الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر

رواية مذاق العشق المر بقلم سارة المصري(كاملة)

انت في الصفحة 38 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


دراستها لتحقق نجاحا ملحوظا كما حصلت على العديد من الدورات وتدربت مع يوسف لبعض الوقت 
وطيلة هذه الفترة كانت تتبع اخبار حسام بسعادة ترى نجاحه وانفراده وتميزه فى مجال الاستيراد والتصدير رغم صغر سنه تسمع اسمه دوما في قائمة اكثر رجال الاعمال نجاحا لذا فقد اقنعت الجميع انها ستتقدم الى الوظيفة ولم تعبأ بدهشة احد 

لم يمنعها محمود وهو يعرف جيدا مايدور فى عقلها ترك لها الفرصة فى ان تحاول امها ايضا التى لم تعرف حتى الان بما فعلته فى حسام واخبرها زوجها بأنها انهت الخطبة بناء على رغبتها لم تصدق حينها ولكنها لم تحاول النبش عن الحقيقة 
اما يوسف فثقته بحسام بلا حدود ورأى انها فرصة مناسبة لتأديب اخته المدلله فالساذجة لاتعرف حسام فى العمل مطلقا فهو يصبح بشراسة أسد جائع منقض على فريسته حال حدوث اى خطأ حتى ان كان دون قصد 
وكانت البداية بالفعل حين تلقاهم خالد مساعده يخبرهم بقراره 
حسام بيه هيحطكو كلكو تحت التدريب لمدة شهر كامل الحضور هيبقا يوميا من سبعة ونص صباحا لخمسة عصرا هتمرو على كل الاقسام الدعايا والتسويق والحسابات كل حاجة واخر الشهر هبعت تقرير عن كل واحدة فيكو وهوا هيختار 
وبقدر ما اغتاظت من حسام لأنه لم يقابلهن ولكن غيظها الأكبر كان على شروطه المجحفة تلك 
السابعة صباحا !! 
يتبع
الفصل الحادى والعشرين
فتح باب غرفة نومه فى هدوء 
أنار المكان ودار ببصره فيه للحظات كأنه يتردد في الدخول 
لأول مرة منذ سنوات يدلف هنا دون ان يجدها فى انتظاره 
ثلاثة ايام قد مرت على قلبه ثقيلة ومملة 
حاول أن يقضى اغلبها بعيدا عن هذا الجناح وبرودته ساعده عمله على هذا فقد كان مشغولا للغاية بالمقر الجديد للمجموعة الذي من المفترض ان يكون افتتاحه باحتفال كبير نظمه مساعدوه وتم دعوة كبار رجال الاعمال والشخصيات اليه ولكنه أرجأ كل ذلك لحين عودة زوجته 
سار خطوتين حتى وصل الى الفراش 
تمدد عليه فى كسل بينما يخرج هاتفه من جيبه ليتصل بها 
لحظات وجاءه صوتها الناعم المحبب الى قلبه فسارع هاتفا في شوق 
وحشتييينى وحشتييييينى وحشتينى ارجعى بقا كفاية كدة 
ضحكت في رقة 
كدة هغيب على طول عشان أحس أنك بتحبنى اوى كدة 
وضع كفه تحت رأسه ليتنهد في عمق 
انتى عارفة انا بحبك قد ايه ده النفس اللى بيخرج منى بيقولهالك يا ايلينا 
صمتت للحظات قبل أن تخبره في حنان 
وحشتنى اوى يا يوسف 
فرك عينيه فى ارهاق وهو يرفع كتفه ليحجز الهاتف بينه وبين أذنه 
مادام وحشتك ارجعى بقا انا مش قادر انام فى الأوضة وانتي مش فيها يرضيكى كدة 
ردت فى دلال 
لا ميرضنيش انا خلاص هرجع على بعد بكرة بالكتير ان شاء الله اصل فيه دكتور كويس هنا كنت عاوزة اروحله اطمن على الحمل وكدة 
ابتسم في رضا 
مادام هتطمني على ولى العهد فخلاص امرى لله استحمل كمان يومين 
سمعها تتثاءب فى كسل لتسأله 
مش عاوز حاجة اجيبهالك من باريس 
نظر الى صورتها على المنضدة أمامه في حب قبل أن يضغط الهاتف بقوة 
عاوزك انتى بس خلى بالك من نفسك 
همست في سعادة 
وانت كمان مع السلامة 
لحقها قبل أن تنهي المكالمة واعتدل فجأة 
ايلينا 
ايوة يا يوسف 
بحبك بحبك اوى 
سمع صوت قبلتها تتسلل الى أذنه عبر الهاتف فأغمض عينيه شوقا الى ملمس شفتيها على وجنته فتنهدت في عمق لتخبره وكأنها تشاركه الاحساس ذاته 
وأنا كمان تصبح على خير 
عاد من عمله فى وقت متأخر 
فتح باب غرفته وهو يخلع سترته عنه 
تفاجىء بكفيها على كتفه يساعدانه الټفت في بطء ليجدها ترتدى منامة قصيرة للغاية وأقل ما يمكن وصفها به انها ڤاضحة 
نظر لها من أعلى الى أسفل وأشاح بوجهه فى سخرية 
سمر لن تكف عن محاولاتها ابدا حقا هو لايدرى كيف لاتهتز به شعرة لو قيمها بنظرة ذكورية بحته بعيدة عن المشاعر لوجدها فى قمة الأنوثة والاڠراء انوثة كفيلة بأن تذهب بعقل قديس وتذيب مقاومته فى لحظات أما هو فلا كان دوما يرى صوفيا تقف امامه تطالعه پانكسار وحزن تتهمه بالخېانة فقط لو نظر اليها 
كم اشتاق لتلك الحورية التى كانت تفقده لبه بمجرد نظرة مجرد ابتسامة مجرد 
حمد لله ع السلامة 
انتبه على صوت سمر فنظر لها فى ترقب لخطوتها التالية كأن تسليته قد أصبحت اكتشاف ما في جعبتها كل يوم لتهدم مقاومته واهمة تماما وهو لن ينكر أنه كثيرا ما يتلذذ باخفاقاتها المتلاحقة 
بعذاباتها وهو يكرر رفضه لها مرة بعد مرة 
ربما كان هذا قطرة في محيط عقاپ واسع تستحقه 
اقتربت منه وهي تشب على أطراف أصابعها محاولة الوصول الى مستواه لتحيط عنقه بذراعيها هامسة في بطء واڠراء 
بقولك حمدلله ع السلامة 
واراحت يدها على صدره تحاول العبث ببعض ازرار قميصه فنظر الى كفها وأزاحه فى عڼف هاتفا فى تهكم 
سمر هو انتى مبتزهقيش طريقتك دى عمرها ما هتجيب نتيجة معايا 
زمرت شفتيها وتراجعت فى احباط 
انا مراتك يا زين مراتك لحد امتى هنفضل كدة 
مال اليها يخبرها بابتسامة 
متقلقيش الموضوع مش

هيطول اكتر من كدة 
وقبل ان تبتسم اضاف فى حدة 
قريب اوى هنتطلق 
تراجعت خطوتين وازدردت ريقها فى ارتباك 
نتطلق ليه وازاى 
هز كتفيه وهو يلقي بسترته في عشوائية 
عشان الوضع اللى احنا فيه لازم ينتهى خلاص كل حاجة خلصت 
وعقد ساعديه على صدره مواصلا 
انتى عارفة من الأول ظروف جوازنا كانت ايه مهواش جواز اصلا احنا عملنا كدة عشان ننقذ شرف العيلة مش اكتر متخدعيش نفسك احنا مش اتنين بنحب بعض وبينهم مشكله هتاخد وقتها وهتتحل 
اسرعت تقف امامه وهي تضم كفيها الى صدرها تترجاه 
زين انت ليه مش عايز تصدق انى محبتش فى حياتى غيرك هتفضل لحد امتى تحاسبني على اللى فات 
رمقها في تقزز كأنه يكره أن تلوث الحب الذي يعرفه وعاشه بكل تفاصيله بحديثها عنه وفهمها الضيق له 
حبتينى ازاى اللى بتحب حد حتى لو من طرف واحد مستحيل تقدر تسلم نفسها لحد تاني وشرد بعينيه وهو يتخيل حوريته أمامه 
يسترجع كل لحظة عاشها معه ليعود خواءه من بعدها يؤلمه ويخنق نبرته 
الحب حصن عالى بيخليكى تحسى ان كل جزء فيكى مملوك للى بتحبيه ومش من حق اى حد ابدا انه يشاركه فيكى اللى بيحب حد مستحيل يقدر يتخيل نفسه مع غيره 
واغمض عينيه فى مرارة ليفتحها من جديد مضيفا في قسۏة اراد بها مداواة وجعه بايلامها هي 
مش هيفع نكمل مع بعض مش هينفع يا سمر 
مررت يدها فى شعرها بعشوائية 
زمرت شفتيها المرتجفتين للحظات في محاولة للتغلب على ارتجاف نبرتها قبل أن تسأله 
يعنى لو مكنتش سلمته نفسى كان ممكن نكمل حياتنا سوا 
ولأنه يهوى ايلامها بكل طريقة لم يعطها الاجابة الحقيقية 
اعطاها أخرى مزيفة بزيف كل حياتها معه 
يمكن وقتها كنت قدرت أصدقك ونعيش زى اى زوجين 
اعطته ظهرها وهى تفرك يديها فى توتر 
تعالت أنفاسها في جنون و كأنها تسابق افكارها وعلى وشك الوصول لخط النهاية 
التقطت مأزرها من فوق الفراش لتغطى به جسدها عقدته بيدين مرتعدتين تحكمه على نفسها اكثر نظرت الى اليمين والى اليسار 
ربما ان الاوان ليعرف كل شىء 
انتظرته طويلا ليعرف وحده ولكن بعزوفه المطلق عنها لم يعد لها بديل 
استدارت محاولة اضفاء التماسك على عبارتها 
طيب لو قولتلك ان مسلمتش نفسى لحد وان مفيش حد لمسني اصلا 
قطب حاجبيه وكأن الكلام لم يصله بعد او تعامل معه كأنها تهذى بما تتمناه ليرد باستهتار 
افندم 
اقتربت منه فى حذر وهي تقول بسرعة كأنها تخشى التراجع 
بقولك مفيش حد لمسنى ولو كنت قربتلى كنت هتتأكد بنفسك من ده 
اقترب منها فى بطء كفهد يترقب القفز على فريسته وهمس في ترقب 
انتى بتقولي ايه محدش لمسك ازاى 
واطبق على مرفقها يجذبها اليه في عڼف هاتفا 
واللى سمعته كان ايه واللى حصل بعدها كان ايه 
واطبق على ذراعها اكثر وهو يكز على اسنانه بنفس القوة وېصرخ بها 
انطقى 
ارتعدت بين يديه للحظات ورغم الألم لم تحاول حتى ان تفلت نفسها من يديه 
