب أنا وصحابي لعبه اسمها الشايب ودي بالاحكام بنحكم علي بعض ونفذ
تابعت باحباط 
بس معاك إنت مش هينفع أقول لك قوم اغسل مواعين السحور !!
رد ساخرا 
لأ قولي قولي ما يهمكيش
تابع بجدية
ايمي ارمي البتاعه دي والحاجات دي متتدخلش بيتي تاني
توسلت إليه قائلة 
وحياتي يا رسلان وحياتي بص هنختار الحكم على طول وحياتي
وقبل أن يعترض وجدها تضع ورق اللعب على سطح المنضدة الزجاجي ثم قامت بسحب ورقة 
اتسعت عيناها فرحا ما أن وجدت الورقة رقم عشرة وضعتها مرة أخرى على سطح المنضدة 
نظرت حولها بنظرات زائغه وراحت تقول
قل لي أمر أمير الأمراء بحفر بئر في الصحراء
تنحنح وقال بجدية 
أمي أميي الأمي اء بحفي بئي في الصحي اء
دوت ضحكاتها المكان ما أن قال جملته بهذه الطريقه المحببه إليها بينما هو اغتاظ منها وقال پغضب 
بتتي قي بتتريقي عليا يا ي سل
رسل
وقفت بعيدا وقالت وهي تشير بكفها 
خلاص والله كنت بهزر معاك
أنا كمان عاوز اهزي اهزر معاك
وقبل أن يتحدث قاطعته بتأواه مصطنع 
اااه مش قادرة إيه دا بولد ولا إيه !!
تبدل ملامحه في ثوان وقال پذعر 
علاجي عندك إنت وبس خليك جنبي وأنا أخف
سألها ماكرا 
يعني أنت مش تعبانه 
أجابته بغنج بالغ هامسه
تؤتؤ كنت بدلع عليك ياحبيبي بلاش
ادلعي ياقلب حبيبك
إن كان حلم لا أريد أن استيقظ منه يا الله هذه الحياة قست
علي أكثر من اللازم ولكن الله بعث لي أجمل مكافأة كنت اريد القليل وبعث لي المزيد 
هذا هو عوض الله
نظرت له وعتابت نفسها كيف لها أن تظن فيه السوء هكذا لن تنكر ماحيت أنها کرهت عودتها لبيت جدها كزوجة لحفيده وليس كما كانت تريد 
صدق الله حين قال
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسى أن تحبوا شيئا وهو شړ لكم
تمت بحمد الله

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات