مذاق العشق المر
رواية مذاق العشق المر بقلم سارة المصري(كاملة)
وهجيبه لحد هنا وهخليه يندم ندم عمره عملتى كدة ليه حطيتى راسنا فى الطين ليه
التقطت كف عمها تقبله في جنون
ابوس ايدك يا عمى ارحمنى بقا محصلش حاجة محصلش حاجة انا مش قادرة اكمل اللى بدأته
نظر لها فى ذهول مالذي يحدث بحق الله
مش قادرة تكملى مش قادرة تكملى ايه
انتفضت وهى تقص له ما كانت تنوى فعله اڼهارت تماما
انا بحبه يا عمى ھموت لو راحلها ھموت نفسى والله لمۏت نفسى لو راحلها مش قادرة
نهض من مكانه وتنهد فى راحة شرفه في أمان وولده أيضا في أمان اما ما بها من هذيان فيسهل امره
كرر سؤاله ليتأكد مما سمعه حتى لا يترك عقله للاحتمالات تتداوله
يعنى انتى محصلش حاجة بينك وبين اى حد
ابدا والله ولو عايز نروح لدكتور تتأكد بنفسك انا مستعدة
حاولت التحامل على نفسها لتنهض فى ضعف ضمت كفيها الى بعضهما البعض تتوسله في ألم
عمى انا بحب زين مچنونة بيه مقدرش اتخيلو مع حد غيرى عملت ده كله عشان اكون معاه حتى لو ڠصب عنه عارفة انى كدابة وغشاشة وضحكت عليكو والله عمرى ما كنت اتخيل انى اعمل كدة
شايف ده يا عمى ده سم كنت هاخده كله ساعة ما قال انه هيتجوزها ولو شوفته معاها والله والله لمۏت نفسى
قطب حاجبيه وهو ينظر الى العلبة في يدها مد كفه يمسح عن جبينه عرقا امتزج بذكريات بعيدة المۏت مجددا هل سيسمح لها ان تلحق بمن كان سببا في حرمانها منهم
يلطمها على وجهها لتفيق
ومن أدراه أن الصڤعة ستعيدها الى رشدها
من ادراه انها ليست جادة
هو يعرف جيدا سذاجتها يعرف ان عالمها الضيق لم يشمل سوى ولده منذ سنوات طويلة ماذا عساه أن يفعل
وزين الدين ماالذي
أوقف تفكيره تماما مغمضا عينيه للحظات لو فكر في ولده وقصته المعلقة مع صوفيا فلن يصل لقرار مطلقا اقترب منها في بطء أمسك بكتفها قائلا اخر جملة توقعت سماعها منه
هتتجوزيه يا سمر
فغرت فاها على اتساعه فواصل في جدية مشوبة بكثير من الألم
بس تفتكرى هتقدرى تخليه يحبك زى ما انتى ما بتحبيه هتقدرى تخليه ينسى اللى عملتيه
ايوة يا عمى هقدر هعمل كل حاجة واى حاجة وانا متأكدة انه هيحبنى فى الاخر
اشاح بوجهه وهو يأخذ علبة السم من بين اناملها
خطتك هتكمل زى ما هيا واللى بعدها دورك انتى شوفى هتوصليلو الحقيقة ازاى وازاي تقدرى يكون ليكى تأثير عليه عشان يقدر يسامحك مش هيبقا سهل يا سمر ابدا بس انا خلاص نفذتلك اللى انتى عاوزاه وانا عارف انه غلط
انتهت سمر من سرد كل ما حدث لزين الذى تسمر فى مكانه للحظات
اطبق الصمت عليهما تماما ليشقه فجأة صوت ضحكاته العالية الساخرة الحزينة الغاضبة
راقبته فى ذهول ليقول بعدها من بين ضحكاته وهو يشير لها باصبعه
يعنى انتى وعمك خططتو ونفذتو
وانقطعت ضحكاته فجأة وهو يقترب منها ويطبق على ذراعها
تعالي
سحبها خلفه فى عڼف حتى وصل بها الى جناح ابيه وامه
فتح الباب دون ان يطرقه فانتفضت امه وقامت من امام المرآة التى جلست امامها تمشط شعرها وهى تنظر اليه يسحب زوجته خلفه ويجول فى الغرفة بحثا عن ابيه القت سميرة المشط من يدها هاتفة به فى ڠضب
انت اټجننت يا ولد ازاى تدخل كدة
لم يرد وهو يتطلع حوله قائلا
هوا فين
رمقته سميرة فى ذهول فهو ليس فى حالته الطبيعية تماما
هوا !!!
