الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قصة حلم كاملة

رواية سقر عشقي چحيم الفراق(قصة حلم) بقلم سارة مجدى كاملة

انت في الصفحة 1 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

وصلت تلك القافلة التى تتبع أحد دور الرعاية بالمشردين . حيث أرسل أحد أهالى تلك البلده رسالة يبلغهم عن سيدة فى أواخر  الأربعينات و قص عليهم قصتها . فهى متواجده فى بلدتهم من ثلاث أسابيع لا يعلمون عنها شىء أو من هى و أيضا هى لا تؤذى أحد لكنها أيضا ترفض أى مساعدة
و هناك أيضا من عرض عليها غرفة صغيرة تعيش بها لكنها رفضت بشدة

لا تتناول الطعام الذى يحضره لها أهل البلده تتعفف عنه إلا من قطعة خبز صغيرة تأكلها و الدموع تملىء وجهها
بالفعل لم تتأخر تلك الدار وحضر اليوم إليها  ثلاث رجال و فتاة و سيارة مجهزة صحيا
جلس أحد الشباب أمام السيدة التى تمتلك عيون خضراء بشكل مميز و واضح خاصة مع إتساخ وجهها
و إختفاء جمال ملامحها خلف تلك العلامات السوداء و خطوط الزمن و قال بابتسامة
إزيك يا أمى أنا محسن من دار . لرعاية كبار السن
ظلت تنظر إليه بصمت لم تتحدث ببنت شفه ليكمل هو بابتسامته المريحة . و البشوشة
نتشرف أن حضرتك تنضمى لأسرتنا الصغيرة
أيضا لم تقل شىء . تنظر إليه بنفس الإبتسامة ليمد يديه لها و أكمل
يلا بينا !
نظرت تلك المره ليديه لتجد حول معصمه خاتم خطبة فقالت
بتحبها 
قطب جبينه بحيره لتضع أصبعها تشير إلى المحبس و كررت سؤالها
بتحبها !
أومىء بنعم مع إبتسامة واسعة . و قال بصدق
أوى أوى . هى كل عمرى
أومئت بنعم ثم  قالت بشرود حزين و به من الألم الكثير
الحب ضمان لحاجات كتير . مفهمتش ده إلا متأخر . إلا لما كل حاجة ضاعت و راحت . لما خسړت الشخص الوحيد إللى بيحبني و خسړت صاحبة عمرى و خسړت حياتى كلها
قطب محسن حاجبيه بعدم فهم وشعر و كأنها تهزى . لكنه قال بهدوء
تعالى يلا معانا و هناك هسمع قصتك كاملة
أعادت يديها على قدميها كما كانت تجلس و قالت بأمر طفولى
لأ تسمع قصتى الأول
ليجلس أرضا أمامها و جلست باقى القافلة التى حضرت معه  أيضا و بدأت هى فى قص كل ما حدث معها
ااااه يا زين . ااااه يا زين ااااه يا زين العابدين
ياوااارد ياوااارد مفتح بين الباساتين
كانت تتمايل بدلال و أنوثه طاغية ټخطف أنظار كل من بالمكان خاصة مع تلك البدله التى تظهر الكثير من جسدها بسخاء كبير . كانت عيونه التى تتابع جسدها بشوق و عيون تلمع و لهفه للقائهم المرتقب . بعد تلك الوصله من الرقص التى أشعلت جسده بڼار الحب و الشوق و اللهفه و الرغبة
و كانت هى ترسل إليه نظراتها كسهام تعلم جيدا أين تصيب و كيف . ټجرح دون نقطة دماء واحده . تجعله دائم التعلق و لا يستطيع الإبتعاد عنها يلاحق خطواتها و تتعلق روحه بجرس خلخالها
فى بيت كبير عريق . لعائلة من أكبر عائلات تلك المدينة العريقة . كان الجد الكبير بركات و الذى وصل عمره الأن إلى الثمانين إلا أنه مازال صاحب الكلمة العليا فى عائلته . لكن بحب و إحترام و أحتواء . لا يوجد لديه أغلى من عائلته و أولاده و أحفاده . لم يكن أبدا ذلك الأب متسلط الرأى . أو الذى يريد أن يأمر و الباقى يطيع دون أن يقتنع أو يكون راضى