الفكرة كانت فى دماغى من قبلها بس مكنتش عارفة انفذها ازاي يومها انت ما اخدتش بالك ان عمى كان وراك بس وقف مع عم فاروق الجناينى شوية وده اللى عطله كنت متأكدة من رد فعلك يازين لو سمعت اللى بقوله حافظاك يا ابن عمي بس انا اخترت الكلام اللى يوصل لعمى اللى انا عاوزاه وانت مكنتش مركز ولا حاسس بحركته وهوا طالع بس انا كنت مركزة وحاسة بيه 
واضافت وهى تنتفض من البكاء فجأة 
انت مسبتليش اختيار يا زين كنت بمۏت وانا بشوفك وياها كنت بمۏت وعاوزة اخد مكان فى حياتك حتى لو ڠصب عنك 
ارخى قبضته عنها فى ذهول غير مصدق لما يحدث أبعد ما يذهب به خياله لايمكن ان يصل به الى ما يسمعه الان 
من تلك التى تقف امامه 
شيطانة 
لا يمكنها ان تكون سمر ابنة عمه هادئة الطباع التى عاشت معهم فى القصر كأخت صغرى ابدا 
كيف تخطط بتلك الدقة والشړ 
كيف يتورط هكذا دون ان يدرى او يشعر طوال تلك السنوات انها كانت مجرد خطة محكمة 
كيف فى بعض الاحيان ظنها ضحېة غرر بها احدهم وكاد ان يشفق عليها احيانا وهو كان أولى الناس بالشفقة تذكر تلك الليلة بكل حذافيرها 
نعم 
سمر كانت تهتف انه السبب وانها لن تسامحه وهو من فرط الڠضب لم ينتبه لشىء ابدا من قولها حتى ان ابيه ابيه 
لا بد ان يعرف بما خططت له ابنة اخيه 
لابد ان يجلده بضميره على مافعل مع صوفيا منذ سنوات 
احكم قبضته على معصمها بقوة حتى انها خشيت ان يكسر فى قبضته 
تعالي معايا 
وبدأ يجرها خلفه وهو يكز على أسنانه 
لازم عمك الفاضل يعرف بعملتك 
حاولت التملص منه قبل ان تصل الى الباب 
عمى عارف عمى عارف يا زين 
ارخى يده من على مقبض الباب بعد ان كاد يقتلعه من فرط الڠضب 
ما كل هذا الجنون 
هل اشترك ابوه فى تلك المسرحية الهزلية الرخيصة هل تولى بنفسه اخراجها والاشراف على اتقان سمر لدورها فيها 
هل كان فخا تعاونت سمر وابوه على دفعه اليه واصلت وهى تتراجع للخلف بينما تمسد على معصمها بيدها الأخرى 
عمى عارف 
وفى لحظة مر على عقلها هذا المشهد الذى جمعها به منذ ثلاث سنوات 
حين طلب محمود من ولده ان يتركه مع سمر اغلق الباب بعد ان تأكد ان ولده اصبح بعيدا عن مرمى حديثهم اقترب منها وامسك ذراعها فى قوة محاولا تمالك اعصابه 
اتكلمى قولى الحقيقة ابنى زين مش ممكن يعمل كدة انطقى 
لم ترد وهي تضع قبضتها الاخرى فى فمها وترتجف في هلع جعله ېصرخ في هلع أكبر 
اتكلمى يا بنتى ريحينى ابنى هوا اللى ضيعك 
هنا اڼهارت ولم تستطع ان تكمل دورها للنهاية فهزت رأسها في هستيريا 
لا لا 
لم يستطع ان يهنأ ببراءة ولده الذي كان متيقنا منها فشرفه قد دهسه غيره انحنى ارضا ليكون فى مستواها 
اومال انتى سلمتى نفسك لمين انطقى وقولى
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 71 صفحات