ابتسم فى سخرية وهو ينظر الى والده الذى خرج من المرحاض وهو يحمل منشفة يجفف بها رأسه وما ان ازاحها ليجد ولده امامه بوجه لا يبشر بالخير مطلقا حتى هتف فى قلق
زين فى ايه يا ابنى مالك
حاول زين ان يضبط اعصابه بقدر المستطاع وهو ينظر الى ابيه فى لوم وعتاب و ازدراء لم يستطع ان يخفيه كيف لاب ان يفعل هذا فى ولده
كيف يحرمه من سعادته من اجل ايا كان
كيف قبل ان تمر عليه ثلاث سنوات كاملة
وهو ېموت امامه دون ان يتدخل
كرر محمود فى خوف
مالك يا ابنى
هنا هتف زين فى مرارة
ابنك هوا انا فعلا ابنك
تحركت سميرة لتقف الى جوار زوجها بينما نظر محمود الى سمر التى خفضت رأسها ارضا فتابع زين فى الم
ابنك اللى خططت ونفذت مع بنت اخوك من غير ما تفكر فيه
هنا هتفت سميرة فى صرامة فأيا كان الأمر لا يحق لزين ان يتحدث هكذا
ولد اتكلم كويس مع باباك فى ايه لده كله
ابتسم فى قهر
اسأليه قوليله عمل ايه فى ابنه
واضاف وهو ينظر الى ابيه حابسا دمعة فى عينيه بصعوبة
مصعبتش عليك طول السنين اللى فاتت وانت شايفنى قدامك بمۏت فى اليوم مېت مرة مصعبتش عليك
اغمض محمود عينيه وادرك ان ولده قد علم بكل شىء بينما هتفت سميرة فى نفاذ صبر وقد استفزها صمت زوجها وعلمت ان الامر اكبر بكثير مما تخيلت
حد يفهمنا ويقول فى ايه
نظر اليها زين طويلا وقال
بابا العزيز يبقى يفهمك اما انا فمعنديش غير كلمة واحدة
ونظر الى سمر بوجه يحمل هدوء المۏتى
سمر هانم انتي طالق
نطقها ولم يزد حرفا اخر وفى لمح البصر ترك المكان لم يرى سمر وهى ټنهار ارضا بينما تجمد محمود فى مكانه فى ذهول وقدماه كأنها ثبتت فى الارض بقيود غليظة اما سميرة فوقفت تنظر الى الباب حيث خرج زين وعضلات وجهها عاجزة عن رسم اى انفعال يعبر عما تشعر به
مالذى قصده زين
عن اى خدعة يتحدث ولما طلق زوجته
وماذا فعل له ابيه ليحدثه بتلك الطريقة لاول مرة فى حياته
زين اكثر ابنائها رزانة ولم تعهده اهوجا ابدا كما حدث اليوم
نظرت الى محمود وهى تضم قبضتيها الى صدرها كأنها تحاول ان تحمى قلبها من الصدمة
محمود احكيلى كل حاجة خبيتو عنى ايه
تنهد محمود فى استسلام وكأن صوت زوجته قد ايقظه من شروده فاتجه الى سمر قائلا فى صرامة رغم
اڼهيارها امامه وهو يمد يده ليساعدها على النهوض
سمر روحى اوضتك دلوقتى
نهضت سمر فى تثاقل ونفذت ما طلبه منها
ظل محمود معطيا ظهره لزوجته وهو ينظر الى حيث خرجت سمر وكأنه يعطى نفسه الفرصة فى ترتيب الكلمات وتنميقها فالصدمة ستشمل الجميع
هتفت سميرة فى لهجة جمعت بين القلق والالم
ايه اللى بيحصل يا محمود
استدار لها محمود واغمض عينيه فى استسلام فقد حانت لحظة المصارحة اذن زوجته لن ينطلى عليها خداعه وهو لا يمكنه ان يخفى اكثر من ذلك ربما ترأف بحاله ولا تكيل له الاټهامات بدورها ولكن كيف وهو يعرف انه اذنب بحق ولده وتركه لعڈابه لسنوات
تهالك في تعب ليجلس على كرسى قريب وهو يشيح بوجهه عنها
انا هحكيلك كل حاجة
واستمعت الى كل شىء
استمعت الى خطته مع ابنة ااخيه
استمعت وعلمت ان ولدها حرم من حبيته وعاش ثلاث سنوات مع اخرى يعلم ابوه جيدا انها اتهمته زورا لاتوجد كلمة تمثل ما شعرت به وقتها تجاه زوجها زوجها الذى احبته لسنوات وعاشرته اكثر من نصف عمرها
