الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية فردوس الشيطان بقلم مريم غريب(كاملة)

انت في الصفحة 2 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

من باب الشقة
تلتفت يارا لها و تقول بتبرم 
إنتي كنتي فين يا ماما أنا كل ما أجي من برا
ميرڤت بضيق سبيني في حالي ونبي يا يارا
لسا جاية من عند خالتك سعاد و مغمومة علي أخري و الله
يارا و هو تلوي فمها بإمتعاض 
إيه إللي حصل تاني . مين المرة دي أحمد و لا كريم و لا هشام 
ميرڤت هشام
يارا و عمل إيه سي هشام إشجيني
ميرڤت سرق طبنجة ظابط
ميرڤت هو و صحابه كانوا صايعين إمبارح في الشارع لحد أخر الليل فضلوا يضايقوها لحد ما وقفهم أمين دورية . الظابط نزلهم و إداهم كام شتيمة فمسكوا فيه . واحد عوره و التاني كسرله إيده و إبن خالتك الباشا سرق و جري هربان علي البيت
يارا پغضب الحيوآان .. ده يستاهل قطع رقبته . طبعا خالتي مخبياه دلوقتي و البوليس بيدور عليه
ميرڤت بسخرية البوليس قبض عليه يا حبيبتي
صاحبه الوحيد إللي إتمسك قر عليهم من أول ألم
يارا يا نهآااار إسووود .. طيب محدش راح يخرجه و لا حد عمل أي حاجة 
ميرڤت بضيق شديد لأ محدش عرف يعمله حاجة حتي الكفالة عشان يخرج ماينفعش . هيتحبس 15 يوم علي ذمة التحقيق و الله أعلم هترسي علي إيه
منه لله الواد ده هيجيب أجل أمه
عموما أنا هتصرف كلمي خالتو و طمنيها
ميرڤت بتلهف بجد يا يارا هتعملي إيه 
نظرت يارا لها و قالت بتأفف 
هعمل إيه ! هعصر علي نفسي فدان لمون و هكلم مستر هتلر
ميرڤت بإستغراب هتكلمي مين إيه هتلر ده !
يارا بضيق الأستاذ شكري .. رئيس الزفت التحرير !
هنا في هذا الحى القاهري الراقي و الذي يتميز بالعزلة و الهدوء بعيدا عن ضجيج المدينة ... تبرز مساحة من الأرض
تقع في الجزء الجنوبي الغربي للمنطقة توضعت عليها ڤيلا آلداغر الفخمة الشامخة
الحراسة تطوق المنزل و الحركة ساكنة بالحديقة إلا من تمايل أغصان الشجر و زقزقة العصافير
تظهر إمرأة في العقد الرابع من عمرها عند الشرفة العلوية للمنزل تلقي نظرة قلقة علي مرآب السيارات و تطمئن فجأة حين لمحت سيارة أخيها في مكانها
تترك الشرفة و تنطلق صوب غرفته تفتحها دون أن تدق علي الباب و تدخل ..
سفيان .. سفيان . يا سفيان إصحي
يتململ سفيان مغمغما بضيق 
إيه يا وفاء في إيه علي الصبح
سبيني نايم شوية أنا ماكملتش ساعتين
وفاء بنبرة خفيضة أنا بس كنت جاية إطمن عليك . خلصت الموضوع بهدوء زي ما إتفقنا !
سفيان بصوت ناعس أيوه . كله تمام ماتقلقيش .. يلا بقي إخرجي
عايز أنآاام
وفاء طيب يا حبيبي هاسيبك . بس هبلغك رسالة من المتر سامح الأول . بيقولك ميرا خرجت من المستشفى من ساعة
وفاء أمها .. أمها إللي خرجتها و خدتها علي البيت هو لسا مكلم المحامي إللي وكلناه
في أمريكا و هو بنفسه إللي بلغه بالخبر ده
سفيان و هو يتوقد ڠضبا و إزاي بنت دي تخرجها بدون علمي 
دي نهارها أزرق . أنا هسافرلها و هطلع .. و كاد يمضي نحو خزانته
لتستوقفه أخته إستني يا سفيان . الأمور مش بتتاخد كده
سفيان بعصبية أومال بتتاخد إزآااي 
إنتي عايزاني أستني لحد ما بنتي تضيع عشان أتحرك !!
مش كفاية سبتها مع أم مستهترة و سنة بحالهم 
وفاء و هي تحاول تهدئته ماتقلقش يا حبيبي هانجبها
إهدا إنت بس هي هتروح فين يعني 
أمها ماتقدرش تنقلها من مكانها في قضية شغالة و المحكمة كمان إسبوع و بعدين الشرطة هناك مش بتهزر .. إهدا بقي كله هيبقي تمام
زفر سفيان حانقا و قال بخشونة 
لأ