يجلس على رأس طاولة الطعام . دائما يكون أول الجالسين عليها و أيضا أول المغادرين . كانت رقية زوجة مصطفى الأبن الأكبر لهذة العائلة و التى أصبحت سيدة البيت بعد ۏفاة حماتها و والدة زوجها
أيضا هى أصبحت أم لبنات أخو زوجها بعد ۏفاة والدتهم منذ أكثر من عشر سنوات
خرجت من المطبخ و هى تقول بابتسامة واسعة
صباح الخير يا عمى . حالا و الفطار هيكون جاهز
أومئ بركات بنعم و قال بهدوء و هو يستند بيديه على عصاته الأبنوس
أحمد هيفطر معانا و لا زى كل يوم 
أهتزت حدقتيها و قالت ببعض التوتر فهى لا تستطيع أن تخفى شئ على والد زوجها
أحمد لسه مرجعش . ما نمش فى البيت إمبارح
أغمضت عيونها و أرتسم التقزز على ملامحها حين أستمعت إلى ذلك الحديث صدفة . و لكن ما الجديد . هذا هو والدها . من تسبب فى مۏت والدتها . أناني لا يفكر إلا بنفسه . لا يريد سوى رغباته و شهواته أهم عنده من بيته و زوجته و بناته . بناته الذى لا يكره شئ فى الحياة كما يكرههم . من كان يعاير والدتهم بهم و بعدم قدرتها على إنجاب صبى كما فعلت زوجة أخيه . ناسيا أن المرأة ما هى إلا أرض صالحة تزرع بها بذرتك و على حسب ما تزرعه تنبت
أخذت نفس عميق تحاول تجاهل ذلك الألم الذى يجثم فق صدرها و أقتربت من جدها تقبل يديه بإحترام و جلست فى مكانها تنتظر قدوم الباقى . و أولهم عمها مصطفى . أكثر الأشخاص التى تستمتع كثيرا بحديثه و دفىء مشاعره كأب يحترم أولاده و قرارتهم . و أيضا يعطيهم المساحه الكافية ليخوض كل منهم تجربته كما يريد . و أيضا يدعمها هو وشقيقتيها دائما
أنتبهت من أفكارها على صوت رقية و هى تقول
قومى يا حلم صحى أهل الكهف إللى فوق دول مش هنفضل مستنيهنم كتير
أنا جيت أهو
قالها مصطفى و هو ينحنى يقبل رأس والده و يديه و جلس فى مكانه و أكمل
آسف على التأخير يا رقه . عديها المرادى
أبتسم بركات دون أن يعقب . و أعتدلت حلم تنظر أمامها بخجل . خاصة و إن عمها حين يقول لرقية رقه تتلون وجنتيها بخجل و تبدأ فى إنتقاد أى شئ يقوله أو يفعله . و هو فقط يبتسم لها و يقول حاضر 
ثوانى قليله و حضر غسان و نوار التى تبدوا على عيونها البكاء . لتقطب حلم حاجبيها بضيق . هى تعلم حساسية نوار و دموعها القريبة التى تنهمر على أقل الأشياء . و  لكن هل ضايقها غسان كيف و هو يعشقها حقا و الجميع يعلم ذلك .  إذا تلك الدموع بسبب ذلك الموضوع الذى ينغص عليها حياتها
أبتسمت نوار فى وجه أختها حتى تطمئن ذلك السؤال الواضح فى عيونها . و أنهى غسان حيرة حلم حين قال بعد أن حيا والده و جده و جلس جوار زوجته
حلم من فضلك تنزلى النهارده مع نوار علشان تجيب فستان حلو . علشان أنا النهارده عازمها على العشا و عايزها تكون مميزه كالعادة
آبتسمت حلم و هى تومئ بنعم . حين نظرت إليه نوار بعيون حزينة ليمسك يدها المستريحة فوق طاولة الطعام و ربت عليها عدة ربتات و عيونه تخبرها بكم يعشقها
فى تلك اللحظة أقترب يوسف الذى يمسك بيد عائشة الأخت الوسطى و القريبة بشكل كبير من حلم . تتفهمها . تستوعب مخاوفها و دائما تدعمها . لكن أيضا أكثرهم مواجهة لها بحقيقة الأمور