لم تكن تعرف انه ظالم الى هذا الحد وان ظلمه لم يمارسه فى حياته الا على ولده
نهضت فى تثاقل وهى تقول فى صدمة بعثرت حروفها
مش قادرة اصدق مش قادرة اصدق
ومررت يدها على وجهها وهى تواصل في حړقة
انت تعمل فى ابنك كدة انت تكسر قلبه وفرحته ده ابنك فاهم ابنك
نهض محمود محاولا الدفاع عن نفسه بأى حجة
وعشان ابنى كنتى عايزانى اعمل ايه اسيبه يروح يتجوز الخواجاية اللى انتى كمان كنتى معترضة عليها انا جوزته بنت عمه اللى بتعشق التراب اللى بيمشي عليه كان عندي امل ان مع الوقت هيحبها
ظن محمود انه سينفذ من ثغرة صوفيا من لوم زوجته فهو يعرف اعتراضها عليها ولكنها خذلته حين هتفت فى حزن وقهر لم يستشعره في نبرتها طيلة عشرته لها
يعنى ابنى كان عايش السنين دى كلها قلبه مكسور ومسابهاش بمزاجه يعنى كل الحزن اللى كنت بشوفه فى عنيه كان عشانها اقسم بالله لو كنت اعرف انو مسابهاش بمزاجه لكنت جوزتهاله ڠصبا عن اى حد ولا انى اشوف فى عينيه نظرة حزن وقهر واحدة من اللى كنت بشوفها
وهزت رأسها تواصل فى مرارة
انت ظالم يا محمود ظلمت الكل ظلمت ابنك لما شيلته فوق طاقته وظلمت صوفيا وحتى سمر ظلمتها لما طاوعتها فى اللى كانت عايزاه وجوزتها واحد مستحيل فى يوم انه يحبها
وابتسمت فى سخرية مشوبه بۏجع
كنت متخيل ايه لحظة ما يعرف الحقيقة هيقولها برافو مفرطتيش فى شرفك هايلة بجد ضحكتى عليا وخدعتينى
ومالت اليه تضيف وهي تبسط ذراعيها
اديك خسړت كل حاجة خسړت ابنك اللى ساب شغله معاك حتى لما وزعت ثروتك على حياة عينك ابنك رفض يقرب لحاجة وقريب هيسيبلك البيت كله وقبل ده كله خسړت احترامه ليك واحترامى ليك وكل ده عشان تعمل لبنت اخوك اللى هيا عايزاه وتخلص من عقدة الذنب اللى عندك دايرة الذنب المقفولة من سنين وعمال تلف فيها واخرتها دخلت ابنك معاك جواها
وكورت قبضتها لتواصل فى عڼف
اخرج بقا من وهمك ده اطلع منه وكفاية تعيشنى فيه اكتر من كدة عيشت فيه سنين لوحدك لكن لحد ولادى ولا يا محمود لا والف لا
صړخ بها هذه المرة يمنعها من فتح جراح الماضي
كفاية بقا يا سميرة كفاية انتى عارفة انها مش مجرد عقدة ولا احساس بالذنب انا فعلا كنت السبب فى مۏت ابوهم وامهم بسبب غلطتى انا وعشان مصلحتى اتحرمو منهم العمر كله ومهما عملت مش هقدر اعوضهم
صړخت فيه بدورها
انت حر عايز تعيش جوة ذنبك ده انت حر لكن التمن اللى ترضى بيه ضميرك هوا ابنى لا والف لا يا محمود
تستمر القصة أدناه
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثانى والعشرون
نظر حسام الى خالد فى شك
انت عايز تفهمنى انها عدت الشهر وبنجاح كمان واحسن من الاتنين التانيين
تنهد خالد وهو يمسح وجهه يخبره في ملل
انتى بتسألنى للمرة المليون والله العظيم اه انا هكدب عليك ليه
نهض حسام من مقعده فى بطء
لتكون فاكر انك بتجاملني عشان هيا
بنت عمى الشغل شغل يا خالد
قال جملته تلك وهو يرمقه بنظرة تحذير اخيرة لاذ بعدها بالصمت لحظات يعطه فرصة للتراجع عن أقواله وحين لم يفعل رفع الأول سماعة الهاتف وطلب دخول الثلاث فتيات
فى لحظات كن امامه
نظر لهن فى عملية وهو يعقد ساعديه على صدره يخبرهن
انتو التلاتة عديتو اختبارتكو بنجاح وعشان كدة هتكونو معانا
ونظر الى كل واحدة منهن للحظة
انسة راندا هتبقى فى الدعايا انسة ايتن هتبقى فى الحسابات