. مش هاهدا .. إطلبيلي سامح خليه يجي حالا
أنا داخل أخد دوش بسرعة .. و أكمل و هو ينطلق صوب المرحاض الملحق بالغرفة 
و خلي حد يجبلي القهوة بتاعتي هنا
تنهدت وفاء و تمتمت يائسة 
مافيش فايدة . لا بيرتاح و لا بيهدا أبدا . نآاار قايدة و مابتنطفيش !
تجلس يارا بجوار شكري العبيدي رئيسها في العمل تستمع بفتور إلي حواره الثقيل مثله مع الضابط
شكري بلهجته الرسمية سيادة اللوا باعتلك سلام معايا يا حضرة الظابط و بيقولك تستعجلنا محضر الصلح لو تكرمت .. و ناوله كارت اللواء
الضابط و هو يلقي بالكارت فوق مكتبه بحركة إستخفاف يا أستاذ شكري إنت مش محتاج كارت . يكفي مجيتك لحد هنا إنت شرفت القسم و الله
شكري بحبور الله يخليك يافندم متشكر
الضابط بس العيال دي لازم تتربى .. سبهملي يومين هنا و أنا هخلي سبيلهم و هراضي الأمين إللي إضرب بس بعد ما يتأدبوا شوية
إرتبك شكري و هو ينظر نحو يارا المستنكرة فعاد بنظره للضابط و قال بلطف 
معلش عشان خاطري أنا تخرجهم إنهاردة !
صمت الضابط لبرهة ثم قال بفم ممتعض 
ماشي يا أستاذ شكري
عشان خاطرك إنت .. و الله ما بعملها مع حد عشان تبقي عارف بس
شكري بإمتنان متشكر يا
باشا . و إحنا كمان في الخدمة لو عوزت أي حاجة
الضابط يا سيدي ربنا يبعدنا عنكم . الصحافة بالذات إحنا في حالنا و إنتوا في حالكوا
شكري و هو يضحك برضو في الخدمة يا باشا
و خرج كلا من شكري و يارا بعد أن حصلا علي وعد من الضابط بإخلاء سبيل هشام .. في المساء سيعود إلي بيته
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا ريس .. قالتها يارا بلهجة فاترة
لأ يا أستاذة يارا إنتي عارفة ممكن تشكريني إزاي .. التحقيق ده مهم و لازم يتغطى خصوصا إن بقيت الجرايد ماكتبتش عنه لغاية دلوقتي كله خاېف يسافر بسبب الفوضى و الإنفلات الأمني إللي هناك دي فرصتنا
يارا پغضب ممزوج بالدهشة يعني حضرتك بتقول الناس خاېفة تسافر و فوضي و إنفلات أمني و ما شاء الله الجرنال مليان زملا رجالة ضاقت بيك أوي و عايز تبعتني أنا هناك !!
شكري بجدية إنتي بالذات لازم تسافري . إنتي مش مجرد صحافية شاطرة عندي لأ . إنتي كمان أحسن مصورة في الجرنال . و يا ستي لو كنتي خاېفة من السفر لوحدك هبعت معاكي الأستاذ شمس محرر باب الحوادث و الۏفيات أهو يساعدك في كتاية التقرير هو راجل خبرة 
يارا و هي تحتدم غيظا هاخد معايا الأستاذ شمس الكفيف ده أنا كده إللي هشتغله داده طول الرحلة
إنت عايز توديني في داهية يافندم !
زفر شكري و قال بضيق 
إسمعيني . مش عايز جدال . إللي عندي قولته
يا تسافري بكره تغطيلي التحقيقات يا تدوري علي جرنال تاني تشتغلي فيه
يارا بقي ده كلام يعني يا ريس 
شكري هو ده الكلام بالنسبة لي . مهنة الصحافة لها ضريبة و الصحفي الناجح هو إللي بيكون مغامر و قلبه مېت حتي لو واحدة ست هتبقي ب راجل و حواليكي أمثلة كتير يا أستاذة يارا
نظرت يارا له و قالت بصوت جاف 
ده أخر كلام عند حضرتك 
زم شكري شفتاه و قال بصرامة 
أيوه . و عايز ردك بكره الصبح عشان لو رفضتي ألحق أتصرف .. و أكمل بسخرية 
و تلحقي إنتي كمان تشوفيلك جرنال خايب تشتغلي فيه علي كيفك و تفضلي صحفية درجة تالتة طول عمرك
عن أذنك يا أستاذة .. و رحل
صحفية درجة تالتة !!
طيب

انت في الصفحة 2 من 21 صفحات