يوسف طبيب القلب الصغير لكنه متفوق فى عمله . و أثبت ذلك أكثر من مره . حين أقام عمليات قلب لكثير من أطفال البلده . بمبالغ مخفضه و أحيانا دون أن يدفعوا أى شئ
المرح صاحب الإبتسامة المستمرة و الذى لا يتوقف عن مشاغبة الجميع و يترك بداخلهم دائما أثر طيب لوجوده فى حياتهم
خاصة مع عشقه لعائشة التى تشبهه فى المرح لكن بشكل أقل وهادئ
جلسوا بعد أن حيوا الجميع و جلست رقية جوار زوجها و هى ترسل إليه من وقت لآخر نظرات تحذيريه من تكرار منادتها برقه مره أخرى و لكنها نظرت إلى غسان و قالت باستفهام
راغب فين يا غسان 
رفع غسان عيونه ينظر إلى والدته و قبل أن يجيبها دلف راغب من باب المنزل يدعم عمه أحمد فى وقفته المترنحة ليقف الجميع سريعا ينظروا إلى ذلك المشهد الذى يتكرر كثيرا كل يوم و آخر يحضر أحمد إلى البيت و هو يترنح . أو يذهب أحد الشباب ليحضروه من إحدى الحانات
ساعد غسان أخيه فى إسناده و الذهاب به إلى غرفته . كانت حلم تنظر لكل ما يحدث بعيون غاضبة مشټعلة . و أيضا بكره شديد . كره يزداد تجاه والدها يوميا . و لا يقل
لم تعد تحتمل . غادرت طاولة الطعام تحت أنظار الجميع الذين يتفهمون موقفها . و يشفقون عليها . و لكن ليس بيدهم شئ . فلقد عجز بركات و مصطفى على تقويم سولكياته و جعله يتصرف بشكل سليم . و يراعى سمعته و سمعه عائلته و بناته . لكن لا حياة لمن تنادى و كأنه لا يسمع أو يرى أو يفهم من الأساس
أغلقت باب غرفتها . تحاول أن تهدء إحساسها بالتقيئ و لكنها لم تستطع فتوجهت سريعا إلى حمام غرفتها . و أفرغت ما بمعدتها و هى ترى أمام عيونها
يوم ذهبت مع والدتها فى ذلك اليوم إلى ذلك المكان الغريب و رأت والدها يجلس جوار سيدة جميلة شابة صغيرة . و لم يكن يرتدى شئ سوا ملابسه الداخلية . يتحسس جسد تلك السيدة بشكل يثير الغثيان و يسمعها كلمات معسولة و يتغزل بمفاتنها و جسدها
جلست أرضا تستند بظهرها على حائط الحمام و هى تتذكر ما حدث
حين عادوا إلى البيت و والدها يسحب والدتها من خصلات شعرها . و هى تمسك بيد إبنتها بقوة تحاول حمايتها من أن تطالها يد والدها و حين وصلوا إلى البيت و كأنه لا يرى إبنته إنهال على والدتها بالضړب دون رحمه . و كانت حلم الفتاة الصغيرة صاحبة الثلاثة عشر عاما لا تستطيع فعل أى شئ تساعد به والدتها . فنزوت فى إحدى أركان الغرفة تبكى بصمت . و هى ترى كل تلك الصڤعات و الركلات التى تلقتها والدتها بكل ڠضب و عڼف من والدها و بدون رحمه
و حين أنتهى منها قال بتقزز أنت مفكره نفسك ست . أنت هنا علشان خاطر البنات يا أم البنات . وبس . لكن أنا هجيب الولد يعنى هجيب الولد . يا أرض بور نبتها عار و مرار 
و غادر الغرفة و أغلق الباب خلفه پعنف كبير . كانت والدتها ممدده أرضا وجهها ېنزف بشده . و تأن پألم أقتربت منها حلم تتمدد جوارها و تحاوطها بذراعها الصغيرة و تبكى بدون صوت
لتغفوا على هذا الوضع و أستيقظت على صوت صرخات و بكاء و كلمة نحرت قلبها و روحها
ماټت والدتها بيد والدها 
طرقات على باب الحمام

انت في الصفحة 1 من 25 صفحات